-هي
لا تتصل بضمائر الرفع كتاء الفاعل و ألف الاثنين ... و غيرها
أما الكاف في (دونك و أخواتها ) فهي
كاف الخطاب ..
و تكون في محل
جر مضاف إليه إذا اتصلت بظرف ( أمامك ) و بحرف الجر ( عليك – إليك )
و عليكَ : بمعنى التزمْ ، و عَلَيْكَ :
من أَسماء الفعل المُغْرى به ، تقول
عَلَيْك زيداً أَي خُذْه ، وعَلَيكَ بزيد كذلك ؛ و لما كثر استعماله صار بمنزلة هَلُمَّ ، و في قوله :
عَلَيْكَ بزيد : لم يجئ بالفعل وجاء بالصفة فصارت كالكناية عن الفعل ، فكأَنك إِذا قلت : عَلَيْك بزيد
أي : افْعَلْ بزيد .. مثل
ما تكني عن ضربت فتقول : فعلتُ به. وفي الحديث: عليكم بكذا أَي افْعَلُوه، وهو
اسمٌ للفعل بمعنى خذ،
قال ابن جني : ليس زيداً من قولك : عَلَيْك زيداً منصوباً بـ خذْ الذي دلت عليه (عَليْك) ، إِنما هو
منصوبٌ بنفسِ عَليْك من حيث كان اسماً لفعلٍ متعدٍّ .
إليكَ : بمعنى ابتعدْ ، أمامكَ : بمعنى تقدمْ ..
-
و قد تكون أخبارًا .. فكيف نميز ؟
-
عَلَيك ودونكَ وعندك و مثيلاتها .. إِذا جُعِلْنَ أَخباراً فعن الأَسماء ، كقولك :
عليك ثوبٌ وعندَك مالٌ و
دونك مالٌ ، و هي في محل رفع خبر للمبتدأ المؤخر .. ويُجْعَلْنَ إِغْراءً فتُجْرى مُجْرى الفعل
فيَنْصِبْنَ الأَسماء ، كقولك :
-عليكَ زيداً ودونَك و
عندك خالداً أَي الزَمْه و خُذُه .
-حَذارِ بمعنى احذرْ قال الشاعر:
-هي الدنيا تقول بملء فيها ..حذار حذار من بطشي وفتكي -بَدارِ: بمعنى بادرْ.
. بَدارِ إلى الخيرات ..
-همست لي ( أفّ ) : بيننا فرق ..
- قلت :
و ما الفرق ؟
- ردَّت و لسان حالها يقول : جفَّ ريقي من هذه اللحوح اللجوج ..
أفٍّ منكِ ..
فلأسماء الأفعال أنواعُ :
1-
السّماعيّةُ : هي الّتي
سُمعت عن العربِ ، مثلُ: هيهاتَ – أفّ
آهٍ – آمين- شتّانَ - سرعانَ.
2-
المنقولةُ : هي الّتي
نُقلَت إما عن الجارِّ والمجرورِ ، مثلُ: إليكَ ،
أو عن الظّرفِ ، مثلُ : دونكَ ، أو
عن المصدرِ ،مثلُ :رويدكَ بمعنى تمهلْ.
3-
القياسيةُ : هي الّتي تُصاغُ على
أوزانٍ قياسيةٍ من الثّلاثيِّ المتصرّفِ
المجرد التام (على وزنِ فَعَالِ)
مثل: نَزالِ- بَدارِ- حَذارِ
- ثم أحضرتْ
( سرعان ) كوبًا من
العصير .. فشكرتها مودِّعة ..
و عند الباب .. صافحتني
( ويْ ) و أعطتني صورتها للذكرى .. و ورقة فيها تنبيه للجميع :
( يكونُ لفظُ أسماء الأفعال
لخطابِ المفردِ والمثنّى والجمعِ ، دونَ إضافةِ الضّمائر الدّالةِعليها : أفٍّ لكَ و لكِ و لكما و لكم ، باستثناءِ ما اتّصلَ منها
بكافِ الخطابِ ، فيراعى لفظُ المخاطبِ ، مثالٌ :
رويدكَ – رويدكم –
رويدكُم )
كما أهدتني
( حذار ) كتيِّبًا .. ألفيت بداخله محاولة شعرية لها ..
و ملاحظة :
" تعمل أَسماءُ الأَفعال عمل الأَفعال التي هي بمعناها من حيث التعدية واللزوم وطلب الفاعل الظاهر أَو المستتر . ففي ( بلَُْهَ العاجزَ : العاجزَ مفعول به والفاعل مستتر وجوباً تقديره أَنت كما في ( اتركْ العاجزَ )، و" بله " في الأصل مصدر فعل مهمل مرادف لـ" دَعْ ، و اترك ". كما أنها لا تضاف ولا تتأَخر عن معمولها ، فلا يقال ( العاجزَ بَلْهَ ) " - حقًّا إنهم في غاية الكرم .. فقد كانت مأدبة عامرة بما لذَّ و طاب ..