منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   القصة (https://www.profvb.com/vb/f214.html)
-   -   جوهرة الشاطئ (https://www.profvb.com/vb/t89102.html)

rougegorge 2012-02-14 15:43

جوهرة الشاطئ
 
سرت طويلا دون اتجاه معين. خطوت مئات الخطوات بل الآ لاف .عبرت شوارع جد مزدحمة وأخرى خاوية على عروشها.رأيت تلاميذ يحجون كغثاء السيل إلى مدارسهم. كان البعض منهم يتأبط كتابا و البعض الآخر يستمتع بموسيقى صاخبة أغلق بها مسامعه. صادفت عمالا يقصدون أبواب شركات و مستخدمون ينتظرون حافلة ربما تأتي او تتعطل في منتصف الطريق. مررت بمقاهي تعرض على زبنائها الأرقام الفائزة للعبة الحظ ..وأخيرا وصلت إلى شاطئ المدينة. وقفت أمام البحرأتامل أمواجه في صمت.
لقد كان خاليا من الزوار. لا احد يأنس وحشته. ر ميته بنظرة كلها شوق وحنين وكأني أخاطبه: "ها قد عدت إليك يا بحر و العود احمد". مشيت قليلا على العجينة الرملية حافي القدمين. ورائي آثار محفورة و بيدي زوج حذاء. انحنيت لأ لتقط صدفة شدتني بشكلها الغير مألوف. أخذت ألمعها بعض الشيء حتى يزيد بريقها. إنتابني إحساس غريب فتراءت لي على ظهرها صورة وجهك المشرق. كانت ترتسم على شفتيك ابتسامة رقيقة وأريج ناعم يفوح من خدودك الورديتين. في حين كانت خصلة شعرك الذهبي تحجب جزءا من ملامح أنوثتك الأصيلة.
سمعتك تناديني فرفعت بصري لأشاهدك غير بعيد تجلسين القرفصاء على رما ل الشاطئ. كنت تنصتين إلى لحن أنشودة الخريف تعزفها أمواج هادئة وهي تراقص الرياح. كنت تتأملين شمس الأصيل التي أوشكت على الرحيل. كنت ولا شك تتساءلين عن سبب وقوف سرب من طيور النورس حارسة تلك الصخور..تصاعدت وثيرة نبضا ت قلبي. اختلطت مشاعري بين فرح وقلق و بكاء. حدثت نفسي مستفسرا: لماذا لم تخبرني بقدومها؟كيف اهتدت إلى هذا المكان؟أتراها تنتظر شخصا ما؟أتكون هي الأخرى تحكي للبحر اسرارا لاتريد إفشاءها ؟.
أدرفت دمعة دافئة وعدوت نحوك كطفل يود أن يضم بين احضانه لعبة حرم منها فترة طويلة. لكنني وصلت متأخرا فلم اعثر لك على أثر.كأن الأرض انشقت و ابتلعتك. او ريح البحر حملتك عاليا نحو الأفق فتلاشيت سريعا كبخار ماء. وجدت فقط حقيبة سوداء بها فرشات من أحجام مختلفة وصباغات من الوان عدة. بأعلى صوتي ناديتك. هتفت باسمك. صرخت دون جدوى كالمجنون.
إلى جانب أدواتك وضعت الصدفة التي ما زلت احتفظ بها بين اصابعي. حملت الحقيبة معي ثم غادرت الشاطئ وقد بدأ الليل يسدل خيوط ظلامه.

عبد القدوس ايت عبد الواحد
سلا 29/11/2004

فطيمة الزهرة 2012-02-14 16:41

رد: جوهرة الشاطئ
 

rougegorge 2012-02-15 14:04

رد: جوهرة الشاطئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فطيمة الزهرة (المشاركة 511680)

شكرا على مرورك. مودتي اختي الكريمة

tagnaouite 2012-02-15 18:34

رد: جوهرة الشاطئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rougegorge (المشاركة 511661)
سرت طويلا دون اتجاه معين. خطوت مئات الخطوات بل الآ لاف .عبرت شوارع جد مزدحمة وأخرى خاوية على عروشها.رأيت تلاميذ يحجون كغثاء السيل إلى مدارسهم. كان البعض منهم يتأبط كتابا و البعض الآخر يستمتع بموسيقى صاخبة أغلق بها مسامعه. صادفت عمالا يقصدون أبواب شركات و مستخدمون ينتظرون حافلة ربما تأتي او تتعطل في منتصف الطريق. مررت بمقاهي تعرض على زبنائها الأرقام الفائزة للعبة الحظ ..وأخيرا وصلت إلى شاطئ المدينة. وقفت أمام البحرأتامل أمواجه في صمت.




لقد كان خاليا من الزوار. لا احد يأنس وحشته. ر ميته بنظرة كلها شوق وحنين وكأني أخاطبه: "ها قد عدت إليك يا بحر و العود احمد". مشيت قليلا على العجينة الرملية حافي القدمين. ورائي آثار محفورة و بيدي زوج حذاء. انحنيت لأ لتقط صدفة شدتني بشكلها الغير مألوف. أخذت ألمعها بعض الشيء حتى يزيد بريقها. إنتابني إحساس غريب فتراءت لي على ظهرها صورة وجهك المشرق. كانت ترتسم على شفتيك ابتسامة رقيقة وأريج ناعم يفوح من خدودك الورديتين. في حين كانت خصلة شعرك الذهبي تحجب جزءا من ملامح أنوثتك الأصيلة.




سمعتك تناديني فرفعت بصري لأشاهدك غير بعيد تجلسين القرفصاء على رما ل الشاطئ. كنت تنصتين إلى لحن أنشودة الخريف تعزفها أمواج هادئة وهي تراقص الرياح. كنت تتأملين شمس الأصيل التي أوشكت على الرحيل. كنت ولا شك تتساءلين عن سبب وقوف سرب من طيور النورس حارسة تلك الصخور..تصاعدت وثيرة نبضا ت قلبي. اختلطت مشاعري بين فرح وقلق و بكاء. حدثت نفسي مستفسرا: لماذا لم تخبرني بقدومها؟كيف اهتدت إلى هذا المكان؟أتراها تنتظر شخصا ما؟أتكون هي الأخرى تحكي للبحر اسرارا لاتريد إفشاءها ؟.




أدرفت دمعة دافئة وعدوت نحوك كطفل يود أن يضم بين احضانه لعبة حرم منها فترة طويلة. لكنني وصلت متأخرا فلم اعثر لك على أثر.كأن الأرض انشقت و ابتلعتك. او ريح البحر حملتك عاليا نحو الأفق فتلاشيت سريعا كبخار ماء. وجدت فقط حقيبة سوداء بها فرشات من أحجام مختلفة وصباغات من الوان عدة. بأعلى صوتي ناديتك. هتفت باسمك. صرخت دون جدوى كالمجنون.




إلى جانب أدواتك وضعت الصدفة التي ما زلت احتفظ بها بين اصابعي. حملت الحقيبة معي ثم غادرت الشاطئ وقد بدأ الليل يسدل خيوط ظلامه.





عبد القدوس ايت عبد الواحد




سلا 29/11/2004

قصة جميلة يرسم فيها المبدع القاص عبد القدرس (rougegorge) لوحة رومانسية قصصية ، ويشرك البحر كفضاء فاعل ومتفاعل مع الأحداث بأسلوب فني سلس ... دمت مبدعا ، ولك كل التقدير والمودة

houmidi59 2012-02-15 21:12

رد: جوهرة الشاطئ
 
لما قرأت قصتك وانهيت بصاحب القصة قلت في نفسي . واش راني نحلم هذا ما يكون غير احسان عبد القدوس
يظهر أني لم أخطأ مئة بالمئة
اوى تبارك الله عليك اسي عبد القدوس
هاد القصة تصلاح تكون فيلم مغربي بامتياز
ليلتك سعيدة


الساعة الآن 08:51

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd