مجرد اقتراح

مما لاشك فيه أن للبريد دورا أساسيا في ربط المؤسسات التعليمية بالنيابة الإقليمية لتقريب الخدمات الإدارية من الأساتذة والإداريين وقد خصصت بعض المصالح موظفين لهذه المهمة ،لكن مع الأسف طفت للسطح بعض الظواهر الغريبة والمشينة لسمعة رجال التربية والتعليم وخاصة فئة المديرين ،فقد ترى بعض المقاهي تعج ببعض المديرين سامحهم الله تاركين إداراتهم موصدة خلفهم بحجة جلب البريد من النيابة وبهذا تتعطل مصالح الآباء والأساتذة والمتعلمين ،وهناك من المديرين من اختار لنفسه حرفة الحدادة بزنقة الحدادين أو صالون الحلاقة بمارشي أوبيهي ،ومن بينهم صاحب السيارة البيضاء القادم من أدغال أنزي الذي حول بعض تجهيزات مؤسسته إلى سكنه الخاص بأكادير و الذي يتوارى عن الأنظار كل خميس بحجة جلب البريد من النيابة، فيغير وجهته باتجاه أكادير إلى غاية صبيحة يوم الاثنين وهكذا دواليك دون حسيب ولا رقيب ومعه يحرموا التلاميذ من الوسائل التعليمية الحبيسة رفوف مكتب الموصد بحجة البريد.
ومما ذكرناه سابقا فإني أقترح تكليف السيد المنسق الإقليمي بإيصال البريد إلى المؤسسات التعليمية ،لأن الرجل يسعى إلى تحقيق أكبر تعويض عن التنقل على صعيد النيابة للترشح للدخول كتاب كنيس للأرقام القياسية،وبما أنه كذلك فلا مانع أن يتحول من منسق إقليمي إلى ساعي إقليمي فكلتا المهمتين مرتبطتين بالتعويض.
وهكذا تضرب النيابة عصفورين بحجر،حيث تتم محاسبة المتلاعبين والمتملصين من أداء العمل من المديرين المقصرين من جهة وفي الجهة الثانية تحديد مهام المكلف بالتنسيق الإقليمي وترشيد النفقات المتعلقة بسيارة المصلحة الموضوع رهن إشارته.
واغتنم الفرصة لأشد على أيدي المديرين الشرفاء الذين يضحون بأوقات أسرهم لأجل جعل مؤسساتنا التعليمية فضاء رحبا ومحببا لناشئتنا .
فالرجل ولوع بالجلوس خلف مقود سيارة المصلحة وهو يلوح بأيديه للمارة من رجال التعليم وهو يردد في قرارة نفسه :

فشل فشل فشل
أنا المراقب الأول للغياب عن العمل
ألاحقكم في الأزقة والشوارع والمقاهي
دون كلل أو ملل
وأعفي الأعوان والمعتصمين والمقتصدين عن العمل
سيارة المصلحة مملكتي أركبها ما شئت
في الليل والنهاروحتى الصيف والعطل
قهوتي سيجارتي أشهى من العسل مذاقا وقت العمل
نيابتي ألجها مكتابا مكتبا واجعل
حديقتها استراحة لي بعد عناء كل عمل
أنا المنسق الأوحد في كل الإقليم
فاحذروا التوقيف عن العمل


الإمضاء :
عقيد

أدا أسندت الامور الى غير اهلها ........

ماشاء الله