منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - لبراهمي: قرار إلغاء مدارس التميز لم يستحضر الأهداف والفلسفة من إنشائها

لبراهمي: قرار إلغاء مدارس التميز لم يستحضر الأهداف والفلسفة من إنشائها

http://s1.hespress.com/cache/thumbna..._969818488.jpg

نورالدين لشهب من مكناس

الجمعة 09 مارس 2012 - 01:29
على إثر قرار وزير التربية الوطنية محمد الوفا، عدد 034/12 وتاريخ 18فبراير/2012 بشأن توقيف إحداث المؤسسات المرجعية وإلغاء مدارس التميز، والتي وصفها عبر تصريح له بكونها "مجرد نموذج مصغر لمدارس الأعيان التي كانت سائدة طيلة الحقبة الإستعمارية الفرنسي والإسباني للمغرب". قال محمد البراهيمي، الخبير الجامعي في الإدارة التربوية، مفتش سابق للغة الإسبانية بأكاديمية مكناس، " إن قرار السيد الوزير الم يستحضر الفلسفة والأهداف أثناء تقرير العمل بمؤسسات التميزالمرجعية وما حققته من نتائج، إن على مستوى المساهمة في جودة التعليم و ما توفره من عناية خاصة واستثنائية لذوي الذكاء الخاص سيرا على ما سلكته الدول المتقدمة من تجربة مماثلة في الميدان."
وقال الخبير في تصرح خاص لـ"هسبريس" :إن الحق في تعليم جيد يتلائم ومؤهلات كل طالب من أجل تملك المهارات وصقل المواهب وتنمية الشخصية هو حق من حقوق الإنسان الأساسية غير القابلة للتصرف، وإن انشاء مؤسسات التميز لم يكن وليد قرارات اعتباطية ولا تعسفية وقت تقرير العمل بها، بل استجابة لحاجة نخبة من التلاميذ الذين أظهروا نبوغا وذكاءا استثنائيا أستدعي تعزيزه ودعمه عبر إنشاء تلك المؤسسات مسايرة لمستوى الذكاء الخارق وفوق العادة الذي حاباهم به الخالق".
وأضاف الخبير الجامعي في الإدارة التربوية "أن إنشاء تلك المدارس، التي لا يتعدى عددها أصبع اليد الواحدة، الغاية منه تحقيق منفعة عامة للمجتمع كما يعتبر ذلك تنفيذا لالتزام الدولة تجاه المجتمع، من خلال ما تقدمه من عناية خاصة للتلاميذ قوامها اشراف عملية التحصيل بواسطة خيرة من الأساتذة المبرزين يضمون بينهم دكاترة، والكل يعمل في سبيل صقل جيد لتلك العقول، وتنمية ذكاء أولائك التلاميذ، الذين أظهروا تميزا نوعيا بغض النظر عن الطبقة الإجتماعية التي ينتمون إليها، فقيرة أو غنية".
واستطرد الخبير قائلا: " إن تجربة أقسام ومؤسسات التميز والمرجعية، بالمغرب أعطت نتائج مبهرة وحققت الهدف منها، بدليل نسبة النجاح مائة بالمائة في السنين الأخيرة، وبدليل أن نسبة هامة من أطر الدولة العليا الحالية التقنوقراطية مروا منها. ولا يمكن الجحود عن ما قدمته هذه المدارس وانكار جميل الأساتذة المبرزين ونكرانهم للذات في سبيل انجاح التجربة".
إلى ذلك انتقد بيان المركز المغربي للحريات والحقوق قرار وزير التربية الوطنية بإلغاء "التجربة الحالية والمتميزة والمضيئة في ميدان التربية ووصفه بالقرار المتسرع والانفرادي والمزاجي، والذي لا ينبني على تقويم شمولي للتجربة يتناول التاريخ والنتائج والمردودية، بل استحضر فيه فقط هاجس ترشيد النفقات وتبقى باقي حيثيات القرار دون أساس ومعدة للإستهلاك الإعلامي لا غير".
كما عبر المركز عن "رفضه لوصف السيد الوزير لمدارس التميز بمدارس الأعيان لكونه لا ينطبق وطبيعة الطبقة الإجتماعية التي ينتمي اليها أغلب رواد هذه المدارس من التلاميذ المنحدرين في نسبة عالية منهم من الطبقات المتواضعة المتوسطة من ابناء المثقفين ومن الطبقات الفقيرة والقادمين من البوادي، والتي سيحرمها قرار الوزير من الفرصة، التي هي بمثابة الحق المكتسب لهم شريطة حصولهم على نتائج متميزة جدا".