الوليد .. قصة يكتبها حسام السقا - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2011-12-08, 10:04

رقم المشاركة : 1

ابو العز

نائب مدير الأفكار والمشاريع الأستاذية

إحصائية العضو

ابو العز غير متواجد حالياً

الوليد .. قصة يكتبها حسام السقا

الوليد

القاص: حسام السقا

ممتلئ البدن قصير وغليظ الاطراف .....

كان الحنق و الضجر يكتنفان وجه الاحمر من غبطة الغيظ ... حركات يده

يدفعها الانفعال و العصبية من حديث جليسه الذى تابع ...

- ولهذا كادت تتوسل لى فى ان اقنعك بأن المزيد لا يضر ...

- لا .. لا

قالها و هو واضع وجه الاحمر بين كلتا يديه متكأ بمرفقيه على طرف مكتبه فاستطرد الجليس
- انا فعلا .. لا ارى ما يمنعك من الازادة والزيادة فالاطفال بهجة الحياة ومداخل سرورها و بشاشة وجهها .. فأنت انعم الله عليك بالمال والابن الحسن
قاطعه السمين
- اتعرف لولا علاقتى القوية بك .. ومعرفتى انك دمث الخلق حسن السلوك لما ترددت لحظة فى قطع الحديث ... انت لا تفهم انا لا اريد ابناء ... لا اريد ابناء
دلفت انا .. بعد استأذان فاذن البدين فصافحت جليسه الذى نهض فانحنى فما كان منى الا ان انحنى لاخفض شأن كاد ان يشعرنى بالكبر وهكذا السمين فجلست على اريكة بقرب مكتب مدير الحسابات بالشركة .. فتابعا الحديث من باب ان لا غريب بينهم فأكمل الجليس الهادئ
- انا هنا لاجل امر معلق منذ زمن و انا ايضا لا ارى اى من المساوئ التى تمنعك من الانجاب فأنت تملك فحولة و صحة و .....
صرخ الرجل كالمجنون ....
- لا .. لا اسمع .. اسمع .. الحديث عن هذا الموضوع قيد النقاش بات مغلق لنتابع ما انت هنا من اجله
فقال الرجل ببساطة
- انا هنا فقط من اجل هذا الشأن ....
لكن طرق الاقناع الفردية خسرت جولتها الاولى .. فاخذنى الجليس بصفه ..
- معذرة سيدى اراى انك جدير بالحوار هل تحب الابناء ..؟
قلت و التردد يخاجلن
- ومن منا لا يحب .. عندى ثلاث
- حسنا .. ليت هذا الرجل يقتنع بأن هذا من بركات رب العالمين ان ما من أحد يبغض الذٌرية الصالحة
صاح البدين مجددا
- ليس الامر للنقاش العام .. انها ليست شركة مساهمة ... عذرا استاذ حسين لكن الامر خصوصى
لم انبس ببنت شفه يبدو ان هناك من الامور العائلية التى تدفع هذا الرجل لحافة الجنون وليس من اللائق الخوض فيما ليس من شأنى ... لكن ثمار الحديث بدأت تدنو من النهاية ...
دخل استاذ سعيد الذى بدا علية الاهتمام بالموصوع لكن هو الاخر لم يتشارك الحديث معهما ...
انا وسعيد اصبحنا جبهة واحدة نحو المدير و جليسة الذى ارخى ظهرة بالمقعد وظل هادئ و هو يواصل سلك دروب الاقناع نحو هذا العنيد لكن فهمت ان الامر ايضا مثير للغرابة فما رغبة السمين فى عدم الانجاب فاشتركت بالقول الحسن وامسكت انا و الجليس طرفى الحديث بمجابهة المدير لكن على طول الحوار لاحظت سعيد الذى اشعل سيجارته و اطلق ينفث دخانها فى سماء الغرفة يتابع الحوار دون المشاركة فانتهينا الى لا شئ ..
انهيت غرض ما قصدت بة مكتب المدير وكذلك سعيد فغادرنا المكتب مستأذنين ....
شعرت برغبة قوية تدفعنى لافهم موقف سعيد السلبى غير المفهوم ...
فتناول الحديث
- الحقيقة سيد حسين ان ما يخفى عليك هو عدم قدرة فتحى على الانجاب ..
اعتلت الدهشة وجهى
- اذن كيف يكافح هذا الجليس فى مناصرة شئ لن يحدث .... ؟ ثم انا اعرف ان لدي فتحى ابن
مط سعيد شفته
- انها حقيقة .. انا لااعرف جليس فتحى و لا اعرف ما يعرفه عنه .. لكن اضف لعلمك .. ان الابن الوحيد لدى فتحى ليس ابنه (هو) بل ابن زوجته .. انت تعرف مستحدثات الطب التبويض و اخصابها من شخص لذا فابن فتحى ليس من صلبه و انا اعذر جليس فتحى لانى كنت يوما ما مكانه امام فتحى حين اوعذتنى زوجته ان اقنعه بالفكرة ذاتها ..............
انهى كلامه وودعنى و غادر الرواق وانا لا اعرف و لا افهم ما سمعته لتوى ...
فتحى المنشاوى .. عقيم .. يلا حكمة السماء .. ازادت ماله و انقصت من عياله فالعقم كان نتيجة ما جمعه من مال ليس له منه الا القليل ... والان بدعة العقاب ان ينفق هذا الجمع من الثروة على ابن ليس من شق صلبه او بجهد طرفه ... يالله
اليس فى العدل القوة ؟ ...
كانت الافكار تتضارب فى راسى و انا اسير وحيد فى الرواق الطويل
اسمع جعجعة السمين .. وهسهسة الجليس .