2011-08-20, 13:08
|
رقم المشاركة : 1 |
 إحصائية
العضو | | | 
|  والدي العزيز.. عافاك الله وشفاك شفاء لا يغادر سقما
|  |
والدي العزيز..
عافاك الله وشفاك شفاء لا يغادر سقما
والدي العزيز..
ما يقارب العشر سنوات, وأنت تعاني في صمت و حمد وشكر للواحد الأحد,
الكريم الجواد, الذي يعطي ويسلب بلا عدد, لمن يشاء من العباد..
منذ أن ابتليت بذاك المرض الفتاك, في أهم عضو يتحكم في سائر جسدنا
و فكرنا " الدماغ"! وأنت تواصل سلسلة العلاجات و الاستطبابات
والتحليلات و الاشعات ووووووو......
بإيمان قوي قل نظيره, مصحوب بأمل كبير في رحمة الله التي لا يقنط
منها مؤمن حقيقي مثلك..
جل الأطباء الاختصاصيين في حالتك و المقتدرين, نصحونا بان نوقف
هاته العلاجات العديمة الجدوى, ونتركك في البيت إلى أن يتوفاك الأجل,
لان حالتك – حسب تقديرهم - خطيرة وميئوس منها... ولا داعي
للاستمرار في التنقلات الغير مجدية..وكذلك لكي نوفر المصاريف
الضخمة اليومية التي يستنزفها منا سرير مصحة الأزهر بالرباط
الذي يقارب ثمن الليلة فيه راتب موظف مأجور!
بالإضافة لمبالغ الأدوية الصارخة و الخيالية, فضلا عن الأشعة
والتحاليل الكثيرة المختلفة والمتكررة... وغيرها ...
لكنك, والدي العزيز, رغم الغيبوبة التي كنت فيها, و رغم حالتك
الصحية المزرية.. المؤلمة والمبكية.. والتي حولت بيتنا المكتظ
بالأهل والجيران لحالة حزن وبكاء و إغماءات و صراخ 
من هول الفاجعة و الصدمة المفاجئة والغير منتظرة ..
رغم كل ذلك, عندما عدت لوعيك قليلا و سألناك إن كنت ترغب
في مواصلة علاجك بالمصحة أم لا.. فانك أومأت برأسك بنعم ..
غير يائس ولا قاطع الأمل والرجاء في خالقك ..
و بما انك لم تكن تستطيع الوقوف بمفردك دون مساعدة احد, ولا تحريك
قدميك و لا تحديد مكان تواجدك و وجهتك, فان التنقل في البداية كان
بواسطة سيارة الإسعاف, من غرفتك بالبيت لغرفتك بالمصحة..
و بعدما زال الألم قليلا وعدت لوعيك, أصبحنا ننقلك في سيارتك الجديدة
التي استبدلت بها سيارتك القديمة لدى حصولك على المغادرة الطوعية,
وقرارك الراحة و الترفيه عن نفسك بالسفر والتجوال عبر ربوع
بلدنا الحبيب, بعد عمر أفنيته كله في العمل والجد والكد بكل نزاهة
وضمير و استقامة..
لكن هيهات .. هيهات.. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن!
فما كدت تحصل على هاته المغادرة المشئومة حتى سبقها إليك أخبث داء..
حول حياتنا لشقاء .. فأصبحت ليالينا بيضاء, و أيامنا سوداء...
ولله الحمد من قبل ومن بعد.. معاناتك مع الألم تقاسمناها معك
و عشناها معك و تعايشنا معها إلى يومنا هذا.. ونحن نرى الورم
الخبيث والسرطان الفتاك ينتشر ويتمكن من كل أوصالك ..
ومع ذلك أبتاه.. فكلمة " الحمد لله " هي ما ترددها شفتاك لكل من
يعودك ويسألك كيف أصبحت..
لقد رميت كل شيء وراء ظهرك‚ و تنازلت لكل أمورك المادية لوالدتي
(وسخ الدنيا)‚ لأنك لم تعد تتذكر جيدا لا الأشياء ولا الأماكن ..
خصوصا عندما تشتد عليك الدوخة والدوران..
تركت وهجرت كل شيء.. لأنك أصبحت تنسى كل شيء..
لكنك لم تنسى أهم شيء.. وهو وقت صلواتك!
اجل.. صلاتك وقيامك وحتى إصرارك على الذهاب للمسجد‚
رغم تدهور حالتك الصحية و عدم قدرتك على المشي لوحدك..
لم تنسها ولم تغفلها طرفة عين.. وتؤدها على أحسن وجه وفي وقتها!
فسبحان القادر على كل شيء.. سبحان الواحد الأحد.. سبحان الله..
ما تكاد تغفو وتنام حتى تقوم و تطلب باستمرار من والدتي أن
تحضر لك ماء دافئا كي تتوضأ وتصلي .. وهكذا دواليك..
ربما هذا لأنك كنت متعودا على الصلاة منذ طفولتك..حتى
أصبحت تسري مع الدم في شرايينك ..
فمنذ أن وعيت وأنا لا أراك تتردد إلا على ثلاث أماكن=
مقر عملك والمسجد والبيت!
مثلث ألفناه وكبرنا معه و ما غيرته قط..
صحيح أن كل فتاة بأبيها معجبة.. لكنك‚ والدي العزيز‚ بوضعيتك
هاته التي أدهشت الجميع‚ و طغيان قوة الإيمان في قلبك وكيانك
على الداء والسرطان المتفشي في سائر جسدك الهزيل‚ هي فوق كل إعجاب!
الله اكبر .. الله اكبر .. الله اكبر ..
قادر على كل شيء..
قادر سبحانه أن يعيد إليك صحتك و عافيتك وحيويتك وقوتك ..
في رمشة عين!
وما ذلك على الله بعزيز ..
قادر سبحانه أن يعافيك و يشفيك شفاء لا يغادر سقما !
فاللهم أسالك الشفاء لوالدي العزيز..
شفاء لا يغادر سقما ..
فسبحان الله.. والحمد لله .. ولا اله إلا الله.. والله اكبر ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
|
: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=422603 | التوقيع | قامت حروب الدهر ما *** بين الرياض السندسية
واتت باجمعها لتغـزو *** روضة الورد الجنيــة
لكنـها انكسرت لان *** الــــورد شوكته قوية
 | آخر تعديل ازهار السلام يوم 2011-08-20 في 13:19. |
|
| |
فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ :
مسابقة استوقفتني آية
|
ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج
