2012-10-12, 20:06
|
رقم المشاركة : 24 |
إحصائية
العضو | | | رد: إشراقات وجودية بقلم شلا زموري. متجدد. | الصدق هو:قول كلمة الحق عند من تخافه وترجوه.وقيل: - استواء السر والعلن. - القول بالحق في المواطن المهلكة. قال الجنيد : حقيقة الصدق أن يصدق في مواطن لا ينجي منه إلا الكذب. قال أحد العلماء يوصي ابنه : يا بني لا تكذب حيث تظن أن الكذب ينفعك بل يضرك ، واصدق وإن ظننت أن الصدق يضرك فإنه ينفعك.فالصدق لا يضر صاحبه.- وأكمل الصدق الصدق مع الله ومن صدق الله صدقه. فلنفكر في تلك الساعة التي سيحضر للعبد أجله وتحين قيامته وتدنو ساعته ويلقى ربه وينتقل من هذه الدنيا حينها نسائل نفسنا هل صدقنا مع الله عزّ وجل في قولنا ، في عملنا ، في ظاهرنا ، في باطننا، في ليلنا ، في نهارنا ، في صباحنا ومسائنا. والصدق مع الله يستوجب : الصدق في القلوب الاهتداء بالأنباء والرسل وخير عباد الله من الأقوام الصالحين معاشرة الأخيار ـ التوبة الصادقة الغيرة على الدين حب كتاب الله الحياة لله قيام الليل .. الصدق مع الله في السراء والضراء . فالصدق مع الله من أجل أنواع الصدق ، و المسلم يكون صادقاً مع ربِّه تعالى إذا حقَّق الصدق في جوانبه الثلاثة : الإيمان والاعتقاد الحسَن ، والطاعات ، والأخلاق ، فليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ، وإنما الصادق فيه هو من حققه على الوجه الذي أراده منه الله تعالى ، فليس كل من عمل طاعة يكون صادقا بل لابد أن يكون ظاهره وباطنه على الوجه الذي يحبه الله تعالى ويرضاه . وقد بَينَّ الله تعالى الصادقين في قوله: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَة وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْس)ِ ثم قال سبحانه بعد هذه الأوصاف كلها: (أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) البقرة/ 177 وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسير الآية : ( أُولَئِكَ ) أي : المتصفون بما ذُكر من العقائد الحسنة ، والأعمال التي هي آثار الإيمان ، وبرهانه ونوره ، والأخلاق التي هي جمال الإنسان وحقيقة الإنسانية : فأولئك هم ( الَّذِينَ صَدَقُوا ) في إيمانهم ؛ لأن أعمالهم صدَّقت إيمانهم ، ( وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) لأنهم تركوا المحظور ، وفعلوا المأمور ؛ لأن هذه الأمور مشتملة على كل خصال الخير ، تضمناً ، ولزوماً . فالعبادات المنصوص عليها في هذه الآية : أكبر العبادات ، ومن قام بها : كان بما سواها أقوم .قيل قديما الصدق في اقوالنا اقوى لنا والكذبفي افعالنا افعى لنا، وقد ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهماأنه قال : أربع من كنَّ فيه فقد ربح: الصدق والحياء وحسن الخلقوالشكر ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : لا تنظروا إلى صلاة امرئ ولا صيامه ، ولكن انظروا إلى عقله وصدقه. ويقول : إني لا أخاف عليكم أحد رجلين : مؤمناً قد تبين إيمانه ، وكافراً قد تبين كفره ، ولكني أخاف عليكم منافقاً يتعوذ بالإيمان ويعمل لغيره. أما حديث الناس عن المرء فهو نوعان : الحديث الكاذب والمفترى وقد وردت آيات وأحاديث تحرم ذلك وتتوعد صاحبه بالعذاب الأليم ، فهذا النوع لا يجب أن نعيره اهتماما لأنه تنطبق عليه مقولة القافلة تمر والكلاب تنبح . وأما أقوال الأشخاص إذا كان الهدف منه الجهر بالسوء الذي لا يحبُّه الله ، و التنفير من الفعل السيء والمحرّم شرعا ، وحمل صاحبه على تركِه ، وتحذير الناس منه و كشف باطل أقاويله على الملأ خصوصا إذا كان يقترن بالحجج والوقائع والدلائل لابد من فضح صاحبه حتى لا ينخدع الناس فيه خصوصا إذا كان ممن خندق نفسه في معسكر الإصلاح والبناء ، وممن يدعي أنه سخر قلمه لهذه الغاية ، وكان ممن يحملون أشرف وأنبل رسالة ، وكان ممن يهلل له الجميع في المنتديات وغيرها برجاحة الفكر و.... ، فهذا يعتبر جرثومة لابد من التشهير به امتثالا للمقولة " اذكروا الفاجر وفي رواية الفاسق بما فيه حتى ينفضح أمره أو ينكشف أمره " وخير مثال لنا هو ما حدث مع عمر بن الخطاب عندما قال "أيها الناس من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليقومه "، فقام له رجل وقال : والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا ، فقال عمر : "الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من يقوم اعوجاج عمر بسيفه" . | |
| |