منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - ----عِشـْقُ ُ عَلـَى طـَريقـَةِ المُتـَشـَرّدِينَ...الجزء الثالث---- بقلمي

باسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المخلوقين محمد صلى الله الله عليه وسلم

----عِشـْقُ ُ عَلـَى طـَريقـَةِ المُتـَشـَرّدِينَ...الجزء الثالث---- بقلمي

أرْكبُونا في سيارةِ الشرطةِ مِن الخلفِ ، رَكِبَا مَعَنا إثنان مِنَ الشرْطة وقد أجلسانا مُتقابلين، كانت لحظة رهيبة وأنا أواجهُ أكبرَ مُصيبةٍ في حياتِي تـُهددُ مُستقبَلي، ما هي إلا لحظاتٍ حتى سمعتُ نفيرَ السيارة تنطلقُ بنا وقلبي يخفقُ بشدّةٍ مُتمَنيا لوْ علمَ أهلِي بحَالي، بوقـُها يصْفِرُ صفيرا قويا ليُخلى لها الطريق، وأنشدُ الفرجَ من ربي الذي يعلمُ أني بريء، السيدة أمامِي مُتمَاسِكة لا يبْدو على ملامِحها خوْف سِوى أنها مُضايَقة مِن الأصْفادِ، تبْتسِمُ إليّ فِي بعْض الأحْيان وتـُطمئنـُني بأن لا أخاف، في قراراتِ نفسي لا أصدّقها ولو أنها مقبولة عندي بأكملها، برشاقتِها...بصوتِها العذب...بهيأتها الحلوة اللطيفة... كأن شيئا جميلا حُلوا استقرَّ بعُمْقِي نحوَها لمْ أكن أعرفهُ من قبلُ وكأنهُ العشقُ، أجدُنِي فعلا تـُيّـِمْتُ بها ولكن هيهات... ما أنا فيه بعيد كل البعد فيما أفكرّ فيه للحظات، أجدُنِي أتخبط بين شعوريْن مُتناقضين، أحدُهما ساقنِي إلى العشق، والآخر يَدعُوني إلى الخوْفِ، مَا هِي إلا لحظة حَتى سمِعتُ ضَجيجا مُفزعا لجَمَاهيرَ وحِجارة تـُرْمَى بكثافة على سيارتِنا، انبَطحْنا على بُطونِنا بأمْر مِن حَارسَيْنا، قِطعُ زجاج النوافذِ تتقاطرُ عَلينا، توَقفتِ السَّيارة فجأة وَفـُتِحَ بابُها الخلفِيّ بقوَّةٍ وأخرَجَنا بَعْضُ المُهاجمِينَ مِنها، لا أدري كيفَ تمّ فكّ قيدي فعومِلنا كبطلين، والجماهير حامت حولنا وكأن الكل يريدُ رؤيتنا، علمتُ أنها ثورة ضد نظام بلادي، بالرغم من الفوضى الحاصلةِ والخراب الواضح في كل مكان إلا أني سعدتُ كثيرا لأنها حكمت عليّ بالبراءة، أخذتِ السيدة بيدي وهمست لي أن نفِرّ إلى مدينة بعيدة عندَ والديْها لأن الأمر صعب جدا هنا، فلم أكن مُترددا في الموافقة، فكانت متيقنة من مكان ساقتني إليه منه سنستقِل سيارة تنقلنا إلى أهلها...

يتبع بإذن الله

أخوكم في الله لحسن