الخمار الأزرق The Blue Veil
يا ذات الخمار الأزرق !
أتذكرين ذاك الصباح الخريفي المرهق ؟
الذي ما زال بذاكرتي يعلق
أتذكرين اختفاء شمسه خلف الغيوم الغسق ؟
حين اختفى معها فمي وجف مني الحلق
فتاهت قدرتي على النطق
وكم حاولت إقناعك أن نخرق
كل تعاليم واقعنا الأخرق
لنخرج من ذا الكهف المغلق
ونتنفس أخيرا ونستنشق
هواء نقيا لا يخنق
ونمزق كل أوراق الرق
ونحذو حذو الطيور فنحلق
حتى ننشد مع بقية الخلق
نشيد الحرية المطلق .
يا صاحبة الخمار الأزرق!
ما همني إن ارتكبت حبك أن أرشق
بالحجارة , وقد أشنق
فأنا برج القلاع العريق
وحسنك لي منجنيق.
خبريني, ماذا من حقول الحنطة يبقى ,
بعد أن يجتاحها الحريق؟!
وكيف إلى عينيك, يا أقحوانتي يفقد الطريق؟!
وكل ما فيك : أنيق, أنيق, أنيق .
يا ذات الخمار الأزرق !
كفاني أني حي أرزق
بفضل حبك الأصدق
فلولا وجودك, ما كنت لأخلق
لي عصور, وأنا أغوص من عميق لأعمق
في بحر عينيك اللجي; الـمـحرق
وما تساءلت يوما هل أنجو أم أغرق
لأني لما لاقيتك: أرعد الرعد;والبرق أبرق
وارتباطنا بعد أضحى متينا وأوثق
فيوم أضاء فصل الربيع وأشرق
نور البراءة على محياك تألق
ومن بين أصابعنا تبرعم الحب وأورق
وأصبح صدرك أكثر عطاء وأغدق
لأمتثل أنا: فيلسوف الهوى
لمنطقك الأحمق
وروحي ما بقي من النوى
وعلى يديك يا قديستي, أزهق.