آيات الله فى خلق اللسان - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2012-03-16, 16:52

رقم المشاركة : 1

أم سهام

بروفســــــــور

إحصائية العضو

أم سهام غير متواجد حالياً

آيات الله فى خلق اللسان

آيات الله فى خلق اللسان

********

إن من أجل نعم الله تعالى على الإنسان هى نعمة الكلام ، وهى نعمة أناطها الله باللسان وإليه تنسب البلاغة وحسن المنطق والبيان ، وبه أرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين ليبلغوا رسالة ربهم ، وليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور .
قال الله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (
ويقول سبحانه وتعالى : (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (
ويقول سبحانه وتعالى : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( ويتحكم الإنسان فى اللسان فى الحياة الدنيا ، ولكنه يأتى يوم القيامة وقد تحرر من سيطرة الجسد ، ويتحرك بأمر خالقه شاهدا على كل ما نطق به9 من خير وشر ، وكذلك سائر الأعضاء تشهد (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) .
وسيحاسب الإنسان على كل ما ينطق به ، قال عليه الصلاة والسلام : ( وهل يكب الناس على وجوههم فى النار إلا حصائد ألسنتهم ).
وحصائد اللسان من الخير كثيرة فمنها الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وذكر الله تعالى وقراءة القرآن الكريم ، والقول الخير ، كالصلح بين الناس ، قال عليه الصلاه والسلام : ( ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) وحصائد اللسان من الشر كثيرة ومنها الغيبة ، والنميمة والفحش من القول والوقيعة بين الناس قال الله تعالى : (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ ، هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ ، مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ، عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ )
واللسان : عضو عضلى يقع فى التجويف الفمى يكسوه من أعلاه وأسفله غشاء مخاطى سميك شديد الحساسية للحرارة والألم واللمس والتذوق.ووظيفة عضلات اللسان هى تحريك اللسان فى جميع الاتجاهات أثناء الكلام والمضغ والبلع وترقيق الحروف أو تغليظها فى أثناء الحديث.
قال الله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ )
وهنا تتجلى آية ونعمة من نعم الله تعالى : وهى أن اللسان يظل طوال العمر قائماً بوظائفه دون أن يلحقه عطب أو وهن أو ينسى الإنسان فيمضغ لسانه أو يقطعه أو يؤثر فيه إفراز اللعاب فى الفم تأثيراً سيئاً.
ويعتبر إفراز اللعاب من الغدد اللعابية فى الفم وظيفة مستمرة لتسهيل المضغ والبلع والكلام وذكر الله وقد هدى الخالق كل عضو لوظيفته بدون زيادة تطغى أو نقص يخل من أداء كل حاسة لدورها فالمعدة مثلا تهضم كل شئ إلا نفسها . (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى )
ويتحكم العصب تحت اللسانى فى حركة عضلات اللسان أما الغشاء المخاطى فى اللسان فيقوم بوظائف الإحساس العام والألم والحرارة وتذوق الطعام من حلو او حامض ، ويقوم بهذه المهام العصب اللسانى والعصب الوجهى والعصب اللسانى البلعومى ولكل حاسة حلمات حسية خاصة بها.
من هنا نجد أن اللسان غنى جداً بالأعصاب الإرادية وغير الإرادية وقد تكفل الله بأن يدير العمليات غير الإرادية وترك لك وأمرك بأن تحرك الإرادية بما يعود عليك بالنفع فلا تأكل ولا تمضغ إلا الحلال وأن ترطب لسانك بذكر الله.
ورد الفعل المنعكس فى اللسان سريع جداً يستغرق جزءاً يسيؤاً من الثانية ليرد الإنسان على ما يرد إلى السمع من أسئله أو تراه عيناه فأنت حينما تلقى أى سؤال فإن المسئول يسمع بأذنه أولا ثم تقوم أذنه بإرسال إشارة صادرة عن طريق العصب السمعى إلى مركز المخ العليا ، ويقوم المخ بترجمتها والرد عليها بإشارة واردة عن طريق العصب تحت اللسانى ، ويأمر المخ اللسان أن يترجم رد المسئول إلى السائل وهذا كله فى أقل من جزء يسير من الثانية أسرع من البرق .
وما يحدث فى السمع يحدث فى البصر فأنت تحذر بلسانك من يوشك على أى أذى تراه عيناك فى جزء يسير جداً من الثانية أيضاً . قال الله تعالى : (أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ ، وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ، وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ
وهناك رد الفعل المنعكس فى إحساس اللسان بالطعم ، فأنت تلقى بعيداً عن فمك بأى طعم لا يروق لك أو مشروب ساخن جداً ، وبسرعة تفوق البرق أيضاً وما ذلك إلا عن طريق إشارتين ، إحداهما صاعدة إلى المخ والأخرى نازلة إلى اللسان ، وقد تتحرك عضلات مساعدة فى جسم الإنسان ليفر الإنسان من أى مكروه.
وتقوم الغدد اللعابية بلإفراز اللعاب ليساعد اللسان على التخلص من الطعم غير المرغوب وقد تذرف الدموع ويحدث العطاس وما ذلك إلا وسائل للتخلص من الأشياء الغريبة التى قد تصدم بها الأجهزة الحساسة فى الإنسان وقاية لها وفى كل شئ له آية تدل على أنه الخالق.
فعلى المؤمن أن يعرف نعم الله ويشكره عليها فكم من إنسان حرم من تلك النعم ، وعليه أن يسخر نعم الله فى شكر الله ، وذكره ، والاعتراف بفضله تعالى ، وإلا أصبحت شاهداً على صاحبها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ).