2012-03-02, 09:51
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | الظاهرة ثمرة عوامل نفسية واجتماعية | الظاهرة ثمرة عوامل نفسية واجتماعية
الخميس, 01 مارس 2012 12:31 ولى زمن "انت تقتل وأنا أدفن" والظاهرة امتدت إلى الإداريين في ما بينهم الساعة تجاوزت الرابعة من أحد أيام أكتوبر الماضي.. الحركة غير عادية بباب وساحة إعدادية بسيدي بوجيدة بفاس.. حارس أمن مسلح بعصا غليظة، "يرعى" بالباب تلاميذ غادروا لتوهم فصولهم الدراسية. وداخلها تكلف حارس عام بالمهمة نفسها والسلاح ذاته، ل"جبرهم" على الدخول للحجرات. انبهر الوافد الغريب على هذه المؤسسة التربوية، لهذه المشاهد "الشاذة". وصدمته كانت قوية، حين علم من المسؤول الإداري، أنها سلاح وحيد ومستحب في إعدادية تقع بحي مصنف ضمن "النقط السوداء" بالمدينة، محاولا تبرير هذا السلوك، بحدوث اعتداءات متكررة على التلاميذ والأساتذة.
داخل مكتبه المتواضع، كشف عن عصا حجزت لدى تلميذ، بعد حرب ضروس مع زملائه. عبثا حاول شرعنة "التسلح بمثل هذه الأسلحة اللاتربوية" لدرء خطر تلاميذ ذنبهم أنهم ولدوا وترعرعوا في محيط "ملغوم" قد يحدد مستقبلهم ومصيرهم. لكن لا أحد من طرفي النقاش، اقتنع به.
عدة مؤسسات تعليمية بهذه المدينة العلمية، تعيش الحال نفسه رغم تفاوت مشاهده، لدرء عنف مدرسي يتلون بألوان مختلفة بتباين ضحاياه وأبطاله من التلاميذ فيما بينهم، أو بينهم وبين الأساتذة والأطر الإدارية، أو بين أبناء الجسم الواحد للأسرة التعليمية المفروض تلاحمها وتآزرها.
الحالات بعيدة عن الإحصاء الرسمي، طالما أن الكثير من ضحايا الظاهرة يفضلون الصمت أو يطوون صفحتها الأليمة، بعد تدخلات دون حاجة ل"صداع الراس"، خاصة في بعض الأحياء الهامشية من قبيل بن دباب والجنانات، دون أن تسلم منها تلك الراقية أو القريبة من الرقي، خاصة النرجس.
غالبية الحوادث قد تبدو عادية بالنظر إلى أسباب العنف ودوافعه المختلفة باختلاف أطرافه، لكن غير المستساغ انخراط الأطر الإدارية فيه، كما وقع قبل نحو شهر بمؤسسة جواد الصقلي، لما تعرض حارسها العام لاعتداء من طرف مديرها، أصيب فيه بجروح وكسر في الأنف، أدخلاه في غيبوبة.
المكتب الجهوي لجمعية الحراس العامين والنظار ورؤساء الأشغال بالجهة، ساند الحارس العام المعتدى عليه الذي سلمت إليه شهادة طبية تثبت مدة العجز في 35 يوما. ودعا إلى وقفة احتجاجية بالنيابة صباح أول أمس (الثلاثاء)، مستنكرا هذا «السلوك الهمجي والعدواني الذي لا تليق برجل تربية».
ويبرر عبد الإله شركيف، رجل تعليم متقاعد، مثل هذا السلوك، بممارسة «سلطة تعليمية» من قبل إداريين يتناسون المراحل التي مروا منها، داعيا إلى إحداث مراكز تكوين خاصة بالمديرين على غرار مراكز تكوين الأساتذة، و»منظومة إدارية»، وفسح المجال للشباب عوض الاكتفاء بإداريي الأقدمية العامة.
وتحدث عن أسباب نفسية واجتماعية، تقف وراء استفحال العنف المدرسي، الذي قد يكون متبادلا بين التلاميذ، ما يؤثر على المدرس الذي بنظره «يبقى محصورا بين مطرقة الآباء وجمعياتهم وسندان مذكرة الوزارة المتعلقة بالموضوع، ك»سيف مسلط على عنق رجال التعليم ونسائه».
هذا الوضع أثر سلبا على معنويات المدرسين ومردوديتهم والجانب التربوي، خاصة بعد أن ولى زمن «انت تقتل وأنا ندفن» العبارة التي كانت تتكرر على لسان الآباء حين يشتكي أبناؤهم من تعنيف معلميهم، متحدثا عن نماذج كثيرة لرجال تعليم كانوا ضحايا «العقاب البدني» لتلاميذهم. ولا يمكن لأحد أن ينكر تنافي سلوكات بعض التلاميذ، وأصول الأدب والاحترام الواجب للأستاذ الذي «كاد أن يكون رسولا»، تماما كما حرص بعض رجال التعليم، على مواصلة العمل ب»العصا لمن عصى»، كأسلوب مرفوض تربويا وله تبعات قد تصل إلى ردهات المحاكم، كما حدث في عدة حالات.
واعتبر العنف الممارس من قبل التلاميذ على أساتذتهم، "وسيلة ضغط للحصول على نقطة مميزة" خاصة في ظل ما أسماه "شلل مجالس الأساتذة".
ويؤكد بعض التلاميذ ممن استمعت إليهم "الصباح"، أن "الحكرة" قد تكون دافعا رئيسيا للعنف اتجاه الأستاذ أو الإداري، لما يحس التلميذ أنه "مظلوم" أو مصدر سخرية بشكل يحط من شأنه أمام زملائه، ما يدفعه إلى القيام بردود فعل مختلفة قد تصل إلى حد الإيذاء الجسدي للطرف الآخر.
ويحمد تلميذ وجد صعوبة في العودة للمدرسة بعد فصله رغم توسلاته وتقديمه طلبا، الله على عدم تهوره واتزانه بعد طول تنقلاته إلى مؤسسته وتشبث الإدارة بقرارها. وتساءل عن جدوى رفع شعارات رنانة لمحاربة الهدر المدرسي، دون تفعيلها في الواقع، من قبل بعض الإداريين.
هذا الطفل نال معدلا مستحسنا في الدورة الأولى، ويتمنى أن يصادف مدير مؤسسته السابقة، ليطلعه على ذلك، كي يبرهن له أن فشله في سنتين متتاليتين لا يعني "كسله"، مؤكدا أنه لو كان طفل آخر في حالته مع بداية الموسم، لارتكب "حماقة" في حق من وقف حجرة عثرة في وجهه.
مثل هذه الأحداث قد تكون سببا في غضب وعنف المعنيين بها، خاصة لما تنغلق أبواب "إتاحة الفرصة الأخيرة في وجوههم"، وتصل إلى حد إيذاء الذات قبل الآخر، كما حدث مع تلميذ آخر كان وراء محاولة انتحار بالنيابة قبل نحو سنتين، بعد رفض طلب العودة للفصل بعد الرسوب سنتين. حميد الأبيض (تاونات) | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=523567 |
| |