2012-04-04, 16:53
|
رقم المشاركة : 10 |
إحصائية
العضو | | | رد: سأنتظرك | قصة قصيرة جدا ق ق ج | بقلمي | من الوهلة الأولى ، أعتقدتُ أن الأمر يتعلق بقصيدة نثرية .. حيث أصبح الشاعر حرا ، ولا يعترف بالخطوط الوهمية الفاصلة بين الأجناس الأدبية ..الأمر الذي دفعني إلى إعادة قراءة الإسم الأبوي للمساهمة الإبداعية ، فانجلى الخلط ، و أيقنت أن الكاتبة / الساردة اختارت تمرير الخطاب القصصي القصير في إطار شكل ينزاح قليلا عن المعتاد ..
وهذه الحالة ، تساعد المتلقي على تفكيك الوقفات السردية ، و المؤدية إلى سهولة الانقضاض على المعنى / المعاني المطلوبة !!
هذا من الناحية الشكلية ، أما بخصوص المعاني و التأويلات و الاحتمالات التي تغني القراءات ..فأجدني منذ " الدخول " الأول لعالم الأقصوصة أمام عنوان ، يحيلني مباشرة إلى سمة تخص الكائن البشري عامة .. فالإنتظار أيقونة تجعلنا نتحسس القلق ، نتحسس الضياع ، وقد نتحسس التوقعات المتباينة .. والأهم في ذلك أننا نتوفر على إحساسات بشرية ، يستحيل إسقاطها على الرمز الجامد أو الكائن الغير العاقل !!
ونستمر في القراءة ، ونحن نضع التخمينات الممكنة للكائن المُنتظِر .. وانطلاقا من قراءتي الشخصية ، واصلت المسير وأنا أغبط الحبيبة التي سيزيدها الحبيب احتضانا ، إلى حدود انقطاع الأنفاس !!! وهل يمكن لمحتَضَنِ أن يقاوم الاحتضان الشديد ، أو يطلب الانفلات ! طبعا لو كنت مكانه (ا) لطالبتُ بالمزيد .
وقد يحتج بعض القراء ، لكون المقطع الأخير ، يشمل ما يشبه الإساءة .. لكن تظل رؤية الكاتب مستحنة ، وهي ضمن هامش حرية المبدع ..
وبعد هنيهة تنقلب الآية ، فترمينا الكاتبة / الساردة بأيقونتين جديدتين ، يكسران فهمنا و حلمنا البعيد ! الأولى إشارة حرفية " أنا الكفن " و الثانية إشارة بصرية " صورة ميت مُكفّن ، وينتظر دفنه في الحفرة بجانبه " ... وتمّ الالتجاء إلى الإشارتين ، لمسح جميع التأويلات ، والإنغماس بالقوة و الفعل في إطار الفهم الجديد .
حسب رأيي المتواضع ليس على هذا المنوال يتم خلق المفاجأة ، و ليس بإدراج الحل الجاهز سنساعد المتلقي على فك الألغاز !!
فنهاية القصة القصيرة جدا ، تظل مفتوحة على مختلف القراءات .. أو بإدراج نهاية لا توافق المسار العادي للأحداث ، وإنما تتممه و تواكبه و تغنيه ، والكل تحت إطار إبداعي رائع ... بينما في الحالة أعلاه ، فالمفارقة تفرض نفسها انطلاقا من العنوان كما ذكرت . ولهذا تظل وجهة النظر التي لا توافق إدراج النهاية المذكورة وجيهة ، لكون كلمة " الكفن " أصبحت دخيلة و نشاز على الموضوع برمته ... وإذا كان من الواجب إدراجها ، فيستحسن إعادة كتابة المتن السردي ليوازي تيمة الموت و الحزن و مظاهر انجرار المرء وراء الغوايات و الهوى .
مداخلتي المتواضعة ، لا تعتبر الكلمة الفصل بين المبدعة الرائعة الأخت فطيمة ، و العزيز رشيد .. وإنما هي قراءة أساهم بها لأغني الموضوع و أواكب - بما استطعت لذلك سبيلا - إنتاجات الأستاذة .
محبتي للجميع . | التوقيع | | آخر تعديل نزيه لحسن يوم 2012-04-04 في 17:10. |
| |