ملائكة الرحمان. بقلم: شلا زموري. - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2012-04-11, 22:48

رقم المشاركة : 1

رشدية جابرية

بروفســــــــور

إحصائية العضو

رشدية جابرية غير متواجد حالياً

ملائكة الرحمان. بقلم: شلا زموري.

تتماهى كل القوافي،و تنساب هياكل اللغة حنوا وأنا أحاول عبثا أن أصف وجودي موزعا على سبعة عشر وجودا بريئا متلهفا للحروف وتشكلاته، و للمعنى حين ينير عقولهم...

تسائلني نظراتهم والفرح الطفولي يشع منها: من الفائز منا؟ من له الحظوة؟ تتوزع ابتسامتي على سبعة عشر فرحا طفوليا، فمنهم أستمد الحظوة كلها، منهم وبهم وجودي الذي يتشكل من جديد طفولة تتأرجح بين نظراتهم وضحكاتهم، طفولة تحن لرائحة الأقلام الخشبية، و ملصقات الأسماء المزينة والوزرة العابقة بعطر المدرسة...

ترتفع حناجرهم الصغيرة بالإنشاد، وهم ينشدون "شامة" وعودتها إلى المدرسة، و يطرقون خجلا حين أنبههم بنظرة عتاب أنهم نسوا شطرا من القصيدة، و أعي حينها أن نظرة عتاب حنون تنحت عميقا في وجدان أطفالي و ذاكرتهم، تنحت عميقا شطرا منسيا أكثر مما ترسخه كلمة تذكير، أعي حينها أن حظوتي لديهم أجمل و أكبر من راتبي الذي يتلاشى في استهلاك مادي إلا ما طهره العلم من أجل العلم وبه. أعي حينها أن حظوتهم لدي تتساوى وحظوة ملاكين أفتقد وجودهما، و أعي أكثر فأكثر أن الرحمان قيض لهما وجودا حنونا يلطف بهما ويرعاهما...

ما أحظى به من أطفالي كل صباح شوقهم الطفولي الطافح على المحيا، الذي يمتد على طول ابتسامتهم وينير وجودي موزعا عليها و أوقن أن الدنيا كلها ترتسم قوسا قزحيا في ابتسامة طفل بريئ، أدرك أن الدنيا تشرق من محياهم وعليه...

..و يبدأ يوم جديد من متعة المعرفة وإعادة اكتشاف المعرفة وإعادة اكتشاف ذاتي الطفولية مرحة بين طفولة تتهجى الحروف والكلمات، حينها أعي أنني نسيت وجودي البالغ البليغ الوجود بداخلي، وأعي أني قد أسمو عن آلام الطريق، وآلام الوجود، و كينونة الذات التي تشرنق نفسها في عريضة المطالبة بوجود وارتقاء مادي، يصير ذاك القسم النائي المهجور، المخروم السقف ملونا بكل ألوان الطيف الوجودي الجميل، يصير القسم المعزول محراب عبادة في شعف من شعاف الجبال، ويصير الطريق المتعرج المؤدي إليه طريقا تحفه الملائكة، وتخطوه خطوات صغيرة ترافقني وتنير درب الطريق وطريق الوجود...

أعرف أن المكان قد يتكرر هنا وهناك، وأن الزمان قد يعيد نفسه في أي لحظة،وقد يتميز ال"هناك" عن ال"هنا" بنخب و وسائل و أقسام مجهزة، لكني أعي أكثر من أي وقت مضى أن ال"هنا/ المكان" يستمد قدسيته المطلقة من وجود ملائكي جميل يشع من وراء ملابس متواضعة، وأطفال نأى بهم المكان،و الزمان، ونأت بهم الظروف عن مدراس النخبة، لكن قدسيتهم وبراءتهم قربتهم فقربتني من نور النور في شعف من شعاف الجبال،وإني لأرتقي كل صباح وأنا أصافح كلا منهم على حدا، و إني لأرتقي إذ أعي أن ملائكة الرحمان قد صافحتني...
زموري شلا

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=547428

التوقيع

"لا شيء يعتم الرؤية ويوقع في التيه الوجداني والضلال الفكري كالأسئلة المزيفة. الأسئلة المزيفة هي، كأسئلة الأطفال، أسئلة تطرح مشاكل مزيفة يعيشها الوعي على أنها مشاكل حقيقية"

محمد عابد الجابري

آخر تعديل رشدية جابرية يوم 2012-04-11 في 23:00.

2012-04-12, 15:50

رقم المشاركة : 2

rsa

أستـــــاذ(ة) مــــاسي

إحصائية العضو

rsa غير متواجد حالياً

رد: ملائكة الرحمان. بقلم: شلا زموري.

شكرا لك

التوقيع

2012-04-14, 13:28

رقم المشاركة : 3

رشدية جابرية

بروفســــــــور

إحصائية العضو

رشدية جابرية غير متواجد حالياً

رد: ملائكة الرحمان. بقلم: شلا زموري.

لك جزيل الشكر على مرورك البهي بخاطرتي.
تحياتي.

التوقيع

محمد عابد الجابري

2012-04-16, 10:49

رقم المشاركة : 4

أحمد البوكيلي

أستـــــاذ(ة) ذهبــــي

إحصائية العضو

أحمد البوكيلي غير متواجد حالياً

رد: ملائكة الرحمان. بقلم: شلا زموري.

فضاء جميل رسمته للنص أولجت فيه الطفولة البرئة في حضن المدرسة والاستاذة تزرع بين

[color="blue"] ثنايا فكرها بذور العلم لتينع وتثمر في القوادم من الزمان[

/color] تحياتي وتقديريي أختي رشدية