|
محاكمة ضيزى http://forum.df66.com/imgcache2/80alsh3er.jpg لم تكن المحاكم تستهويني يوما ،وكم كنت أشفق على القضاة وأنا أتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة. " ليس هينا أن تقضي بين الناس ،وحُق َّلكثير من سلفنا الصالح أن يعتذروا عن هذه المناصب حين كانت توكل إليهم ، رهبة ورغبة عنها ، وياويح بعضنا وقد بات تهافتهم عليها يثير الشفقة. عزمت ذاك اليوم أن أخوض التجربة ، وأقتحم ساحة المحكمة ، خصوصا وأن قضية اليوم تغري بالحضور . أوليست محاكمة القرن كما يدعون ؟ دلفت لقاعة المحكمة والرهبة تكاد تفترسني ..حشود عظيمة تنبئ أن الأمر جلل ..تسللت بين الصفوف إلى أن تمكنت من الظفر بمكان يتيح لي مراقبة المشهد وإن من بعيد..وظللت أرقب الأحداث وأنتظر هيئة المحكمة مستحضرة المشهد من أرشيف الذاكرة التي كانت مدمنة على متابعة المسلسلات العربية ..بعد هنيهة بدأت الجلسة وكانت كما تخيلتها شكلا . بدأت المناداة على القضية الأولى ..الكل كان مشدوها للهيئة وينتظر ما ستحكم به المحكمة " الموقرة " وبنبرة حازمة مجلجلة أصدر القاضي قراره في القضية الأولى : حكمت المحكمة حضوريا على المواطن " ..." بالأشغال الشاقة المؤبدة بعد ثبوت إدانته بما هو منسوب إليه . أشفق الجميع على الرجل المسكين وهم يلمحون جسده النحيل يتهاوى أرضا ..وبسرعة حُمل وسحب على عجل لمثواه الأخير. ليسأنف القاضي عمله وينطق بالحكم الذي ينتظره الجميع . وكم كانت دهشتي عظيمة وأنا أسمع القاضي ..ماذا ألم َّ بصوته ..إنه يتكلم بصوت هامس وبنبرة خافتة مرتابة..ما الأمر ؟ لم أفطن للسبب بادئ الأمر ، لكن تذكرت أن القضية غير عادية والتمست له بعض العذر ..وان كان حقيقة لا عذر له ..فاليوم يوم الملحمة كما كنا نتوقع نحن السذج الغافلون..ولا مجال لأي تهاون أوتلاعب ..سقط صنم الخوف ..فلم الارتباك سيدي القاضي ؟ تهت في دوامة من التساؤلات وفقدت تركيزي وأنا أمعن النظر في القاضي.. قال كلاما لم أفهمه في البداية ، لكن نص الحكم ظل يتردد في أذني حتى بعد مغادرتي قاعة المهزلة : بعد النظر في الجرائم المنسوبة إلى سيدي " ..." تبين للمحكمة عدم كفاية الأدلة ، ومراعاة لظروفه الصحية قررنا حبس المتهم حبسا احتياطيا في منتجعه الصحي وتمتيعه بكل ظروف التخفيف |
رد: محاكمة ضيزى قياسا على القسمة الضيزى الواردة في كتاب الله ، يأخذنا النص إلى بيئة أخرى ، إلى فضاء المحكمة المغربية / العربية ، إلى حيث المحاكمات الضيزى ، إلى حيث هروب الملائكة و حضور الشياطين ، وكأننا في مكان نجس أعزكم الله . طبعا هي عادة الانغماس في الشطط ، الشطط في استعمال السلطة ضد العباد ، أمام أنظار رب العباد ! نحن أمام قضاة و رجال عدل استأنسوا التطاول على شرع الله ، و الشرائع الوضعية .. حتى باتوا هم القانون ، بل وباتوا يعتقدون أنهم يستطيعون فعل أفعال النمرود ، ذلك الذي أنبأ نبي الله إبراهيم أنه قادر على إحياء الموتى ، و إماتت الأحياء !!! النص القصير استلهم طاقته التعبيرية انطلاقا من عنوانه الذي فضح المستور ، وجعل المتلقي في انتظار دائم لكشف أسرار المحتوى السردي ..و بلغة سلسة و طليقة ، وبعيدة كل البعد عن الغرابة تم تأطير الخطاب القصصي وفق التقنية العمودية ، تقنية تتوخى دلالات مكشوفة ، معظمها جرى مجرى صوت الإدانة ... وفي إطار السياق ذاته حافظت الساردة / الكاتبة على تقنية الوصف و التعليق الضمني و المباشر أحيانا . الحكاية بنت عالمها من الواقعية و انتظام الأحداث ، الأمر الذي جعل زمن الخطاب القصصي يحاكي في ترتيبه زمن الحكاية ، وبالتالي نلحظ الانصهار و التداخل الذي تم بين العنصرين لتكوين وحدة النسق البنائي .. ويظل زماني و زمانك ينفردان بالتخصص حسب حقب التلقي و القراءة . أما استحسان و اختيار ضمير المتكلم لبناء الخطاب السردي للحكاية ، فقد أضفى على مدلولات النص مصداقية و نزاهة أزاحت نسبة الشك و اليقين الممكن انفلاتها من بين الأسطر و تأويل المعاني . أستاذتي بلابل ، إبداعك للنص الجديد ينم عن قدرات خلاقة للكتابة .. فكثرة المحاولات تؤدي لا محالة إلى إنتاج الأجود ، وتحقيق المستحيل . في خدمتكم دائما . |
رد: محاكمة ضيزى قانون لا يمت للآية وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل بصِلة حسبنا الله ونعم الوكيل في كل القضاة الظالمين |
رد: محاكمة ضيزى هذا النص ذكرني بالمثل الفرنسي القائل: عندما ينطق المال القانون يصمت فالقضية الثانية الواردة في نصك أختي الكريمة لا شك في ان صاحبها ذا جاه و مال وإلا فما حكم كذلك تقبلي مروري وتحيتي الخالصة |
رد: محاكمة ضيزى اقتباس:
عودتني دوما أستاذي القدير نزيه على القراءة النقدية المثمرة والمفيدة التي تثري النص أكرمكم الله وزادكم علما وفقها عميق تقديري وشكري |
| الساعة الآن 17:46 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd