منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   النثر والخاطرة (https://www.profvb.com/vb/f339.html)
-   -   حِينَ حَدَّثَتْنِي نَفْسِي (https://www.profvb.com/vb/t91228.html)

بلابل السلام 2012-03-07 19:38

حِينَ حَدَّثَتْنِي نَفْسِي
 


أَرَدْتُهَا يومياتٍ فما استطعتُ لها سبيلاً ..
كلُّ يومٍ جديدٍ هو ذاكَ الذي مضى بالأمسِ القريبِ ..
يتغيَّرُ اسمُه .. يَتغيّرُ رقمُه .. لكنْ يبقى رسمُه موشومًا في كلِّ خَفْقَةٍ من قلبي ، أو وَمْضَةٍ من فِكري ..
يُذيبُ رُوَيْدا رُوَيْدا شَمْعة أعْياَها الاحتراق لأجل الآخرِ بلا ثمنٍ ..
يَمتصُّ رحيقَ زهرةٍ ذَبُلتْ من طولِ انتظارِ الآتي الذي لن يأتِي ..
يخنقُ عَبْرَةً تأبى أن تسيلَ وقد آنستْ تلك الْمُقَلَ الحزينةَ ..
ماذا أخطُّ عن حياةٍ أضحتْ نُسَخاً مكرّرةً ؟؟ يومُها كغدِها وصباحُها كمسائِها .
ألاّ إنّما الأيّام أبناءُ واحدٍ ... وهذي اللّيالي كلّها أخواتُ
نفسُ الطّقوسِ اليوميةِ ..نفسُ الوجوهِ هنا كما هناكَ ..
خطوات باتتْ محفوظة عن ظهرِ قلبٍ ، وحين تَحِيدُ عنها قيدَ أَنْمُلَةٍ تسمعُ من يُذكّرك بما نسِيتَ فعلَه من يومِك ..
كيف لا وَقَدْ غَدَوتَ كتاباً مفتوحًا ، مكتوبًا بخطٍّ عريضٍ ، مُيسّراً للقراءةِ ..
تكفي مجالسته برهةً من الزّمن لتتّضح معالِمُه وتَسْتَشِفَّ كنهَه بلا كَلَلٍ أو ملَل ...
تُسائلني نفسي أحياناً ماذا تَشتهي .. فأجيبُ وتمنّي الرّدى ما قضَّ مضجعي ،
أهيمُ في دنيا لا قرارَ لها .. أترنّح وبي وَجَلٌ من حالي ، و حالِ قومٍ فتَّ من عَضُدِي وأبكاني ..
طوراً تَرتقي الرّوحُ للعلياءِ فتجد برد الأنس الإلهي يُضَمِّدُ كلّ الجراح ..
فيغدو اللّسانُ لاهثاً بحمد الكريم المنّان ، وأجدها تنسابُ من شفتي بكل حبٍّ وودّ
" أُحبك ربّي "
وطوراً تُعانق الثّرى وتَخِرُّ من ملكوتها إلى الهاوية ..قد نغّصت عيشَها : كلمة..هفوة..غلطة .
أُسَلِّي النَّفْسَ بأنها حِكْمةُ الله في البَشَرِ..يَتقلَّبُونَ بيْن الخَيْر والشرِ ، أَوَلَمْ يَكُنْ سَيِّد الخَلْقِ يدعو بالثبات وهو أعبد العُبَّاد ؟
ثم ما ألبث أنْ أُعَاتِبَها وقد طَفَحَ الكيْلُ من سُوئِها وشَرها ..
ما هكذا تَزْكُو النُّفُوس يا أمَة القَهار ..
أَمْسِكي زِمَامها وأَحْكِمي قيدها فماعادت تُحْسِنُ السَّير في دُرُوبِ الحياة الفسيحة

abo fatima 2012-03-07 21:03

رد: حِينَ حَدَّثَتْنِي نَفْسِي
 
سلمت اختي الكريمة وسلمت اناملك الذهبية

تحيتي وتقديري

بلابل السلام 2012-03-08 18:48

رد: حِينَ حَدَّثَتْنِي نَفْسِي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abo fatima (المشاركة 527675)
سلمت اختي الكريمة وسلمت اناملك الذهبية

تحيتي وتقديري

وسلمت أخي الفاضل أبوفاطمة
شكري وامتناني للمرور الطيب

tagnaouite 2012-03-08 21:33

رد: حِينَ حَدَّثَتْنِي نَفْسِي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلابل السلام (المشاركة 527634)




أَرَدْتُهَا يومياتٍ فما استطعتُ لها سبيلاً ..
كلُّ يومٍ جديدٍ هو ذاكَ الذي مضى بالأمسِ القريبِ ..
يتغيَّرُ اسمُه .. يَتغيّرُ رقمُه .. لكنْ يبقى رسمُه موشومًا في كلِّ خَفْقَةٍ من قلبي ، أو وَمْضَةٍ من فِكري ..
يُذيبُ رُوَيْدا رُوَيْدا شَمْعة أعْياَها الاحتراق لأجل الآخرِ بلا ثمنٍ ..
يَمتصُّ رحيقَ زهرةٍ ذَبُلتْ من طولِ انتظارِ الآتي الذي لن يأتِي ..
يخنقُ عَبْرَةً تأبى أن تسيلَ وقد آنستْ تلك الْمُقَلَ الحزينةَ ..
ماذا أخطُّ عن حياةٍ أضحتْ نُسَخاً مكرّرةً ؟؟ يومُها كغدِها وصباحُها كمسائِها .
ألاّ إنّما الأيّام أبناءُ واحدٍ ... وهذي اللّيالي كلّها أخواتُ
نفسُ الطّقوسِ اليوميةِ ..نفسُ الوجوهِ هنا كما هناكَ ..
خطوات باتتْ محفوظة عن ظهرِ قلبٍ ، وحين تَحِيدُ عنها قيدَ أَنْمُلَةٍ تسمعُ من يُذكّرك بما نسِيتَ فعلَه من يومِك ..
كيف لا وَقَدْ غَدَوتَ كتاباً مفتوحًا ، مكتوبًا بخطٍّ عريضٍ ، مُيسّراً للقراءةِ ..
تكفي مجالسته برهةً من الزّمن لتتّضح معالِمُه وتَسْتَشِفَّ كنهَه بلا كَلَلٍ أو ملَل ...
تُسائلني نفسي أحياناً ماذا تَشتهي .. فأجيبُ وتمنّي الرّدى ما قضَّ مضجعي ،
أهيمُ في دنيا لا قرارَ لها .. أترنّح وبي وَجَلٌ من حالي ، و حالِ قومٍ فتَّ من عَضُدِي وأبكاني ..
طوراً تَرتقي الرّوحُ للعلياءِ فتجد برد الأنس الإلهي يُضَمِّدُ كلّ الجراح ..
فيغدو اللّسانُ لاهثاً بحمد الكريم المنّان ، وأجدها تنسابُ من شفتي بكل حبٍّ وودّ
" أُحبك ربّي "
وطوراً تُعانق الثّرى وتَخِرُّ من ملكوتها إلى الهاوية ..قد نغّصت عيشَها : كلمة..هفوة..غلطة .
أُسَلِّي النَّفْسَ بأنها حِكْمةُ الله في البَشَرِ..يَتقلَّبُونَ بيْن الخَيْر والشرِ ، أَوَلَمْ يَكُنْ سَيِّد الخَلْقِ يدعو بالثبات وهو أعبد العُبَّاد ؟
ثم ما ألبث أنْ أُعَاتِبَها وقد طَفَحَ الكيْلُ من سُوئِها وشَرها ..
ما هكذا تَزْكُو النُّفُوس يا أمَة القَهار ..

أَمْسِكي زِمَامها وأَحْكِمي قيدها فماعادت تُحْسِنُ السَّير في دُرُوبِ الحياة الفسيحة

نص جميل استمتعت بقراءته ، ومتابعة حديث النفس في لومها وعتابها .. في محاسبتها ومحاولة كبح جماحها ..
فعلا خواطر نثرية بطعم وإيقاع شاعري ..
فاللهم آت نفوسنا تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها

tagnaouite 2012-03-08 21:36

رد: حِينَ حَدَّثَتْنِي نَفْسِي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلابل السلام (المشاركة 527634)



أَرَدْتُهَا يومياتٍ فما استطعتُ لها سبيلاً ..
كلُّ يومٍ جديدٍ هو ذاكَ الذي مضى بالأمسِ القريبِ ..
يتغيَّرُ اسمُه .. يَتغيّرُ رقمُه .. لكنْ يبقى رسمُه موشومًا في كلِّ خَفْقَةٍ من قلبي ، أو وَمْضَةٍ من فِكري ..
يُذيبُ رُوَيْدا رُوَيْدا شَمْعة أعْياَها الاحتراق لأجل الآخرِ بلا ثمنٍ ..
يَمتصُّ رحيقَ زهرةٍ ذَبُلتْ من طولِ انتظارِ الآتي الذي لن يأتِي ..
يخنقُ عَبْرَةً تأبى أن تسيلَ وقد آنستْ تلك الْمُقَلَ الحزينةَ ..
ماذا أخطُّ عن حياةٍ أضحتْ نُسَخاً مكرّرةً ؟؟ يومُها كغدِها وصباحُها كمسائِها .
ألاّ إنّما الأيّام أبناءُ واحدٍ ... وهذي اللّيالي كلّها أخواتُ
نفسُ الطّقوسِ اليوميةِ ..نفسُ الوجوهِ هنا كما هناكَ ..
خطوات باتتْ محفوظة عن ظهرِ قلبٍ ، وحين تَحِيدُ عنها قيدَ أَنْمُلَةٍ تسمعُ من يُذكّرك بما نسِيتَ فعلَه من يومِك ..
كيف لا وَقَدْ غَدَوتَ كتاباً مفتوحًا ، مكتوبًا بخطٍّ عريضٍ ، مُيسّراً للقراءةِ ..
تكفي مجالسته برهةً من الزّمن لتتّضح معالِمُه وتَسْتَشِفَّ كنهَه بلا كَلَلٍ أو ملَل ...
تُسائلني نفسي أحياناً ماذا تَشتهي .. فأجيبُ وتمنّي الرّدى ما قضَّ مضجعي ،
أهيمُ في دنيا لا قرارَ لها .. أترنّح وبي وَجَلٌ من حالي ، و حالِ قومٍ فتَّ من عَضُدِي وأبكاني ..
طوراً تَرتقي الرّوحُ للعلياءِ فتجد برد الأنس الإلهي يُضَمِّدُ كلّ الجراح ..
فيغدو اللّسانُ لاهثاً بحمد الكريم المنّان ، وأجدها تنسابُ من شفتي بكل حبٍّ وودّ
" أُحبك ربّي "
وطوراً تُعانق الثّرى وتَخِرُّ من ملكوتها إلى الهاوية ..قد نغّصت عيشَها : كلمة..هفوة..غلطة .
أُسَلِّي النَّفْسَ بأنها حِكْمةُ الله في البَشَرِ..يَتقلَّبُونَ بيْن الخَيْر والشرِ ، أَوَلَمْ يَكُنْ سَيِّد الخَلْقِ يدعو بالثبات وهو أعبد العُبَّاد ؟
ثم ما ألبث أنْ أُعَاتِبَها وقد طَفَحَ الكيْلُ من سُوئِها وشَرها ..
ما هكذا تَزْكُو النُّفُوس يا أمَة القَهار ..

أَمْسِكي زِمَامها وأَحْكِمي قيدها فماعادت تُحْسِنُ السَّير في دُرُوبِ الحياة الفسيحة

نص جميل استمتعت بقراءته ، ومتابعة حديث النفس في لومها وعتابها .. في محاسبتها ومحاولة كبح جماحها ..
فعلا خواطر نثرية بطعم وإيقاع شاعري ..
فاللهم آت نفوسنا تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها


الساعة الآن 15:52

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd