نورالدين معلمي، مستشار في التوجيه التربوي:

منظومة التوجيه ككل لازلت تعاني من عدة اختلالات


 حدثنا عن أهمية التوجيه التربوي بقطاع التربية الوطنية.؟
 لا أحد ينكر دور الإعلام والتواصل في المجال التربوي وبالخصوص التوجيه والتخطيط ، فتقاسم المعلومات بمختلف أشكالها وتيماتها يشكل العمود الفقري لكل التدخلات الناجعة في الميدان ويعد سلوكا مواطنا للنهوض بالمدرسة العمومية لما فيه خير ناشئتنا .ولأن وظيفة المدرسة في تحول جديد نقلها من وضع إعادة إنتاج نفس النسق الاجتماعي والثقافي إلى وظيفة جديدة تتمثل في قيادة قاطرة التحولات الاجتماعية والمجتمعية والإنسانية وإعداد أجيال منفتحة على التطورات والتحولات الإنسانية في العالم، بالإضافة إلى وظيفة الارتقاء الاجتماعي ، لهذا فإن الحاجة ملحة لوسطاء يساهمون إلى جانب كل المبادرات الأخرى في الارتقاء بطرح الأسئلة المناسبة وتيسير الإجابة عنها من زاوية التفاعل مع المحيط الدولي ومراعاة إكراهات الواقع ورفع تحديات التنمية المستدامة ،وسطاء قادرون على القيام بادوار وقائية ،نمائية وتربوية لصالح الناشئة التي أصبحت تائهة في عالم افتراضي أفقدها الواقعية ، الجرأة وحرية المبادرة .

 ما هي أهم المشاكل والاختلالات التي يعاني منها نظام الاستشارة والتوجيه؟
 بالنظر لمؤهلات وخصوصيات أطر التوجيه والتخطيط التربوي التي تشكل النواة الأساسية للجانبية المؤهلة للإسهام في التفاعل مع الوظائف الجديدة للمدرسة من داخل مكونات منظومة التربية والتكوين
فانه من الواجب الالتفاتة بشكل جدي ومسؤول من طرف المسؤولين عن القطاع للاستفادة من الطاقات التي تزخر بها هذه الفئة من الأطر،و التي تلقت تكوينا أساسا مميزا بمركز التوجيه والتخطيط التربوي الذي يشكل استثناء بالمقارنة مع مختلف مراكز تكوين الأطر الأخرى ،ولكونه أيضا مركزا وحيدا وفريدا للبحث العلمي في مجالي التوجيه والتخطيط التربويين في شمال إفريقيا . فبالرغم من تحقيق المشروع المدرج بالمخطط الاستعجالي المتعلق بوضع نظام ناجع للإعلام والمساعدة على التوجيه للحد الأدنى من الأهداف، بخلقه لمناخ عمل اطر التوجيه بالقطاعات المدرسية عن طريق إعادة هيكلة البنيات الخدماتية جهويا وإقليميا وخلق فضاءات للإعلام والمساعدة على التوجيه بالمؤسسات الثانوية ،إلا أن منظومة التوجيه ككل لازلت تعاني من عدة اختلالات أهمها ضعف التغطية على المستوى الوطني والخصاص الحاد لأطر التوجه والتخطيط التربوي الذي مافتئ يتزايد سنة بعد أخرى، علاوة على غياب قانون إطار يوضح المهام والوظائف لمختلف المتدخلين وكذا ميثاق أخلاقي ينظم تدخلات أطر التوجيه والتخطيط التربوي .

 ما هي أهم مقترحاتكم لوضع هذا النظام على سكته الطبيعية؟
 نحن كأطر توجيه وتخطيط عاملة بالميدان قلقون جدا من الوضع الحالي لمنظومة التوجيه والتخطيط التربوي ،فكل المؤشرات تشير إلى أن المراجعات التي خضع لها النظام التربوي والنظام الخاص بأسرة التربية والتعليم وما تراكم على التوالي من انعدام تكافئ الفرص بين المتمدرسين وحيف ولا إنصاف بين مختلف الفئات العاملة بالقطاع بسبب الضغوطات التي مارستها فئات مهيمنة داخل المنظومة وتواطؤ جهات أخرى لأسباب مختلفة، بحيث أضحى الوضع في الواقع معقدا يجعل من مهمة إصلاح النظام الأساسي والمنظومة التربوية على قاعدة الإنصاف ورفع الحيف على مختلف الفئات المتضررة مهمة شبه مستحيلة . نتمنى صادقين من الحكومة الحالية أن تزيح كل الاكراهات التي أفرزت الاختلالات التي عانت منها ولازالت تلازم منظومتنا التربوية من اجل تعليم جيد ،فعال وناجع وتربية شاملة تلامس كل متطلبات تكوين الإنسان المواطن المغربي الحداثي، المتشبع بالقيم الإنسانية الكونية .