الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > منتدى الأخبار العامة > الأخبار المنوعة


الأخبار المنوعة اخبار السياسة , اخبار اقتصادية, اخبار رياضية, الاخبار الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2011-12-27, 20:15 رقم المشاركة : 1
pro
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية pro

 

إحصائية العضو







pro غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

العضو المميز لشهر يناير

b3 حصيلة سنة 2011 في تاريخ المغرب السياسي



تقف سنة 2011 شاخصة كمحطة مفصلية بامتياز في تاريخ المغرب السياسي المعاصر, فهذه السنة كانت حبلى بالتطورات النوعية التي سيكون لها ما بعدها من تحولات جوهرية, لاسيما في ما يتعلق برسم خريطة سياسية جديدة للمملكة.
ويعد خطاب تاسع مارس الذي أعلن فيه جلالة الملك محمد السادس عن إصلاحات دستورية وسياسية جد هامة, محطة حاسمة في مسلسل المنظومة الإصلاحية التي انخرط فيها المغرب منذ أزيد من عقد من الزمن, تمكنت خلاله المملكة من فتح أوراش إصلاحية عميقة وجريئة ميزتها على الصعيدين العربي والإقليمي.
صحيح أن "الربيع العربي", سرع من وتيرة الاصلاحات في المغرب, غير أنه ليس من أطلقها, فالمملكة شهدت خلال العشرية الأخيرة إصلاحات جد هامة طالت إلى جانب المجال السياسي, حقوق الإنسان (هيئة الإنصاف والمصالحة), وحقوق المرأة (مدونة الأسرة) والمجالات الاجتماعية (المبادرة الوطنية للتنمية البشرية) والاقتصادية (أوراش كبرى للتنمية المستدامة).
"فلو قلنا بأن التحولات السياسية التي شهدها المغرب هي نتيجة للربيع العربي وحده, فقد نكون بذلك قد وضعنا النسق الاجتماعي المغربي في حالة جمود, وهو ما لا يقبله المنطق العلمي", يوضح الأستاذ الجامعي عبد العزيز قراقي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء, مستحضرا ما تضمنه الدستور الجديد من توصيات ولا سيما الخطة الوطنية للديمقراطية وحقوق الإنسان, ودعوات الأحزاب السياسية إلى تعديل دستوري.
وأضاف أن مظاهر الاحتجاج ليست جديدة وأن الناس يقومون بذلك بشكل يومي وفي قلب العاصمة, وأن هامش الحريات المتوفر على هذا المستوى بالمغرب لا يمكن مقارنته مع أغلب الدول العربية, مسجلا أن "ما شهدته تونس ساهم في وضع حد للتردد في ما يتعلق بالإصلاحات السياسية", ليخلص إلى أن "التفاعل بين ما هو داخلي وما هو خارجي حسم المسألة وسرع وتيرة الإصلاح".
2011.. سنة التعديل الدستوري
جاء خطاب تاسع مارس كنقطة الانطلاقة الجوهرية التي ستفتح المجال رحبا نحو اعتماد إصلاح دستوري نوعي, تمت بلورته في إطار مقاربة تشاركية, حيث ساهمت فيه الأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني, وأقره المغاربة باستفتاء شعبي بنسبة 49ر98 في المائة; لتنطلق على إثر ذلك جملة من الخطوات الرامية إلى تحسين الأداء السياسي وإضفاء مزيد من الوضوح والفعالية على المشهد السياسي بالبلاد.
وبحسب العديد من المراقبين, فإن هذا الدستور جاء منسجما مع المطالب الملحة لتدبير المرحلة التاريخية الراهنة والتي عبرت عنها الطبقة السياسية والشارع المغربي, ولا سيما الحركات الشبابية التي تبقى من أبرزها "حركة 20 فبراير" التي أسسها نشطاء من خلال موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يطالبون بإجراء إصلاحات في عدد من المجالات, وهي الحركة التي انضمت إليها قوى سياسية وحقوقية.
ومن أبرز مستجدات دستور فاتح يوليوز 2011 تعزيز صلاحيات الحكومة وتمتيعها بسلطات أكبر, والارتقاء بالمكانة الدستورية "للوزير الأول" إلى "رئيس للحكومة" ودسترة مجلس الحكومة وتحديد وتوضيح اختصاصاته, وربط المسؤولية بالمحاسبة, ودسترة المعارضة.
هذه الوثيقة, يقول الأستاذ قراقي, أدمجت أيضا توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة المتعلقة بالتعديل الدستوري, واستحضرت أيضا بعض مضامين النقاش الذي ساد أثناء الإعداد للخطة الوطنية للديمقراطية وحقوق الإنسان, وهي أمور جديدة على مسطرة تعديل الدساتير بالمغرب.
وأضاف أن صياغة الدستور اعتمدت مقاربة تشاركية لم يسبق أن نهجها المغرب من قبل, سمح فيها للمجتمع المدني بالترافع, وأطر ذلك حضور إعلامي متميز, انفتح على كافة القوى السياسية والاجتماعية بما فيها تلك التي كانت لها مواقف رافضة لكيفية إعداد الدستور.
انتخابات 25 نونبر.. نجاح محطة واختبار لممارسة ديمقراطية حقيقية
ستبقى سنة 2011 بكل تأكيد محطة أساسية في مسار التجربة الديمقراطية المغربية, فإلى جانب التعديل الدستوري, جاءت انتخابات 25 نونبر لتشكل أول اختبار لمدى استعداد الدولة والأحزاب والمجتمع المدني للتنزيل الحقيقي لمقتضيات الدستور.
فحتى تحديد تاريخ إجراء هذا الاستحقاق كان محط توافق بين الأحزاب السياسية ووزارة الداخلية ولم تقرره هذه الأخيرة كما كان معمولا به من قبل, وعلى غرار الاستحقاقات السابقة شهدت انتخابات 2011 حضور أزيد من 301 ملاحظ دولي, وقرابة 3500 ملاحظ وطني إلى جانب هيئات المجتمع المدني, اشتغلوا تحت إشراف المجلس الوطني لحقوق الإنسان, وأجمعوا إلى جانب الأحزاب المشاركة في هذه الانتخابات, على التنظيم الجيد وأجواء النزاهة التي مرت فيها هذه الانتخابات.
انتخابات تشريعية سابقة لأوانها تعتبر بداية التفعيل الحقيقي لمضامين الوثيقة الدستورية, يقول الأستاذ قراقي, وهي الانتخابات التي تميزت بإخراج نصوص قانونية جديدة حضر فيها منطق التشارك والتفاوض, ومن أبرز هذه النصوص قانون الملاحظة الذي استمد قوته من الدستور الذي بات يعتبر الملاحظة شرطا لازما للانتخابات النزيهة.
ولضمان الشروط الضرورية الكفيلة بإجراء انتخابات حرة ونزيهة, خصصت لدراسة النصوص المنظمة لها دورة برلمانية استثنائية أكدت على أن قطار التحول المؤسساتي بالمغرب قد انطلق, ناهيك عن السرعة التي أعلنت بها النتائج, والتي تعتبر على المستوى الدولي من شروط مصداقية الانتخابات.
تعيين السيد بنكيران رئيسا للحكومة .. عنوان ثقة
ترسيخ المسلسل الديمقراطي يقتضي التفعيل الأمثل للدستور وهو ما تم بالفعل, فمجرد الإعلان عن نتائج الانتخابات استقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس السيد عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية متصدر النتائج, وعينه جلالته رئيسا للحكومة وكلفه بتشكيلها.
وبرأي الأستاذ القراقي فإن السرعة في تعيين السيد بنكيران أعطى للمسار السياسي بالمغرب نوعا من الثقة, وعزز فكرة أن التفسير الوحيد المسموح به للدستور هو التفسير الديمقراطي الذي سبق أن أعلن عنه جلالة الملك.
سنة 2011 .. تختتم على إيقاع مشاورات تشكيل الحكومة
من المؤكد أن وصول حزب العدالة والتنمية للحكومة بصلاحيات باتت مهمة بالنسبة للسلطتين التشريعية والتنفيذية, وبوجوه جديدة لم يسبق لها أن تحملت المسؤولية الحكومية سيضفي على المشهد السياسي تحولات جوهرية, ستسهم في إكساب المغرب رجال دولة من نوع جديد لا يستمدون مشروعيتهم من التاريخ بل من صناديق الاقتراع, يقول الأستاذ قراقي.
وسجل أن عدم محاربة الفساد يضيع على المغرب الكثير من الثروات, فيكفي أن يفتح هذا الورش ليربح المغرب رهانا حقيقيا, إلى جانب قوى المعارضة التي ستعمل جاهدة على إثبات الذات والاستفادة من الصلاحيات المخولة لها دستوريا.
2012 .. سنة "غير عادية" سياسيا
سيكون من باب التذكير فقط القول بأن سنة 2012 ستشهد استكمال البناء المؤسساتي من جهة, وتفعيل الجهوية الموسعة بما سيحدثه ذلك من تحول جوهري على مستوى الاختيار التنموي الذي تبناه المغرب منذ الاستقلال.
وفي رأي الأستاذ قراقي فإن الانتخابات المحلية من شأنها أن تغير الكثير من المعطيات على المستوى المحلي خاصة بالنسبة لبعض المدن الكبرى, مما سيغير تركيبة ومهام مجلس المستشارين, الذي ستعاد هيكلته وفق مقتضيات الدستور الجديد.
ولمن يريد أن يستشرف ما ستحمله السنة المقبلة من جديد, فإنها ستكون على مستوى العمل المؤسساتي سنة تأكيد الذات وبرهنة الحكومة على أنها حاملة لمشروع جديد, بينما ستستعيد المؤسسة التشريعية ديناميتها مرة أخرى, وسيصبح الإقبال أكبر على تتبع نشاطها, لأنها ستقدم نوعا من "الفرجة" السياسية اختفى لسنوات من المشهد السياسي المغربي.
ومع
سنة 2011 محطة هامة ضمن مسلسل تفعيل الجهوية المتقدمة في اتجاه بلورة نموذج مغربي للتنمية
تعتبر سنة 2011, التي تفصلنا عن نهايتها بضعة أيام, محطة هامة ضمن مسلسل تفعيل الجهوية المتقدمة, حيث تم تكريس هذا الورش الاستراتيجي دستوريا, في إشارة قوية على الإرادة الراسخة للمملكة لتعميق الممارسة الديمقراطية في إطار وحدة الوطن.
وتشكل الجهة, من خلال المنظور الجديد للجهوية كما ورد في الدستور الذي أقره الشعب المغربي في فاتح يوليوز الماضي بالأغلبية, رافعة حقيقية للتنمية المندمجة والمستدامة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي, من شأنها التصدي لمظاهر التنمية غير المتكافئة والتفاوتات الجهوية.
كما يفتح النموذج المغربي للجهوية المتقدمة المجال أمام إقامة علاقات جديدة بين السلطات والمجالس المنتخبة مرتكزة على الشراكة والتنظيم بدلا من الوصاية, ودون أي إخلال بسلطات السيادة للدولة المركزية. كما يأخذ بعين الاعتبار واقع اليوم ورهانات المستقبل دون تقليد لأي تجربة.
ويتطلب نجاح هذا الورش الاستراتيجي نخبا تتوفر فيها شروط النزاهة والجدية والكفاءة, وانخراطا وتعبئة واسعة للمواطنين فضلا عن الأحزاب السياسية والنقابات والنسيج الجمعوي, بهدف تغيير العقليات ومحاربة الممارسات التي كانت سائدة في الماضي وتأهيل المشهد السياسي المحلي وإفراز نخب كفأة وذات مصداقية.
+ المنظور الجديد للجهة في دستور 2011 +
شكل القانون الأسمى للبلاد نقطة الانطلاق لمسلسل تفعيل تقرير اللجنة الاستشارية للجهوية, الذي عرض على أنظار جلالة الملك محمد السادس خلال شهر مارس الماضي, حيث أقر كل المبادئ والقيم والتوجهات والأحكام العامة التي أوصى بها.
وفي هذا الصدد, قال جلالة الملك في خطابه ليوم 17 يونيو الماضي, حول الدستور الجديد, "إن منظورنا الشامل للديمقراطية الحقة, ومقومات الحكامة الجيدة, لا ينحصر في إعادة توزيع السلطات المركزية, بل يقوم على توزيع السلطات والموارد بين المركز والجهات, وذلك ضمن جهوية متقدمة, نعتبرها عماد الإصلاح العميق لهياكل الدولة وتحديثها".
وقد خصص الدستور الجديد بابه التاسع الخاص ب"الجهات والجماعات الترابية الأخرى" الذي يتضمن 12 فصلا (من 135 إلى 146) للحديث عن هذا النظام الترابي الجديد.
ففي إطاره, أصبحت الجهة تتمتع بمشروعية أكبر تتجلى في انتخاب مجالس الجهات بالاقتراع العام المباشر, وتساهم إلى جانب الجماعات الترابية الأخرى (أي العمالات والأقاليم والجماعات) في تفعيل السياسة العامة للدولة وفي إعداد السياسات الترابية من خلال ممثليها في مجلس المستشارين.
ويرتكز التنظيم الجهوي والترابي الجديد على مبادئ التدبير الحر, وعلى التعاون والتضامن, ويؤمن مشاركة السكان المعنيين في تدبير شؤونهم, والرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية المندمجة والمستدامة.
وبموجب الدستور, تتوفر الجماعات الترابية على اختصاصات ذاتية واختصاصات مشتركة مع الدولة واختصاصات منقولة إليها من هذه الأخيرة, فضلا عن توفرها على موارد مالية ذاتية وموارد أخرى مرصودة من قبل الدولة.
كما تتبوأ الجهة, تحت إشراف رئيس مجلسها, مكانة الصدارة بالنسبة للجماعات الترابية الأخرى, في عمليات إعداد وتتبع برامج التنمية الجهوية, والتصاميم الجهوية لإعداد التراب, في نطاق احترام الاختصاصات الذاتية لهذه الجماعات الترابية.
وسيتم تدعيم هذا النظام بإحداث صندوق للتأهيل الاجتماعي بهدف سد العجز في مجالات التنمية البشرية والبنيات التحتية الأساسية والتجهيزات, وكذا صندوق للتضامن بين الجهات بهدف التوزيع المتكافئ للموارد قصد تقليص التفاوتات بينها.
+ الجهة.. مؤسسة دستورية تؤسس لمرحلة جديدة عنوانها التنمية المجالية +
حظي ورش الجهوية المتقدمة منذ إطلاقه بالأولوية وبذلت في إطاره جهود حثيثة بهدف إقامة نموذج مغربي متقدم في هذا المجال, يكون مقبولا من طرف مختلف الأطراف ويساهم في بروز جهات مندمجة في إطار الدولة الموحدة وتوطيد دمقرطة المجتمع وتوسيع الديمقراطية المحلية.
وفي هذا الصدد, يرى أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بفاس أحمد مفيد, أن الجهة أصبحت مؤسسة دستورية تتمتع بمكانة متميزة ليس فقط كجماعة محلية كما كان ينص على ذلك دستور 1996, وإنما أصبحت مؤسسة تتمتع بصلاحيات واختصاصات واسعة.
وأوضح الأستاذ مفيد, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, أن المشرع سيحاول من خلال القانون التنظيمي الذي سيحدد بشكل دقيق الهندسة الجديدة للجماعات الترابية, أن يدرج الخلاصات والتوصيات التي توصلت إليها اللجنة الاستشارية للجهوية في تقريرها النهائي, معتبرا أن هذا الأمر من شأنه أن يعطي قيمة مضافة لعمل الجهة في ظل الدستور الجديد.
وأضاف أن الإمكانيات المالية للجهة توسعت وأصبحت متنوعة وهذا من شأنه أن يسهل تنفيذ المشاريع التنموية التي تقوم بها الجهة على مختلف الواجهات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبنيات التحتية.
كما أصبحت الجهة, يضيف الأستاذ مفيد, ذات صلاحيات تقريرية مطلقة في مجال اختصاصها حيث أن رئيس الجهة في النظام الجديد هو الآمر بالصرف وتنفيذ قرارات مجلس الجهة على خلاف ما كان معمولا به في السابق.
ويرى أن الجهوية المتقدمة تقلص الوصاية التي كانت مفروضة على الجهة سواء الوصاية المالية أو الإدارية حيث أن المشروع الجديد يعطي للجهة إمكانيات تنفيذ مقرراتها مع خضوع ذلك للرقابة البعدية التي ستمارسها المجالس الجهوية للحسابات في ما يخص الأمور المالية والمحاكم الإدارية في ما يتعلق بالقرارات الإدارية.
وخلص إلى أن التكريس الدستوري للجهوية سيجعل من الجهة رافعة أساسية للتنمية ولتحقيق الديمقراطية المحلية, شريطة أن تكون الموارد البشرية في الجهة, أي المنتخبين, على مستوى عال من الكفاءة العلمية والقدرة على التدبير من أجل تحقيق كل الأهداف التي يتوخاها المغرب من نظام الجهوية الموسعة.
+ الجهوية المتقدمة: تكريس للبعد الديمقراطي للدولة وأرضية ملائمة لتفعيل مخطط الحكم الذاتي +
يسعى مشروع الجهوية إلى إرساء أسس نموذج مغربي في مجال الحكامة الترابية, يشمل كافة جهات المملكة وفي صدارتها الاقاليم الجنوبية, التي تم التأكيد على أنها ستكون نموذجا للجهوية الموسعة, وذلك من خلال انتخاب ديمقراطي لهيئاتها وتوزيع متوازن للسلطات والإمكانات بين المركز والجهات, وكذا من خلال آليات التضامن الجهوي والوطني والتأهيل الاجتماعي والتنمية البشرية.
وفي هذا السياق, يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء طارق أتلاتي, أن تكريس الجهوية دستوريا "له بعد دولي استراتيجي يفيد طموح المغرب وأمله في إنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية, الذي طال أمده, وذلك كتخريجة سلمية وأرضية مهيأة لتنزيل مشروع الحكم الذاتي في حالة التوافق عليه دوليا".
وأضاف في تصريح مماثل, أن دسترة الجهوية تعد أيضا تجسيدا للتطور الإيجابي للدولة من منطلق التفاعل مع الظرفيات الراهنة على الصعيد الوطني, خلقا للتوازنات على المستويين التنظيميين, الترابي والإداري.
كما يكرس هذا الورش الهام, يضيف الأستاذ أتلاتي, البعد الديمقراطي للدولة في عملية تفعيل المؤسسات بشكل يتيح المشاركة الفعلية للمواطنين بمجموع التراب الوطني.
ومما لا شك فيه أن ورش الجهوية الاستراتيجي, الذي اختار المغرب الانخراط فيه بعزم وإرادة قويين, يعد بفرص هامة للتنمية المحلية, وينسجم مع ما تفرضه المرحلة الراهنة من متطلبات على الصعيدين الوطني والدولي.
ويبقى التأكيد على أن القطع النهائي مع الممارسات السابقة والعمل بكل حزم على انتقاء النخب وضمان مشاركة الشباب والنساء وإحداث تنظيمات جهوية قوية والمساهمة في إنعاش العمل السياسي, هي أسس لا محيد عنها لإنجاح مشروع الجهوية المتقدمة.
ومع
المشروع الديمقراطي الحداثي للمغرب شكل رافعة قوية لدبلوماسيته في عام 2011
واصل المغرب خلال سنة 2011 , في سياق التحولات الجارية في المنطقة والعالم, بخطى حثيثة اعتماد مقاربة ترتكز على جعل تطوره المؤسساتي والديمقراطي رافعة قوية لتعزيز دبلوماسيته الوطنية خدمة لمصالحه وقضاياه الاستراتيجية, وذلك من خلال سعيه لتعميق التكامل بين الإصلاح السياسي والانفتاح والتفاعل الإيجابي مع محيطه الجيو-السياسي.
ووفق هذا المنظور لم يكن المغرب, بانخراطه في خيار بناء مشروع الدولة الوطنية الديمقراطية الحداثية, يؤسس فقط لمرتكزات دولة الحق والقانون, بل وأيضا لتفعيل هذه الدينامية الإصلاحية لتكريس إشعاعه وحضوره الإقليمي والدولي.
وهكذا أعطت الإصلاحات الدستورية والسياسية التي باشرها المغرب, فضلا عن النهوض بثقافة التنمية الاقتصادية التي أطلقها جلالة الملك منذ أزيد من عشر سنوات, دفعة قوية لهذه للدبلوماسية المغربية, إذ أضحى المغرب, بفضل الزخم الديمقراطي والتنموي, نموذجا للإصلاحات في العالمين العربي والإفريقي, وتبوأ مكانة متميزة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
فقد شكل المسار, الذي تميز بتبني دستور جديد يتضمن قواعد الحكامة الجيدة ويرسي دعائم الجهوية الموسعة والحكامة الترابية بكل مناطق المملكة, وفي صدارتها الأقاليم الجنوبية, سندا قويا لمبادرة الحكم الذاتي, كحل سياسي ونهائي للنزاع حول الصحراء, ومساهمة نوعية في ترسيخ مصداقية المغرب كشريك اقتصادي يحظى بالجاذبية في ميدان الاستثمار.
وفي هذا الإطار, جاء انتخاب المغرب, بأغلبية ساحقة, عضوا جديدا غير دائم بمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ليؤكد الثقة المتنامية التي يضعها العالم في المغرب وفي استقراره السياسي, وتنويها وتشجيعا لنموذج التحديث والإصلاح الذي ينتهجه, وتتويجا لدبلوماسية مسؤولة وفاعلة, وتقديرا لمساهمته في مجال حفظ السلم والأمن الدوليين, من خلال مشاركته السابقة والمتواصلة في عمليات حفظ السلام بإفريقيا.
ونفس الدلالة اكتستها عملية انتخاب المغرب في شخص رئيس مجلس النواب السيد عبد الواحد الراضي رئيسا للاتحاد البرلماني الدولي, وكذا تعيين السيد يوسف العمراني أمينا عاما للاتحاد من أجل المتوسط, إذ اعتبر شغل هذين المنصبين نتاجا لجهود حثيثة لدبلوماسية موازية خلال السنوات الأخيرة بنفس جديد من أجل الدفاع عن مصالح المغرب على الصعيد الدولي, وإقرارا بدور المغرب الفعال والنشيط على الساحة الدولية, ودعما لطموحه في الاسهام في الارتقاء بالمنطقة المتوسطية الى فضاء جيو-سياسي متجانس عماده المصالح المتبادلة, والتحديات المتقاسمة, وبناء مستقبل مشترك.
وبهذه الرؤية الاستراتيجية التي تعتمد الحزم في المبادئ, والواقعية في التوجه, والنجاعة في الآليات والنتائج الملموسة, انخرط المغرب أيضا خلال هذه السنة في مسار البحث عن تسوية للنزاع المفتعل حول الصحراء من خلال جولات من المفاوضات غير الرسمية مع "البوليساريو", بهدف دفع الأطراف المعنية إلى إيجاد حل سياسي متفاوض حوله.
وجاء القرار 1979 حول الصحراء المغربية, الذي صادق عليه مجلس الأمن الدولي في شهر أبريل من هذه السنة والذي تم بمقتضاه تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء (المينورسو) إلى غاية 30 أبريل 2012, لينتصر لهذا الخيار, ويعزز المكتسبات التي حققها المغرب خلال السنوات الأخيرة بفضل تقديم مبادرته للحكم الذاتي, ويثمن المبادرات الهامة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وعلى المستوى المغاربي, واصل المغرب تأكيد التزامه بمواصلة العمل من أجل بناء الصرح المغاربي كخيار استراتيجي ومشروع اندماجي لا محيد عنه, مجددا حرصه القوي على تشييد مستقبل مشترك, يقوم على احترام مستلزمات السيادة والوحدة الترابية للدول.
وفي إطار التوجه نفسه, ساهم المغرب في دعم وإنجاح مشروع التغيير في ليبيا وتطلعها لبناء أسس دولة حداثية وديمقراطية من خلال تقديم دعم سياسي قوي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي وذلك تماشيا من نهجه في نصرة القضايا العادلة للشعوب والوقوف إلى جانب الشرعية الشعبية وخلق شروط وحدة مغاربية ترتكز على الأهداف الديمقراطية والتنموية.
كما واصل المغرب, بعزم وحزم, جهوده لتعزيز أواصر الأخوة العربية والإسلامية والشراكة المثلى بين كل مكونات الوطن العربي وتكتلاته الإقليمية.
ويمكن اعتبار الدعوة التي وجهها مجلس التعاون الخليجي للمغرب للانخراط في هذا التكتل الاقليمي, وإنشاء صندوق خليجي للتنمية لتقديم الدعم لمشاريع التنمية بكل من المغرب والأردن, دليلا آخر يؤكد تثمين المشروع السياسي والإصلاحي الوطني المرتكز على التغيير الهادئ والرصين والتدريجي, وتأكيدا لمكانة المغرب عربيا ومساهمته في بناء شروط نهضة عربية قائمة على التكامل السياسي والاقتصادي.
وعلى المستوى الشراكة المغربية الأروبية عمل المغرب جاهدا على التفعيل الأمثل للوضع المتقدم والمتميز لشراكته مع الاتحاد الأوروبي, من منطلق إيمانه بأن هذه الشراكة تتطابق وما يبذله من مجهودات للمضي قدما في ترسيخ دعائم مجتمع منفتح, ديمقراطي وتضامني, فضلا عن كون توجهه للبروز كاقتصاد صاعد يتلاقى مع طموحه الاستراتيجي, لبناء فضاء اقتصادي مشترك مع هذا الاتحاد.
وفي هذا الإطار يمكن إدراج الدعم المالي والسياسي الذي قدمه كل من الاتحاد الأروبي ومجموعة الثمانية إلى المغرب بهدف تعزيز وتسريع الإصلاحات السياسية التي مكنت من ضمان نجاح انتقال ديمقراطي بالمغرب في إطار تطور هادئ ومهيكل وسلمي.
ويؤكد العديد من المتتبعين أن المغرب, وهو يستشرف المستقبل بخطوات واثقة نحو إرساء الديمقراطية, يرنو بنفس الطموح إلى جعل ذلك مرتكزا قويا لحضور دولي وازن ومؤثر يخدم قضاياه وأهدافه الوطنية الاستراتيجية.
ومع
2011.. سنة استثنائية بفصل واحد اسمه "الربيع العربي
شكلت سنة 2011 التي تشارف على نهايتها, سنة استثنائية بالعالم العربي, حيث عرفت دول المنطقة تغيرات جوهرية, تميزت باندلاع مظاهرات مطالبة بمزيد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وسقوط ثلاثة من "أعتى الزعماء" بمصر وتونس وليبيا, بفضل ثورات أضحت توصف من قبل العديد من المتابعين بما يسمى ثورات "الربيع العربي".
+ تونس... تباشير الربيع +
أولى تباشير الربيع العربي بدأت من تونس, حين أقدم الشاب محمد البوعزيزي على إحراق ذاته أمام مقر ولاية سيدي بوزيد, بعدما لم يأبه أحد بشكواه التي قدمها احتجاجا على صفعه من طرف شرطية بالولاية, ومنعه من تحصيل رزقه باستخدام عربة مجرورة.
فقد شكل هذا الحادث شرارة الحراك الاحتجاجي الذي انطلق بولاية سيدي بوزيد مطالبا بإصلاحات سياسية واجتماعية, وسرعان ما انتقل إلى باقي المدن ليرفع شعار "إرحل" في وجه بن علي الذي لم تُجدِه عمليات اعتقال النشطاء نفعا, ولا إطلاق الرصاص على المتظاهرين, ولا حتى عزله بعض ولاة المدن وخطاباته المتتالية التي وعد فيها بالإصلاح وخاطب فيها التونسيين قائلا "أنا فهمتكم".
واستمر هذا الحراك الاحتجاجي, الذي كان شبابيا بالدرجة الأولى, أربعة أسابيع قبل أن "يستجيب القدر للشعب الذي أراد الحياة", وتتناقل الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا لذلك المحامي التونسي الذي خرج ليلة 14 يناير المنصرم, يهنئ التونسيين برحيل الدكتاتور, وصدى صوته يتردد في شارع بورقيبة بالعاصمة تونس, فينزل على قلوب السامعين بردا وسلاما "ما عادش نخافو من حد.. اتحررنا.. بن علي هرب.. بن علي هرب.. بن علي هرب".
وبالفعل, فقد شكلت لحظة هروب بن علي في تلك الليلة محطة فاصلة في الحراك العربي الذي شهدته سنة 2011, وسرعان ما تلقفها الشباب المصريون الذين انطلقوا بدورهم يوم 25 يناير في الساحات والميادين, وعلى رأسها ميدان التحرير بالعاصمة القاهرة, يرددون الشعارات والهتافات, حتى إذا سألهم السائل عن المراد والمبتغى جرى على لسانهم الرد سريعا "بسم الله الرحمان الرحيم.. الإجابة تونس".
+ الورد اللي تفتح في "جناين" مصر +
ويبدو أن الإجابة كانت في محلها, إذ سرعان ما آتى الحراك الاحتجاجي المصري أكله, حيث لم تمض أكثر من 18 يوما حتى أعلن عن تخلي الرئيس المخلوع حسني مبارك عن منصب رئاسة الجمهورية, بعد فترة حكم دامت ثلاثين تؤكد التقارير أن القائمين على البلاد راكموا خلالها فشلا ذريعا في تحقيق التنمية المنشودة, وتعاظم لدى فئات عريضة من الشعب, من ضمنها فئة الشباب, الإحساس بالتهميش واتساع رقعة الفقر والتضييق الممنهج على الحريات السياسية, ما أدى إلى بروز أشكال احتجاجية عديدة ووفر مناخا ملائما لنجاح الثورة في بضعة أيام فقط.
ولأن الربيع لا يكون ربيعا إلا بتفتح الأزهار, وإيناع الميادين بالنضارة والاخضرار, فقد شكل شباب الثورة "الوردَ اللي تفتح في جناين مصر", والنغمة التي صرخت في وجه "قبضة الأمنوقراطية" مطالبة إياها بالرحيل, حتى وإن كان الثمن سقوط شباب في زهرة العمر قضوا خلال المواجهات مع رجال الأمن في عدد من المحافظات المصرية.
وكان من أبرز لقطات المسار الثوري المصري مثول الرئيس المخلوع حسني مبارك في قفص الاتهام, في مشهد تناقلته كل وسائل الإعلام الدولية, أكد المراقبون إثره, أن ما قبل 25 يناير في مصر لن يكون بأي حال مثل ما بعده, ولو أنهم اعتبروا في الوقت ذاته أن طريق شباب الثورة ما زال في بدايته.
+ ليبيا.. نهاية رجل "غير شجاع" +
لم تكن ليبيا قط في معزل عما حدث في جارتيها مصر وتونس, ذلك أن نظام العقيد معمر القذافي لم يكن أحسن حالا من نظام سابقيه, بل كان أكثر استبدادا وممارسة للترهيب وقمع المعارضين على مدى 42 سنة متواصلة.
ونتيجة لذلك, فقد كان طبيعيا أن يتأسى الليبيون بأشقائهم في تونس ومصر, ويطلقوا بدورهم ثورتهم التي بدأت سلمية واضطرها قمع كتائب العقيد إلى حمل السلاح, قبل أن تتوج بالانتصار, وخاصة بعد الدعم الذي تلقاه الثوار إثر صدور قرار مجلس الأمن رقم 1973.
ومن غرائب الصدف, أن العقيد معمر القذافي الذي كان يدعي الشجاعة ويطلق الخطابات العنترية التي وصف فيها الثوار بالجرذان, عثر عليه في نهاية مطافه مختبئا في قناة لصرف النفايات, قبل أن يقتل على أيدي الثوار بعدما قتلت كتائبه عشرات الآلاف من الليبيين الذين فتحوا بعد مقتله صفحة جديدة بأفق جديد يسود فيه ربيع الحريات السياسية وتنتهي مأساة أربعة عقود ونيف من التسلط والاستبداد.






: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=481746
التوقيع

د.إبراهيم الفقى
تذكر دائما:
عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك،!!
عش بالإيمان، عش بالأمل،
عش بالحب، عش بالكفاح،
وقدر قيمة الحياة.
*
    رد مع اقتباس
قديم 2011-12-27, 20:16 رقم المشاركة : 2
pro
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية pro

 

إحصائية العضو







pro غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

العضو المميز لشهر يناير

افتراضي رد: حصيلة سنة 2011 في تاريخ المغرب السياسي


+ المغرب.. ثورة صناديق الاقتراع +
ويبدو أن الإثني عشر شهرا الأخيرة شهدت في المغرب مسارا مغايرا تماما لما شهدته الدول العربية التي اندلعت فيها الثورات وأسفرت عن مقتل وجرح واعتقال عشرات الآلاف من المواطنين, واستخدام الرصاص الحي والدبابات في مواجهة المتظاهرين, وانتهت برؤساء بعض الدول بين تونسي هارب إلى الخارج, ومصري قابع في السجن, وليبي مقتول في القبر.
فمن المظاهرات السلمية التي عرفها الشارع المغربي والمطالِبة بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية, إلى التصويت, بأغلبية ساحقة, على دستور جديد يضمن المزيد من الحقوق والحريات, مرورا بمواصلة مسلسل الأوراش التنموية, وانتهاء بثورة "صناديق الاقتراع" التي عرفتها الانتخابات التشريعية الأخيرة وشهد المراقبون الدوليون بنزاهتها وشفافيتها, يكون المغرب قد عاش "ربيعه الخاص", ومهد الطريق لجيل جديد من الإصلاحات يتطلب انخراط جميع الفاعلين فيه في إطار من التدافع البناء بين الأغلبية الحكومية والمعارضة, والاختلاف الصحي بين مختلف تيارات المجتمع.
+ 2011 .. سنة واحدة بفصل واحد +
سيكون على أساتذة التاريخ والجغرافيا وعلوم الطبيعة أن يحَينوا الدروس التي يقدمونها للطلبة في المدارس, ويسجلوا أن فصول السنة الأربعة يمكن أن تستحيل فصلا واحدا, بعدما أثبتت التجربة أن سنة 2011 مرت على العالم العربي فصلا ربيعيا كاملا ولم يداخلها خريف الدكتاتورية الذي يعصف بالحريات, ولا قر شتاءها الذي يشل الطاقات, ولا حر صيفها الذي يخنق الأنفاس ويرهن زهرة الأوطان للذبول ولليباس.
ومع
2011, رحيل أسماء وازنة وثقت حضورها في رقيم الذاكرة الوطنية.. حتى لا ننساها
غادرتنا إلى رحاب الله وجواره, سنة 2011, شخصيات وأعلام هوت بموتها نجوم متألقة, مفكرون وسياسيون ودبلوماسيون ورياضيون وفنانون وجمعويون وثقوا, بأحرف من ذهب, أسماءهم في رقيم الذاكرة الوطنية.
فبعد حياة حافلة بالعطاء والنضال, ودع المغاربة يوم رابع شتنبر 2011 صاحبة السمو الملكي الأميرة للا عائشة, كريمة المغفور له محمد الخامس وشقيقة المغفور له الحسن الثاني وعمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وقد عرفت الفقيدة الأميرة للا عائشة بنضالها إلى جانب والدها من أجل دعم تعليم الفتاة المغربية وتحررها, وكانت أيضا أول امرأة في العالم العربي تمارس مهام دبلوماسية.
وفي بحر هذه السنة, فقد العمل الدبلوماسي المغربي يوم ثامن يناير عبد الله معروفي, السفير السابق بالولايات المتحدة عن عمر يناهز 66 سنة, ويوم 10 أكتوبر الدبلوماسي السابق عبد الهادي بنجلون أندلسي, بفاس عن عمر 75 سنة.
وفقد العمل الجمعوي برحيل الدكتور عبد الرحيم الهاروشي, الوزير السابق والفاعل الجمعوي, بالدار البيضاء يوم 21 غشت عن سن يناهز 67 سنة, أحد أعمدته.
ويعتبر الراحل الهاروشي واحدا من أبرز المتخصصين في جراحة الأطفال في المغرب, وسبق له أن تولى في تسعينيات القرن الماضي منصب وزير الصحة, كما تولى عام 2004 منصب وزير الأسرة والتنمية الاجتماعية والتضامن. وكان الراحل يرأس جمعية "آفاق" التي تنشط في مجال التوعية من أجل المواطنة وحقوق الإنسان.
وغادرنا إلى دار البقاء كل من العلمي التازي, الوزير السابق وعضو مجلس المستشارين الذي وافته المنية يوم ثامن يناير بأحد مستشفيات تولوز عن سن يناهز 81 عاما, ومحمد بوعمود, الوزير السابق, الذي وافته المنية بالرباط عن سن يناهز 83 عاما, وابريكة الزروالي, البرلماني السابق وأحد وجوه المقاومة وجيش التحرير, الذي توفي بالرباط يوم 18 يوليوز عن سن تناهز 81 سنة.
ولبى داعي ربه يوم فاتح دجنبر عمر دومو, المدير السابق للشؤون الجنائية والعفو بوزارة العدل, عن عمر يناهز 67 سنة.
ورزأت أسرة المقاومة وجيش التحرير يوم 16 يناير في أحد الوجوه البارزة في مجال الكفاح الوطني, في شخص المقاوم بنعبد الله بن محمد الوكوتي الذي استجاب إلى داعي ربه بمدينة بركان عن عمر يناهز 86 سنة.
وقد كان المرحوم الوكوتي قبسا وعلما من أعلام ملحمة العرش والشعب المجيدة, وأحد أقطاب المقاومة وجيش التحرير, الذي عرفته ساحة الجهاد بالمنطقة الشرقية, ومن مؤسسي خلايا المقاومة ببني يزناسن.
وفقدت الساحة الفكرية خلال السنة التي نودعها ثلاثة أسماء وازنة في مجال البحث والفكر, ففي يوم 12 فبراير غيب الموت العلامة محمد بن عبد الرازق بمراكش عن عمر يناهز 105 سنوات.
وكان الفقيد, العضو السابق بالمجلس العلمي بمراكش, متخصصا في العلوم الإسلامية والحسابية وعلم التوقيت والفلك, وألف العلامة الراحل العديد من الكتب التي عرفت انتشارا واسعا في العالم العربي والإسلامي, من بينها "خلاصة علم التوحيد على نهج السلف" و"دروس في الفقه والحديث والتفسير". وعرف الفقيد بدفاعه المستميت عن القضية الوطنية.
كما أخرست يد المنون يوم 11 غشت واحدا من الأساتذة المبرزين, الأستاذ محمد البردوزي الذي لبى داعي الحق بأحد مستشفيات الرباط عن سن 63 عاما.
وقد أنجز الراحل العديد من الدراسات والأبحاث, من بينها كتاب "تحديث التعليم.. من الميثاق إلى التفعيل", كما ترجم إلى اللغة العربية كتاب "علم النفس والبيداغوجيا" لجان بياجي, وبالإضافة إلى كونه عضوا سابقا بهيئة الإنصاف والمصالحة, فقد كان الأستاذ البردوزي أيضا عضوا باللجنة العلمية التي أنجز تقرير "50 سنة من التنمية البشرية في المغرب وآفاق 2025".
وفي يوم 16 أكتوبر, اختطفت يد المنون علي لغزيوي, محافظ خزانة القرويين بفاس, الذي توفي عن عمر يناهز 63 سنة. وقد كرس الراحل جهوده للمهمة النبيلة التي أنيطت به, والمتمثلة في السهر على تدبير خزانة القرويين, ذات الصيت العالمي, التي تعد ذاكرة للكتب والمخطوطات القديمة. وكان الفقيد معروفا بأبحاثه الأكاديمية, وإنتاجاته العلمية في مجالي التاريخ والأدب.
كما ودعت الوطنية واحدا من خيرة مناضليها, ففي يوم ثاني دجنبر توفي شمعون ليفي, الأمين العام لمؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي, بأحد مستشفيات الرباط, عن عمر يناهز 77 سنة.
انخرط الراحل شمعون ليفي, منذ شبابه, في النضال السياسي, وساهم بدور حاسم في المعارك التي خاضها المغاربة منذ معركة الاستقلال, كما كان وجها بارزا في الحركة النقابية, فضلا عن عطائه الفكري الغني. وتميزت سيرة ليفي بنضاله الوطني من أجل أن يتبوأ المغرب مكانته اللائقة في المجموعة الدولية.
وفقد المغرب يوم 28 يونيو واحدا من أقطاب التصوف, مقدم الطريقة القادرية البودشيشية بالرباط العلامة أحمد لسان الحق الذي وافته المنية بمدينة فاس.
وفي المجال الموسيقي, ذوت من شجرة الإبداع المغربي الرصين أوراق كانت, إلى الأمس القريب, نضرة في عرصات الإبداع, فقد رحل عنا, في صمت الزاهدين, يوم 29 شتنبر 2011, عراب الأغنية المغربية الفنان والملحن عبد النبي الجراري, وذلك عن عمر 87 عاما.
وبرحيل الجراري فقد المغرب أحد رواده في مجال الموسيقى والغناء, وواحدا من المساهمين في وضع اللبنات الأولى للموسيقى والفن بالمغرب, ومكتشفا للعديد من الأصوات البارزة في الساحة الغنائية, وطنيا وعربيا.
وفي يوم 21 نونبر من هذه السنة, انطفأت شمعة أخرى, وودعنا عازف القانون الشهير الفنان صالح الشرقي عن سن 88 عاما.
ويعتبر الراحل ظاهرة فريدة في المشهد الموسيقي المغربي, بجمعه بين التلحين والتأليف والتوثيق, فكان بذلك نموذجا للفنان العصامي الذي اجتمع فيه ما تفرق في غيره.
وفي تاسع يناير 2011, لبى داعي ربه بإقليم الرشيدية الفنان امبارك أولعربي رئيس المجموعة الموسيقية الأمازيغية "صاغرو باند".
وفقد فن الدراما بالمغرب العديد من الوجوه والأسماء, مخرجين وممثلين وكتاب سيناريوهات, فقد رحل يوم 16 يناير الفنان المسرحي والمنشط الإذاعي والتلفزي إدريس التادلي عن عمر 70 عاما, ويوم سادس فبراير المخرج والسيناريست والأديب المغربي أحمد البوعناني ببلدة اومغار عن سن تناهز 73 عاما.
وفي ثامن فبراير 2011 انتقل إلى عفو الله بالدار البيضاء عن سن يناهز 81 سنة الفنان المغربي عائد موهوب, وفي ثالث أكتوبر 2011 الفنان والممثل مصطفى سلمات عن عمر 67 عاما. وانتزعت الموت يوم 20 أكتوبر بالرباط الفنانة حبيبة المذكوري, بعد رحلة فنية حافلة بالأعمال الإذاعية والتلفزيونية والسينمائية وعلى خشبة المسرح امتدت لأكثر من 57 عاما.
وفي الرابع من دجنبر أدت حادثة سير وقعت بالدار البيضاء إلى وفاة نزهة الإدريسي, مؤسسة ومديرة مهرجان الفيلم الوثائقي بأكادير.
ومن زملاء المهنة الذين غادرونا إلى دار البقاء خلال السنة الجارية, الحسين رفا أحد قيدومي وكالة المغرب العربي للأنباء, يوم ثامن شتنبر, عن عمر 60 عاما, ولحسن اجطيط الصحافي بالوكالة عن عمر 43 سنة, والصحفي الرياضي سالم حضري يوم 24 يوليوز عن عمر يناهز 69 عاما بمدينة طنجة, وفي 16 شتنبر الصحافي المختار الزياني أحد أعضاء هيئة تحرير جريدة (الاتحاد الاشتراكي) بمدينة الرباط.
ورزئ المشهد الرياضي المغربي خلال سنة 2011 في العديد من الوجوه والشخصيات التي بصمت بسماتها مختلف الألوان الرياضية, ففي يوم 25 مارس توفي المدير التقني السابق للجامعة الملكية المغربية للشطرنج والحكم الدولي عبد الواحد العاقل, بمدينة تطوان عن عمر يناهز 71 سنة, وانتقل إلى عفو الله يوم 31 غشت نجم كرة القدم المغربية الدولي السابق عبد الرحمان بلمحجوب, بالدار البيضاء عن سن يناهز 82 سنة, ويوم 30 نونبر فجعت أوساط كرة السلة الوطنية برحيل المدرب الوطني السابق لكرة السلة محمد الرايس.
وفي ثالث أكتوبر فجع عشاق كرة القدم الوطنية بفقدان لاعب الرجاء البيضاوي والمنتخب الوطني لكرة القدم زكريا الزروالي بالدار البيضاء عن عمر يناهز 33 سنة.
المشهد الثقافي بالمغرب سنة 2011 .. حراك وطني وإشعاع وتألق دولي
عرف قطاع الثقافة بالمغرب خلال السنة المنصرمة, وبالرغم من رجات كانت حسب المتتبعين "صحية", تألقا دوليا في كل المجالات, حيث حقق المثقفون والفنانون المغاربة, بمختلف مشاربهم, تواجدا تمثل, بالخصوص, في انتزاعهم لجوائز وتقديرات في تظاهرات إقليمية ودولية.
كما أن المشهد الثقافي الوطني تميز, خلال السنة المنصرمة, بنقاش وسجال كان محوره "السؤال الثقافي" بالمغرب, واقعه وآفاقه, وهو ما يعتبر -حسب المتتبعين- دليلا على الحيوية التي اتسم بها الحقل الثقافي بالمغرب على الدوام.
وكدليل على هذا السجال والحيوية, يمكن استحضار "الميثاق الوطني للثقافة", الذي دعا إليه الشاعر والكاتب عبد اللطيف اللعبي, و"الحوار الثقافي" الذي طالب به الناقد والكاتب محمد برادة.
ولكن, وبالرغم من ذلك, تعددت أوجه تألق وإشعاع الثقافة المغربية, إذ تمكنت من كسب رهانات أولها ضمان حضور دولي لافت, وثانيها نجاح الفاعلين, ولو نسبيا, في تنشيط الساحة الثقافية, من خلال مبادرات فردية في أحيان كثيرة, ومؤسساتية في بعض الأحيان, وذلك وعيا بأهمية الثقافة في مواكبة التحولات الاجتماعية والاقتصادية.
++ الثقافة والفن والإبداع .. تألق الرواد ++
تحضر الثقافة المغربية, على الدوام, على الصعيدين الدولي والعربي, ويكون الرواد في الصدارة بحضورهم الوازن, إذ توج المركز الثقافي الروماني في باريس, خلال السنة المنصرمة, الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي ب`"الجائزة الدولية للأدب الفرانكفوني بنجامان فوندان".
وفاز الكاتب الطاهر بنجلون بجائزة السلام الألمانية (إريك ماريا ريمارك), بينما تسلم الكاتب بنسالم حميش بتولوز (جنوب-غرب فرنسا), جائزة أكاديمية ألعاب الزهور التي تم منحها بمناسبة الذكرى ال687 لإحداث هذه المؤسسة الثقافية.
عربيا, تألق الشاعر والروائي محمد الأشعري بفوز روايته "القوس والفراشة" بجائزة (البوكر) العالمية للرواية العربية في دورتها الرابعة.
وفي مجال النقد, فاز المفكر والكاتب المغربي محمد مفتاح بجائزة الشيخ زايد للكتاب (فرع الآداب), عن كتاب "مفاهيم موسعة لنظرية شعرية (اللغة-الموسيقى-الحركة).
وعن دراسة نقدية بعنوان "الهوية .. والسيمولاكر/ عن تجربة الأنستليشن في التشكيل العربي المعاصر", فاز الناقد التشكيلي المغربي إبراهيم الحَيْسن بالرتبة الثانية لجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي, التي تنظمها وتشرف عليها إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة.
ويصعب حصر لائحة التتويجات التي حظي بها شعراء, وأدباء, ومفكرون, وفنانون, ومتخصصون في أدب الرحلة, من أمثال الشاعر محمد بنيس, والباحث عبد النبي ذاكر, وغيرهم من الكتاب.
كما لا يمكن إغفال حصول المغرب على كرسي اليونسكو في مجال الفلسفة, الذي أعلن في الشهر الأخير من السنة الجارية عن إحداثه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس-أكدال بالرباط.
وعلى غرار الكتابة السردية والقصصية والشعرية, تألقت الموسيقى والفن السابع الوطني وكذا التشكيل, إذ توج المركز البيوغرافي العالمي (إي بي سي) بمدينة كامبردج البريطانية الفنان حسن مكري بلقب رجل سنة 2011, وذلك بعد أن منح نفس الفنان لقب نائب رئيس الكونغرس العالمي للفنون والعلوم والتواصل الذي ترعاه المؤسسة البريطانية نفسها, ممثلا بذلك فناني القارة الإفريقية في هذا المنتدى.
وتوجت الفنانة المغربية سميرة القادري, مغنية الأوبرا السوبرانو والباحثة في علم غنائيات البحر الأبيض المتوسط, بالجائزة الكبرى لجوائز ناجي نعمان الدولية لسنة 2011, كما منحتها الأمانة العامة لجائزة المهاجر العالمية للفكر والآداب والفنون التي تشرف عليها جريدة "المهاجر" التي تصدر عن "منظمة المهاجر الثقافية" في مدينة ملبورن في أستراليا, جائزتها لموسم 2011.
++ الجيل الجديد... على خطى الرواد ++
وعلى خطى هؤلاء سار الجيل الجديد, إذ توجت, مؤخرا, ومن بين آخرين, الكاتبة المغربية الشابة حنان والولاه بالجائزة الأولى للنسخة الرابعة (2011) للمسابقة الأدبية "بحر من الكلمات", التي تنظمها مؤسسة آنا ليند والمعهد الأوروبي للبحر المتوسط, وذلك عن عملها الأدبي (القفل).
وفاز الشاعر المغربي محمد عريج بجائزة "البردة" (الرتبة الثانية) في دورتها التاسعة (فئة الشعر الفصيح) التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بدولة الإمارات.
وحصدت السينما الوطنية, التي حضرت حسب المتتبعين في حوالي 120 تظاهرة سينمائية دولية, جوائز مهمة سواء عبر الأشرطة القصيرة أو الطويلة.
++ شريط "حياة قصيرة" عنوان من عناوين تألق السينما المغربية ++
كانت البداية من طنجة, حيث استطاع أن ينتزع اعتراف النقاد والمهتمين بالسينما بمنحه الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة (يناير 2011), إنه شريط "حياة قصيرة" للمخرج الشاب عادل الفاضلي.
وينطلق الشريط إلى آفاق دولية ليكون عنوانا للحضور المبهر للسينما الوطنية دوليا, فقد حصد عادل الفاضلي 10 جوائز عالمية, وبمختلف أصقاع العالم على جوائز كثيرة آخرها جائزة أفضل فيلم قصير خلال الدورة الخامسة لمهرجان وهران للفيلم العربي (22 دجنبر الجاري).
ومن الجوائز التي حصل عليها, جائزة (السلحفاة الذهبية) للفيلم القصير في مهرجان الفيلم المغاربي بنابل التونسية, والسنبلة الفضية في الدورة 56 لمهرجان بلد الوليد السينمائي, والجائزة الكبرى لمهرجان "مالمو" السينمائي للأفلام العربية بالسويد واللائحة طويلة.
++ المهرجان الدولي للفيلم بمراكش .. عنوان آخر لتألق السينما ++
تميزت الدورة 11 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش (2-10 دجنبر) بتخصيص فقرة "نبضة قلب" للسينما الوطنية, وكذا افتتاح الدورة واختتامها بأفلام مغربية.
وعرضت, ضمن هذه الفقرة, أفلام "على الحافة" لليلى الكيلاني و"النهاية" لهشام العسري, و"الأندلس مونامور" لمحمد نظيف, و"عودة الإبن" لمحمد بولان.
ومما يزكي الاهتمام الذي توليه هذه التظاهرة للسينما الوطنية تأكيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد, رئيس مؤسسة المهرجان, بأن "هذا المهرجان يضطلع, سنة بعد أخرى, بدوره في المساهمة في تطوير السينما الوطنية من خلال ما تحمله في إبداعها وتنوعها من وعود وآمال, وهو بذلك ينخرط, بكل تلقائية, في مغرب اليوم المفعم بالحياة".
وأضاف صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد, في افتتاحية الدورة نشرت على الموقع الإلكتروني للمهرجان, "إنه ومع مطلع العقد الثاني من عمر المهرجان, أود التأكيد على أمر هام, أن تفتتح السينما المغربية الدورة الحادية عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش وأن تختتمها, فهذا في نظرنا لم يأت محض صدفة, بل إن مصدره هو ذلك التلاقي الجميل والمقصود بين مهرجان كبير وسينما مقتدرة تعد بالكثير".
وأبرز سموه أن ولادة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تزامنت مع ما عرفته السينما المغربية في بدايات هذا القرن من نهضة حقيقية, من هنا تبدو وثيقة تلك العلاقة التي تربط المهرجان بالإنتاج السينمائي الوطني حتى أنهما أصبحا, مع مرور الوقت, مدينين لبعضهما.
++ التشكيل .. ليلة الأروقة لترسيخ سياسة القرب الفني ++
عرفت الفنون التشكيلية بالمغرب, خلال هذا العام, تطورا مهما وانتعاشا ملحوظا, حيث نظمت على مدار السنة مجموعة من المعارض الفردية والجماعية.
ويعتبر حدث "ليلة الأروقة", الذي تنظمه وزارة الثقافة كل سنة, تتويجا لمسار تشكيلي متميز, إذ تم عرض أعمال فنية ب`13 مدينة مغربية أخرى وب`64 رواقا.
ويأمل المنظمون, كما عبر عن ذلك وزير الثقافة, السيد بنسالم حميش, أن ينفتح هذا الحدث على مدن صغرى بالمملكة, ولم لا عرض اللوحات الفنية بفضاءات مفتوحة لترسيخ سياسة القرب الفني.
++ مهرجان موازين... إيقاعات العالم بالرباط ++
من 20 إلى 28 ماي الماضي , وكما عودت "جمعية مغرب الثقافات" عشاق الإيقاعات العالمية , كان الموعد مع الدورة العاشرة لمهرجان موازين, التي استضافت هذه السنة فضلا عن نجوم المغرب من أمثال عبد الوهاب الدكالي و لطيفة رأفت ونعمان الحلو أسماء المنور وغيرهم , جميع أنواع الموسيقى الغربية من بوب وجاز وسول وفانك , و نجوم عالميين مثل يوسف إسلام وجو كوكر وليونيل ريتشي وشاكيرا.
بينما حضرت الموسيقى الأفريقية بقوة من خلال نجوم من حجم يوسو ندور وساليف كييتا وتيكن جاهفاكوري وفيمي توكي وإيرنيست رانغلان و ستاف باندا بيليلي.
++ حراك ضروري وصحي ++
من جهة أخرى, عرفت الساحة الثقافية رجات, تمثلت, بالخصوص, في مقاطعة اتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر في المغرب والائتلاف المغربي للثقافة والفنون, لفعاليات الدورة ال`17 للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي نظمت ما بين 11 و20 فبراير الماضي بالدار البيضاء.
كما قاطعت كل من النقابة المغربية لمحترفي المسرح وجمعية خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي ومنسقية الفرق المسرحية الوطنية الدورة الثالثة عشر للمهرجان الوطني للمسرح بمكناس (يونيو الماضي).
وفي هذا الصدد, يقول رئيس اتحاد كتاب المغرب, عبد الرحيم العلام, إنه "بالرغم من توتر العلاقة وتأزمها بين بعض المنظمات والجمعيات الثقافية الوطنية ووزارة الثقافة", فقد تمكن اتحاد كتاب المغرب, "رغم هزالة الإمكانيات" من الإسهام بفعالية في خلق حركية ثقافية, على صعيد مجموعة من المناطق, وداخل حقول ثقافية وفنية متنوعة.
وأضاف السيد العلام أن الاتحاد سجل "حضورا لافتا على مستوى المواقف والاستشارة, بخصوص الإصلاحات الدستورية الأخيرة التي عرفها المغرب, حيث ساهم الاتحاد, على سبيل المثال, في تقديم تصوره للمسألة اللغوية, وللإصلاح الثقافي ببلادنا, والتعاقد الاجتماعي, وأيضا, وهذا مهم, الاستئناس برأي الاتحاد, فيما يتعلق ببلورة الجانب المتعلق بالسياسة الثقافية ببلادنا في التصريح الحكومي المرتقب".
كما سن الاتحاد, خلال هذه السنة, يضيف العلام, تقليدا احتفاليا برموز الثقافة الوطنية, من مختلف الاهتمامات والأجيال, في إطار تنظيم بعض اللقاءات والندوات الثقافية والأدبية الموازية.
كما تميزت هذه السنة بتنظيم الأيام الثقافية المغربية الكويتية, في دورتها الثانية, في إطار انفتاح الاتحاد على الفضاء الثقافي العربي, إلى جانب ذلك, وقع الاتحاد بعض اتفاقيات التعاون والشراكة مع اتحادات ومؤسسات وطنية وعربية وأجنبية, مما ساهم في توسيع إشعاعه الوطني والخارجي.
وأشاد العلام بالاهتمام الذي أولاه الدستور الجديد للثقافة واللغة وتخصيصهما بمجلس أعلى, فضلا عن اهتمام بعض الأحزاب الوطنية الديموقراطية بالمكون الثقافي في برامجها السياسية.
وعبر عن أمله في أن يولي التصريح الحكومي المرتقب, بدوره, أهمية خاصة للمسألة الثقافية, وكل ذلك بغاية تحقيق تنمية ثقافية شاملة, "تعكس طموح مثقفينا ومبدعينا وفنانينا ورغائبهم المستقبلية".
ومع
قضية الصحراء: الوضع الإقليمي الجديد يفرض عودة سريعة إلى الإطار الرسمي
تعيش منطقة شمال إفريقيا أقوى لحظات تاريخها منذ عهد الاستقلال حيث تشهد هذه المنطقة دينامية جيوسياسية جديدة تفرض عليها تسريع حل النزاعات المعلقة, لا سيما نزاع الصحراء المغربية والعودة بشكل سريع إلى الإطار الرسمي للمفاوضات.
فبعد 12 جولة من المفاوضات, انعقدت ثمانية منها بشكل غير رسمي تحت إشراف الأمم المتحدة بغية التوصل إلى حل سياسي لقضية الصحراء يكون في مصلحة الشعوب المغاربية والأمن الإقليمي, فإن المأزق الذي توجد فيه هذه القضية لم يسبق أن كان مقلقا بهذا الشكل.
ويرى الدبلوماسيون الأمميون أنه" رغم انعقاد جولات عديدة من المفاوضات , فإن الآفاق على المدى القريب ليست واضحة تماما".
وعلى الرغم من ذلك فإن الدينامية الجديدة التي نشأت لفائدة المشروع المجتمعي الذي اختاره المغاربة, وأيضا الانتفاضات التي تعرفها دول الجوار والتي تحمل تهديدات جدية لأمن واستقرار منطقة شمال إفريقيا; وأبعد من ذلك شريط الساحلي- الصحراوي, تفرض "عودة سريعة" إلى الإطار الرسمي للمفاوضات.
ويعتبر هؤلاء الدبلوماسيون أن "الوقت حان للعمل والتفعيل الفوري والحقيقي لقرارت مجلس الأمن".
وقال مسؤول أممي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إنه مع الإقرار "بجدوى وقيمة اللقاءات غير الرسمية" والأنشطة الموازية التي تواكبها, فإن المغرب يعرب عن أمله في العودة إلى الإطار الرسمي لتفعيل قرارات مجلس الأمن.
وعلى غرار مجلس الأمن, دعت الجمعية العامة الأسبوع الماضي من جديد جميع الأطراف إلى تأكيد "رغبتها السياسية لتجاوز العراقيل من أجل الدخول في مرحلة مفاوضات مكثفة وجدية من شأنها ضمان التقدم في اتجاه حل نهائي لهذا النزاع.
وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالصحراء إيريك ينسين قد أكد مؤخرا بنيويورك أن حلا متفاوضا بشأنه لقضية الصحراء يقوم على الواقعية وروح التوافق, يكتسي طابعا أولويا في النظام الإقليمي الجديد للمغرب العربي الذي يعرف تحولات عميقة والمهدد باستمرار من قبل الإرهاب.
وشدد المسؤول الأممي السابق الذي اشتغل بالمنطقة ما بين 1993 و1998, في هذا السياق, على أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تبقى الحل الأكثر واقعية لهذا النزاع من وجهة نظر الولايات المتحدة وأيضا فرنسا وإسبانيا.
ويرى السيد ينسين أنه منذ الأحداث التي عاشتها منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط, عرف النظام القديم, الذي وإن لم يختف بشكل نهائي, تحديات كبيرة. إلا أنه في جميع الحالات, يتعين بروز نظام جديد لمواكبة الجيل الجديد من الساكنة المتكون في غالبيته من شباب على درجة من التربية ,يتطلع إلى حياة أفضل , ويعرف محيطه القريب والدولي حق المعرفة.
ويندرج الشباب المحتجزون في مخيمات تندوف بالجزائر أيضا في هذه الزاوية. ففي انتظار حل نهائي لهذا النزاع الإقليمي, يتم حرمان محتجزي مخيمات تندوف من حقوقهم الأساسية, ومن بينها تلك المرتبطة بحرية الرأي والتعبير والتنقل. فليس لهم الحق حتى في الإحصاء الذي يضمنه القانون الدولي الإنساني والذي دعا إليه قرار مجلس الأمن الأخير حول الصحراء
إن هؤلاء الشبان يتوقون إلى مستقبل أفضل بعد أن ملوا من سياسة الانتظار والترقب التي سادت لعقود, فلم يبق أمامهم من خيار سوى الفرار والعودة إلى أرض الوطن للعيش في اطار مقترح الحكم الذاتي والدستور الجديد, ما لم يتعرضون للتوقيف ,على غرار التجربة المريرة لمصطفى ولد سيدي مولود ,أو في أسوأ الأحوال للوقوع في أيادي الجريمة المنظمة التي تجوب منطقة الساحل التي جعلت منها الميليشيات الإرهابية "للبوليساريو" وكرا لها .
ومما يؤكد هذه الحقيقة المثيرة للقلق عمليات الاختطاف الأخيرة لرعايا غربيين ولا سيما داخل مخيمات تندوف والتي بات تواطوء عناصر من جبهة البوليساريو فيها أمرا جليا, وكذا التوغل في أراضىي دول ذات سيادة.
وقد سبق للعديد من المراقبين أن دقوا ناقوس الخطر مرارا في هذا الاتجاه .وفي هذا الصدد شدد السفير الأميركي السابق مارك غينسبرغ على أن المغرب , يعيش في" محيط مضطرب وخطير" , في حين حذر إيريك ينسن من خلق ما وصفه ب " ساحلستان على أبواب المغرب العربي".
إن التغيرات الجارية في العالم , سواء المفزعة منها أو الباعثة للأمل , تشجع في الواقع على الحديث عن حكم ذاتي موسع يحترم الخصوصيات المحلية , والذي يبقى "الحل الأكثر واقعية ".
كما أن الدستور الجديد بتكريسه للهوية المتعددة بالمغرب يوسع نطاق الحريات الفردية, ويعزز حقوق الإنسان ويضمن استقلال السلطة القضائية , في اطار ديمقراطية برلمانية حقيقية.
وحسب العديد من المحللين فان " المسلسل الديمقراطي واحترام حقوق الانسان يسمح بالتجسيد الكامل لمبادرة الحكم الذاتي على أرض الواقع ", ويبرهن من جديد على الإرادة السياسية للمغرب وقدرته على التكيف مع التحولات الجديدة في المنطقة ,معتبرين أنه آن الاوان "لإعادة التفكير واغتنام " الفرص الجديدة التي تتيحها التحولات الجارية في المنطقة العربية والمغاربية.
ويرى الممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء , أن نزاع الصحراء هو أكبر عائق أمام تحقيق الاتحاد المغاربي. الذي من شأنه أن يتيح لبلدان شمال افريقيا آفاق مشرقة للتنمية الاقتصادية في اطار اتحاد مغرب عربي مستقر ومزدهر قادر على مواجهة تحديات المستقبل.
ومن جهته اعتبر مصدر دبلوماسي أممي, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, أن " التحسن الملحوظ في العلاقات المغربية - الجزائرية من شأنه فتح آفاق جديدة لقضية الصحراء في اطار المقترح المغربي للحكم الذاتي الموسع ", وأن قيام شراكة إقليمية وتعاون فعال مقرونا بنهج ديمقراطية حقيقية يشكل أفضل الأسلحة لمواجهة الارهاب.
واعتبارا لكل المعطيات السالفة الذكر , فإن الفشل في حل نزاع الصحراء سيكون ليس فقط احباطا لتطلعات شعوب المنطقة , وإنما أيضا إبقاء المنطقة عرضة لكل المخاطر.





التوقيع

د.إبراهيم الفقى
تذكر دائما:
عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك،!!
عش بالإيمان، عش بالأمل،
عش بالحب، عش بالكفاح،
وقدر قيمة الحياة.
*
    رد مع اقتباس
قديم 2011-12-27, 20:16 رقم المشاركة : 3
pro
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية pro

 

إحصائية العضو







pro غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

العضو المميز لشهر يناير

افتراضي رد: حصيلة سنة 2011 في تاريخ المغرب السياسي


الحصيلة الاستثنائية للمغرب في مجال حقوق المرأة
قوبلت حصيلة المغرب في مجال حقوق المرأة,التي تم تعزيزها بشكل أكبر بفضل الإصلاحات الدستورية الأخيرة, بإشادة كبيرة في مناسبات مختلفة بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
وسلطت رئيسة الديبلوماسية الأمريكية هيلاري كلينتون والعديد من الخبراء ووسائل الإعلام الضوء على مكتسبات المرأة المغربية وفرادة تجربة المملكة التي باتت نموذجا يحتذى بالمنطقة.
وهكذا أشادت وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون ,في مارس الماضي, بالجهود التي يبذلها المغرب في مجال التحرير الاقتصادي للنساء وتعزيز حقوقهن بمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية الأولى لليوم العالمي للمرأة.
وذكرت كلينتون,في افتتاحية نشرتها وكالة الصحافة "بلومبيرغ" ,أن العديد من الحكومات عبر العالم تبنت تشريعات لفائدة التحرير الاقتصادي للمرأة ,موردة في هذا الإطار النموذج المغربي الذي "يسمح اليوم للنساء بإطلاق مقاولاتهن الخاصة أو العمل دون الموافقة المسبقة لأزواجهن".
وأبرزت الوزيرة الأمريكية ,خلال المنتدى السنوي الأمريكي-الإسلامي الثامن, المنظم في أبريل الماضي بواشنطن,مكتسبات المرأة في بعض البلدان الإسلامية,مشيدة على الخصوص بمدونة المرأة بالمغرب.
وقالت مخاطبة المشاركين إن النساء المسلمات "يتمتعن,منذ مدة, بحقوق أساسية وفرص في العديد من المناطق كبنغلاديش واندونيسيا,ويمكنكم ,أيضا,أن تلاحظوا مدى التقدم المسجل على مستوى مدونة الأسرة بالمغرب أو قانون الأحوال الشخصية بتونس".
ومن جانبهم أعرب العديد من الخبراء ,المجتمعين في اطار الجمعيات السنوية للبنك العالمي وصندوق النقد الدولي في شتنبر الماضي,عن تأييدهم لما جاء في تصريحات رئيسة الدبلوماسية الامريكية .
واستنادا إلى هؤلاء الخبراء فإن الاصلاحات التي بادر اليها المغرب في مجال حقوق المرأة تعزز مكتسبات هذه الشريحة من المجتمع وتمثل نموذجا يحتذى في المنطقة .
وقالت المديرة المساعدة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومديرة مكتبها الإقليمي للدول العربية أمات العليم علي ألسوسوا إنه "بالإضافة الى انكبابها على القضايا المجتمعية المهمة,فإن الإصلاحات المغربية المتخذة تعطي نموذجا للبلدان الأخرى بالمنطقة التي تعيش نفس الظروف وتتقاسم مع المملكة نفس الإشكاليات".
وسجلت الخبيرة الأممية أن إقرار مدونة الأسرة بالمغرب,قبل مدة, شكل مبادرة "بالغة الأهمية", مضيفة أن "هذا الإقرار فتح للنساء العربيات عموما آفاقا واسعة بخصوص إصلاح قوانين الأحوال الشخصية".
وتذهب الأمينة العامة لإتحاد النساء العربيات رمزية عباس الأرياني, في نفس الإتجاه ,وتعتبر أن المرأة المغربية حققت العديد من المكاسب في السنين الأخيرة وخصوصا عبر مدونة الأسرة والتعديلات الأخيرة للدستور .
وترى رمزية عباس أن التجربة المغربية يمكن أن تشكل نموذجا للمنطقة,ف "البلدان العربية الأخرى التي عرفت أو تعرف احتجاجات شعبية كان يمكن لها أن تسلم من مثل هذه الأحداث لو اتبعت نفس النهج الذي سار عليه المغرب",مشددة على الخصوص على إدخال تعديلات دستورية.
وذكرت الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية للنساء ووزيرة الثقافة السابقة أسماء خذير ,في مؤتمر بمركز التفكير "وودرو ويلسون الدولي" نظم في شتنبر الماضي,بكون البلدان العربية "تستلهم من التجربة المغربية" مشيدة بمراجعة الدستور المغربي كمبادرة "جد متقدمة" و "رائدة".
وقالت الخبيرة الأردنية ,بالمناسبة , إن الاصلاحات التي تم إدخالها على الدستور المغربي ,وخاصة منها تلك المتعلقة بحقوق النساء,متقدمة جدا وتعطي المثال للبلدان العربية الأخرى", مضيفة أن الملكية بالمغرب "تمكنت من قيادة تغيير ايجابي يسمح بتمهيد الطريق للبلدان الأخرى بالمنطقة لكي تتبنى بدورها عملية الاصلاح".
وبدورها سلطت وسائل الإعلام الأمريكية الضوء على حركية الاصلاحات التي اتخذتها المملكة في مجال حقوق المرأة.
ففي نونبر الماضي رأى الموقع الأمريكي المختص "وومنز نيوز" أن الاصلاحات الدستورية الجديدة تفتح "أملا كبيرا جدا" للمساواة بين الجنسين بما في ذلك محاربة مشكل العنف الأسري .
وذكرت أنه "وبالاضافة الى المساواة في الحقوق المدنية والسياسية المنصوص عليها أصلا في الدستور القديم,فإن الدستور الجديد يعترف بكون النساء لهن نفس الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.ويشجع على إنشاء منظمات حقوق المرأة ليساعد على مأسسة الاصلاحات " .
من جانبها سجلت شاري بريان نائب رئيس المنظمة الأمريكية غير الحكومية "ناشيونال اندومنت انستيتيوت" التي كان لها ملاحظون في الانتخابات التشريعية النبية الاخيرة , بأن ازدياد عدد المقاعد المخصصة للنساء بمجلس النواب تشكل "خطوة كبيرة الى الأمام".
ومع
حصاد سنة 2011 الرياضي: كرة القدم تستعيد توهجها وألعاب القوى تتسيد عربيا والدراجة تجدد الموعد مع الأولميباد
سجلت الرياضة المغربية, جماعية كانت أو فردية, إنجازات لايستهان بها في سنة 2011, ويمكن بالتالي اعتبارها سنة طغت فيها نسبيا الانتصارات على الانكسارات في ما يخص العديد من الرياضات, على غرار كرة القدم وألعاب القوى والدراجات, التي عادت عن جدارة واستحقاق إلى الواجهة الأولمبية بعد غياب طويل منذ دورة لوس أنجليس 1984.
فسنة 2011 كانت بكل المقاييس سنة رياضة كرة القدم المغربية إن على مستوى المنتخبات أو الأندية ذلك أن المنتخب الوطني للكبار جدد العهد مع المشا ركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي غاب عن دورتها الأخيرة في أنغولا وأمن حضوره في المونديال الإفريقي الذي سيقام في الغابون وغينيا الإستوائية معا (21 يناير- 12 فبراير) بعد تصدره ترتيب المجموعة الإقصائية الرابعة التي ضمت منتخبات الجزائر وإفريقيا الوسطى وتانزانيا.
وبعد غيابه عن دورة بكين 2008, حجز المنتخب الوطني الأولمبي تأشيرة المشاركة في أولمبياد لندن (27 يوليوز- 12 غشت) في سابع مشاركة له, وذلك بعد تمكنه من بلوغ المباراة النهائية للنسخة الأولى لبطولة إفريقيا لأقل من 23 سنة, التي أقيمت بملعبي طنجة ومراكش الجديدين (26 نونبر- 10 دجنبر), والتي خسر لقبها أمام منتخب الغابون 1-2.
وكما في السنة الماضية, كانت كرة القدم المغربية على مستوى الأندية على موعد مع منصة التتويج من خلال الإنجاز التاريخي الذي حققه المغرب الفاسي في مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية, والذي نسج على منوال الفتح الرباطي, وظفر هو الآخر بالكأس على حساب فريق النادي الإفريقي أحد أقطاب الكرة التونسية , فيما كان الفتح أحرز اللقب على حساب النادي الصفاقسي .
كما توج فريق الوداد البيضاوي وصيفا لكأس عصبة أبطال إفريقيا بعد خسارته مباراة النهاية إياب بملعب رادس 1-0 أمام الترجي التونسي ,عميد الأندية التونسية وواحد من أعتى الأندية على الصعيد القاري (0-0 ذهابا بالدار البيضاء).
وإذا كان المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة بقيادة الدولي السابق حسن بنعبيشة قد أحرز لقب البطولة العربية بالرباط على حساب المنتخب السعودي (3-1) فإن المنتخب النسوي قد تعثر في الجولة الأولى من التصفيات الإفريقية لأولمبياد لندن أمام نظيره التونسي بعدما خسر ذهابا في الجديدة 3-0 وفاز إيابا في العاصمة التونسية 1-0. بيد أن منتخب الفتيان ( أقل من 17 سنة) استعاد نغمة الفوز وظفر الجمعة الماضي بالرباط بكأس اتحاد شمال إفريقيا لهذه الفئة بعدما تفوق على نظيره الجزائري 2-0.
ولئن كانت شمس الألقاب قد غابت عالميا عن أم الألعاب فإنها سطعت قاريا وعربيا باحتكارها لجل الألقاب وبعناصر طموحة وواعدة خاصة وأن ألعاب القوى ظلت تشكل عبر الحقب والأزمنة مصدر فخر واعتزاز ليس للمغاربة فحسب بل للعرب والمسلمين والأفارقة بدليل أن المغرب كان حتى الأمس القريب قوى عظمى في ألعاب القوى.
فقد غابت ألعاب القوى المغربية للسنة الرابعة على التوالي عن منصة التتويج خلال الدورة ال39 لبطولة العالم للعدو الريفي في مدينة بونتا أومبريا (جنوب إسبانيا) إذ كانت النتائج متواضعة على مستوى منتخبي الكبار والكبيرات اللذين اكتفيا على التوالي بالمركزين 13 و14.
في المقابل, كانت نتائج منتخبي الشبان والشابات إيجابية إذ حققا تحسنا كبيرا ذلك أن منتخب الشبان حل في المركز الخامس, في حين جاء منتخب الشابات في الرتبة الثامنة.
ولثاني مرة على التوالي غابت ألعاب القوى الوطنية عن منصة التتويج في النسخة الثالثة عشرة لبطولة العالم التي استضافتها مدينة دايغو الكورية الجنوبية (27 غشت - 4 شتنبر).
حقا, ولئن كانت حصيلة دايغو 2011 أفضل نسبيا من تلك التي سجلت في برلين 2009, فإن بعض النتائج كانت صادمة خاصة من قبل الأسماء التي كان معولا عليها لحصد الذهب والفضة والنحاس وخيبت الآمال وفي مقدمتها أمين لعلو وحليمة حشلاف, وكلاهما خرج بطريقة محيرة وغير مفهومة في دور نصف النهاية, وهما العداءان اللذان راهنت عليهما اللجنة التقنية للجامعة واعتبرتهما مرشحين فوق العادة للفوز بلقبي 1500م و800م.
لكن نقطة الضوء في المونديال الكوري الجنوبي كانت المرتبة الرابعة لابتسام لخواض في سباق 1500م, وهي التي كانت قاب قوسين أو أدنى من تجسيد حلم التتويج لكن خانتها السرعة النهائية, ويحيي برابح, في خامس مشاركة له في مسابقة الوثب الطويل التي حقق فيها رابع أفضل إنجاز عالمي للسنة (40ر8م) واحتلال عبد العاطي إيكدر, وصيف بطل العالم داخل القاعة, ومحمد مستاوي, على التوالي المركزين الخامس والسادس في نهاية سباق 1500م.
ومن النتائج التي كانت مصدر ارتياح في دورة دايغو تلك التي حققها عداؤو الماراثون وخاصة عبد الرحيم بورمضان الذي حل في الرتبة الرابعة والذي فاز بمعية زميليه رشيد كيسري (11) وأحمد بداي (27) بالميدالية النحاسية في مسابقة كأس العالم للماراثون حسب الفرق.
في المقابل, عادت ألعاب القوى الوطنية إلى منصة التتويج في بطولة العالم للشبان بفضل الإنجاز الذي حققته العداءة الواعدة فدوى سيدي مدان التي أحرزت فضية سباق 2000م موانع, فيما اكتفى المنتخب الوطني للشبان بالمركز السادس في الدورة العاشرة لبطولة إفريقيا بالعاصمة البوتسوانية غابورون (12-15 ماي) برصيد خمس ميداليات, ثلاث ذهبيات وفضية واحدة ومثلها نحاسية وكلها في المسابقات التقنية (رمي القرص والرمح, الوثب الطويل والوثب الثلاثي, والوثب العالي).
قاريا احتل المغرب المركز الثاني وراء كينيا في النسخة الأولى لبطولة إفريقيا للعدو الريفي, التي أقيمت في كاب تاون (جنوب إفريقيا) والتي نظمت قبل أسبوعين من بطولة العالم التي أقيمت بمدينة بونتا دي أومبريا الإسبانية ( 20 مارس).
وجاء احتلال المغرب للمركز الثاني في هذه التظاهرة القارية, التي شارك فيها 19 بلدا, بإحرازه أربع ميداليات, ثلاث فضيات ونحاسية واحدة. وظفرت بالميداليات الفضية الثلاث المنتخبات المغربية للشبان والشابات والكبيرات, فيما فاز بالميدالية النحاسية منتخب الكبار.
وتسيدت ألعاب القوى المغربية عربيا في العين الإماراتية وفي العاصمة القطرية الدوحة وكانت أقوى من أن تنافس فأتت على الأخضر واليابس .
فقد أحرز المغرب لقب البطولة العربية السابعة عشرة لألعاب القوى التي احتضنتها مدينة العين الإماراتية من 26 إلى 29 أكتوبر الماضي بتصدره سبورة الميداليات برصيد 27 ميدالية 10 منها ذهبية و9 فضية و8 نحاسية, محافظا بذلك على اللقب الذي كان قد فاز به في دورتي عمان 2007 ودمشق 2009.
وبسط الرياضيون والرياضيات المغاربة سيطرة شبه مطلقة على مسابقة ألعاب القوى ضمن منافسات دورة الألعاب العربية الثانية عشرة التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة من 9 دجنبر إلى 23 منه حيث حصدت 24 ميدالية منها 11 ذهبية و4 فضيات و9 نحاسية.
واستعادت رياضة سباق الدراجات بريقها وإشعاعها خاصة من خلال تأهلها للألعاب الأولمبية التي غابت عنها منذ دورة لوس أنجليس 1984 التي كان قد شارك فيها الرباعي المتألف من مصطفى النجاري, المدير التقني الحالي للمنتخب المغربي, ومصطفى افندي وغبراهمي بن بويلة واحمد الرحايلي.
كما أعاد محسن لحسايني عقارب الزمن إلى الوراء 46 سنة بإحرازه لقب الدورة ال24 لطواف المغرب ليكون ثاني مغربي يحقق هذا الإنجاز بعد الدراج الأسطورة محمد الكورش الذي أحرز ثلاثة ألقاب سنوات 1960 و1964 و1965 في وقت كان فيه طواف المغرب يعد من بين أفضل خمسة طوافات في العالم ليربط ماضي "الأميرة الصغيرة "بحاضرها ويكتب صفحة أخرى من تاريخ طواف المغرب الذي كان يعد مصدر فخر واعتزاز كافة المغاربة منذ عهد الرواد, إدريس بنعبد السلام ومحمد بنبوعزة وصالح بنعمر والميلودي بن بوزيان ومحمد الكورش وكندورة الأشهب وعبد الله قدور وعبد الرحمان الفاروقي.
كما تمكن المنتخب المغربي للكبار من انتزاع اللقب حسب الفرق بتصدره الترتيب بتوقيت 111 س و38 د و20 ث أمام فريق "كوبيكا" الجنوب إفريقي, فضلا عن إنهائه الموسم في ريادة تصنيف الدوري الإفريقي للاتحاد الدولي فردي (عادل جلول) وحسب الفرق.
كما تسيد منتخب الدراجات عربيا بفوزه بلقب مسابقة الدراجات, ضمن منافسات دورة الألعاب العربية الثانية عشرة التي اختتمت يوم الجمعة الماضي في الدوحة بحصده خمس ميداليات ثلاث ذهبيات وفضيتين.
وأحرز الميداليات الذهبية الثلاث للمغرب عادل جلول في السباق على الطريق وأسماء النملي في السباق ضد الساعة فردي إناثا ومنتخب الذكور في السباق ضد الساعة حسب الفرق.
وفاز بالميداليتين الفضيتن محسن لحسايني في السباق ضد الساعة فردي ثم منتخب الذكور في السباق على الطريق حسب الفرق.
وسجلت بعض الأنواع الرياضية الأخرى نتائج مشرفة في الاستحقاقات القارية والجهوية والدولية على غرار التايكواندو, الذي منح المغرب ثلاث ميداليات في بطولة العالم في كوريا الجنوبية, فضية بواسطة لمياء البقالي (وزن أقل من 53 كلغ) ونحاسيتين بواسطة سناء أتبرور (أقل من 49 كلغ) وعصام الشرنوبي (أقل من 80 كلغ), لكنه اكتفى بالمرتبة الرابعة في الألعاب العربية بمجموع 11 ميدالية (ثلاث ذهبيات وفضية واحدة وسبع نحاسيات).
ومن الرياضات الأخرى التي سجلت نتائج إيجابية الملاكمة والجيدو والكراطي والرماية والفول كونتاكت والكيك بوكسينغ والسباحة التي سطع فيها من جديد نجم سارة البكري بفضل تألقها الملفت في الألعاب العربية التي احتل فيها المغرب المركز الثالث في الترتيب العام برصيد 113 ميدالية منها 35 ذهبية و24 فضية و54 نحاسية علما بأنه شارك في 23 نوع رياضي.
واعتبرت سارة البكري (24 عاما), التي حجزت مبكرا بطاقة التأهل لدورة الألعاب الأولمبية في لندن, من أبرز نجوم دورة الدوحة بتطويق عنقها بخمس ذهبيات واحدة منها مع المنتخب الوطني وخمس فضيات واحدة أيضا مع المنتخب.
وكانت البكري قد توجت العام الماضي أحسن رياضية في المملكة لكونها أهدت بلدها ست ميداليات في البطولة الإفريقية بالدار البيضاء (ذهبيتان وثلاث فضيات وبرونزية) إلى جانب اختيارها أحسن سباحة في الدورة, علما بأنها كانت قد ظفرت بخمس ميداليات في الألعاب العربية في القاهرة عام 2007.
وتصدرت الملاكمة سبورة الميداليات في دورة الدوحة بأربع ذهبيات وفضية واحدة ونحاسيتين وحلت رياضة الغولف ثانية بذهبية وفضية ونحاسية والجيدو ثانيا أيضا برصيد 14 ميدالية منها أربع ذهبيات وفضيتين وثماني نحاسيات والكراطي بمجموع 11 ميدالية, منها ثلاث ذهبيات وفضية واحدة وسبع نحاسيات.
ومن جهتهم, حقق رياضيو ورياضيات الأولمبياد الخاص المغربي خلال الدورة الثالثة عشرة للألعاب العالمية الصيفية, التي أقيمت في يوليوز الماضي بالعاصمة اليونانية أثينا نتائج طيبة, بإحرازهم 34 ميدالية (9 ذهبية و9 فضية و16 نحاسية).
وكان لرياضة السباحة حصة الأسد من هذا الحصاد بنيلها ثلاث ذهبيات وأربع فضيات ونحاسيتين.
وفي سنة 2011 انتقل إلى دار البقاء اللاعب الدولي والمدرب السابق لأسود الأطلس لكرة القدم عبد الرحمان بلمحجوب, اللاعب الفنان والمبدع الذي كان يلقب ب"أمير ملعب حديقة الأمراء" عن سن يناهز 79 سنة بعد معاناته مع المرض لمدة طويلة ولاعب الرجاء البيضاوي والمنتخب الوطني لكرة القدم الشاب زكريا الزروالي إثر مرض مفاجىء وعبد العزيز المسيوي أحد الوجوه البارزة في الحقل الرياضي والذي تعددت اهتماماته بين ما هو رياضي ونقابي وسياسي .
ومع
2011, سنة الارتقاء بدور المجتمع المدني في ظل ديمقراطية تشاركية
أتاحت الدينامية التي يعرفها المغرب في الوقت الراهن توسعا متواصلا لفضاءات المشاركة السياسية لهيئات المجتمع المدني, وذلك في توافق مع الرهانات الاستراتيجية المطروحة على المملكة, واستكمالا للبناء الديمقراطي للمجتمع المغربي.
وإذا كانت مؤسسات المجتمع المدني, عموما, تشكل إحدى الحلقات الرئيسية والفعالة التي لا محيد عنها لإحداث التغيير في المجتمع, فإن تفعيل مشاركتها في صنع وتنفيذ القرار يساهم في ترسيخ دورها بشكل فعلي في عملية التحول الديمقراطي.
+خطاب 9 مارس.. تكريس للديمقراطية التشاركية+
انطلاقا من مبدإ الديمقراطية التشاركية التي تقوم على إشراك المجتمع المدني في تدبير الشأن العام, أكد خطاب 9 مارس على ضرورة اعتماد منهجية الإصغاء والتشاور مع جميع الهيئات والفعاليات المؤهلة, والفاعلة على الخصوص في مجالات حقوق الإنسان وحقوق المرأة وإصلاح القضاء وتخليق الحياة العامة والصحافة والشأن الديني والاقتصاد.
هي ذات المنهجية التي كرسها الدستور الجديد حين خول لهيئات المجتمع المدني المهتمة بقضايا الشأن العام والمنظمات غير الحكومية, المساهمة في إعداد قرارات ومشاريع لدى المؤسسات المنتخبة والسلطات العمومية, وكذا تفعيلها وتقييمها.
وتؤكد التحولات التي شهدتها الساحة الوطنية مؤخرا, ولاسيما التعديل الدستوري والانتخابات التشريعية المنحى التصاعدي لانخراط هذه الهيئات في السياسة العامة; اقتراحا وإعدادا وتفعيلا.
+دسترة إشراك المجتمع المدني انسجام مع مفهوم الحكامة+
في هذا الإطار, يعتبر الباحث في الحكامة وقضايا التنمية عبد الله القطيبي, أن المجتمع المدني أصبح, إلى جانب الدولة والقطاع الخاص, فاعلا أساسيا في تدبير الشأن العام بمختلف أبعاده الاجتماعية والسياسية والاقتصادية, "فالحكامة كما نص عليها الدستور الجديد تفقد معناها إذا غاب عنها المجتمع المدني".
ويمكن تقييم عمل المجتمع المدني في رأي السيد القطيبي, الذي استقته وكالة المغرب العربي للأنباء, على مرحلتين, مرحلة ما قبل المصادقة على دستور فاتح يوليوز التي مارس خلالها نوعا من الرقابة وتوعية المواطنين, ثم مرحلة تنزيل الدستور عبر تتبع تنزيل نصوصه, دون إغفال ما نص عليه الدستور نفسه من إحداث هيئات للتشاور قصد إشراك مختلف الفاعلين الاجتماعيين في إعداد السياسات العمومية وتفعيلها وتنفيذها وتقييمها.
فبعد المصادقة على الدستور الجديد, انتقل دور المجتمع المدني من الطابع الاستشاري, أي من مجرد تقديم المطالب والتعبير عن ردود الأفعال, ليصبح مؤسسة ضمن المؤسسات التي تضطلع بدور تقريري عبر تقديم اقتراحات مكتوبة وعرائض أو تظلمات, يقول الأستاذ القطيبي.
في ذات السياق, سجل منسق الفضاء الجمعوي السيد سعيد الطبل, في تصريح للوكالة, أن الدور السياسي للمجتمع المدني, الذي يحدده تموقعه وتفاعله مع المحيط السياسي العام, عرف خلال هذه السنة تطورا على مستوى قوته الاقتراحية عبر إسهامه بشكل كبير في بلورة مشروع الدستور من خلال المذكرات التي قدمها للجنة الاستشارية لإعداد مشروع الدستور.
واعتبر السيد الطبل أن هذا الدور سيرتكز مستقبلا على تفعيل المقتضيات الجديدة للدستور ومتابعة القوانين التنظيمية ومدى احترامها, بل سيمتد, بناء على نفس المقتضيات, إلى متابعة السياسات الحكومية وكل ما يرتبط بالشأن العام, لا سيما المجالات ذات الطابع الاجتماعي.
+ تجربة الملاحظة.. تجسيد للنضج السياسي وتكريس للثقة+
امتدادا لهذا الانخراط, جاءت الانتخابات التشريعية ل25 نونبر لتكشف عن مستوى النضج السياسي الذي بلغته منظمات المجتمع المدني التي شاركت, إلى جانب ملاحظين دوليين, في عملية ملاحظة الانتخابات والتي تميزت خلال سنة 2011 بكونها مؤطرة قانونيا.
هذا التأطير القانوني, حسب الملاحظ عبد الكريم الحديئي عن منتدى الكرامة لحقوق الإنسان, "جعل تجربة سنة 2011 إيجابية ومهمة حيث استطاعت أن تعيد للمواطن ثقته في مؤسسات الدولة, رغم ما شاب هذه التجربة من نقص على مستوى الإمكانيات المادية والبشرية, وكذا على مستوى التواصل".
وجدير بالذكر أنه كانت لهيئات المجتمع المدني تجربة سابقة في مجال ملاحظة الانتخابات (2007-2009) لكن تجربة سنة 2011 مرت في سياق وطني جديد يتمثل في تبني دستور فاتح يوليوز الذي نص الفصل 11 منه صراحة على ملاحظة الانتخابات, بالإضافة إلى المصادقة على القانون رقم 30.11 الذي يعد أول نص يحدد شروط وكيفيات الملاحظة المستقلة والمحايدة للانتخابات.
وحتى تكون في مستوى الدور المنوط بها, استفادت بعض المكونات المدنية من دورة تكوينية في هذا المجال نظمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان لتمكين المشاركين من تملك مبادئ وتقنيات الملاحظة المستقلة والمحايدة للانتخابات والاطلاع على التجارب الوطنية والدولية في المجال والإحاطة بالإطار التشريعي المنظم للانتخابات التشريعية.
ومن زاوية أخرى, لم يقتصر دور المجتمع المدني على المراقبة وتأطير المواطنين وتعبئتهم وتتبع العملية الانتخابية في شموليتها, بل ظهر دور جديد تبنته منظمات جديدة أصبح لها وزنها كوسيلة للضغط من خلال اعتماد منهج الاحتجاج والتظاهر, وهو الرأي الذي عبر عنه الباحث القطيبي, الذي يرى في هذا الظهور تعزيز لمبدإ التعددية في المغرب.
فدور المجتمع المدني المغربي, يبقى في رأيه, غير متجذر في الثقافة السياسية والاجتماعية المغربية حيث يرتبط عمله بشكل أكبر بمنظومة الحقوق العالمية, موضحا أن "تقييمه للعمل الحكومي على سبيل المثال يستند إلى ما هو دولي في مجال الحقوق أي في ارتباط مع منظمات المجتمع المدني العالمي".
ومن المؤكد, أن القادم من الأيام سيكشف لمتتبع الشأن العام الوطني ما إذا كانت هذه الدينامية التي عبرت عنها مختلف فعاليات المجتمع المدني حراك عابر, أم تفاعل مع ما يعتمل داخل المجتمع المغربي الذي تنتظره محطات ورهانات سيكون مطالبا برفعها تفعيلا لمقتضيات الدستور واستشرافا لغد أفضل.





التوقيع

د.إبراهيم الفقى
تذكر دائما:
عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك،!!
عش بالإيمان، عش بالأمل،
عش بالحب، عش بالكفاح،
وقدر قيمة الحياة.
*
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
2011 , المغرب , السياسي , تاريخ , حصيلة

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 09:37 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd