الرّ ِسـَـالــَــة ُ المُمَزّقـَـة ُمنقولة - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2012-01-28, 16:26

رقم المشاركة : 1

hassi2009

أستـــــاذ(ة) جديد

إحصائية العضو

hassi2009 غير متواجد حالياً

الرّ ِسـَـالــَــة ُ المُمَزّقـَـة ُمنقولة

╣◄الرّ ِسـَـالــَــة ُالمُمَزّقـَـة ُ►╠

منقولة

</STRONG>

اسْتـَفـَزّنِي صباحُ اليوم ِ بصُداع ٍ بـِرأسِي ألهـَبَ عُمقِي وحواسِي بـِتـَوَتـّـُر ٍ جـِدّ ُ مُرعِش ٍ يَجْلِبُنِي للعنفِ، يَومُ "نـَحْس ٍ" كباقي الأيام ِ الماضيةِ لا أستشعِرُ مِنهُ شـُعورا ً جميلا ً، ثـقـْلُ هـَمّ ٍ وغـَمّ ٍ وشقاءٍ يُؤرقـُونِي ويُزعجُونَ راحتِي، أ ُحِسّ ُ وكأني لن يُخفـّـَفَ عني إلا إذا صرختُ بالمنزل ِ واستنطقتُ لِسانِي بالسَبّ ِ والشتـْم ِ وأحيانا ببعض المفرداتِ القبيحةِ المُخلةِ بالأخلاق لأزْعِجَ وأ ُرْهـِبَ كل مَن في البيتِ "زوجتي، طفلتي، وطِفلايَ"، هذه اللحظة لا أطـيـق رؤية َ ولا سماعَ صـوتَ أحـدِهم، سَخـَط ُ ُ بـعُـمـقي يُهـيّـِئـُنِـي لِــمُـصيبَة ٍ قـَدْ أ ُحْدِثـُهـَا بالبيتِ، حتى الهدوءُ وهـُمْ نِيامُ ُ يُضايقـُنِي، أريدُ أن أ ُفـَجّـِرَ المنزلَ بـِفوْضى لِتـُنـْعِشـَنِي، ذلكَ ما سَوّلـَتْ لي نـَفـْسِي، لم أترُكْ غرفة ً بالبيتِ إلا دخلتـُها وأحدثتُ فيها ضجة ً، لم يَشفِ غليلي كلّ ما فعلتـُهُ، أقتـَحِمُ غرفة َ النوم هذه المرة بـِقـُوّة ٍ مُوَلـّـِعا ً بها هرَجا ً رهيبا ً مُدعِيا ً بـِتـَصرّفاتِي أني أ ُفتـّـِشُ عنْ شيءٍ ضائع ٍ لي، أخطِفُ بصري تـُجاهَ مضجعِهـَا -"زوجتي"- لأجدِهـَا كما عَوّدَتـْنِي في هدوءٍ وصمتٍ وَتـَرَقـّـُبٍ تـُتـَابـِعُ تـَصرّ ُفـَاتِي، أضعُ يديّ َ على مِحفظتِها الصغيرة، أفتـَحُهـَا لأجـِدَ بـِهـَا رسالة ً، شياطينُ الجن اجتـَمَعَتْ بـِغـُرفـَةِ قِيادَتِي لتـُغشِيَ بَصَري عـَن قراءةِ ظـَهْر ِ الرسالةِ وَلِتـَقودَنِي إلى انفِعال حادّ ٍ جدا ضِدّهـَا بعدَمـَا قرأتُ فِي عينيْهـَا صدمة ً وَدهشة ً، أقومُ بـِتـَعْنِيفِهـَا وتوجيهِ تـُهمَةِ خِيانـَةِ الزوْجيّـَةِ لها، ولم أستـَحْي ِ بـِإصدار ِ قـَوْل ٍ سَاقطٍ فِي حَقـّـِهـَا، تـُواصِلُ الصمتَ وأواصِل التجريحَ، انقادَ بصري مِن غير قصدٍ مني إلى ظهر الرسالةِ لأرمُقَ بـِها رمزا ً بَنـْكِيّـا ً، مَزّ َقـْتـُهـَا وَوَضَعْتـُهـَا فِي جَيْبـِي لِشـَكـّـِي بـِمَا يحْويهِ باطِنـُهـَا، أخـْرُجُ مِنَ الغـُرْفـَةِ وقد أ ُضيفَ همّ ُ ُ آخرُ ُ إلى همُومِي، الرسالة ُ المُمزقـَة ُ لابُدّ َ وأن أقرأها، استـَدْعَانِي شـَكّـي إلى الخروج ِ مِن المَنزل، ومَا إن قـَدَمَايَ وضعْتـُهمـَا على عَتبتِهِ، حتى انطلقـَتْ شرارة ُ ضجيج ٍ وصـُراخ ٍ تـُعلِنُ انطلاقَ صِراع ٍ بينَ عائِلتـَيْـن ِ في مَسْكن ٍ مُجاور ٍ يَـقـْطـُنـاهُ معا، سَخطـْتُ عليْهـِمْ مِنْ مَوْقِعِي ودَعَوْتُ عليْهـِمْ بالغـَرَق ِ إلى يوْم ِ الدِّين ِ، وَوَاصَلتُ طريقِي لأخرُجَ إلى الشارع ِ الذي يبْعُدُ بـِبـِضْع ِ أمتار عن المنزل ِ لأجـِدَ مَكـَانا ً مُناسِبا ً أقرأ ُ فيه الرسالة َ المُمَزقـَة َ، فإذا بي في الشارع أمام فوضى لشبان ٍ يحْمِلون العِصِيّ َ والسكاكينَ دماءُهم تنزفُ مِن بَعْضِِهـِمْ عَلى مُستوى وجوهِهم وآخرونَ على مُسْتـَوَى كـَتِـفِهـِمْ وآخرُونَ عَلى مُسْتـَوَى أرجلهم، لمْ أجرُؤ على الإقترابِ منهم وقد غيرتُ وجْهـَتِي عنهـُم لأسلـُكَ طريقا ً آخرَ أكثرَ هدوءا ً وَصمتا ً لأقرأ فيه الرسالة َ المُمَزقة َ، إلا أني كـُنتُ أمامَ خناق ٍ عنيفٍ بين بائعين ِ مُتـَجَوّليْن ِ قـُرْبَ مَسجـِدٍ يتـَصارعان ِ عَلى مكان ٍ لأجل ِ مَن يستـَغِلـّـُهُ، في قراراتِ نفسي دعوتُ عليهم بالزلزال والدمَار ِ الشامل ِ وعصيْتُ فيهـِم ربي بكلام فاحش ٍ في حقهم وواصلـْتُ طريقي لأؤمّـِنَ مكانَ قِراءتِي للرسالةِ المُمزقةِ، آه... جميل جدا، دكانُ السجائر مفتوح، إني بحاجةٍ إلى سِجارةٍ تـُـضـْعِفُ نـَبْضَ تـَوتـّـُري، وأسْتـَسْقِي مِنـْهـَا مِزاجا ً يُريحُنِي، قصدْتُ بائِعـَهـَا وطلبتُ مِنـْهُ عُلبة َسجارة ٍ، أثارَ انتِباهـِي أمامَه ُ كِتابُ ُ مُمَزقـَة ُ ُ مِنـْهُ أوْراقُ ُ وكأني أعرفـُهُ مِنْ صورةٍ بدتْ لي مِن أعلى صفحة ٍ فِيهِ، اسْتـَسْمَحْتـُهُ أن يُسَلـّـِمَني إيّـَاهُ، فكانتِ الصدمة ُ أن وجدتـُهُ كتابا ً لِمنهج ِ التربية الإسلاميةِ، لحظتها أيْقـَنـْتُ أن الرسالة َ المُمَزقـَة َ هِيَ رسالة َ أشرفَ المخلوقينَ انـْطِلاقا ً مِن مَنزلِي إلى منازل ِغيري وفِـي الشوارع والدكاكين...