منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   السيرة النبوية (https://www.profvb.com/vb/f41.html)
-   -   غزوة حمراء الاسد ومأساة بئر معونة (https://www.profvb.com/vb/t87817.html)

abo fatima 2012-02-02 11:46

غزوة حمراء الاسد ومأساة بئر معونة
 
غزوة حمراء الاسد ومأساة بئر معونة



بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السيرة النبوية الشريفة
غزوة حمراء الاسد ومأساة بئر معونة


رجع المسلمون من اُحد مُفخِنِينَ بالجراح قتلى وجرحى الهمُّ قد علاهم أي ليلة باتها المسلمون تلك الليلة لما دخل النبي إلى بيته أعطى سيفه لابنته فاطمة قال يابُنَيَ إغسلي عنه الدم فولله لقد صدقني اليوم مات خِيرَةُ أصحاب النبي كم بيت من بيوت المؤمنين مفجوع بقتيل أو جريح تلك الليلة بات المسلمون والحراسة في المدينة مشدّدة فربما يَكِرُّ المشركون عليهم فلا أمن منهم كيف باتوا العلم عند الله هَمٌّ وغَمٌّ وحُزن وجرحى وقتلى وثكلى وفي الصباح أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه بالخروج مرة أخرى وهم في جِراحهم وهم في آلمهم أمرهم بالغزو مرة أخرى
قال لا يشهد معي هذه الغزوة إلا من شهد معي أُحُداً حتى رأس النفاق جآءه فرده عليه الصلاة والسلام نعم هذه الرجولة هذه هي البطولة إن حصل ما حصل في أحد ننسى جراحنا ونبدأ مرة أخرى بغزوة جديدة في صبيحة اليوم الثاني خرج النبي مع الجيش المُثقل بالجراح إلى منطقة تُسمى"حمراء الاسد"يريد أن ينتظر المشركين مرة أخرى فإن رجعوا وجدوا المسلمين في قوتهم وبأسهم فإذا بالمشركين أيضا توقفوا يُريدون أن يرجعوا إلى المدينة فتردّدوا فجآء رجل أسلم حديثا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إسمه " مَعْبَدْ الخُزاعِي" أسلم وحزن لِمَ أصاب النبي وأصحابه فأمره النبي أن يذهب إلى المشركين يُخَذِّلُهُمْ فلما وصل إلى المشركين وجدهم منشقين بين طالب للرجوع لاستأصال المسلمين وبين خائف من المسلمين فخذّلهم "معبد"
قال إن محمدا قد جمع لكم وأصحابه يريدون أن يَغِيروا عليكم مرة أخرى وجآءه من لم يخرج معه بالامس فإذا بالمشركين يدبُّ الخوف في قلوبهم فرأى أبو سفيان قافلة سائرة إلى المدينة فإذا به يريد أن يخدع المؤمنين قال قل لمحمد وأصحابه أننا جئنا لِنَسْتَأصِلَهُم جميعا فجاء الركب إلى رسول الله وأصحابه في حمراء الاسد فأخبرهم أن المشركين قد جمعوا لكم ليستأصلوكم جميعا وقوتهم أكبر وجاءهم مدد ماذا يفعل الصحابة وقد مُلِؤُوا جِراحا ولم يستطيعوا أن يُقاوموا حتى خروجهم إلى هذا المكان فكيف بالمعركة أصلا لكنه الايمان إذا غلب لكنها العقيدة إذا رصخت { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ } فإذا بهم كلهم يقولون حسبنا الله ونعم الوكيل { فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }
لكن لم يُصبهم شيء مكث النبي أياما ينتظر المشركين وهم في جراحهم لكن لم يجرأ مشرك على أن يأتي للرسول وأصحابه فإذا بالرب عز وجل يقول { فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ } لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله سُميت هذه الغزوة غزوة""حمراء الاسد""إنتصر فيها النبي وأصحابه معنويا على المشركين

**
تألّم الصحابة ألما شديدا بعد معركة أحد وكان الواحد منهم إما له فقيد شهيد أو جريح مُصاب الالم إزداد فأنزل الرب عز وجل يُطمئنهم { إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ } الأمر سِيان أصابكم وأصابهم لكن هناك فرق { وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لا يَرْجُونَ } أنتم تريدون جنة عرضها السموات والارض أمّا هم فماذا يرجون كيف حصل فينا هذا وفينا رسول الله ونحن خير الناس وهذا دين الله كيف وقع فينا ما وقع { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا } أي في بدر قد إنتصرتم لكن في أُحد حصل ما حصل { قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ }
وإذا أردتم التفصيل من السبب في ما حصل لكم{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ }في بادئ الامر { إذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهْ} الغلبة لكم لكن أنظروا ما الذي حصل على جبل الرماة { حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ } من الناس من بقي ومنهم من عصى رسول الله { وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا } الذين فارقوا جبل الرماة { وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ } أما الذين بقوا فقد قتلوا جميعا هذا هو السبب هذه المعصية عمت العقوبة على الجميع حتى رسول الله أصابه ما أصابه يارب ما حكمهم أولئك الذين عصوا وأوقعوا الجراح في المسلمين قال الرب { وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ }
الله أكبر نزل العفو مباشرة من رب رحيم من رب عفو كريم من رب رحمان{ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } بل أمر الله نبيه { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} الله عز وجل يأمر نبيه أن يصفح عنهم بعد ما فعلوا الجُرم كان خطيرا إلى درجة أن الرسول كاد أن يُقتل وقتل خِيار الصحابة لكن الرب عفا عمن عصا وعمن أخظأ أراده أن يكون درسا للمؤمنين في هذه الاجواء ينطق رأس النفاق وأصحابه بدأوا يتكلمون يقولون لو كانوا عندنا أي هؤلاء الذين قتلوا ما ماتوا وما قتلوا رد الرب عليهم فقال { قُلْ فَادْرَأُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
إدرأو عن أنفسكم القتلى والموت إن كنتم صادقين الله ربنا عز وجل في غزوة أحد أراد أن يُميز الصفوف بعضها عن بعض ليتبين المؤمن الصادق ليميز الخبيث من الطيب حِكمة أرادها الرب عز وجل ولكن المؤمنين ما إزدادوا بعدها إلا إيمانا ويقينا جاء وفد من قبيلة"" عَبَلْ و قَارَة"" يطلبون من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يُرسل معهم من يُعلمهم دينهم فأرسل معهم ست وقيل عشرة ولكن الامر كان مكيدة لما وصلوا إلى بئر إسمه""الرَّجِيعْ""كمِنوا لهم بكمين فغدروا بهم قتلوا من قتلوا وأسروا من أسروا وكان من الذين اُسِروا "زَيْدُ إبْنُ الدَّثِنَّة وَخُبَيْب إبن عَدِي" أرسلاهما إلى مكة وباعاهما وقد كان أهل مكة يُريدون أخذ الثأر من قتلاهم
في بدر وكان خبيب وزيد قتلا من قتلا أسر الاثنان وجوّعا وعذبا حتى رأي خبيب رضي الله عنه يأكل عنب في وقت ليس في مكة ثمر الله يُطعمه فلما صُلِب يريدون قتله طلب منهم طلبا قبل أن يُقتل وكان أول من يطلب هذا الطلب طلب أن يصلي ركعتان فصلاهما وخففهما ثم سأله أبو سفيان أتود يا خبيب أن تكون عند أهلك وبين اولادك ومحمد مكانك قال والله لا أحب أن أكون بين أهلي وأولادي ورسول الله بين أهله يُشاك بشوكة ماذا تقولون ثم رفع يديه إلى السماء قبل أن يقتل قال اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا وقال""فلست أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا عَلَى أَيِّ جنب كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ ""
ثم قتل وكذلك صُلب زيد وقتل فأصيب النبي بمصاب جلل عشر من خيرة أصحابه يُقتلون غدرا وبعدها بفترة يسيرة جاءه رجل من مجدٍ إسمه عامر إبن مالك قال أرسل قوما إلى أهل نجد يدعونهم إلى الاسلام فأرسل سبعين من خيرة القراء وأهل العلم من أصحاب رسول الله فلما وصل إلى بئر إسمها"" بئر مَعُونَة""أرسلوا رجلا إسمه حرام إبن مِلحان من خيرة أصحاب الرسول إلى قائد من قادة المشركين إسمه عامر إبن طفيل فجاءه برسالة رسول الله فلما قرأها هذا الخبيث عدو الله عامر إبن طفيل أرسل رجلا من وراء حرام إبن ملحان ليطعنه غدرا فأخذ الرمح ثم ذهب إلى خلف ظهر حرام إبن ملحان وهو يقرأ رسالة رسول الله ويدعوهم إلى الاسلام فطعنه بالرمح طعنة خرج الرمح من صدره فأخذ حرام الدم بيديه ثم مسح وجهه وقال الله أكبر فِزت ورب الكعبة الله أكبر فزت ورب الكعبة
نعم قُتل حرام ثم قتل بقية الصحابة سبعون رجلا غدرت بهم ""غُصية ورعل وذكوان ""ثلاثة قبائل إستنصر بهم عامر إبن طفيل فغدروا بالصحابة فسمع النبي بالخبر سبعون من خيرة أصحابه يُقتلون غدرا أي مصاب جلل هذا حل برسول الله قال النبي مُغضب عُصيّة عصت ربها فأخذ يدعو على الثلاثة شهرا كاملا في صلاة الفجر في كل صلاة يقنت على هذه الثلاث قبائل لأنهم غدروا بخيرة أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حتى أنزل الرب عز وجل { ‏لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ }هذا أمر مُقدّر { وْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ }مُصيبتان متتاليتان على رسول الله وأصحابه مُصيبة"" الرجيع"" ثم مصيبة ""بئر معونة

**
بنو النظير قوم من اليهود لما رأوا ما حصل لرسول الله صلى عليه وآله وسلم في أُحد بدأوا يدسون المؤامرات والمكائد لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوائل السنة الرابعة من من الهجرة ذهب النبي إلى بني النظير معه طائفة من أصحابه فيهم أبو بكر وعمر وعلي وبعض أصحابه وصل إلى بني النظير يريد أن يستعين بهم في دية الكُلابيَيْن حسب العهد الذي بينه وبينهم فرحبوا برسول الله وفي قلوبهم يُدْمِرون البُغض ويُريدون الكيد به فأجلسوا النبي عند حائط معه أصحابه فقالوا من يذهب إلى أعلى هذا الحائط ويرمي الرحى على رأس محمد فنقتله ونستريح منه
قام أشقى القوم عمرو إبن جحاش وأخذ الرحى يريد أن يرميها على رأس رسول الله وهو الذي بينه وبينهم عهد لكن أي عهد بين المسلمين وبين اليهود فلما فعل أوحى جبريل إلى رسول الله بخطتهم الماكرة فقام النبي مسرعا ورجع إلى بيته الصحابة بحثوا عن الرسول لم يجدوه علموا أنه غادر فأسرعوا إليه فأخبرهم بالخبر وبهذه المكيدة فإذا بالنبي يقرُّ قراره بنو النظير لا يُجاوروننا في المدينة فقد نقضوا العهد وأرسل إليهم محمد إبن مسلمة على أن لا يبقوا في بلادهم وبيوتهم أكثر من عشرة أيام وفعلا جاءهم وتجهزوا للرحيل فلم يكونوا يستطيعوا على مواجهة رسول الله وأصحابه وهم يتجهزون للرحيل جاءهم عبد الله إبن أُبَيْ إبن سلول رأس النفاق
فقال لهم لا تفعلوا ولا تخرجوا معي ألف مقاتل يُقاتلون معكم وسوف أقاتل معكم أنا كما أخبر الله عز وجل عن عبد الله وعن المنافقين{أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}وفعلا توقف بنو النظير عن المغادرة واستعدوا للقتال لأن المنافقين معهم""وغطفان"" أيضا واعدتهم فاستعدوا للقتال فعلم النبي بهذا فذهب إليهم وحاصرهم
أما عبد الله إبن أبي إبن سلول ما إن حصل هذا الامر إلا وهرب وخذلهم وتخلّى عنهم وكذلك "غطفان"وغيرهم كما أخبر الله في وصفهم{ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ } تخلوا عنهم فصارت إبن النظير لوحدها في المعركة حتى بنو قريظة تركوهم فإذا بهم يتحصنون بحصونهم وظنوا أن هذه الحصون ستمنعهم وكان عندهم نخل وكانوا يختبأون وراء النخل ليرموا رسول الله وأصحابه فإذا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يأذن الله له أن يحرق النخيل ويقطعها فأمر الصحابة أن يحرقوا هذه النخيل وأن يقطعوها {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَة }نخلة{أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ }وإذا ببني النظير ينكشفون بعد أن اُحرقت هذه النخيل وقُطِعَت فإذا بهم ينهزمون فلما هُزموا امرهم النبي أن يخرجوا من بلادهم
ولا يأخذوا معهم أي سلاح فقط ما تحمل الابل دون السلاح فإذا بهم يأخذون أمتعتهم ويكسرون بيوتهم ويخرجون من بلادهم من الذي أخرجهم {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} الصحابة ينظرون إليهم يكسرون بيوتهم التي بنوها{ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ}وهكذا اُجْلِيَ بنو النظير ولم يبقى منهم أحدا جزاء لمكرهم ولنقضهم لعهدهم

**
بعد مرور عام على معركة أحد ولم يكن أحد قد إنتصر فيها فلا المسلمون قد إنتصروا ولا المشركون كذلك قد إنتصروا لكن الفريقين تواعدا في العام المُقبل أن يُصَفِّيَا كل منهم حسابه من الاخر فلما جاءت السنة الرابعة للهجرة وفي شهر شعبان خرج النبي صلى الله عليه وسلم في ألف وخمس مائة مُقاتل يحمل اللواء علي إبن أبي طالب رضي الله عنه خرج النبي الى مكان يُسمى بدر وعسكر فيه ثمانية أيام بلياليها والقبائل وعرب الجزيرة والناس كلهم يسمعون بهذه الواقعة وبهذه المعركة إنتظر النبي جيش المشركين خرج أبو سفيان في ألفي مقاتل يفوقون المسلمين بخمس مائة وكان عند المشركين خمسين فارسا أما عند المؤمنين عشرة فوارس لكن أبا سفيان وهو يقود جيشه إلى بدر ليُنازل جيش المسلمين في الطريق تردد وقُذِف في قلبه الرعب
وأصابه الوهن فأخذ يبحث عن عُذْرٍ يتراجع به وينسحب من القتال يعرف من جيش المسلمين يعرف القتال الذي سيقاتله محمد وأصحابه فإذا بأبي سفيان يجمع الالفي مقاتل ويقول لهم أيها الناس قد علمتم أن هذا العام عام جدب وليس العام الذي نقاتل فيه فلو كان عام خصب لنرعى فيه الشجر ونشرب فيه من اللبن لكان خيرا لنا وإني راجع فارجعوا فرجع الألفا مقاتل ولم يتخلف منهم أحد كلهم أصابهم الوهن كلهم أصابهم الرعب ودخل في قلوبهم إن كان عام جدب عليكم فهو عام جدب على المسلمين أيضا لكنه الذل والهوان فانتظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنتظر ثمانية أيام لعلّ وعسى يأتي الكفار فيقاتلونهم
ولكنهم إنسحبوا وذلوا ورجعوا خائبين فانتصر النبي صلى الله عليه وسلم إنتصارا معنويا لتعلم العرب والقبائل أن جيش المسلمين لا يُهزم ولا يُقهر فرجع النبي غالبا منتصرا إلى المدينة مكث في المدينة ستة شهور وبعد ستة شهور دخلت السنة الخامسة للهجرة سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن هناك قرية عند دمشق عند الشام تسمى ""دومة الجندل""بينها وبين الشام بضع ليالي تجمعت الاعراب فيها والقبائل يريدون قتال النبي صلى الله عليه وسلم تجمعوا في تلك المنطقة يقطعون الطريق ويريدون قتال المدينة وأهل المدينة فلما سمع النبي بهذا أسرع بألف مقاتل جَيَّشَ المسلمين للذهاب إلى تلك القرية ليوقفهم عند حدهم
خرج بألف مقاتل يسير ليلا ويكمل ويختبأ نهارا ليفاجأهم ما إن وصل عليه الصلاة والسلام وعسكر في تلك المدينة إلا هربت القبائل كلها وفزع الناس وفرّوا في الوديان والشعاب لا يواجه أحد منهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرجع النبي غالبا منتصرا بجيش قوي عزيز بدينه وإسلامه لا يقهر ولا يُغلب

**
مشكلة كانت تواجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الاعراب المنتشرين في الصحراء الذين لا موطن لهم ولا قلعة ولا حصن يجمعهم كانوا يضربون ويفرّون يسلبون وينهبون فقرر النبي صلى الله عليه وأله وسلم أن يكسر شوكتهم سمع أن ثلاثة من القبائل إجتمعوا من غطفان في مكان ما فأسرع النبي بالخروج إليهم فخرج إليهم قيل أربع مائة وقيل سبع مائة غزوة سُميت""بذات الرقاع""قيل لأن الارض تشققت فلف الصحابة على أرجلهم الخرقة والرقاع وقيل لأن الرايات تخرقت فأرقعوها وقيل لأن هناك جبل كان مرقع بالالوان المهم أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إليهم مسرعا فأقام في مكان يريد أن يضرب ويكسر شوكتهم فترامى الناس بالنبال من بعيد
لكن هذه الجموع من الاعراب سُرعان ما تفرقت سرعان ما هربت سرعان ما فرت من قوة النبي وأصحابه ومن هيبة الاسلام والمُسلمين هنا سمع الكل بهذه المعركة التي سميت ""بذات الرقاع""فهابوا رسول الله وهابوا دولة الاسلام في طريق العودة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم راجع مع أصحابه كان الصحابة إذا رأوا شجرة فيها ظل تركوها لرسول الله وتفرقوا في الشعاب نام النبي تحت ظل شجرة وعلّق سيفه على الشجرة فجاء رجل من المشركين يتسلل ولم يكن عند النبي حراس فجاء عند النبي والنبي نائم فأخذ سيف النبي فاستيقظ الرسول صلى الله عليه وأله وسلم وكان جالسا فرفع الرجل السيف على رسول الله
يريد قتله ولا أحد يدافع عن النبي والنبي غير مسلح الان والرجل رفع السيف فقال يامحمد من يمنعك الان مني لقد إنتهى كل شيء ضربة وينتهي كل شيء فقال النبي بكل ثقة قال الله أي الله سيمنعني منك فاهتز السيف بيد الرجل وسقط من يده فأخذ النبي السيف ورفعه على الرجل فقال
من يمنعك أنت الآن مني فقال الرجل حِلمك وعفوك يامحمد كن خير آخذ كن خير آخذ دعاه النبي للاسلام فأبى لكن لا أقاتلنك ما حِييتْ فأطلقه النبي فذهب الرجل وهو مشرك إلى قومه يقول جئتكم من عند خير الناس جئتكم من عند خير الناس ومآ أرسلناك إلا رحمة للعالمين في هذه المعركة أيضا كان في ليلة من الليالي النبي ينتظر الصحابة للحراسة فقام عمار إبن ياسر وعباد إبن بشر يتناوبان على حراسة المسلمين هذا ينام أول الليل وهذا ينام آخر الليل ويتناوبان في قيام الليل والحراسة عباد كان يُصلي فجاءه سهم من المشركين فأصابه وأتم صلاته ثم أصابه الثانية ثم أصابه الثالثة ثم إنتبه عمار فإذا بعباد ينزف رضي الله عنه قال له عمار لِمَ لَمْ توقضني قال كنت أقرأ سورة ما أحببت أن أقطعها أي تدبر لكتاب الله هذا هذا هو رسول الله وأولئك هم أصحابه رضي الله عنهم وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه

الرميساء 2012-02-02 13:23

رد: غزوة حمراء الاسد ومأساة بئر معونة
 

جزُيت ..خيَر..الجزآء
جعـلهُ ..آللهْ.. فيّ.. ميزآنْ.. حسنآتك
وأنآرَ.. آللهْ.. بصيرتك.. وَ بصرِك.. /بنور ..آلإيمآنْ
وَ جعـلهُ.. شآهِدا.. لِك.. يوم.. آلعـرض ..وَ آلميزآنْ
وَ ثبتك.. على.. آلقُرآنْ .. وَ آلسُنهْ
http://www.mobdi3ine.net/uploads/13096847404.gif

aboukhaoula 2012-02-02 14:13

رد: غزوة حمراء الاسد ومأساة بئر معونة
 
جزاك الله خيرا أخي أبا فاطمة و أحسن إليك

بائعة الورد 2012-02-02 15:47

رد: غزوة حمراء الاسد ومأساة بئر معونة
 
بارك الله فيك وأحسن إليك

abo fatima 2012-02-02 18:37

رد: غزوة حمراء الاسد ومأساة بئر معونة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرميساء (المشاركة 500103)

جزُيت ..خيَر..الجزآء
جعـلهُ ..آللهْ.. فيّ.. ميزآنْ.. حسنآتك
وأنآرَ.. آللهْ.. بصيرتك.. وَ بصرِك.. /بنور ..آلإيمآنْ
وَ جعـلهُ.. شآهِدا.. لِك.. يوم.. آلعـرض ..وَ آلميزآنْ
وَ ثبتك.. على.. آلقُرآنْ .. وَ آلسُنهْ
http://www.mobdi3ine.net/uploads/13096847404.gif

اسعدني مرورك اختي الفاضلة
شكرا لك


الساعة الآن 20:04

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd