حوار مع النفس
آن لي اليوم أن أعترف!
لا يا شبْحي! أرْجُوك لا تفعل!
شُقّي جيْبك! سأفشي كل ما كنتُ أقترف
ستسْخرُ منك كل امرأة ورجُل
يا نفْسي! لسْت أبالي عنْد التحْقيق
سوْف تُقلل منْ همّتك وشخصيّتك!
سأعترفُ بكل صدْق وتدْقيق
سيُقال عنكٓ أنكٓ مجْنون!
عجبا! أنتِ من أمرْتني.. وتتستّرين!؟
من أيْن سأبدأ؟
أأبْدأ بالزلات والنّفاق؟
أو بالرّياء والكبرياء؟
أو أبدأ بالكفر والشرك الخفيّ.. والشقاق؟
أو بالفواحش والغش والاختلاسات؟
أو أبدأ بليالي الخمْر والميْسر؟
أو بالنهب والكذب والسّرقات؟
أو أبدأ بالظلم والطغيان والمُنكر؟
أتوسّل إليْكٓ لا تبحْ بهذه الفضائح!
وما بالكِ يوْم الحساب!؟
إني أرشدُكٓ وأمُدّكٓ بالنصائح
بل أنتِ من تأمرينني بارتكاب الذنوب!
أنا أمانة بيْن أضلعك
وقد ألهِمْتُ التقوى والفجور
وأعيش بيْن شيطان وملاك
وكان عليك أن تزكيني لو شئت النصر
ولما اخترتٓ الدّسّ قد خِبْتٓ!
فلِمٓ تريدٌ أن تعرّي على ماض قدْ رحل؟
وكمْ أراكِ تُجيدين مُراودة الذات!
وأنا قدْ قرّرْتُ وسأفعل
غدا سوْف تأخذين كتابك باليمين أو باليسار
إمّا تفرحين وتقولين ها أنتمُ اقرءوا كتابيه
أو تكونين من أصحاب السعير
وتقولين يا ليثني لم أوتٓ كتابيه!
لقد آن الأوان أنْ أعترف!
أرْجُوكٓ! ثم أرْجُوكٓ! لِنٓعُدْ مِنٓ الآن أصْحاب!
تتوسلين وكل البشر لديْهم مِنْ هذا اغتِراف!
إنكٓٓ لسْتٓ في زمن عمر بن الخطاب
اسْترْ أفعالك المذمومة!
أنا والناس في هذه الأفعال سيّان
ولِمٓ يتركونها مطمورة؟
كل شيء غدا مصيره إلى الميزان
وأنا شِئتُ اليوْم قبْل الغد أن أعْترف
لكنْ لا يسعُني المكان للذكر
فمِنْ كل زلة كتبْتُ مِنٓ المُجلدات الآلاف
ومن السّيئات ما يزن كل طود كبير
فإنْ لمْ يرْحمْني ربّي لأكنْ مِنٓ الخاسرين
وإنْ لمْ يغفرْ لي لأكنْ مِنْ أصْحاب الجحيم
عظٌمٓتْ زلاتي التي هي مِنْ أفعال الشياطين
أرْجُو شفاعة لأكنْ مِنْ أصْحاب النعيم
**************************
بقلم: محمد معمري