منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - ترتيب المغرب متأخرا في مجالات الأمية والهدر المدرسي ومتقدما على مستوى هجرة العقول

ترتيب المغرب متأخرا في مجالات الأمية والهدر المدرسي ومتقدما على مستوى هجرة العقول
http://www.altaalim.org/upload/12112200913143pm1.jpg
تقرير المعرفة العربي يرسم صورة قاتمة عن وضعية التعليم والأمية والتأخر العلمي بالوطن العربي
ترتيب المغرب متأخرا في مجالات الأمية والهدر المدرسي ومتقدما على مستوى هجرة العقول

صنف تقرير المعرفة العربي لعام 2009 المغرب في المراتب المتأخرة من حيث نسب الأمية والهدر المدرسي. ويتوسط المغرب ترتيب الدول بالمنطقة العربية من حيث الولوج إلى المعلوميات الجديدة للاتصال، مقارنة مع عدد من الدول العربية الأخرى. في الوقت الذي سجل فيه ذات التقرير مستويات متدنية وكشف صورة قاتمة عن وضع المعرفة في البلدان العربية مقارنة مع العديد من دول العالم. وتكشف المعطيات الواردة في التقرير الذي أصدرته بدبي مؤسسة محمد بن راشد المكتوم بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية عن التفاوت الكبير على المستوى المعرفي بين دول العالم العربي، وأيضا بين هذا الأخير وبين بلدان العالم، خصوصا الدول المتقدمة وأوربا بالتحديد. ويأتي المغرب في المراتب المتأخرة من حيث نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة بين الدول العربية بحوالي 41 في المائة من نسبة الأمية. بينما لا يتجاوز معدل الالتحاق بالتعليم الثانوي في البلاد عتبة 56 في المائة، حسب تقرير المعرفة العربي لعام 2009• وتنخفض هذه النسبة على مستوى الالتحاق بالتعليم العالي إلى 11 في المائة في المتوسط، وهي نسبة ضئيلة مقارنة مع العديد من بلدان المنطقة العربية. ويكشف التقرير أن عدد الأطفال في سن التمدرس الذين يوجدون خلف أسوار المدارس بالمغرب يصل إلى حوالي 395 ألف طفل، منهم 237 ألف من الإناث، و157 ألف من الذكور، وهو ما يجعل المغرب رابع أعلى نسبة في الهدر المدرسي، بعد كل من اليمن والعراق والسعودية. واستمرارا في حصد النتائج السلبية يسجل التقرير أن عدد السكان الأميين بالمغرب يقارب 10 ملايين أمي ثلثاهم من النساء بحوالي 6 ملايين ونصف المليون، وهي ثاني أعلى نسبة من الأمية في الوطن العربي بعد مصر التي تسجل حسب التقرير ما يقارب 17 مليون من الأميين, 10 ملايين ونصف منهم من الإناث و6.25 مليون من الذكور. ويتقدم المغرب في مستوى الأمية بالعالم العربي على كل من الجزائر واليمن والسعودية التي سجلت على التوالي 5.97 مليون أمي، و5.08 مليون، و2.47 مليون. ويأتي المغرب في المرتبة السادسة من حيث هجرة العقول في المنطقة العربية بنسبة 3.1 على مقياس هجرة الأدمغة، وراء كل من سورية ومصر اللتان تتصدران الترتيب (2.3) (2.3)، ثم موريتانيا والجزائر (2.4) والأردن (2.8)• وتأتي الدول العربية، كما يشير التقرير في المرتبة السادسة من أصل ثماني مناطق في العالم، على مستوى معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة والالتحاق بالتعليم الأساسي، حيث تسجل نسبة 73 في المائة من حيث معدل الإلمام بالقراءة والكتابة (82 في المائة لدى الذكور و 62 في المائة لدى الإناث) وراء كل من أمريكا الشمالية وأوربا الغربية التي تصدرت الترتيب، ثم أوربا الوسطى والشرقية في المرتبة الثانية، فأمريكا اللاتينية والكاريبي ثالثا على مستوى العالم، ثم آسيا الوسطى في المرتبة الرابعة، ثم شرق آسيا والمحيط الهادي في المرتبة الخامسة. ولا تتقدم الدول العربية في هذا المضمار سوى علي منطقتي جنوب وغرب آسيا، وأفريقيا جنوب الصحراء، التي سجلتا تباعا 64 و62 في المائة على مستوى معدل الإلمام بالقراءة والكتابة، و108 و95 في المائة على مستوى الالتحاق بالتعليم الابتدائي، و66 و38 في المائة على مستوى معدل الالتحاق بالمرحلة المتقدمة من التعليم الأساسي. وكشف التقرير أن العالم العربي لازال يعاني من أمية معرفية ورقمية، حيث يعاني ثلث السكان الكبار بالمجتمع العربي من العجز عن القراءة والكتابة، وتقدر الإحصائيات أن عدد الأميين بالعالم العربي يصل إلى 60 مليون أمي يتشكل ثلثاهم من النساء أساسا، بينما لا يزال 9 ملايين طفل في سن التمدرس خارج المدرسة. وسجل التقرير أن توزيع الكتب المنشورة بالبلدان العربية يصل في المتوسط إلى كتاب لكل 20 ألف مواطن، وهي نسبة قليلة جدا مقارنة مع بعض البلدان، حيث يصل المعدل إلى كتاب واحد لكل 491 مواطن في بريطانيا، و كتاب واحد لكل 713 في اسبانيا. وهو ما يعني أن نصيب المواطن العربي من الكتب لا يتجاوز حوالي 4 في المائة من نصيب المواطن الإنجليزي و5 في المائة من نصيب المواطن الأسباني. والنقطة الإيجابية الوحيدة التي يسجلها التقرير هي أن سبعة بلدان من المنطقة العربية، وهي دول مجلس التعاون الخليجي التي تمثل 15 في المائة من عدد سكان العالم العربي هي التي تقع في فئة الدول ذا التنمية البشرية العالية، حيث تمكنت هذه البلدان من تحقيق أعلى نسب في بلوغ أهداف التنموية للألفية، في حين لم تستطع باقي الدول الأخرى بلوغ نسب جيدة، وهو ما يجعلها عاجزة عن تحقيق أهداف الألفية في أفق 2015، السنة المحددة لبلوغ هذه الأهداف من طرف منظمة الأمم المتحدة.

مكتب الرباط: محمد ياسين
بيان اليوم