2012-03-21, 18:52
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | المفكر العربي شعبوي أم نخبوي؟ |
المفكر العربي شعبوي أم نخبوي؟ بعض المفكرين العرب يسعون للنخبوية انطلاقا من النظرة الدونية لشعوبهم وهناك مفكرون آخرون بالغوا في الشعبوية حرصا على بناء قاعدة جماهيرية أكبر , تكمن اشكالية المفكر في كونه مشغولا برأي الآخر وتقييمه أكثر من انشغاله بذات الفكرة , ويزداد هذا الطبع كلما كان المجتمع محافظا أو متحفظا بدرجة أكبر.
إن أحوال أكثر المفكرين تنقصه مهارات التعايش وسبب هذا صعوبة المجتمع وغرابة أطواره وعدم تناسق مقوماته مما يجعل المفكر في حيرة كبيرة يضطره معها للتنازل عن مبادئه أو المعارضة بشكل صدامي
إن المطلوب من المفكر أمران أولا : أن يفهم نفسه.
وثانيا : أن يتأكد أنه قد فهم مجتمعه قبل أن يقدم فكره له.
ولا يثق الشارع العربي عادة في أكثر مفكريه لأن العلاقة بين الفرد العربي وغيره خصوصا من له ولاية عليه كالحاكم والمفكر علاقة شكية . ولا يوجد معيار لضبط تلك العلاقة فهي على عدة محاور وعلى عدة ابعاد متداخله وتختلف من فرد لآخر ومن نظام لآخر وتتغير باستمرار مما يجعل المفكر ذاته في حيرة و ليخرج من هذه الحيرة يتهم المجتمع بالتخلف ولا يتهم نفسه بنقص القدرة على وعي أبعاد مجتمعه.
ومن خلال متابعتي للأحداث الأخيرة أجد المفكر العربي عادة ينطلق من هواه وظنونه لا من قواعد فكرية أو أبحاث علمية وهذا هو نمط الشعوب العربية التي ينتقد طريقة تفكيرها
إن المفكر العربي يمر في فترة نموه بثلاث مراحل ...
الأولى مرحلة الانبهار وفيها ينبهر بما يراه ويتبعه بلا هوية تميزه ثم ينتقل للمرحلة الثانية : مرحلة التوفيق وفيها يسعى للتوفيق بين ما يراه وما يعتقده ثم ينتقل بعدها إلى مرحلة التحرر والانعتاق حيث ينعتق من انبهاراته غير الحكيمة ومن اتباع غيره ويصبح له رأيه الخاص ولونه الذي يميزه.
الدكتور طارق الحبيب
بروفسور و استشاري الطب النفسي
| : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=535750 التوقيع | لا أخجـــــل من طيبـــة قلبـــي فهــي ليســت ضُـــعفاً بل قـــوة .. فالجوهـــرة لا تخجـــل من شدة بريقــــها
| |
| |