,بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدي المرسلين
الحلقة : 5
وطاف بها خاطرخفق له قلبها:لم لا تزوجه وتهيء له منزلا سعيدا يستهويه فلا يكاد يبارحه حتى يحن اليه..وراحت تبحث له عن فتاة طيبة ترده بوداعتها وجمالها عن اثمه وغواياته, وأفضت اليه برغبتها فقهقه ساخرا وسالها في وقاحة:كيف يقنع بواحدة وهناك عشرات يبادلنه الحب ويترامين على أقدامه؟ وكيف يقبل طائعا أن يودع حياة اللهو والحرية ويدخل سجن الزوجية ويقيد معصميه بقيوده الثقيلة؟ ثم رجاها الا تفاتحه مرة أخرى في أي شأن من شؤونه, انه ليس في حاجة الى نصائحها الثقيلة..
وسكتت هي على مضض, وراحت تتصل دون علمه ببعض من تعرفهم وتسألهم أن يبصروا ابنها بعواقب مسلكه, واستنفذت كل ما في ذهنها من وسائل, ولكن عبثا.لقد باع عادل نفسه للشيطان ولم يعد يكترث لأي شيء في الحياة الا ملذاته, وكان على الدوام يزداد قحة واستهتارا وأصبح يرتكب أمامها المخازي التي كان يأتيها هبرها فتتردد في تصديقها ,وأخيرا أيقنت أن آمالها فيه قدتبدد نهائيا وبدأت أعصابها التي خدرتها الأحلام تستفيق لتنتقم منها وتنتهب الباقية الباقية من حيويتها وشبابها, لقد باعت انظر سني حياتها, وضحت براحتها وكبريائها من أجله , والآن وقد أخذ الشيب يقتحم رأسها في جرأة تدرك أن الزمن كان يسخر منها وأن الأمل الذي عاشت من أجله لم يكن الا سرابا خادعا..كانت تفكر في ماضيها السعيد مع زوجها وفيما قاسته بعده وفي آمالها الغالية التي لم يتحقق منها شيء فتجري دموعها غزيرة طيعة , وتنقضي ساعة اثر ساعة وهي تبكي, وليس هناك من يسري عنها آلامها أو يسمعها كلمة عزاء, وساءت حالتها وتدهورت صحتها شيئا فشيئا وفقدت شهية الحياة