المجالات الخضراء بالمؤسسات التعليمية أداة لتربية الناشئة على المحافظة على البيئة

( إعداد :عبد النبي الصيبي) مراكش 26- 10- 2009 أصبحت المجالات الخضراء بالمؤسسات التعليمية تلعب دروا محوريا في تربية الناشئة على السبل الكفيلة بالمحافظة على البيئة بعدما كان ينظر اليها على انها فقط عبارعن احد عناصر تأثيث الفضاء المدرسي التي من شأنها ان تضفي عليه رونقا وجمالية أكثر.



وقد أبان نهج الاهتمام بالمجالات الخضراء، الذي شكل جزء لا يتجزأ من مكونات المؤسسات التعليمية، عن نتائج إيجابية جعله ورشا تربويا للأجيال الصاعدة لتلقينها المبادئ والمفاهيم الأساسية للمحافظة على الطبيعة وحسن التعامل مع النباتات باختلاف أنواعها، بالإضافة إلى إذكاء الوعي لدى التلميذ بالدور الذي تلعبه الحدائق في المساعدة على صون صحة المواطنين وحماية البيئة من التلوث.

ولتفعيل دور الفضاء الأخضر بهذه المؤسسات تم إحداث نوادي بيئية مكنت التلميذ من تطبيق هذه المفاهيم على أرض الواقع والاطلاع على الجوانب الخاصة بغرس الأشجار والنباتات والعناية بالحدائق ومن ضمنها الحدائق الموضوعاتية.

وأكد مدير ثانوية أبي العباس السبتي بمراكش ، السيد محمد الشوللي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأبناء ، أن الفضاءات الخضراء تعد ضرورية بيئية، وذلك نظرا لارتباطها بصحة الإنسان وبالجانب الجمالي داخل المدارس، مشيرا إلى أن جميع التلاميذ في حاجة ماسة إلى أخذ دروس ومواعظ على التربية البيئية.

وأضاف السيد الشوللي أن الخطة الاستعجالية لوزارة التربية الوطنية شددت في محتواها على تأهيل المؤسسة التعليمية وبالدرجة الاولى فضاءاتها الخضراء، مبرزا أن التربية على العناية بالفضاء الأخضر بدأت في الآونة الأخيرة تحظى باهتمام التلاميذ والأطر التعليمية على حد سواء.

وأشار في هذا الصدد الى أن أول خطوة لترسيخ مفهوم الفضاءات الخضراء هو إيجاد مياه السقي اللازمة لها مما دفع بالمسؤولين الى حفر بئر داخل هذه المؤسسة التعليمية، قبل إشراك التلاميذ في غرس مجموعة من النباتات.

وعلى مستوى مدينة مراكش -أوضح السيد الشوللي- أن مختلف المؤسسات التعليمية بدأت تولي اهتماما أكبر للمجالات الخضراء باعتبارها متنفسا للتلاميذ وفضاء محفزا لمزيد من التحصيل الدراسي، مشيرا إلى أن ثانوية أبي العباس السبتي، التي شيدت سنة 1969 على مساحة تبلغ حوالي ثلاثة هكتارات ضمنها هكتار واحد خصص للمجال الأخضر، تعتبر نموذجا يحتدى به في هذا الصدد .

وبعد تأكيده على التعبئة الشاملة للتلاميذ والأطر التربوية، بغض النظر عن دورهم البيداغوجي والتكويني في الحفاظ على المجالات الخضراء ، لاحظ السيد الشوللي أن هذه التعبئة من شأنها تشجيع المجتمع على ضرورة الاهتمام بالمجالات الخضراء، مستشهدا في هذا الصدد بالعدد المتزايد للوداديات التي أصبحت تهتم بالنظافة وتزيين الاحياء والتي يشرف عليها شباب تشبعوا بثقافة المحافظة على البيئة داخل المؤسسات التربوية.

وأوضح أن النادي البيئي بثانوية أبي العباس السبتي اعتمد على أسلوب جديد في التعامل مع التلاميذ في مجال البيئة يتمثل في التثقيف بالنظير، الذي يعتبر أحسن وسيلة لمخاطبة التلميذ لزميله، مبرزا أنه يتم كل سنة تكوين مجموعة من التلاميذ في موضوع محدد كمحاربة التدخين والمحافظة على المجال البيئي.

ومن جهته أكد السيد عبد الغني رشد عن مركز التربية البيئية التابع للاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ، أنه تم إحداث مجموعة من النوادي التربوية الموضوعاتية بالجهة من بينها نوادي التربية البيئية التي تعتبر أحد أهم وأنشط هذه النوادي بالمنطقة وذلك مواكبة لمنظومة اصلاح التربية والتكوين التي تنص على ضرورة جعل المؤسسة العمومية مؤسسة حية وقاطرة للتنمية المحلية ومنفتحة على محيطها المحلي والجهوي.

وأشار الى أن المركز يعمل على تأطير وهيكلة شبكة ومنشطي ورواد النوادي البيئية بالجهة، وذلك من خلال تنظيم دورات تكوينية، مشيرا الى أن أهمية الفضاء الاخضر داخل المؤسسات التعليمية تكمن في كونه يعتبر طريقة مثلى لتنشيط الحياة المدرسية وموضوع لحث التلاميذ على المشاركة في مجموعة من الأنشطة البيئية داخل المؤسسة خاصة انجاز حدائق موضوعاتية.

وأكد على إشكالية تدبير الموارد المائية اللازمة لتعميم الحدائق الموضوعاتية بالمؤسسات التعليمية، مبرزا أن الحديقة يمكن توظيفها كدعامة أساسية ووسيلة ديداكتيكية حول مجموعة من المفاهيم البيئية.

ولاحظ أن التلاميذ الذين تم تأطيرهم بالنوادي الصحية أو البيئية أصبحوا مرتبطين وجدانيا بالمؤسسة ، وساعدهم على ذلك على محاربة الفشل المدرسي وتغيير سلوك بعض التلاميذ خاصة الاقلاع عن التدخين.

وبالرغم من كل هذه المؤشرات الإيجابية، فإن العناية بالفضاء الأخضر لم ترق بعد ببعض المدارس إلى المستوى المطلوب، علما أنها أصبحت أسلوبا هاما في تأطير التلاميذ وتمكينهم من عدة مهارات يستفيدون منها لا محالة في مسارهم الدراسي من بينها اكتسابهم طريقة البحث والتحليل.