منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   أصناف فنية وثقافية أخرى (https://www.profvb.com/vb/f223.html)
-   -   9- سلسلة الحلاق ..فن الحلاقة بمراكش بين الأمس واليوم .. (https://www.profvb.com/vb/t88091.html)

أشرف كانسي 2012-02-04 15:47

9- سلسلة الحلاق ..فن الحلاقة بمراكش بين الأمس واليوم ..
 
عبد الله اونين
فن الحلاقة بمراكش
بين الأمس واليوم
http://www.artactif.com/bdd/oeuvre/g_35474.jpg
عُرِفَ الحلاقون القدامى بخفة دمهم ونشاطهم، وكان دكان الحلاق حتى السنوات الأخيرة من السبعينيات منتدى يلتقي فيه زبناء مهووسون إما بثقافة التراث الشعبي، أو الرياضة، أو متابعة الأحداث الدولية عبر أمواج إذاعية


الحلاقة بين القديم والحديث

وصل فن الحلاقة بالمغرب الى مستوى كبير بين الدول التي لها باع في مجال هذا الفن، ويشهد على ذلك ما يحصده المغاربة من جوائز وميداليات على المستوى الدولي. ويعود ذلك الى انفتاح المغرب باعتبار موقعه الجغرافي، على الثقافات الغربية خاصة منها الثقافة المتوسطية التي تعتبر من أمهات الثقافات، وباعتبار مكانته كقبلة سياحية تتطلب مواكبة المستجدات التي لا غنى للسائحين الأجانب عنها. وهكذا انتشرت صالونات الحلاقة الخاصة بالذكور، كما انتشرت الصالونات الخاصة بالاناث بشكل ملفت للنظر. وغدت تلك الحوانيت التي كانت منتشرة بالأحياء والخاصة بالحلاقة لا تثمر ما كان أصحابها يعتمدون عليه لتوفير قوتهم اليومي، وذلك بسبب عدم قدرتهم على مجاراة التطورات التي طرأت على فن الحلاقة وما تتطلبه صالوناتها من تجهيزات وزينة، حيث ان ذلك يتطلب رؤوس أموال كبيرة تبتدئ بتجهيز وتنتهي بما لأصحابها من قدرات على مسايرة »الموضة« وهو أمر لا يتأتى للعديد من الحلاقين الذين لا تسعفهم مستوياتهم الثقافية والمادية على التكوين بالمدارس المختصة.

ومثلما نجد صالونات فاخرة ترتادها عينة من الزبناء، نجد حوانيت »ونوايل« خاصة بعينات أخرى من الزبناء قدراتهم المادية محدودة، وحلاقة رؤوسهم لا تحتاج الى تلك الادوات المتطورة ولا الى التجهيزات الموفرة للراحة ولا الى تلك المهارة الكبيرة للحلاق.

وإذا كان الحجامة أصحاب النوايل بمثابة رحل يتنقلون بين الاسواق الاسبوعية التي تقام بالبوادي أو يتمركزون ببعض النقط الهامشية للمدينة، فـإن بعضا منهم يعتمد في تنمية مداخيلهم المحدودة على مزاولة أعمال بدائية كصفد الدم، وهذه العادة رغم التطور الذي عرفته العقلية البدوية، ورغم ما يشكله صفد الدم من خطورة كبيرة على صحة الطرفين الحجام والزبون، فإنها لازالت راسخة بأذهان البعض. ونجد الحلاقين القدامى بالمدينة قد دعتهم الفاقة هم والآخرون الى البحث عن وسائل لتنمية مداخيلهم اليومية ومن تم انخرط العديد منهم في سلك الناذلين الذين يستعان بخدماتهم في الأفراح أو الأتراح بالبيوت أو بقاعات الأفراح والمنتديات، كما يزاول بعضهم عمليات الختان.


حانوت الحلاق

وقد عرف عن الحلاقين القدامى تميزهم بخفة دمهم ونشاطهم، وكان دكان الحلاق حتى السنوات الأخيرة من السبعينيات منتدى يلتقي فيه زبناء مهووسون إما بثقافة التراث الشعبي، أو الرياضة، أو متابعة الأحداث الدولية عبر أمواج إذاعية كان لها حضورها المتميز عند المغاربة »صوت القاهرة إذاعة الـ» بي بي سي البريطانية» صوت أمريكا... أو مولعون بتبادل الطرائف والنكت. وظل حانوت الحلاق يستمد رواج حركة صاحبها بنوعية اهتماماته وبراعته في استقطاب الزبناء بواسطة تلك المجالس المسائية التي يشهدها محله. هذه المزية التي كانت لدكان الحلاقة بالأمس القريب لم يعد لها مجال اليوم في ظل انتشار وسائل الإعلام وتطورها من صحف ومجلات وقنوات فضائية.وفي ظل انخراط شباب في هذه الحرفة لا اهتمام لهم سوى بما يدور في فلك الحرفة وما تذره من أجر.


تعلم الحلاقة بين الأمس واليوم

بالأمس كان تعلم الحلاقة يتم على يد المعلمين، حيث كان المتعلم يلازم معلمه ويتتبع عمليات الحلاقة التي تجري تحت أنظاره، وكان أثناء فترات تعلمه يتولى القيام بعملية كنس أرضية الحانوت من الشعر المقصوص كما يتولى عملية تنظيف لباس الزبناء من الشعر وحراسة الدكان في غياب المعلم والقيام ببعض أعمال السُّخرة، وفي مرحلة ثانية يسمح له بالتدرب على الحلق في رؤوس الأطفال ولكن ليس كل الأطفال، بعدها يقوم بحلاقة الذقون ليصل الى مرحلة الحلاقة للزبناء العابرين لأن المعلم يحرص على الحفاظ على زبنائه فلا يغامر بتكليف »الصانع« )المتعلم في مرحلة اكتسابه لمهارات المهنة( بمأمورية الحلاقة لهم إلا بعد تأكده المطلق من أن الصانع قد تمهر في فن الحلاقة.

أما اليوم فأصبحت عملية تعلم الحلاقة موكولة لمدارس متخصصة هي تابعة «كما صرح للتكوين المهني ومن حيث التصنيف للصناعة التقليدية» وهذه الازدواجية لها دورها في العديد من المشاكل التي سنتطرق لبعض منها لاحقا. وتتم عملية الالتحاق بهذه المدارس وفقا لشروط تفرض توفر الراغب في الانتساب إليها على مستوى دراسي لا يقل عن الثانية إعدادي وتتراوح مدة التكوين بين سنتين وأكثر حسب رغبة المتعلم، تنتهي مرحلة التكوين باجتياز مباراة للحصول على دبلوم في مجال تخصصه. ويلاحظ حاليا الإقبال على تعلم حلاقة النساء ليس من طرف الإناث فقط بعد أن تحسنت النظرة المجتمعية لممارسة هذه المهنة، بل هناك ذكور كثيرون يفضلون هذا النوع من الحلاقة .

ومن المعلوم أن فن الحلاقة حاليا ارتبط بالتجميل خاصة عند النساء وهكذا لم يعد من الممكن اقتصار الحلاقة على مهارة الحلاقة فحسب بل إنها أصبحت مطالبة باكتساب مهارة التجميل حتى تتسع دائرة الزبونات وتفضل النساء أن تتولى عملية تجميلهن نسوة، وأصبحت هذه المهنة مصدرا لاغتناء صاحباتها خاصة منهم اللواتي لهن اختصاص في تزيين العرائس.


مشاغل أهل الحرفة

هناك العديد من المشاغل التي تشغل بال مهنيي هذه الحرفة ومنها وكما ذكر ازدواجية الانتماء إلى وزارتين وهو ما يجعل تواصلها من أجل حل مشاكل متعلقة بها مستحيلا فالمدارس المختصة بالتكوين تابعة لإدارة التكوين المهني وتمثيل الحرفيين على مستوى الهيئات المنتخبة يتم من خلال تصنيفها كحرفة تقليدية.

من جانب آخر هناك تقليص فاعلية الجمعية التي ينتظم فيها الحلاقون حيث انه من الممكن أن تسهم الجمعية في فض العديد من النزاعات التي تقع، خاصة منها تلك المتعلقة بالمسافة المترية الواجب توفرها بين صالونات الحلاقة إذ يتم اعتماد أساليب لا تتماشى والواقع الحالي لمهنة الحلاقة والأمثلة في هذا الباب كثيرة» غياب نظام تعاضدي يكفل للحرفيين الذين بلغوا سن التقاعد أو الذين أصيبوا بعجز نتيجة مرض التمتع براتب معاشي، وتطبيق قرار توفر المعلم في إطار ما يسمى بالتكوين بالتدرج على مستوى تعليمي محدد وغياب قانون تنظيمي للمهنة يعرضها لكثير من الشوائب ويفسح المجال لحدوث العديد من المشاكل منها الخلط في تصنيفها كحرفة صناعية وخدماتية.




* عن المراكشية

خادم المنتدى 2017-01-27 22:50

رد: 9- سلسلة الحلاق ..فن الحلاقة بمراكش بين الأمس واليوم ..
 
-*******************************************-
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك

تحياتيـــــ
-*********************-


الساعة الآن 05:56

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd