|
بين القمّة والسفح احتار الجبل | فطيمة المراكشية ما أقبح أن نقلّل من شخص فقط لأنه بسيط الحال وقليل المال بين السفح والقمة احتار الجبل كان الوقت صيفا حارا .. شمسه لا ترحم في تلك السهول وبين التلال والجبال يشمر الفلاح على ساعديه ليستخرج قوته من الأرض توكل على المقتدر الأحد , فأحسن النية وحرث موسما مطلّا على مشارف الشتاء من باقي خزينة الحبوب أفرغ المخزون ومنحه هدية للأرض معتمدا على الله أولا وعلى غيث السمااء ليهطل فيفجر التربة تفجيرا من جديد تدبّ فيها الحياة لم يجزم هذا ( المتوكّل ) أن السماء ستروي القوت والأمل لكن الإعتماد على مقسّم الأرزاق والإخلاص في العمل انتظر وانتظر وها هو الخير انهمر ازدهرت الأرض فاخضرّت ومن الحبوب أخرجت ارتوت فنمتْ ومن السنابل أثمرت لبداية الكلام نعود وفي فصل الصيف بلغ المثابر المقصود ها هو شمّر وبسْمَل ومرة أخرى على الله توكل من الزرع حصد ومنه سيأكل ونأكل ويأكلون اختلفت الأسباب .. هذا عمل وأكل من خير السهل والفج ونحن بالمال نشتري ما أنتج ذاك فلاح بين الناس حظه قليل فقط لأن ثيابة رثة .. امتزجت ألوانها بلون التربة فقط لأن كفيه جافة خشنة لا تسرّ من يصافح فقط لأن جبينه رسم عليه حر الشمس خطوطه فقط لأن رائحته عرق الحرث والزرع والحصاد فقط لأن الظروف حرمته من الدراسة لتضعه في دائرة الفِلاحة فهو في نظرنا ( أمي ) والأمي بلغة العرب يعني ( جاهل ) .. فقط لأنه اشتغل أكثر وتعب أكثر ليوفر لنا ما نحصل عليه نحن ببضع قروش يأخذها مننا هذا ( الأمي المتعرق الرث الثياب ) .. يأخذها ليشتري بها حبوبا للأرض ليعيد الكرّة من جديد وبنفس الآلية .. ونعطيه قروشا بنفس النظرة .. وهكذا ... الحظ لنا نحن ... نحن أصحاب البشرة المتعوب عليها نحن أصحاب الهندام الللائق والمتناسق الألوان نحن أصحاب الأيادي الجميلة والناعمة التي لم تُخلق إلا للقلم .. وأزرار هذا الجهاز نحن أصحاب العطور الفواحة نحن لا نتعرّق !! من قال اننا من فصيلة بشرية الفلاح ؟! أجسامنا بها هرمونات من عود وعنبر !! عجبي الله يديم علينا ( الدوش والصابون ) وإلا ................. هذا نحن في هذه الحياة .. كالقمة مع السفح القمّة تنظر للسفح بكل عجرفة واحتقاار وغالبا مكوناتها من حجر وصخر لا تنفع لشيء سوى لمن أراد >> الإنتحار والسفح ينظر للقمة في عجب وحيرة ويقول : انا الخير أنا الحياة أنا استمرار القمة في تبات لولاي لانهار الحجر على الشجر لولاي لانحدر العلو إلى القعر مالك شامخ بأنفك أيها البشر وقد قٌدِّر رزقك بين سواعدي والمطر أنا الأداة أنا المحراث أنا المنجل والكد والسهر وأنت على كرسي الغرور بالنهي والأمر سحقا لنفس صنّفت جزافا بنو البشر أرجو أن تقبلوها مني بسيطة كما هي \ فطيمة المراكشية المملكة المغربية |
رد: بين القمّة والسفح احتار الجبل | فطيمة المراكشية شكرا لك الأخت الفاضلة نقبلها كما قلت بسيطة لكنها مركبة فبين هذا و ذاك تستمر الحياة بين شموخ القمة و انحدار السفح تتكون الوحدة و بين الأخد و العطاءيتعزز الانتماء لجنس البشر |
رد: بين القمّة والسفح احتار الجبل | فطيمة المراكشية اقتباس:
اقتباس:
هكذا هي المفارقات التي يعيشها الإنسان وإن دققنا النظر سنجدها تبني حواجز بين هذا الشخص وذاك حسب مستواه المادية .. وحتى المستويات الفكرية لم يعد لها شأن عند البعض لأن المادة قد طغت .. يجب عدم أخذ الناس بالمقياس المادي .. فلكل إنسان كرامته وإنسانيته لابد أن نحترمها في شخصه ونقدرها شكرا زولا على إضافتك ومرورك الغالي |
رد: بين القمّة والسفح احتار الجبل | فطيمة المراكشية القمة اعني القمة في الكتابة رائع جدا |
رد: بين القمّة والسفح احتار الجبل | فطيمة المراكشية وأنت على كرسي الغرور بالنهي والأمر سحقا لنفس صنّفت جزافا بنو البشر رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااائع |
| الساعة الآن 05:57 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd