2012-04-18, 10:50
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | أسباب انتشار البدع في العالم الإسلامي | السلام عليكم ورحمت الله تعالى وبركاته أسباب انتشار البدع في العالم الإسلامي أولا : الجهل بأحكام الدين : كلما امتد الزمن ، وبَعُدَ الناس عن آثار الرسالة ؛ قَلَّ العلمُ وفشا الجهل ،فلا يُقاومُ البدعَ إلا العلم والعلماء ، فإذا فُقد العلم والعلماء أتيحت الفرصة للبدع أن تظهر وتنتشر ، ولأهلها أن ينشطوا . ثانيا : إتباع الهوى ، والبدع إنَّما هي نسيجُ الهوى المتَّبع ، قال الله تعالى : ( إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ) ، وقال تعالى : : ( فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ) ، وقال تعالى : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأضل الضلال إتباع الهوى ، قال صلى الله علية وسلم : ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، فإذا لم يبق عالما أتخذ الناس رؤساء جهالا ، فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) . رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح ، وابن ماجه، ورواه بن وضاح في البدع والنهي عنها بسند صحيح . ثالثا : التعصب للآراء والرجال واتباع العوائد ، فالتعصب للآراء والرجال يحول بين المرء واتّباع الدليل ، ومعرفة الحق ، قال الله تعالى : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا) . والعوائد هي : ما أعتاد علية الإنسان ونشأ علية مثل إتباع الآباء والمشائخ في العقيدة البدعية ، واتباع المذهب والطائفة ، واتباع العادة والعرف و الشائع ، وهذا هو الشأن في المتعصبين اليوم من بعض أتباع المذاهب الصوفية والقبوريين ، إذا دُعوا إلى اتباع الكتاب والسنة ، ونبذ ما هُم عليه مما يُخالفهما ؛ احتجوا بمذاهبهم ، ومشائخهم وآبائهم وأجدادهم . رابعا : كون المبتدع من ذوي الفصاحة والبيان ، قال صلى الله علية وسلم: ( إن من البيان لسحرا ) ، واحتفاء المبتدعة ببعضهم وتعاونهم فيما بينهم ، بل هناك من يثني على أهل البدع وعلى كتبهم ، وهؤلاء يستحقون أن يحذر منهم . خامسا : السكوت عن الإنكار على أهل البدع ، وهذا أمر مشاهد ، فهناك من الدعاة والوعاظ من يغفل أو يتغافل عن الإنكار على البدع والمحدثات قلا ينكرها ، بل منهم من يشاهد الناس تطوف على القبور والأضرحة ويذبحون لها ، ولا ينكر ذلك ، وسكوته يساعد على إقرارها ، فربما لو أنكر أحد عليهم لقالوا كان الشيخ الفلاني يلقي مواعظه ودروسه في هذا المكان ولم ينكر علينا . سادسا : التشبه بالكفار ، وهو من أشد ما يوقع في البدع ، كما في حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حُنين ، ونحن حدثاء عهد بكفر ، وللمشركين سِدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم ، يقال لها : ذاتُ أنواط ، فمررنا بسدرة فقلنا : يا رسولَ الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الله أكبر ، إنها السنن ! قلتم - والذي نفسي بيده - كما قالت بنو إسرائيل لموسى : (اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) ، وحديث : أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا شبرًا وذراعًا ذراعًا حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم ) ، قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى، قال: ( فمن؟ ) ، رواه البخاري ومسلم . قال القاضي عياض : الشبر والذراع والطريق ودخول الجحر تمثيل للاقتداء بهم في كل شيء مما نهى الشرع عنه وذمه . وقال النووي : وفي هذا معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وقع ماأخبر به . وقال ابن حجر قد وقع معظم ما أنذر به صلى الله عليه وسلم وسيقع بقية ذلك . وقال الشيخ صالح الفوزان : وهذا نفس الواقع اليوم ، فإنَّ غالب الناس من المسلمين قلدوا الكفار في عمل البدع والشركيات ، كأعياد الموالد ، وإقامة الأيام والأسابيع لأعمال مخصصة ، والاحتفال بالمناسبات الدينية والذكريات ، وإقامة التماثيل ، والنصب التذكارية ، وإقامة المآتم ، وبدع الجنائز ، والبناء على القبور ، وغير ذلك . سابعا : ترجمة كتب الإغريق واليونان والحضارات الأخرى ، وهي سبب من أسباب ظهور الفرق، حيث ترجمت كتب الفلاسفة التي أثرت على فكر من اطلع عليها كما هو ظاهر في انحراف كثير من الفرق الكلامية ، وذلك بسبب انشغال المسلمين بالفلسفة وعلم الكلام كما في العصر العباسي الأول ( 132 هـ -- 232 هـ ) بترجمة العلوم اليونانية والهندية ، ثم انحرف هذا الاتجاه إلى ترجمة الفلسفة الإلهية ، ومما يذكر أن المأمون أرسل إلى حاكم صقلية النصراني أن يرسل له الكتب التي في مكتبة صقلية الشهيرة بكتب الفلسفة ، ثم استشار الحاكم رجاله فأشار عليه المطران الأكبر بقوله : ( أرسلها إليهم فوالله ما دخلت هذه الكتب والعلوم في أمة إلى أفسدتها ) ، وقد انتشرت ألفاظا غريبة محدثة تتعلق بالعقيدة لم تكن معروفة من قبل عند السلف كقول حدوث العالم واختلافهم في الجوهر وثبوته والعرض وماهيته ، فظهر فكر ابن سيناء المتوفى سنة 428 هـ ، وكان والده على مذهب الإسماعيلية ، وكان ابن سيناء يقول بالمساواة بين الأنبياء والفلاسفة ، ومن بعده إخوان الصفا الذين يعتقدون أن إدريس صعدت روحه فطافت في أجرام السماء واكتسب الحكمة من اختلاطه بالكواكب .. إلخ . ( ملخص من كتاب : حاضر العالم الإسلامي ، للدكتور جميل المصري 1 / 43 – 45 ) . | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=550376 |
| |