منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى أخبار التربية والتعليم (https://www.profvb.com/vb/f13.html)
-   -   انحسار حصص التربية البدنية يقبر فرص اكتشاف المواهب (https://www.profvb.com/vb/t87680.html)

abo fatima 2012-01-31 21:35

انحسار حصص التربية البدنية يقبر فرص اكتشاف المواهب
 
انحسار حصص التربية البدنية يقبر فرص اكتشاف المواهب





أساتذة المادة غاضبون من تحويلها إلى "حقل تجارب" وعدم توفير التجهيزات الضرورية
يفسر أساتذة التربية البدنية والرياضة، انحسار عدد الأبطال الذين تنجبهم المؤسسات التعليمية، باضمحلال دور هذه المادة وضعف الاهتمام بها وتوفير التجهيزات والمعدات الضرورية للعبها دورها كاملا في إقرار شعار "العقل السليم في الجسم السليم" الذي أطر عمل أساتذتها منذ عقود.
ويحن بعض أساتذة هذه المادة الميؤوس من حالها، الذين استمعت إليهم جريدة الصباح، إلى زمن جميل مضى وعرف تكوين جيل من الأبطال المغاربة في مختلف التخصصات، بعد أن كان منطلقهم من مؤسسات تعليمية كانت خزانا لاكتشاف المواهب والطاقات التي كانت تفرزها حصص المادة.
وينطلق عبد المجيد الكوزي، أستاذ الثانوي لمادة التربية البدنية والرياضة بنيابة وزارة التربية الوطنية بفاس، من هذا المآل الذي لا يرضي أحدا، في "حديث ذي شجون" عن حالها، متأسفا لما آل إليه واقعها من ترد، في مقارنته بين أمسها المشرق ويومها المحتاج إلى التفاتة لإعادة الاعتبار.
دور الأستاذ برأيه، كان بارزا في اكتشاف تلك الطاقات، بحرصه على التوجيه والتأطير والتتبع والتشجيع اليومي، رغم قلة الحصص المخصصة للمادة ومحدودية التجهيزات التي لا توازي المتوفر حاليا، لكن بمردودية أقل وباهتمام ضعيف من التلميذ نفسه الذي يعتبر المادة، كبقية المواد ضعيفة المعامل.
وتبقى حصص التربية البدنية بالنسبة للعديد من الأطر الإدارية، "مجرد حصص ترفيهية بالنسبة للتلاميذ" يقول عبد المجيد، فهم "يلعبون" فقط ولا يدرسون حصة مسماة التربية البدنية والرياضة، مؤكدا أنها "الحصة التي يمكن الاستغناء عنها بكل سهولة أمام أي طارئ قد يحدث".
وما يشجع على إهمال المادة، سوء برمجتها بين مختلف الحصص الدراسية، وضعف المعامل الخاص بها، مقارنة مع مواد أخرى نقطها حاسمة في النجاح عدمه، كالرياضيات أو الفيزياء والعربية والفرنسية، حسب تنوع واختلاف التخصصات ورغبة التلميذ المحكوم بالامتحان أكثر من إبراز طاقاته.
كل ذلك رغم أهمية المادة في طبع حياة التلميذ، بسلوكات حركية منظمة وتنمية وعيه بذاته وتحكمه فيها والتأقلم مع محيطه المادي والاجتماعي، رغم أن الأمر لا يعدو ممارسته لأنشطة حركية ورياضية عبارة عن ألعاب تروم تكوين بنيته الجسمانية والجسدية وحوافزه وتصوراته.
وفي انتظار إقرار حقيقي لإدماج المادة في التعليم الابتدائي بمواصفات تسهل نجاحها في أداء مهامها التربوية والرياضية، يبقى حصر عدد ساعاتها بالسلكين الإعدادي والثانوي التأهيلي، في حصتين عوض 3 ساعات كما كان عليه الأمر في السابق، "أمرا مخجلا يستدعي المراجعة".
ولهذا أضحت حصص التربية البدنية، "آخر ما يفكر فيه أثناء إعداد جداول الحصص الخاصة بالأساتذة"، يقول عبد المجيد الكوزي، الذي يشير إلى أنه بالنسبة للعديد من نظار المؤسسات الثانوية، فهذه الحصص تبقى "مجرد ملء الفراغ الذي يعرفه جدول الحصص بالنسبة للتلاميذ".
وبرأيه فهذا الأمر يعود إلى كثرة المناهج والبرامج والتوجيهات التي تتساقط من كل حدب وصوب، من حديث عن تدريس بواسطة الأهداف وما جاوره، إذ "قبل أن يتمكن الأستاذ من التأقلم مع هذا التوجه البيداغوجي أو ذاك، يتم الاستغناء عنه وتقديم برنامج آخر جديد ".
"اليوم نشتغل بالمشروع التربوي ومن خلاله مشروع المؤسسة ثم مشروع الحلقة الدراسية ومشروع الحصة، وقبل أن تكمل المشروع أصبحنا نتحدث اليوم عن التدريس بالوضعيات كطريقة جديدة في العملية التعليمية التعلمية في حصة التربية البدنية" يؤكد عبد المجيد غير الراضي على حال المادة.
ويقول "ما يمكنني قوله هو أننا أصبحنا بمثابة حقل للتجارب في مجالات البيداغوجيا، مرة نتجه صوب فرنسا أو كندا لنستلهم التجارب رغم ضعفها البين وتجاوزها علميا بالمقارنة مع باقي الدول، ومع ذلك يكررون التجارب نفسها رغم معرفتهم المسبقة أنها لا تلائم الطفل المغربي".
ولا يروق هذا الأستاذ، الإجهاز على حصص الجمعية الرياضية المدرسية، "بدون حياء ضاربين عرض الحائط البنية التربوية لمادة التربية البدنية، إذ يبرمجون حصصا للتربية البدنية في أوقات غير مقبولة مثلا من 5 إلى 6 مساء حيث يحل الظلام ولا يستفيذ التلاميذ شيئا".
ولا يستسيغ الكوزي، ما أسماه "تملص الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ومعها النيابات التعليمية في دعم المؤسسات بالأدوات والوسائل الرياضية رغم توفرها على ميزانية ضخمة مخصصة لذلك"، قبل أن يخلص إلى أن "لا أدوات للاشتغال، لا تصور موحد يخدم المادة، الارتجال في كل شيء".
وفي انتظار تدارك هذا الوضع وإعادة الاعتبار لهذه المادة التربوية المهمشة، يعلق أساتذتها والغيورون على الشأن التربوي بمختلف النيابات، آمالا كبيرة على "العهد الجديد"، لمحو صورة التصقت بمخيلة التلاميذ، عن الرياضة المدرسية، ما جعلهم يمارسونها بلباسهم العادي.

حميد الأبيض (فاس)

http://assabah.ecomediasads.com/deli...&cb=339bfd6204


الساعة الآن 07:51

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd