منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   القصة (https://www.profvb.com/vb/f214.html)
-   -   عِشـْقُ ُ عَلـَى طـَريقـَةِ المُتـَشـَرّدِينَ...الجزء الثاني... بقلمي (https://www.profvb.com/vb/t88777.html)

hassi2009 2012-02-10 22:39

عِشـْقُ ُ عَلـَى طـَريقـَةِ المُتـَشـَرّدِينَ...الجزء الثاني... بقلمي
 
باسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المخلوقين محمد صلى الله الله عليه وسلم

----عِشـْقُ ُ عَلـَى طـَريقـَةِ المُتـَشـَرّدِينَ...الجزء الثاني---- بقلمي


مدخلُ منزلها ممرُ ُ ساحِرٌ يَنشدُه كلّ مُولع بالأناقةِ أسْتحيي مِن قدَمَايَ تمشي فوْقهُ، وأحتقرُ جُثتِي وسَطهُ، أنبهرُ جدا لحَدِّ الشرودِ لمِاَ أرَى مِن فنٍّ وجماليةٍ يُبهران العيون، أقعُ في حيرةِ نفسي أأني في واقع أو في جنون؟ تـُلقِي محفظتها الصغيرة برشاقةٍ مُغريةٍ على منضدةٍ صغيرةٍ بقاعةِ الجلوس المباشرة للمَمَرِّ وبحركة شبه دائرية برأسها تتلقف بيدَيْها الناعمتين شعرَها المسترخي على كتفيها العاريين لتجمعه في لفةٍ واحدة كـَكـُبّـَةِ الغزل فوق رأسها قائلة:
- يمكنك وضع الحقائب في أي مكان هنا وبإمكانك فيه أن تختار أي موقع لتسْتَريح
توجهتْ إلى غرفةٍ مقابلةٍ وقد رفعتْ صوْتها بعض الشيء من هناك قائلة:
- إني مُتعبَة جدّا من سفر قطعتُ فيه أكثر من 243 كيلومتر بعدما أنهيتُ إجراءات الطلاق وحصلتُ على وثيقتِها من نذل سافل جرعني مرارة الحياة طوال المدة التي كنتُ مرتبطة معه
لحظة توقفتْ عن الكلام واستطردتْ قائلة:
- ما لي لا أسمع لك حِسّا
أجبتـُها بارتباك وتلعثـُم :
- أنا هنا
- ليستْ لي أية طاقة إضافية للمزيد مِن السّهر، سوف أتمدد على سريري لأنام، إذا كنتَ جائعا فالمطبخ بسهولة سوف تجده، به مأكولات خفيفة جاهزة، ويمكنك اختيار أي مكان عندك هناك لتنامَ فيه، لا تـُطفئ النورَ، تصبح على خير...
انتابتني حيرة مُبهرة من تصرف هذه السيدة التي لم أكن أرى مثلها إلا في الأفلام، وإعجاب من التلقائية العفوية الرائعة في المعاملة معي التي لم ألمسْها في حياتِي من إنسان، ونقطة استفهام عريضة من ثقتها المُفرطة في شخصي وأنا أدوّنُ من عمق نفسي لحظتها استنتاجا أنها تكون مُجبرة لدعوتي أنـَسَة ً بي من وحشة المنزل العريض فأكون لها حارس الأمان ، أسْخطُ على بيئتي التي اكتسبتُ منها هذا النبضَ السخيف الذي أورثنِي الهمسَ بسوءِ الظن من أفعال الناس، وأسُبّ واقعي الذي سلبني سلامة النبض السليم في التعايش بابتسامة حرة بريئة لألمسَ في قلبي عُقدا موروثة مُتحجرة تأسِرُ عقليتِي إلى الآن، فأروي لنفسي خيبتي وذلي وهواني مِن خلال ما أمرّ عليه ببصري من نعيم يحوي متاع الدنيا في قاعة جلوس السعداء، قمتُ أبحثُ عن أي شيء يمكنني أن أستعملهُ كوسادةٍ لأضعَ عليه رأسي وقد قررتُ النومَ على كنبة عريضة ملساء، على حين غفلة طرْقٌ قويٌ عَلى البابِ أفزعنِي وأرعبَ السيدة رُعْبا شديدا والتي لم أعرف مَتى كانت ورائي لتـَحتمِيَ بي وهي تقول:
- مَن يا تـُرى يكون؟
كِدْتُ أقولُ لها أخي لِهوْل الصدمة الأولى التي لا زالتْ بقاياها تجتاح حِسّي لاسيما إن عَلِمَ مكانِي أتوقعُ منهُ أن يفعل أكثرَ مِن هذا لأنه مخمور ولا يستحيي أبدا، خجلتُ مما انتابني من تفكير وهي تصرخ:
- مَن يُكسرُ عليّ البابَ، سأتصِل بالشرطةِ حالا
سمعنا من وراء الباب شخصا خشن الصوتِ يقول:
- إنها الشرطة يا مدام، افتحي الباب
نظرتْ إليّ والخوف بعَينيْها وَهي تمنحُني بإشارة حاجبيها المسَطرين الإذنَ بفتح الباب، تقدّمْتُ إليه في هدوء واضطراب وقد أحسستُ بأني في وضعية خطيرة لا أستطيعُ تبريرَ تواجُدِي هنا، فتحتُهُ فإذا بالباب يدفعنِي بقوّة إثر دفعِهِ بعنف من طرف رجُلين قويين يتبعهما آخرون منهم من يرتدي اللباس الرسمي للشرطة، صرختْ في وجههم قائلة:
- ما هذه الطريقة الهمجية في اقتحام بيوتِ الناس، سأشكوكم لمسئوليكم
توجه إثنان مباشرة إلى حقائبها الثلاثة وحاولا فتحها لكن بدون جدوى، تقدم نحوها على ما يبدو مسئولهم الكبير وقال لها:
- أهي حقائبك هذه يا مدام؟
- نعم
- افتحيها من فضلك
- قل لي لماذا؟
- افتحيها وستعرفين
أخذتْ محفظتها الصغيرة المرميّة فوق المنضدة وأخرجتْ منها مفاتيح صغيرة وفتحتْ بها الحقيبة تلو الأخرى، يُشيرُ المسئول بملامحه الحزينة والمخيفة جدا للشخصين بتفتيش الحقائب وكلنا نرقبُهما، في برهة من التفتيش أخرجا من إحدى الحقائب رشاشتين للسلاح الناري ومن أخرى على ما يبدو عبوتان ناسفتان، اغرورقت عينايَ بالدموع وَصَعِقَ عُمْقِي بخفق نبْض قلبٍٍ قوي لِهوْل ما تبادَرَ إلى ذهنِي وأنا أيقنتُ من نفسي تورطتُ في مصيبة عظمى، أرادت السيدة أن تحتج والدهشة تعتريها على ملامحها، إلا أن المسؤول أشار لها بالسكوت وشخصين جعلا يداها خلفها ووضع أحدُهما فيهما الأصفاد، أشار لهم المسئول بأن يفعلا نفس الشيء معي، أحسستُ بأني أضعفَ الخلق بينهم ولا قولَ لي سوى الإذعانَ للأوامر والصمت، أخرجونا من المنزل الذي عشقتُ لو أبيتُ فيه ولو ليلة واحدة ثم...وساقونا إلى سيارة الشرطة التي كانت في انتظارنا...
يتبع..........بإذن الله......


خادم المنتدى 2020-04-21 21:54

رد: عِشـْقُ ُ عَلـَى طـَريقـَةِ المُتـَشـَرّدِينَ...الجزء الثاني... بقلمي
 
-*********************************-
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك
بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك
بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك
بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك
-***********************************-


الساعة الآن 12:50

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd