منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

لست زبونا محترفا كابن عمي في نادي التعليم..تتشكل أغلبية رواد هذا النادي من أسرة التعليم الابتدائي والثانوي والعالي
عبد الجبار أستاذ مبرز بحتفظ بكثير من قوة الشباب, تطالعك في قسمات وجهه المتورد الصافي وفي قامته الفارعة, وعينيه المتوقدتين, وتظهر أكثر في رد فعله السريع وسرعة بديهيته الحاضرة دوما..انه خفيف الظل..تستمتع بحلو حديثه الممزوج بالثقافة والمزاح الذي يملأ الجو مرحا يشنف الأذواق وتطمئن اليه النفوس..له أسلوب في الحوار يزاوج بين البسط الكامل وبين الثقافة العالية بعناية دبلوماسي محترف
هذا الصباح كنت على موعد معه بقاعة النادي..حضرت متأخرا على غير عادتي..جلست أمسح عرق جبيني, وأنا ألهث من تعب الطريق..نظرت اليه وسحابة حزن قد سطرت خطوطا منعرجة فوق حاجبيه , وكآبة تطل من عينيه.. أحسست أن في الأمر شيء ما..سألته:
-ما بك..أين ابتسامتك يارجل؟
صمت هنيهة ثم قال
-لا شيء
-أفصح عما يخالجك ياأخي
-لا تهتم بالأمر..فقط أقول لك , احذر
-أحذر ما ذا ؟ وهل نحن نتحدث في السياسة؟
-أحذرك أن لا تمد رجلك الى ماسح احذية منذ اليوم
-لأجل ما ذا ؟
-لكي لا تقع في محظور
-محظور.. أي محظور هذا؟
-نعم, قبل مجيئك رأيت ما يدمع العين
انثنيت حتى أنظر الى حذائه, وما كدت الحظهما حتى انفجرت بالضحكو كان يلبس فردة ممسوحة لامعة والأخرى فاقدة لبريقها
-ما الذي تلبسه في رجليك يارجل؟
-من أجل هذا الذي رأيته وأضحك قلت لك احذر أن تمد حذاءك لماسح أحذية بعذ اليوم, افعل كما سأفعل أنا , سأشتري علبة سيراج وشيتة وأمسح حذائي بنفسي
-كف عن أوهامك,حتى ماسحي الأحذية تسوء الظن بهم؟
-لا, ليس ذلك ما أشير اليه, بل حتى لا تمدها الى ماسح أحذية شواهده أعلى من شواهدي وشواهدك..لقد مر بي قبل مجيئك ماسح أحذية..انه شاب وسيم..طلب مني أن يمسح حذائي فوفقت..حط صندوقه وانهمك في مسح هذا الحذاء اللعين وأنا أتابع حركة يديه.بعد قليل وقف شاب آخر يحمل كتابا في يده..تبادلا التحية والابتسام..أخذ كل واحد منهما يسأل صاحبه عن زمان ومكان مناقشة أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه
سحبت حذائي من بين يديه, أديت له الثمن ومضى , ولهذا قررت الا أمد حذائي لمخلوق منذ اليوم
-تري تريد أن أ تحرمه عضة خبزه؟
- لا بل احتراما لثقافته.