بسم الله الرحمن الرحيم
يظل الوصول إلى الحقيقة وإدراك مدلولها من أسمى ما يطمح إليه الأنسان في حياته اليومية،
وذلك لما توفره من طمئنينة في النفس وأرتياح في البال،
وخصوصا في عصر مثل عصرنا هذا الذي ضاعت فيه الحقيقة بين دهاليز الدجل والاختلاف
الذي وقع بين الناس في حقيقة تلك الحقيقة،
ومن الأمور التي تلوح في أفق حسم هذا الخلاف هو أسلوب المناظرة والمجادلة.
ولا شك أن المجادلة والمناظرة أن لم تكن تستند إلى أسس وأليات منهجية لأداء دورها
تظل هي الأخرى ألية غير مجدية لحسم الاختلاف وذلك عندما تنحو منحى التعصب ونبذ الاسس العلمية لها،
ومن بين الأليات المنهجية التي تسهم في السير قدما في تحقيق أهداف الجدل،
أقف وإياكم هذه المرة مع أسلوب قرآني رفيع في ذلك وهو ما يعرف بالقول بالموجب
أو ما يمكن أن نطلق عليه بعبارة أخرى "نفترض جدلا أن ذلك صحيح".
فما هو القول بالموجب؟؟؟؟
وأين ورد في القرآن الكريم؟؟؟
وأين يتجلى دوره في تحقيق أهداف المجادلة؟؟؟
القول بالموجب بخلاصة هو أن تسلم بصحة قول مجادلك رغم خطئه لتسلمه إى دليل لك أقوى ولا مجال فيه لتأويل.
وورد في القران الكريم في مجادلة سيدنا ابراهيم مع النمرود
وذلك في قوله تعالى
ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين ) ، ( البقرة : 258 )
فتصوروا لو أنا موسى خاض مع النمرود في مسألة الموت والحياة
لما كان لخوضه نتيجة تذكر، وذلك لاختلافهم في حقيقة الموت والحياة نفسها،
ولكن موسى عليه سلام قال له نعم صحيح أنت تحيي وتميت رغم أن هذا ليس صحيح،
ولكن موسى يريد به شيئا أخر لن يستطيع على مجارته وهو طلوع الشمس الذي لا لبس فيه.
وأكيد دوره يتجلى في السير بالجدل قدما في تحقيق أهدافه بالوصول إلى الحقيقة المرادة،
ولا يسمح لنا بالخوض في المتاهات التي لا طائل من وراء الخوض فيها.
وفي الأخير أرجو من الله العلي القدير أن يجعلنا ممن يستفيد من هذا الاسلوب في حياتنا اليومية.