2011-12-18, 18:24
|
رقم المشاركة : 24 |
إحصائية
العضو | | | رد: اداب وسلوكيات الطفل بالصور | كتمان السرِّ مِنْ أخلاقِ الكِرَامِ يَا أبنائِي كِتْمانُ السّرِّ وعَدَمُ ذِكرِه للآخَرِين .. وهُو خلقٌ كانَ يُعلِّمُهُ النّبيُّ صَلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأصْحابِهِ، فقدْ قالَ أنسٌ بنُ مالكٍ رضيَ اللهُ عنهُ: أسَرَّ إليَّ نبيُّالله صَلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سرّاً فمَا أخبرتُ بهِ أحَداً بعدُ، ولقدْ سَألَتْنِي عنهُ أمُّ سُليْم فمَاأخبرتُهَا بِهِ. وأمُّ سُليْمٍ هِيَ أمُّ أنس، وقصَّتُها أنَّ ابنَها أنَس تأخَّرَ عنْهَا في يَومٍ مِنَ الأيَّام فشَغَلَ بالَهَا، فلمَّا جاءَ إليْهَا سألتْهُ عنْ سببِ تأخُّرهِ فقالَ لهَا: بعثَنِي رسولُ اللهِ صَلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لحَاجَةٍ، فقالتْ: ومَا حاجَتُه؟ فلَمْ يُخْبرْهَا أنسٌ وقال: إنَّهَا سِرٌّ. فقالتْ لهُ: لا تحدِّثبِسِرِّ رسولِ الله صَلى اللهُ عليهِ وسلّمَ أحداً.. فهذه القصَّةُ يا أبنائي تُبيِّنُ لنا أنَّ المسلمَ يحافِظُ على أسْرارِ الناسِ، ولا يَنْشُرُها ويذكرُهَا للآخرين.. وحفظُ السرِّ منَ الأمَانةِ، والأمناءُ على الأسرارِ قليلونَ، وعلى المُسلم أنْ يُصاحبَ الأمينَ ويبحثَ عنهُ .. وإذا كُنتَ في جلسٍ وسمعْتَ أحداً يُحدِّثُ بحديثٍ ولا يُحبّ أنْ ينتَشِرَ بينَ النّاسِ فلا تُحدِّثْ بهِ أحداً أبداً، لأنّ المجالسَ أمَانةٌ، وذكرُ مَا يدورُ فيها، وكشفُ أسرارِهَا تضييعٌ للأمَانةِ .. ولذَلكَ قيل: إذَا حدّثكَ إنسانٌ بحديثٍ فهُوَأمَانةٌ. ومِنْ كتمِ الأسْرارِ سترُ مَنْ يفعلُ خطأً أو ذنباً ليْسَ مِنْ عادتِهِ أنْ يفعَلَهُ، فلا يجوزُ كشْفهُ للنّاسِ والحديثُ بهِ، كما أنَّ كتمانَ الأسْرارِ فيهِ قضاءُ الحوائجِ، ونجَاحُ الإنْسانِ في تحقيقِ أهْدافِهِ، قال رسول الله صَلى اللهُ عليهِ وسلّمَ : (استعِينوا على إنْجاحِ الحَوائجِ بالكِتْمَانِ، فإنَّ كُلّ ذِي نِعْمةٍمَحْسُود). وعلى المسلمِ أنْ يختارَ الصّديقَ الوفيَّ إذا أرادَ أنْ يُحدّثَ بسرٍّ ليحْفظَهُ لهُ .. لأنّ الحديثَ بالأسْرارِ عندَ اللئامِ مِنَ النّاسِ تضييعٌ لها .. قال الشَّاعرُ : إذا المرءُ أفشَىسِـرَّهُ بِلسَـانـهِ ولامَ عَليْـــهِ غيْـرَهُ فهُوَ أحمَـقُ إذا ضاقَ صدْرُ المرءِ عَنْ سِرِّ نَفْسِهِ فصدرُ الذي يُستودَعُ السّرَ أضيَقُ وقالَالمُهَلَّب : أدنَى أخلاقِ الشَّريفِ كتمانُ السّرِّ، وأعْلىأخلاقُهُ نسيانُ مَا أُسِرَّ إليهِ. مِنْ هُنَا نعرفُ أنَ كتمانَ السرّ مِنَ الأخلاقِ الحميدَةِ، والقِيمِ النّبيلَة، وعلينَا أنْ نكونَ ممنْ يحفظُ أسرارَ النّاسِ ولا يذكُرُهَا للآخرِين .. هَداكُمُ الله يا أبنائي لأحْسنِ الأخلاقِ ، فإنّهُ لا يَهْدي لأحْسَنِهَا إلاّ هُوَ سُبْحَانَه .. | |
| |