منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - سطور الألم -قصة -بقلم:ز.ر.ج

باسم الله الرحمن الرحيم
- 7
وسار الزمن في طريقه وهي لا تدري من أمره ولا من نفسها شيئا.. وانقضى عام لم تتحسن خلاله حالتها الا بقدر ضئيل
وفصل عادل من عمله لسوء سلوكه, ثم تذكر أن له أما فحضر الى مراكش وذهب الى زيارة خاله آملا أن يراها هناك..ولما فوجيء بما لم يكن في حسبانه تلقى الخبر في وجوم, ثم استفسر عن الأوقات التي يمكنه أن يزورها فيها وانصرف
وفي صباح اليوم التالي ذهب عادل لزيارة أمه, وعندما اقترب من المستشفى وسمع الصراخ يختلط بالضحك والبكاء وسائر الأصوات المزعجة التي يحدثها نزلاء المستشفى شعر بقشعريرة في جسده وتخدرت قدماه, ولكنه غالب شعوره وتقدم نحو المستشفى بخطوات وجلة والرعب يملأ قلبه.. قادته احدى الممرضات الى القسم الذي تقيم فيه أمه, ورجته ألا يظل معها طويلا أو يجهدها بحديث مثير
وتقدم عادل نحوها ذاهلا, وما كاد يقع بصره عليها حتى ملأ الجزع نفسه, هل هذه أمه؟ كيف ابيض شعرها, وتيبست قسماتها وملأت التجاعيد وجهها في هذه الفترة الوجيزة التي غابتها عنه؟ وقابلته هي بصمت عميق, وظل يحدثها فلا يظفر منها الا بكلمات متقطعة فاترة وهي مطأطئة الرأس, زائغة البصر, كأنها تبحث عن شيء ضاع منها في التراب .انها تحاول جاهدة أن تصل حاضرها المبهم بماضيها المؤلم وتنتزع من محيط النسيان الذي غمر قلبها ذكريات عزيزة ضائعة في ضباب الآلام والحسرات وظلت فترة طويلة وحطام أفكارها يصطرع في رأسها ويطفو على عينيها ويكسبها بريقا مخيفا..ثم بدا عليها أنها قد تذكرت وعرفته, فقد رفعت رأسها فجأة وحدجته بنظرة طويلة واسترسلت في بكاء عنيف, وأثرت حالتها المؤلمة في نفسه ولأول مرة أخذته الشفقة عليها , وبكى بكاء مرا, وراحت هي تحملق فيه كأنها تود أن تلتهمه التهاما , وتقلصت عضلات وجهها وأخذ جسدها يرتجف ارتجافا شديدا ثم ضمته فجأة الى صدرها , وأخذت تقبله في عنف وشره, وجاءت الممرضة تذكر الزائرين بالانصراف وانصرف عادل من حضرة أمه وهو يجر خطاه وقد تيقض في أعماق نفسه شيء جديد جعله يحس أنه يحمل فوق كتفيه حملا ثقيلا أثقل من الجبال
ولقد بذل...يتبع