2011-12-16, 15:30
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | سطور الألم -قصة -بقلم:ز-ر-ج | بسم الله الرحمن الرحيم
- 8 -
ولقد بذل كل ما في طوقه كي يحتفظ برباطة جأشه , ولكنه فشل فشلا ذريعا عندما وصل الى منزل خاله فانهارت قواه وانهملرت دموعه الغزيرة, وراح ينوح نواحا عاليا, ومرت ساعات دون أن يستطيع أحد اسكاته, ومر يوم ويومان وهو لا ينام ولا يأكل الا القليل الذي لا يغني, ولما تحسنت حالته قليلا كان يخرج كل صباح ولا يعود الا في المساءو كسير القلب, مستنزف القوى, واستطاع أن يحصل على عمل ,لقد قبل أن يكون كاتبا بمكتب أحد المحامين ,وشكر الله على هبته تلك, وكان ينام في محل عمله , وانقطع تماما عن زيارة خاله, ولم يكن ذلك الا خجلا واحساسا منه بفداحة جرمه.
وظل مواظبا على زيارة أمه كل يوم , وكان يأخذ معه ما تسمح له به نقوده من فاكهة ومأكولات, وفي سبيل ذلك كان يقتر على نفسه تقتيرا رهيبا.وفي كل مرة كان يودعها وهو دامع العين,تأكل الحسرة قلبه, ويمزق الألم والندم ضميره تمزيقا
ومضت شهورتحول فيها عادل الى شبح هزيل يمثل التعاسة والشقاء أصدق تمثيل , ولكن شعاعا لامعا من الأمل كان يشرق في أرجاء قلبه , فينشر في ظلامه ضوءا بهيا حبيبا, ان حالة أمه تتحسن وقد مناه الأطباء بقرب شفائها شفاء تاما..
وأتى اليوم الذيتحقق فيه ذلك الأمل, وحين تحدد يوم خروجها من المستشفى راح يبحث عن سكن له ولأمه, وبعد مجهود عثر على غرفة بحي فقير, ونجح في استعارة بعض الأثاث من خاله ومخدومه, وفي تلك الغرفة استقبل أمه, وعاهد نفسه على أن يكون لها نعم الابن طول حياته.
ونجع عادل في عمله, واستطاع أن يكسب ثقة وعطف ذلك المحامي الذي كان يعمل عنده خاصة بعد أن عرف ظروفه التعسة, وقد قصها عليه عادل دون أن يظهر بمظهر الجاني الذي تسبب في كل تلك الآثام,وما أن سمع المحامي الطيب القلب...يتبع | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=477602 |
| |