أستغرب اليوم من افكار المقاولين ومقاساتهم العوجاء ,وافكارهم البلهاء,والتي قدر لمؤسساتنا السقوط فيها.استغرب اليوم من المنطق الاصم للمسؤليين عن الصفقات الذي قدر لمديري المؤسسات ان يحاطوا به.فعلا انه زمن الفساد بامتياز,زمن التردي ,زمن شوف واسكت ,زمن سلك احسن لك,وزمن على عينك يا ابن عدي.الى متى ستظل المؤسسات التعليمية مطية الراكبين "المقاولين"؟؟؟ فلا غرابة ولا اندهاش اذن من سلوكات صاحب شركة النظافة ومعه المسؤولين عن الصفقة بالاكاديمية؟او بالنيابة؟ قناصي الفرص ,الانتهازيين ,الوصوليين ,عديمي الاخلاق والضمير,اداريي اخر زمن, حيث لم يخبر مديروا المؤسسات بمراسلة اواتصال مباشر بل كان بواسطة" سماسرة "كما لو ان الصفقة مسترة او مستر عنها ,ويجهلون تماما اسم الشركة,وبداية الصفقة ونهايتها,والاجر الشهري للعمال وكمية مقاديرمواد التنظيف الشهرية او الدورية أو.... , انها مهزلة القدرحيث بدأت الوحوش تنهش المؤسسات, فلماذا يا مديرين ويا اساتذة هذا الصمت المريب اتجاه مقاول شركة النظافة الذي يعتبر المؤسسات مجرد مرتع لممارسة الارتزاق ومراكمة الثروات ,ويستبلدالمديرين وينظر اليهم كونهم مدجنون تربوا على الخضوع والخنوع والركوع والسجود للمسؤولين عن الصفقات ,وعمال النظافة مجرد قطيع "دار فيهم الخير" عليهم الصبر في راتب شهرين ,و"شي شوية" كل شهر.هذا المقاول يضحك على الدقون ويتملص ويتهرب من المسؤولية بتعسفه على عمال النظافة لعدم صرف اجورهم لاكثر من شهرين "شتنبر واكتوبر" رغم مناسبة عيد الاضحى, ولعدم تزويده المؤسسات بمواد التنظيف في المستوى و التعامل من وراء حجاب"السماسرة".فما معنى ارسال _خمس لترات روح ؟جافيل"تحمل اسم وزارة الصحة"_ربع لترروح؟ سانكروى_واحد شطابة _واحد كراطة-واحدجفاف_نصف كيلو تيد مع مشبوهين. هل هذه هي المواد المثفق عليها بالصفقة خلال السنة ؟ ام الدورة؟ام ماذا؟ ايها المدير الحائر يجب ان تقول للمقاول الجائر," التزم بالصفقة او ارحل ,قبل ان ترحل" ,لانه في علم الجراثيم, الفيروسات تنتشر وتعيش وتنتقل الى كل البيئات و المناخات المشابهة وتموت تلقائيا في الاوساط التي لاتدعم بقاءها واستمرارها.امام هذا الوضع الكارثي الذي لايحتمل وتعبيرا عن السخط العارم ,والتدمر الكبيرلعمال النظافة والاساتذة والمديرين,وقبل الدخول في عمليات احتجاجية عبر برنامج نضالي يتطور من شعارات الى وقفات واعتصامات ,نطالب جمعية مديرات ومديري التعليم الابتدائي ,والجهات المسؤولة عن الصفقة, وكل الجهات الحية,من نقابات و منظمات حقوقية وسياسية واعلامية وفعاليات المجتمع المدني الى المساندة لفضح هذا الفاسد وامثاله وانتشال مجتمعنا من عفن الجهالةوالمستبدين والمتسلطين والتخلف.

أه، أه، لمس مقالك هذا جرحا عميقا سيدي مصطفى، فكم عانيت من سوء تدبير هذه الشركات المشبوهة، حيث كنت أعمل حارس أمن باحدى المؤسسات التعليمية بمنطقتي، فالعمل مع هذا النوع من الشركات هو أمر مؤسف وعار أن يكون في بلد مثل بلدنا السعيد، كيف يعقل أن يقبل الرجل بالعمل ذو الراتب الزهيد الذي لايتعدى 1200 درهم، في حين يجهل اسم الشركة التي يعمل معها،ويجهل كيف ومتى وأين ومع من تم ابرام العقد أو الميثاق الذي بصدده سيعمل العامل، وكيف يعقل أن ينتظر العامل - المغلوب على أمره- لمدة 3 شهور أو 4 في بعض الأحيان حتى يتسلم راتبه الهزيل كما سلف الذكر، كل هذه الأمور عانيت منها شخصيا لأكثر من سنة ونصف الى أن من الله علي باعادة التسجيل في الكلية لمتابعة دراستي عوض الاستمرار في العمل مع الشلاهبية الذين يطفئون هواتفهم كلما اقترب الشهر أن ينقضي، فاذا بي أضطر للصبر تحت ترغيب الزملاء وحتى الاساتذة والادارة لي لمتابعة عملي تحت ذريعة أن " الخير يمتى ماجا ينفع " ..لكني استيقظت ولله الحمد من غفلتي في آخر المطاف وقررت التسجيل في الكلية عوض الاستمرار في عيش تلك المهزلة.

ومن هذا المقام ليس لي إلا أن أدعو الله تبارك وتعالى أن يتحسن وضع أصدقائي العمال سواء في شركة الحراسة أو في شركة النظافة لأن الشركتين لهما نفس الاستراتيجية ونفس التوجه في العمل الذي ما أرضى ولا واحد منا كعمال سابقين مع هذه الشركات أو حتى الذين لايزالون يعملون - مكرهون- تحت ضغط الفقر والحاجة...وشكرا للأستاذ المبجل مولاي مصطفى على طرحه الذي جعلني أتذكر السنة والنصف القاسية التي عشتها مع تلك الشركات المشبوهة لا أدامها الله تعالى في مغربنا- الجديد-.