الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي > ميراث الأنبياء والسلف الصالح


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2020-04-29, 21:39 رقم المشاركة : 1
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي الصحابة أبجديا - الصحابة - الأعلام






الصحابة أبجديا - الصحابة - الأعلام

أبو بصير

  • ملخص المقال

    أبو بصير, هو عتبة بن أسيد, تحالف بعد صلح الحديبية مع أبي جندل بن سهيل بن عمرو ممن أسلموا في قطع الطريق على المشركين, واستشهد في عراك معهم, فما قصته مع النبي؟



هو أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية الثقفي حليف بني زهرة.
موقف أبي بصير مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة واطمأن بها أقبل إليه أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية الثقفي حليف بني زهرة, فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأخنس بن شريق الثقفي ولأزهر بن عبد عوف وبعثا بكتابهما مع مولى لهما ورجل من بني عامر بن لؤي استأجره ليرد عليهم صاحبهم أبا بصير, فقدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفعا إليه كتابهما فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بصير فقال له: "يا أبا بصير إن هؤلاء القوم قد صالحونا على ما قد عملت وإنا لا نغدر فالحق بقومك". فقال: يا رسول الله تردني إلى المشركين يفتنوني في ديني!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اصبر يا أبا بصير واحتسب فإن الله جاعلاً لك ولمن معك من المستضعفين من المؤمنين فرجًا ومخرجًا". قال: فخرج أبو بصير وخرجا حتى إذا كانوا بذي الحليفة جلسوا إلى سور جدار فقال أبو بصير للعامري: أصارم سيفك قال: نعم. قال: أنظر إليه, قال: إن شئت, فاستله فضرب به عنقه وخرج المولى يشتد, وطلع على رسول الله rصلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد, فلما رآه قال: "هذا رجل قد رأى فزعًا". فلما انتهى إليه قال: قتل صاحبكم صاحبي. فما برح حتى طلع أبو بصير متوشحًا السيف, فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله, وفت ذمتك وقد امتنعت بنفسي, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويل أمه! محش حرب لو كان معه رجال".
فخرج أبو بصير حتى نزل بالعيص وكان طريق أهل مكة إلى الشام فسمع به من كان بمكة من المسلمين فلحقوا به, حتى كان في عصبة من المسلمين قريبًا من ستين أو سبعين, وكانوا لا يظفرون برجل من قريش إلا قتلوه ولم يمر بهم عير إلا اقتطعوها, حتى كتبت فيهم قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه بأرحامهم لما آواهم فلا حاجة لنا بهم, ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدموا عليه المدينة, وقيل: إن أبا جندل بن سهيل بن عمرو كان ممن لحق بأبي بصير وكان عنده.
وفاة أبي بصير:

قدم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي جندل وأبو بصير يموت, فمات وكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده يقرؤه, فدفنه أبو جندل مكانه وصلى عليه وبنى على قبره مسجدًا، وذكر ابن إسحاق هذا الخبر بهذا المعنى وبعضهم يزيد فيه على بعض والمعنى متقارب إن شاء الله تعالى.
المراجع :

- سنن البيهقي الكبرى.
- أسد الغابة.
- الاستيعاب.









: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=972226
    رد مع اقتباس
قديم 2020-04-29, 21:45 رقم المشاركة : 2
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: الصحابة أبجديا - الصحابة - الأعلام



أبو دجانة



  • ملخص المقال

    أبو دجانة, هو سماك بن خرشة, أسلم مبكرا مع قومه الأنصار, شهد بدرا وثبت يوم أحد مع النبي, شارك في قتل مسيلمة الكذاب واستشهد يوم اليمامة, فما أثر النبي في




أبو دجانة هو سماك بن خرشة بن الخزرج أسلم مبكرًا مع قومه الأنصار, وقد آخى رسول الله r بينه وبين عتبة بن غزوان, وشهد معركة بدر مع رسول الله r.
أثر الرسول في تربية أبي دجانة :

عن الزبير بن العوام t قال: عرض رسول الله r سيفًا يوم أحد فقال: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟", فقمت فقلت: أنا يا رسول الله, فأعرض عني, ثم قال: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟", فقلت: أنا يا رسول الله, فأعرض عني, ثم قال: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟", فقام أبو دجانة سماك بن خرشة, فقال: أنا آخذه يا رسول الله بحقه, فما حقه؟ قال: "ألا تقتل به مسلمًا, ولا تفر به عن كافر", قال: فدفعه إليه, وكان إذا كان أراد القتال أعلم بعصابة.
فلما أخذ أبو دجانة السيف من يد رسول الله r أخرج عصابته تلك فعصبها برأسه, فجعل يتبختر بين الصفين -قال ابن إ****: إن رسول الله r قال حين رأى أبا دجانة يتبختر: "إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن".
قال: قلت: لأنظرن إليه اليوم كيف يصنع؟ قال: فجعل لا يرتفع له شيء إلا هتكه و أفراه حتى انتهى إلى نسوة في سفح الجبل معهن دفوف لهن فيهن امرأة تقول:
نحن بنات طارق *** نمشي على النمارق
إن تقبلوا نعـانق *** ونبسـط النمارق
أو تدبروا نفـارق *** فـراقًا غير وامق
قال: فأهوى بالسيف إلى امرأة ليضربها, ثم كف عنها, فلما انكشف له القتال, قلت له: كل عملك قد رأيت, ما خلا رفعك السيف على المرأة لم تضربها, قال: إني والله أكرمت سيف رسول الله r أن أقتل به امرأة.
من مواقف أبي دجانة مع الرسول :

عن قتادة بن النعمان قال: كنت نصب وجه رسول الله يوم أحد أقي وجه رسول الله r وجهي, وكان أبو دجانة سماك بن خرشة موقيًا لظهر رسول الله r بظهره, حتى امتلأ ظهره سهامًا وكان ذلك يوم أحد.
من مواقف أبي دجانة مع الصحابة :

قال زيد بن أسلم: دُخل على أبي دجانة وهو مريض -وكان وجهه يتهلل- فقيل له: ما لوجهك يتهلل, فقال: ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني, أما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليمًا.
ما قيل عن أبي دجانة :

عن ابن عباس قال: دخل عليٌّ بسيفه على فاطمة رضي الله عنهما, وهي تغسل الدم عن وجه رسول الله فقال: خذيه, فلقد أحسنت به القتال, فقال رسول الله r: "إن كنت قد أحسنت القتال اليوم, فلقد أحسن سهل بن حنيف وعاصم بن ثابت والحارث بن الصمة وأبو دجانة".
وفاة أبي دجانة :

شهد t اليمامة, ويقال: إنه كان ممن اقتحم على بني حنيفة يومئذ الحديقة, فانكسرت رجله فلم يزل يقاتل حتى قتل يومئذ, وقد قتل مسيلمة وحشي بن حرب, رماه وحشي بالحربة, وعلاه أبو دجانة بالسيف, قال وحشي: فربك أعلم أيُّنا قتله.
توفي أبو دجانة t سنة 12هـ= 633م.
المراجع :

أسد الغابة ابن الأثير.
البداية والنهاية ابن كثير.
المستدرك الحاكم النيسابوري.





    رد مع اقتباس
قديم 2020-04-29, 21:54 رقم المشاركة : 3
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: الصحابة أبجديا - الصحابة - الأعلام


أبو هريرة
  • ملخص المقال

    أبو هريرة، سيد الحفاظ الأثبات, فما حال أبي هريرة في الجاهلية؟ وما قصة إسلام أبي هريرة؟ وما أثر الرسول في تربيته؟ وما أهم ملامح شخصيته؟
اسم ولقب أبي هريرة

هو أبو هريرة الدوسي الأزدي اليمامي من دوس بن عدنان بن
عبد الله بن زهران[1][2]، اختلف المؤرِّخون في اسمه فقيل: عبد الرحمن بن صخر، وقيل: عبد شمس، وقيل: عبد عمرو، وقيل :كان اسمه في الجاهليَّة عبد شمس وفي الإسلام عبد الله، وقيل غير ذلك أيضًا[3]، وأشهر ما قيل في اسمه واسم أبيه عبد الرحمن بن صخر الدوسيِّ[4]. ويروى عنه رضي الله عنه أنَّه قال: كان اسمي في الجاهلية: عبد شمس، فسمَّاني رسول الله صل الله عليه وسلم: عبد الرحمن[5].
وكنيته أبو هريرة وهو مشهورٌ بها[6]، لهِرَّة كان يحملها ويعتني بها[7]، وكان رسول الله يدعوه أبا هر؛ ففي الحديث عن أبي هريرة: دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ فَقَالَ "أَبَا هِرٍّ الْحَقْ أَهْلَ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ إِلَيَّ"[8]. وأمه ميمونة بنت صبيح[9].
عن سليم بن حيَّان قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة يقول: نشأت يتيمًا وهاجرت مسكينًا وكنت أجيرًا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي. فكنت أخدم إذا نزلوا، وأحدو إذا ركبوا، فزوجنيها الله، فالحمد لله الذي جعل الدين قوامًا وجعل أبا هريرة إمامًا[10].


إسلام أبي هريرة


أسلم رضي الله عنه بين الحديبية وخيبر، وقدم المدينة مهاجرًا، وأسلم والنبيُّ صلى الله عليه وسلم بخيبر[11]، وكان إسلامه على يد الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي؛ فلمَّا أسلم الطفيل بن عمرو الدوسي دعا قومه فأسلموا، وقَدِمَ معه منهم المدينة سبعون أو ثمانون أهل بيت. وفيهم أبو هريرة[12].

أثر الرسول في تربية أبي هريرة

كان للنبيِّ الأثر الأكبر في تنشئة وتربية أبي هريرة؛ فمنذ أن قَدِم إلى النبيِّ لم يُفارقه قط، فقد كان من أحفظ أصحابه صلى الله عليه وسلم وألزمه له على شبع بطنه، وكانت يده مع يده يدور معه حيث ما دار[13]، وفي سنواتٍ قليلةٍ حصَّل من العلم عن الرسول ما لم يُحصِّله أحدٌ من الصحابة، وكان النبيُّ يُوجِّهه كثيرًا؛ فعنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال له: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كُنْ وَرِعًا، تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَكُنْ قَنِعًا، تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ، تَكُنْ مُسْلِمًا، وَأَقِلَّ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ»[14].
وعنه أنه قال: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يومًا فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي قلت يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عليَّ، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادعُ الله أن يهدي أم أبي هريرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ». فخرجتُ مستبشرًا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف، فسَمِعَتْ أمي خشف قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة. وسمعتُ خضخضة الماء، قال: فاغْتَسَلَتْ ولَبِسَتْ درعها وعجلت عن خمارها، ففتحت الباب، ثم قالت: يا أبا هريرة، أشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله، قال: فرجعتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وأنا أبكي من الفرح، قال: قلتُ يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة. فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرًا، قال: قلت يا رسول الله ادعُ الله أن يُحبِّبني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويُحبِّبهم إلينا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا -يعنى أبا هريرة وأمه- إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَحَبِّبْ إِلَيْهِمُ الْمُؤْمِنِينَ». فما خُلِق مؤمنٌ يسمع بي ولا يراني إلَّا أحبَّني[15].

أهم ملامح شخصية أبي هريرة

استيعاب أبي هريرة للحديث

كان رضي الله عنه من أكثر الصحابة حفظًا للحديث، حيث قال رضي الله عنه: "مَا كَانَ أَحَدٌ أَحْفَظَ لِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي إلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَإِنِّي كُنْتُ أَعِي بِقَلْبِي وَكَانَ يَعِي بِقَلْبِهِ، وَيَكْتُبُ بِيَدِهِ؛ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ "فَأَذِنَ لَهُ"[16].
وقد ذكر الشافعي رحمه الله أنَّ أبا هريرة أحفظ من روى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ حيث روى عنه نحو ثمانمائة رجلٍ أو أكثر من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم[17]، وهو من أكثر الصحابة روايةً للحديث؛ فقد روى خمسة آلاف حديث وثلاثمائة وأربعة وسبعون حديثًا، وقيل: في الأصل؛ خمسة آلاف حديثٍ وثلاثمائة وأربعة وستُّون[18].

عبادة أبي هريرة

كان أبو هريرة رضي الله عنه من عبَّاد الصحابة؛ حيث كان يُكثر من الصلاة والصيام والذكر وقيام الليل، فقد قال عن نفسه: "إِنِّي لَأُجَزِّئُ اللَّيْلَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ: فَثُلُثٌ أَنَامُ، وَثُلُثٌ أَقُومُ، وَثُلُثٌ أَتَذَكَّرُ أَحَادِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ"[19].
وكان أبو هريرة يُصلِّي ثلث الليل وامرأته ثلثًا وابنته ثلثًا[20]، فعن أبي عثمان قال تضيَّفْتُ أبا هريرة سبعًا فكان هو وامرأته وخادمه يَعْتَقِبُون الليل أثلاثًا؛ يُصلِّي هذا ثم يُوقِظ هذا[21]، وكان أبو هريرة يصوم الاثنين والخميس، وقال: إنَّهما يومان تُرْفَع فيهما الأعمال[22]، وكان يُسبِّح في كلِّ يومٍ اثني عشر ألف تسبيحة، ويقول: أُسَبِّحُ بقدر ذنبي[23].

تواضع أبي هريرة

كان رضي الله شديد التواضع؛ فعن ثعلبة بن أبي مالك القرظي أنَّ أبا هريرة أقبل في السوق يحمل حزمة حطب، وهو يومئذٍ خليفةٌ لمروان، فقال: أَوْسِع الطريق للأمير يا ابن أبي مالك، فقلت: أصلحك الله، يكفي هذا. قال: وسع الطريق للأمير يا ابن أبي مالك، والحزمة عليه.

ورع أبي هريرة وخوفه

كان رضي الله عنه من أشدِّ الناس ورعًا؛ فعن أبي المتوكل أنَّ أبا هريرة كانت له زنجيَّةٌ فرفع عليها السوط يومًا، فقال: "لولا القصاص لأغشيتك به، ولكنِّي سأبيعك ممَّن يوفيني ثمنك، اذهبي فأنتِ لله"[24].

بعض مواقف أبي هريرة مع الرسول

من هذه المواقف ما ذُكِر عند البخاري وغيره: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَهُ فِي بَعْضِ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ جُنُبٌ، فقال أبو هريرة رضي الله عنه: فَانْخَنَسْتُ مِنْهُ فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ جُنُبًا فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسَكَ وَأَنَا عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَنْجُسُ"[25].
وعنه -أيضًا- أَنَّهُ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ"[26].
وعنه أنَّه كان يقول: أالله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمدُ بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشدُّ الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يومًا على طريقهم الذي يخرجون منه فمرَّ أبو بكرٍ فسألته عن آيةٍ من كتاب الله ما سألته إلَّا ليُشبعني فمرَّ ولم يفعل، ثم مرَّ بي عمر فسألته عن آيةٍ من كتاب الله ما سألته إلَّا ليُشبعني فمر فلم يفعل، ثم مرَّ بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فتبسَّم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال: يَا أَبَا هِرَّ. قلت: لبيك يا رسول الله، قال: الْحَقْ. ومضى فتبعته، فدخل فاستأذن فأذن لي فدخل، فوجد لبنًا في قدحٍ، فقال: مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَن. قالوا: أهداه لك فلانٌ أو فلانةٌ، قال: أَبَا هِر. قلت: لبيك يا رسول الله، قال: الْحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لِي. قال أبو هريرة: وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون إلى أهلٍ ولا مالٍ ولا على أحدٍ، إذا أتته صدقةٌ بعث بها إليهم، ولم يتناول منها شيئًا، وإذا أتته هديَّةٌ أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة، كنت أحقُّ أنا أن أُصيب من هذا اللبن شربةً أتقوَّى بها، فإذا جاء أمرني فكنت أنا أُعطيهم وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بدٌّ فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا، فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: يَا أَبَا هِرَّ. قلت: لبيك يا رسول الله، قال: خُذْ فَأَعْطِهِمْ. قال: فأخذتُ القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يَرُدُّ عليَّ القدح، فأُعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يردُّ عليَّ القدح فيشرب حتى يروى ثم يردُّ علي القدح، حتى انتهيت إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلُّهم، فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إليَّ فتبسَّم فقال: أَبَا هِرَّ، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ، قلت: صدقت يا رسول الله. قال: اقْعُدْ فَاشْرَبْ. فقعدت فشربت، فقال: اشْرَبْ. فشربتُ، فما زال يقول اشرب حتى قلتُ: لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكًا، قال: فَأَرِنِي. فأعطيته القدح فحمد الله وسمَّى وشرب الفضلة[27].

بعض مواقف أبي هريرة مع الصحابة

مع عمر بن الخطاب

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال لي عمر رضي الله عنه: يا عدوَّ الله وعدوَّ الإسلام خنت مال الله، قال: قلت: لستُ عدوَّ الله ولا عدوَّ الإسلام، ولكنِّي عدوُّ من عاداهما، ولم أخنْ مال الله ولكنَّها أثمان إبلي وسهامٌ اجتمعت، قال: فأعادها عليَّ، وأعدتُ عليه هذا الكلام. قال: فغرمني اثني عشر ألفا، قال: فقمت في صلاة الغداة فقلت: اللهمَّ اغفرْ لأمير المؤمنين. فلمَّا كان بعد ذلك أرادني على العمل فأبيت عليه، فقال: وَلِمَ وقد سأل يوسف العمل وكان خيرًا منك؟ فقلت: إنَّ يوسف نبيٌّ ابن نبي ابن نبي ابن نبي، وأنا ابن أميمة، وأنا أخاف ثلاثًا واثنتين، قال: أو لا تقول خمسًا؟ قلت: لا. قال: فما هنَّ؟ قلت: أخاف أن أقول بغير علم، وأن أفتي بغير علم، وأن يُضْرب ظهري، وأن يُشتم عِرْضي، وأن يُؤخذ مالي بالضرب[28].

مع عثمان بن عفان

روى سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: "كنتُ محصورًا في الدار مع عثمان فرموا رجلًا منَّا فقتلوه، فقلت: يا أمير المؤمنين طاب الضراب، قتلوا منَّا رجلًا، فقال: عزمت عليك يا أبا هريرة لما رميت سيفك؛ فإنَّما يُراد نفسي وسأقي المؤمنين بنفسي، قال أبو هريرة: فرميت سيفي فما أدري أين هو حتى الساعة"[29].

بعض مواقف أبي هريرة مع التابعين

عن سعيد بن مرجانة أنَّه قال: سمعتُ أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ إِرْبٍ مِنْهَا إِرْبًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَعْتِقُ بِالْيَدِ الْيَدَ، وَبِالرِّجْلِ الرِّجْلَ، وَبِالْفَرْجِ الْفَرْجَ"[30].

أثر أبي هريرة في الآخرين

دعوة أبي هريرة وتعليمه

كان أبو هريرة صاحب أثرٍ كبيرٍ في كلِّ مَن حوله بما يحمله من كنوزٍ عظيمة، وهي أحاديثُ النبي، وقد أسدى للأمَّة خيرًا عظيمًا بنقله هذا الكمِّ الضخم والكبير من أحاديث النبي.
ومن ذلك أنَّه مرَّ بسوق المدينة، فوقف عليها فقال: يا أهل السوق، ما أعجزكم! قالوا: وما ذاك يا أبا هريرة؟ قال: ذاك ميراث رسول الله يقسَّم، وأنتم ها هنا لا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه. قالوا: وأين هو؟ قال: في المسجد. فخرجوا سراعًا إلى المسجد، ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا، فقال لهم: ما لكم؟ قالوا: يا أبا هريرة، فقد أتينا المسجد فدخلنا فلم نرَ فيه شيئًا يُقسَّم. فقال لهم أبو هريرة: أَمَا رأيتم في المسجد أحدًا؟ قالوا: بلى، رأينا قومًا يُصلُّون، وقومًا يقرءون القرآن، وقومًا يتذاكرون الحلال والحرام. فقال لهم أبو هريرة: ويحكم! فذاك ميراث محمد[31].

وفاة أبي هريرة

قال أبو سَلَمَة: قال: عُدْتُ أبا هريرة فسندته إلى صدري، ثم قلت: اللهمَّ اشفِ أبا هريرة، فقال: «اللَّهُمَّ لَا تُرْجِعْهَا» ، ثُمَّ قال: «إِنِ اسْتَطَعْتَ يَا أَبَا سَلَمَةَ أَنْ تَمُوتَ فَمُتْ»، فقلت: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنَّا لَنُحِبُّ الْحَيَاةَ، فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى الْعُلَمَاءِ زَمَانٌ الْمَوْتُ أَحَبُّ إِلَى أَحَدِهِمْ مِنَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ، لَيَأْتِيَنَّ أَحَدُكُمْ قَبْرَ أَخِيهِ فَيَقُولُ: لَيْتَنِي مَكَانَهُ»[32].
وعن عمير بن هانئ قال: كان أبو هريرة يقول: تشبَّثوا بصدغي معاوية، اللهمَّ لا تُدركني سنة ستِّين[33]، قال: فتُوفِّي فيها أبو هريرة أو قبلها بسنة[34].
وعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: "لَا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا، وَلَا تَتْبَعُونِي بِمِجْمَرٍ، وَأَسْرِعُوا بِي"[35]، وقد تُوفِّي أبو هريرة سنة سبع وخمسين من الهجرة وهو الأرجح، وقيل: سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة تسع وخمسين، وقيل غير ذلك[36]. وقد تُوفِّي وله من العمر وله ثمانٍ وسبعون[37].

[1] ابن مَنْجُوَيْه: رجال صحيح مسلم، تحقيق: عبد الله الليثي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى، 1407هـ، 2/403، وابن الأثير: أسد الغابة، تحقيق: علي محمد معوض- عادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى، 1415هـ= 1994م، 6/313.
[2] وقيل -أيضًا- إنَّ اسمه ابن عامر بن عبد ذي الشرى بن ظريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد اللَّه بن زهران بن كعب الدوسيِّ. هكذا سمَّاه ونسبه ابن الكلبيِّ، ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى - 1415هـ، 7/348، 349.
[3] ابن مَنْجُوَيه: رجال صحيح مسلم، 2/403.
[4] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة، 4/267.
[5] وابن الأثير: أسد الغابة العلمية، 6/313.
[6] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة، 4/267.
[7] ابن إسحاق: سيرة ابن اسحاق (السير والمغازي)، تحقيق: سهيل زكار، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى، 1398هـ = 1978م، ص286.
[8] البخاري: كتاب الاستئذان، باب إذا دعي الرجل فجاء هل يستأذن (5892).
[9] الطبراني: المعجم الكبير، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، الطبعة الثانية، 25/40.
[10] ابن سعد: الطبقات الكبرى، 4/243.
[11] ابن عساكر: تاريخ دمشق لابن عساكر، تحقيق: عمرو بن غرامة العمروي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1415هـ= 1995م، 67/312.
[12] ابن سعد: الطبقات الكبرى، 1/265.
[13] ابن مَنْجُوَيه: رجال صحيح مسلم، 2/403.
[14] ابن ماجه: كتاب الزهد، باب الورع والتقوى، (4217) وصحَّحه الألباني. انظر: صحيح الجامع الصغير وزيادته (7833).
[15] مسلم: كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه (2491)، وأحمد (8242).
[16] الطحاوي: شرح مشكل الآثار، تحقيق: شعيب الأرناءوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1415هـ= 1494م، 4/355.
[17] عبد القادر بن محمد بن نصر الله القرشي: الجواهر المضية في طبقات الحنفية، مير محمد كتب خانه – كراتشي، 2/412.
[18] ابن حزم: جوامع السيرة، تحقيق: إحسان عباس، دار المعارف، مصر، الطبعة الأولى، 1900م، ص275.
[19] الدارمي: باب العمل بالعلم وحسن النية فيه (272).
[20] ابن عساكر: تاريخ دمشق، 67/362.
[21] البخاري: كتاب الأطعمة، باب الرطب بالقثاء (5125)، وأحمد (8618).
[22] ابن عساكر: 67/363.
[23] ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، المحقق: محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة الأولى، 1412هـ= 1992م، 5/315. وشمس الدين الذهبي: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، المحقق: بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى، 2003م، 2/560.
[24] أحمد بن حنبل: الزهد، وضع حواشيه: محمد عبد السلام شاهين، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى، 1420هـ= 1999م، ص146.
[25] البخاري: كتاب الغسل، باب عرق الجنب وأن المسلم لا ينجس (279)، ومسلم: كتاب الحيض، باب الدليل على أنَّ المسلم لا ينجس (371).
[26] البخاري: كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار (6201)، والنسائي (5842)، وأحمد (8845).
[27] البخاري: كتاب الرقاق، باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتخلِّيهم من الدنيا (6087)، وأحمد (10690).
[28] الحاكم في المستدرك (3327) وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ بإسنادٍ على شرط الشيخين ولم يُخرِّجاه. تعليق الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم.
[29] مسند الحارث (977).
[30] مسلم: كتاب العتق، باب فضل العتق (1509)، والترمذي (1541)، والنسائي (4874)، وأحمد (9431) واللفظ له.
[31] الطبراني في الوسيط (1429).
[32] الحاكم (8581)، هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يُخرِّجاه، تعليق الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم.
[33] ابن عساكر: تاريخ دمشق، 67/380.
[34] ابن عساكر: تاريخ دمشق، 67/385، 386.
[35] أحمد (7901) وقال شعيب الأرناءوط: صحيحٌ لغيره وهذا إسناد حسن، وأبو داود الطيالسي (2457).
[36] ابن حجر العسقلاني: الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى ، 1415هـ، 7/362.
[37] ابن سعد: الطبقات الكبرى، 4/254.






    رد مع اقتباس
قديم 2020-04-29, 22:04 رقم المشاركة : 4
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: الصحابة أبجديا - الصحابة - الأعلام




أبي بن كعب

  • ملخص المقال

    أبي بن كعب، كاتب الوحي لرسول الله، شهد بيعة العقبة الثانية، وشهد له الرسول بالعلم، وله مناقب كثيرة، توفي في خلافة عثمان



  1. أبي بن كعب .. اسمه ولقبه وصفته

    هو أُبيّ بن كعب بن قيس الأنصاري الخزرجي، له كنيتان: أبو المنذر؛ كناه بها النبي ، وأبو الطفيل؛ كناه بها عمر بن الخطاب بابنه الطفيل. وأمه صهيلة بنت النجار، وهي عمة أبي طلحة الأنصاري. وكان أُبيّ أبيض الرأس واللحية لا يخضب.
    إسلام أبي بن كعب

    كان ممن أسلم مبكرًا، وقد شهد بيعة العقبة الثانية، وبعد الهجرة آخى الرسول بينه وبين سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل .
    أثر الرسول في تربية أبي بن كعب

    عن أبي هريرة أن رسول الله خرج على أبي بن كعب ، فقال رسول الله : "يا أُبيّ" وهو يصلي، فالتفت أبي ولم يجبه، وصلى أبيّ فخفف ثم انصرف إلى رسول الله ، فقال: السلام عليك يا رسول الله . فقال رسول الله : "ما منعك يا أبي أن تجيبني إذ دعوتك؟". فقال: يا رسول الله، إني كنت في الصلاة. قال : "أفلم تجد فيما أوحي إليَّ {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]؟" قال: بلى، ولا أعود إن شاء الله.
    وروى الإمام أحمد بسنده عن أبي هريرة ، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله : "ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها؟" قلت: بلى. قال: "فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها". ثم قام رسول الله فقمت معه، فأخذ بيدي فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب. قال: فذكّرته فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي. قال: "فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟" فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: "هي هي، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيتُه".
    ملامح من شخصية أبي بن كعب

    عميد قرّاء الصحابة

    روى البخاري بسنده عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : قَالَ النَّبِيُّ لأُبَيٍّ: "إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ {لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}". قَالَ: وَسَمَّانِي؟! قَالَ: "نَعَمْ"، فَبَكَى.
    فكان ممن جمعوا القرآن على عهد رسول الله ؛ ففي البخاري بسنده عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك : من جمع القرآن على عهد النبي ؟ قال: أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد رضي الله عنهم جميعًا.
    وقد شهد له الرسول بأنه أقرأ الأمة؛ فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أُبيّ بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أمينًا، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".
    ويشهد له رسول الله بسعة علمه

    ففي صحيح مسلم بسنده عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله : "يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟" قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟" قال: قلت: "اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ". قال: فضرب في صدري وقال: "وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ".
    وقد أخذ عن أُبيّ قراءة القرآن: ابنُ عباس، وأبو هريرة، وعبدُ الله بن السائب، وعبدُ الله بن عياش بن أبي ربيعة، وأبو عبد الرحمن السلمي رضي الله عنهم جميعًا، وحدَّث عنه سُوَيْد بن غَفَلَة، وعبد الرحمن بن أَبْزَى، وأبو المهلب رحمهم الله، وآخرون.
    ويكتب الوحي لرسول الله

    أول من كتب لرسول الله عند مقدمه المدينة أبي بن كعب ، وهو أول من كتب في آخر الكتاب: وكتب فلان. قال: وكان أُبيّ إذا لم يحضر دعا رسول الله زيد بن ثابت فكتب.
    في بيته يُؤتى الحَكَم

    عن ابن سيرين قال: اختصم عمر بن الخطاب ومعاذ بن عفراء رضي الله عنهما، فحكَّما أبي بن كعب فأتياه، فقال عمر بن الخطاب : في بيته يُؤتَى الحَكَمُ. فقضى على عمر باليمين فحلف، ثم وهبها له معاذ.
    بعض المواقف من حياته مع الرسول

    روى البخاري بسنده عن سويد بن غفلة قال: لقيت أبي بن كعب فقال: أخذت صرةً مائةَ دينار، فأتيت النبي فقال: "عرِّفْها حولاً". فعرفتها حولاً فلم أجد من يعرفها ثم أتيته، فقال: "عرِّفْها حولاً". فعرفتها فلم أجد ثم أتيته ثلاثًا، فقال: "احفظ وعاءها وعددها ووكاءها، فإن جاء صاحبها وإلا فاستمتع بها". فاستمتعت فلقيته بعدُ بمكة، فقال: لا أدري ثلاثة أحوال أو حولاً واحدًا.
    وعن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه قال: كان رسول الله إذا ذهب ربع الليل قام فقال: "يا أيها الناس اذكروا الله، يا أيها الناس اذكروا الله، يا أيها الناس اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه". فقال أبي بن كعب : يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك منها؟ قال: "ما شئت". قال: الربع؟ قال: "ما شئت، وإن زدت فهو خير لك". قال: النصف؟ قال: "ما شئت، وإن زدت فهو خير لك". قال: الثلثين؟ قال: "ما شئت، وإن زدت فهو خير". قال: يا رسول الله، أجعلها كلها لك؟ قال: "إذن تُكفى همك، ويغفر لك ذنبك".
    بعض المواقف من حياته مع الصحابة

    مع عمر بن الخطاب

    عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال عمر بن الخطاب : اخرجوا بنا إلى أرض قومنا. قال: فخرجنا فكنت أنا وأبي بن كعب في مؤخرة الناس، فهاجت سحابة فقال أُبيّ : اللهم اصرف عنا أذاها. فلحقناهم وقد ابتلت رحالهم، فقال عمر: ما أصابكم الذي أصابنا؟ قلت: إن أبا المنذر دعا الله أن يصرف عنا أذاها. فقال عمر : ألا دعوتم لنا معكم؟
    مع سعد بن الربيع

    عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال يوم أُحد: "من يأتيني بخبر سعد بن الربيع؛ فإني رأيت الأسنة قد أشرعت إليه؟" فقال أبي بن كعب : أنا. وذكر الخبر، وفيه: أَقْرِئ على قومي السلام وقُلْ لهم: يقول لكم سعد بن الربيع: اللهَ اللهَ وما عاهدتم عليه رسول الله ليلة العقبة، فوالله ما لكم عند الله عذر إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف. قال أبيّ : فلم أبرح حتى مات، فرجعت إلى رسول الله فأخبرته، فقال : "رحمه الله، نصح لله ولرسوله حيًّا وميتًا".
    أثره في الآخرين

    عن زرّ بن حبيش قال: سألت أبي بن كعب فقلت: إن أخاك ابن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر. فقال: "رحمه الله! أراد أن لا يتكل الناس، أما إنه قد علم أنها في رمضان، وأنها في العشر الأواخر، وأنها ليلة سبع وعشرين، ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين". فقلت: بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال: "بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها".
    وعن أسلم المنقري قال: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبْزَى يحدث عن أبيه قال: لما وقع الناس في أمر عثمان قلت لأبيّ بن كعب : أبا المنذر، ما المخرج من هذا الأمر؟ قال: "كتاب الله، وسنة نبيه ما استبان لكم فاعملوا به، وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه".
    بعض ما رواه عن الرسول

    في سنن أبي داود، عن أبي بن كعب قال: صلى بنا رسول الله يومًا الصبح فقال: "أشاهدٌ فلانٌ؟" قالوا: لا. قال: "أشاهد فلان؟" قالوا: لا. قال: "إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوًا على الرُّكَبِ، وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه، وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كثر فهو أحب إلى الله تعالى".
    وعن أبي بن كعب قال: كان رسول الله إذا سلم في الوتر قال: "سبحان الملك القدوس".
    بعض كلماته

    من أقواله : تعلموا العربية كما تعلّمون حفظ القرآن. وقوله : الصلاة الوسطى صلاة العصر. وقوله أيضًا: ما ترك عبد شيئًا لا يتركه إلا لله إلا آتاه الله ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به فأخذه من حيث لا ينبغي له إلا أتاه الله بما هو أشد عليه.
    وفاته

    وقد اختلف في سنة وفاته ؛ فقيل: تُوُفِّي في خلافة عمر سنة تسع عشرة، وقيل: سنة عشرين، وقيل: سنة اثنتين وعشرين. وقيل: إنه مات في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين. قال في المستدرك: وهذا أثبت الأقاويل؛ لأن عثمان أمره بأن يجمع القرآن.
    1. -**********************-







آخر تعديل خادم المنتدى يوم 2020-04-29 في 22:12.
    رد مع اقتباس
قديم 2020-04-29, 22:19 رقم المشاركة : 5
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: الصحابة أبجديا - الصحابة - الأعلام



  • أنس بن مالك
    • ملخص المقال
  • أنس بن مالك، خادم رسول الله, ملامح شخصية, وأثر الرسول في تربيته, وبيان بعض ومواقفه مع رسول الله وصحابته الكرام والتابعين

  • أنس بن مالك اسمه وشرف منزلته
  • هو أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يتسمَّى به ويفتخر بذلك، وقد وُلد رضي الله عنه قبل الهجرة بعشر سنوات، وكنيته أبو حمزة.
  • وأم أنس هي أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها، كانت تحت مالك بن النضر أبي أنس بن مالك في الجاهلية، فولدت له أنس بن مالك، فلما جاء الله بالإسلام أسلمت مع قومها وعرضت الإسلام على زوجها، فغضب عليها وخرج إلى الشام فهلك هناك، ثم خلف عليها بعده أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه.
  • أثر الرسول في تربية أنس بن مالك
  • تربى أنس بن مالك رضي الله عنه على يد الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم تربية خاصة، فمنذ بلغ العاشرة من عمره أتت به أمه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ليخدمه ويتربى على يديه، فقالت له: "هذا أنس غلامٌ يخدمك"، فقَبِله.
  • وروى الترمذي بسنده عن أنس رضي الله عنه قال: "خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أفٍّ قَطُّ، وما قال لشيء صنعته لِمَ صنعته، ولا لشيء تركته لِمَ تركته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلُقًا، ولا مسست خزًّا قطُّ ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكًا قطُّ ولا عطرًا كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم".
  • ملامح شخصية أنس بن مالك كثرة علمه ودوام صحبته للرسول
  • عندما أتت به أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخدمه، أخبرته صلى الله عليه وسلم أنه كاتب، وهذه الميزة العظيمة لم تكن متوفرة إلا في النفر القليل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مما يدل على فطنة أنس رضي الله عنه وذكائه منذ الصغر، فقد كان حينها لم يتجاوز العاشرة من عمره، وقد كان هذا الذكاء وهذه الفطنة من الأهمية بمكان؛ إذ حفظ رضي الله عنه وفَقِه وتعلّم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قيل إنه في المرتبة الثالثة بعد ابن عمر وأبي هريرة -رضي الله عنهما- في كثرة الأحاديث التي رواها وحفظها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسنده ألفان ومائتان وستة وثمانون حديثًا، اتفق له البخاري ومسلم على مائة وثمانين حديثًا، وانفرد البخاري بثمانين حديثًا، ومسلم بتسعين حديثًا.
  • مواقف من حياة أنس بن مالك مع الرسول
  • شهد أنس رضي الله عنه غزوة بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يخدمه، إذ كان عمره حينها اثني عشر عامًا.
  • قال أنس بن مالك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلقًا، وأرحبهم صدرًا، وأوفرهم حنانًا؛ فقد أرسلني يومًا لحاجة فخرجت، وقصدت صبيانًا كانوا يلعبون في السوق لألعب معهم، ولم أذهب إلى ما أمرني به، فلما صرت إليهم شعرت بإنسانٍ يقف خلفي، ويأخذ بثوبي، فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسّم ويقول: "يا أنيس، أذهبت إلى حيث أمرتك؟" فارتبكت وقلت: نعم، إني ذاهب الآن يا رسول الله. والله لقد خدمته عشر سنين، فما قال لشيءٍ صنعته لمَ صنعته، ولا لشيءٍ تركته لمَ تركته.
  • وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أتاني معاذ بن جبل رضي الله عنه من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "من شهد أن لا إله إلا الله مخلصًا بها قلبه دخل الجنة". فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، حدثني معاذ أنك قلت: "من شهد أن لا إله إلا الله مخلصًا بها قلبه دخل الجنة". قال: "صدق معاذ، صدق معاذ، صدق معاذ".
  • بعض المواقف من حياته مع الصحابة
  • مع أخيه البراء بن مالك
  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخلت على البراء بن مالك رضي الله عنه وهو يتغنى بالشعر، فقلت له: يا أخي، تتغنى بالشعر وقد أبدلك الله به ما هو خير منه؛ القرآن.
  • قال: أتخاف عليَّ أن أموت على فراشي وقد تفردت بقتل مائة سوى من شاركت فيه، إني لأرجو ألاَّ يفعل الله ذلك بي.
  • مع زيد بن مالك
  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خرجت وأنا أريد المسجد فإذا بزيد بن مالك رضي الله عنه، فوضع يده على منكبي يتكئ عليَّ، فذهبت وأنا شاب أخطو خُطَا الشباب، فقال لي زيد: قاربْ الخُطَا؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مشى إلى المسجد كان له بكل خطوة عشر حسنات".
  • بعض المواقف من حياته مع التابعين مع الزهري
  • قال الزهري: دخلت على أنس بن مالك رضي الله عنه بدمشق وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئًا مما أدركت إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضيّعت.
  • مع غيلان بن جرير
  • قال غيلان بن جرير: قلت لأنس بن مالك رضي الله عنه: يا أبا حمزة، أرأيت قول الناس لكم: الأنصار، اسم سمّاكم الله به أم أنتم كنتم تسمون به من قبل؟ قال: "بل اسم سمانا به الله".
  • بعض الأحاديث التي رواها عن النبي
  • يعد أنس بن مالك رضي الله عنه من أكثر الصحابة رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لأنه لازَم الرسول الكريمَ صلى الله عليه وسلم عشر سنوات، مرافقًا له وخادمًا ومتعلمًا منه.
  • ومن هذه الأحاديث ما رواه البخاري بسنده، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتابًا أو أراد أن يكتب، فقيل له: إنهم لا يقرءون كتابًا إلا مختومًا. فاتخذ خاتمًا من فضة نقشه "محمد رسول الله"، كأني أنظر إلى بياضه في يده. فقلت لقتادة: من قال: نقشه محمد رسول الله؟ قال: أنس.
  • وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر، فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه، فأُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الإناء يده، وأمر الناس أن يتوضئوا منه، قال: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه حتى توضئوا من عند آخرهم.
  • أثر أنس بن مالك في الآخرين
  • لأنس بن مالك رضي الله عنه الأثر الكبير في غيره من الناس، ذلك أنه كان رضي الله عنه يحمل الكثير من كنوز السنة النبوية العطرة، بفضل هذه الصحبة الطويلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • ولم يكن رضي الله عنه ليحتفظ بهذا العلم لنفسه أو يكتمه عن غيره ممن لاقاهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أن بارك الله له في عمره ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، فاستفادت منه أجيال التابعين، ورووا عنه وحفظوا ما رواه هو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • وقد روى عنه ما يزيد على مائتين وخمسة وثمانين من الصحابة والتابعين، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يزيد على 2200 من الأحاديث؛ مما يدل على عظيم أثره، وعلوّ همته في تبليغ العلم الذي حصّله من الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • من كلمات أنس بن مالك
  • قيل لأنس بن مالك رضي الله عنه: إن حبَّ علي وعثمان -رضي الله عنهما- لا يجتمعان في قلب واحد. فقال أنس رضي الله عنه: كذبوا، والله لقد اجتمع حبهما في قلوبنا.
  • وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبَّابًا ولا فحَّاشًا ولا لعَّانًا، كان يقول لأحدنا عند المعاتبة: "مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ".
  • وفاة أنس بن مالك
  • عن صفوان بن هبيرة، عن أبيه قال: قال لي ثابت البناني: قال لي أنس بن مالك رضي الله عنه: هذه شعرة من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضعها تحت لساني. قال: فوضعتها تحت لسانه، فدُفن وهي تحت لسانه.
  • تُوُفِّي -رضي الله عنه- بالبصرة، قيل: سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين من الهجرة النبوية.
  • -**********************-





    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 01:35 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd