|
تعلم العرب في تعليمهم كل شيء إلا التعليم تعلم العرب في تعليمهم كل شيء إلا التعليم احتياج كل أمة الحقيقي هو بناء الإنسان وصناعته أولاً ليصنع الحياة ويصافح الأمم والحضارات، وعدم الاستسلام الحقيقي لركب التخلف المرير الذي أصبح مفردةً ملتصقة بالتلازم بعالمنا العربي منذ البكاء على الأطلال!!محمد المسعودي أرسلت ألمانيا سفيراً علمياًّ لها في القرن التاسع من الميلاد إلى قرطبة عاصمة الخلافة الأندلسية ومكث فيها ثلاث سنين ووضع أهدافاً لتحقيقها فاتخذ ثلاث خطوات في ثلاث سنوات فتعلم اللغة ثم درس ثم نقل وانتقلت علوم جمّة لأوروبا حينها، تلك الموروثات والعلوم والأعلام التي خنَّاها بالعيش على أطلالها تشدقاً بها في الغدو والآصال مروراً بالتداعيات المتراكمة التي لم تزل تعيش عند البعض والكثير بين أقواس الخيبة (نظرية المؤامرة) وخزعبلات الغرب وبوابة ثقافة الغزو وأوهامها أغلقت علينا أبواباً وجعلتها محكمة الإيصاد، وجعلت أجيالاً تدفع ثمن (فكر الإقصائية) بتوارثها ومازالت، وأصبحت ليست ظاهرةً فحسب بل اسطوانة مشروخة تحمل جميع فيروسات التقنية الحديثة، والسؤال الذي يبحث في صمت الأجوبة والأجيال منذ عشرات السنين يتجه إلى معظم المعول عليهم من المسؤولين في وزارات التعليم والأكاديميين والتربويين ماذا نقلتم لنا عندما تم ابتعاثكم وحصلتم على أعلى الشهادات العلمية وعدتم بها إلى بلدانكم أو عندما تسنمتم تلك المناصب دون تغيير أو تطوير؟ ماذا قدمتم من خطط واستراتيجيات وبرامج عليا تخدم التعليم ومخرجاته التي تجر أذيال الخيبة عاماً بعد عام بل جيلاً بعد جيل؟ أم أن خروج (تقرير المعرفة العربي لعام 2009 م) الذي أطلقه المنتدى الاستراتيجي العربي، والذي رسم صورة قاتمة لوضع المعرفة في الدول العربية قاطبة، ليزيد من جملة مؤشرات الأمية المعرفية والرقمية، فلم يزل ثلث السكان الكبار عاجزين عن القراءة والكتابة، ولم يزل هناك 60 مليون أمي عربي ثلثاهم من النساء يقابلهم ما يقارب 9 ملايين طفل في عمر المدرسة لكنهم خارج أسوار الدراسة، و45% من الدارسين العرب في الخارج لا يعودون إلى أوطانهم مستقرون في الغرب، أما معدل نمو استخدامات شبكة الإنترنت فيبقى دون معدل النسبة السائدة في العالم وهي 21% من السكان، إضافة إلى تحجيم الحريات كبيانات تمكينية معرفية بما هي عليه في بقية المناطق في العالم، وأمية (كُتبيَّة) بتوزيع مجموع الكتب المنشورة سنويا على عدد السكان ليكون لكل 19150 مواطنا عربيا كتاب واحد فقط مقابلةً مع كتاب لكل 491 مواطنا إنجليزيا ولكل 713 مواطنا إسبانيا، ليصبح نصيب المواطن العربي من إصدارات الكتب يمثل 4% و5% من نصيب المواطن الإنجليزي والإسباني على التوالي. ومروراً للترجمة فيترجم أقل من كتابٍ واحدٍ لكل مليون (إنسان) عربي؟؟ يقابله لكل مليون إسباني 920 كتاباً سنوياً ونسبةً مخجلة للإنفاق على البحث العلمي للدول العربية (مجتمعة) 0,3% بينما تنفق إسرائيل 2,5% من الناتج القومي!! أدلةٌ حتميّة والأمثلة كثيرة تنزف في زمن الأمنيات وتعويم العقول وخلط الأمور المتناقضة، فالدلائل غير المبتذلة تشهد عليها بيئات تعليمية متهالكة ومقررات دراسية متكلسة تحاكيها طرائق تدريس من زمن الكُتَّاب تنظيراً وتلقينا، تقودنا لتخبطات تنموية تعليمية برغم ادعاءات الخطط والحلول الإستراتيجية وانعقاد المؤتمرات والاجتماعات وتكرار توصيات عقيمة أصابها التكهل حتى السقم بدءاً من الاستعدادات في كل عام وجيلٍ بتوفر كتب دراسية ومعلمين وطاولات فقط لاغير كمؤشرٍ لنجاح كل عام دراسي لتسوق أجيالنا من رمضاء الأمية إلى قواحلها!! هل سنوظف جميع إمكاناتنا المادية والبشرية في مكانها المناسب؟ وهل سيكون هناك خطط استراتيجية تربوية تعليمية يشارك بها ويتشربها جميع أفراد المجتمع بدلاً من خطط ومشاريع أشخاص تنتهي بهم؟ وهل سنتعلم من تاريخنا بمواكبة الحضارات إنتاجاً وصناعةً للحياة لتحفظ بها حرية العقول وكرامة الإنسان؟ أم أننا سنظل كل عام ننتظر إكمال ترجمة الكتاب (الخديج) لكل مليون عربي، ونندب ليتنا نتعلم في التعليمِ، التعليمَ!! مرفـــــأ إن واحدة من مشكلات المنطقة العربية هي تلك القطيعة بين المثقف وصانع القرار – وكأن كلاً منهما يغني على ليلاه!. (الدكتور سليمان الهتلان الكاتب السعودي والرئيس التنفيذي للمنتدى الاستراتيجي العربي). * متخصص في التنمية البشرية والاستراتيجيات التربوية الحديثة، واشنطن المصدر:الوطن |
| الساعة الآن 18:26 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd