المقعد الشاغر. بقلم: طلال أبو شاويش. المقعد الشاغر ! بقلم : طلال أبو شاويش. طفلة في الصف الأول تسأل معلمتها ببراءة : - أبلة ... هل نادين كافرة ؟! تتسرب كلمات السؤال إلى عقل المعلمة كرصاصٍ مصهور ... تحاول أن تجيب ... أن تتكلم ... تتراجع كلماتها إلى داخلها ولا يرى الأطفال سوى نهرين من الدموع ينسابان على وجهها وبخار غامض يغطي أجواء الفصل ... تنساب على أرض الفصل التي تترنح تحت أقدام الأطفال فتترنح معها أجسادهم الصغيرة ... العيون الباكية تحدق في المقعد الفارغ لنادين في ابتهالٍ صامت ! - لا ..! تدحرجت الكلمة من بين شفتيها المرتعشتين ضعيفة واهنة لا تكاد تستطيع الابتعاد عنها لمسافة قصيرة ! - إذن لماذا احترقت ؟! تساءلت الطفلة من جديد وهي تنقل بصرها ما بين المقعد الشاغر وما بين النهرين النابعين من عينيّ المعلمة ... يطبق الصمت من جديد ... يرى الجميع نوراً غريباً ينبعث من مقعد دارين الفارغ ، فيشق طريقاً وسط غمامة بيضاء تغطي سماء الفصل ... - قدّر الله وما شاء فعل ! عبارة المعلمة تصطدم بوجوه الأطفال الواجمة وتنبعث من بين شفاههم كلمة " لماذا؟" حادة صلبة تبعثر كل شيء في الفصل وتمتزج بخيط الضوء المنبعث من المقعد الشاغر ! قطعت الصمت آذنة المدرسة تحمل سجل الحضور والغياب ... مدت يداً مترنحةً لا تكاد تقوى على الحمل السجل إلى المعلمة ... من جديد تحدق العيون في المقعد الشاغر ... المعلمة لا تحتمل الإمساك بالسجل ... - لا أحد غياب ! تردد طفلة تجلس في مقعد مجاور للمقعد الشاغر ... - أليس هناك غياب ؟ تتساءل الآذنة باكية ... يبهر بصرها الضوء المنبعث من المقعد الشاغر وتتمتم المعلمة قبل أن يهوي جسدها على الأرض : - لا أحد غياب !!! تنويه : أفاد طلاب المدرسة أثناء لقاءاتهم مع مرشدة الدعم النفسي ، بأنهم يحلمون يومياً بنادين وهي تسير في شوارع مخيم دير البلح وهي تحمل شمعة مشتعلة كان ضوءها ينير سماء المخيم وشوارعه وإذا ما حاول أحد الاقتراب منها لاحتضانها فقد كانت ترفض بإصرار وإذا مرت أمام أبواب المنازل المغلقة فقد كانت تدقها بأصابعها الصغيرة وتطلب منهم الخروج !!! |
رد: المقعد الشاغر. بقلم: طلال أبو شاويش. بارك الله فيك اختي الفاضلة تحيتي وتقديري |
رد: المقعد الشاغر. بقلم: طلال أبو شاويش. قصة مؤثرة جداوالفصل يفتقد تلميذة من تلاميذه ,حيث الحزن يخيم على الجو الدراسي والدموع تنساب والآهات تقد الصدور تحياتي وسلامي |
رد: المقعد الشاغر. بقلم: طلال أبو شاويش. اقتباس:
شكرا جزيلا على مرورك الكريم أخ أبو فاطمة. تحياتي وتقديري. |
رد: المقعد الشاغر. بقلم: طلال أبو شاويش. اقتباس:
شكرا جزيلا أخي الفاضل أحمد البوكيلي على إضافتك القيمة وعلى مرورك الكريم . تحياتي وتقديري. |
الساعة الآن 19:38 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd