ينشغل الناس كثير منا بقراءة القصص وأحدث الموضات والأحداث العالمية والرياضة أول بأول بل إننا قد نتجاوز حدودنا وتقرأ مذكرات الآخرين وما يشغلهم من دون إعطائهم
الخصوصية ..
كل هذا الشغف على القراءة ينزل ليكون تحت الصفر عندما يطلب منا قراءة ما يهمنا من معلومات وبيانات تؤثر على صحتنا وسلامتنا بل وتتعدى إلى صحة كل ما نحب ..
أسأل كل من يقرأ موضوع هل جربت إنك تقرأ القائمة الغذائية الموجودة خلف كل منتج غذائي .. أرجو الجواب على السؤال وذكر السبب .. قبل تكملة قراءة الموضوع ..
في مجتمعاتنا العربية وبما إنني من عمان فبقول في مجتمعنا العماني نجد القليل والقليل جد هم من يقرأ البطاقة الغذائية ( Food Label ) والتي هي في الواقع البطاقة التعريفية
للشي الذي تسمح له بدخول معدتك ..فهل وقفت لحظة لتقرأ هذي البطاقة الغذائية ؟! إذا كانت الإجابة بنعم فأنت مميز ويبقى عليك دور تشجيع الآخرين في هذا الجانب وإذا كنت
لا تقرأ فبادر لذلك لإنك قد تخسر حياتك وتخسر من تحب من حولك .
نعم إن البطاقة الغذائية مهمة جدا ولكن للأسف الشديد نستهين بها كثير .. فهي لو لم تكن مهمة لما شرعي القوانين الملتزمة للشركات المصنعة للغذاء في أنحاء العالم بوضعها
على عبوة المنتج . ومن خلال هذا التقييد بها يستطيع أن يكون المرء أكثر ثقة في سلامة غذائه وجودته .
البطاقة الغذائية تحتوي على معلومات قيمة منها تاريخ الإنتاج والإنتهاء وكذلك المواد المكونة التي قد لا تتناسب مع البعض من الناس لدواعي صحية أو دينية وتعطيه كذلك
معلومات أساسية لحفظ وتخزين المادة والتي عدم الإلتزام بها قد تحول المادة الغذائية إلى مادة سامة . نعم كل ذلك في البطاقة الغذائية .. هلى تصدقون .؟؟
كم الأمهات في مجتمعاتنا العربية إشترين لأبنائهم مواد غذائية تحتوي على مركبات تسبب الحساسية لأطفالهن وكم من الآباء وضعوا هذي الأغذية في درجات حرارة لا تتناسب
مع المادة الغذائية فتسبب ذلك في كوارث ومصائب أجاركم الله كل ذلك لإنهم جميعا إتفقوا على عدم قرائة البطاقة الغذائية ..
ثقافة البطاقة الغذائية ظاهرة حيوية وفعالة في العالم المتقدم فلماذا لا نوليها الإهتمام في مجتمعاتنا العربية والتي تصرخ كل يوم بفقدان عزيز وحبيب بسبب التسمم الغذائي والذي
لا ندعي أن العالم المتقدم لا يعاني منه ولكن تختلف المسببات حتى أن أتفهها يكون أحيانا سبب لموت ومرض الكثير في مجتمعاتنا ..
هذا الجانب يجب أن يعطى أهمية قصوى من جانب الأجهزة العربية مثل بلدية مسقط في سلطنة عمان عليها أنا تقف بصرامة وجه المخالفين ليصبح عالمنا العربي أكثر أمنا . ولا
يدخله إلا مواد غذائية بهويتها الصحيحة والتي هي البطاقة الغذائية.
المواطن العماني يجب أن يقرأ البطاقة الغذائية لإنه مسؤول عن نفسه أولا وعن حياته ثانيا والبطاقة الغذائية هي أول الطريق في أمننا الغذائي