2011-12-12, 15:05
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | سطور الألم -قصة -بقلم:ز.ر.ج -6- | بسم الله الرحمن الرحيم
- 6 -
كل هذا وعادل مندفع في تيار غيه لا يلقي بالا الى حالتها ولا يعبأ بتوسلاتها ودموعها. ونمى اليها ذات يوم أنه يعيش مع غانية تحترف الرقص في احدى الحاناة ولما فاتحته في أمرها ثار عليها وأهاجت ثورته أعصابها الواهنة فراحت توبخه توبيخا عنيفا قارصا, فلطمها على وجهها وأغمي عليها..وتكرر ذلك الأمر حتى أصبح جزءا من حياتهما.وما لبث ان تحول شعورها نحوه من الحب الى المقت وليس لها من الأمل الا أن ترى القدر يقتص لها منه قصاصا رهيبا, أن يصيب بمرض قاس لا يشفى منه أبدا, أو تصدمه سيارة فتبتر ساقيه, ان أي كارثة تحل به لن تزيد من أحزانها, بل سترحمها من شماتة الناس..ولم تدم هذه الحال طويلا فقد أخذ عقلها ينوء بالحمل الثقيل الذي يرزح تحته, ولم تعد تطيق أن تعيش معه, وحتى تراه,فسافرت الى مراكش لتعيش في كنف أخيها ولو كخادمة , وكانت تأمل أن حالتها ستتحسن في مراكش , ولكنها كانت واهمة فقد أخذت حالتها تزداد سوءا, فكانت تقضي أياما برمتها ذاهلة عن الناس,غارقة في همومها ودموعها, وكان من الواضح أنها فقدت سلطانها على تصرفاتها, وأن العاصفة تجرفها شيئا فشيئا نحو هوة مظلمة مخيفة بعد أن جردها القدر من كل قواها وسلبها القدرة على المقاومة, وبذل شقيقها كل ما في طوقه ليدخل السلوى والعزاء على قلبها, ولكن عبثا..وأخيرا سلم بأن الأقدار قد تخلت عنها عندما رآى تصرفاتها الشاذة ونظراتها الشاردة المضطربة تفزع كل من حولها خصوصا أثناء الليل.وتبرمت ربة البيت بهذا الحال, ولم يكن في وسعها أن تعنى بشؤون منزلها وصغارها وهذه المريضة تثير من الخوف و القلق أكثر مما تثير من الحزن والاشفاق, وتكررت تلك التصرفات الشاذة,ولم يعد هناك بد من مواجهة الحقيقة المؤلمة والنزول عند مقتضياتها, ان المكان الوحيد الصالح لاواء مثل هذه التعسة هو مستشفى الأمراض العقلية, وهناك استقر بها المطاف لتقضي بقية أيامها في الظلام المخيف الذي لا يدرك حتى نفسه..وعرف الطبيب الذي تولى علاجها قصتها فأشفق عليها ولم يقطع الأمل في شفائها
وسار الزمن في طريقه وهي لا تدري من أمره ولا من نفسها شيئا..وانقضى عام لم تتحسن خلاله حالتها الا بقدر ضئيل..وفصل عادل من عمله..يتبع | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=475847 آخر تعديل hamide boukili يوم 2011-12-12 في 15:11. |
| |