منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عناصر مغيبة في حوار وزير التربية الوطنية مع جريدة «المساء»(939)

http://74.53.192.83/images/spacer.png

عثمان التيباري

نشرت جريدة «المساء» الغراء مشكورة في عددها (939)، نص حوار مع وزير التربية الوطنية والتعليم العالي، أضاء فيه جوانب تتعلق بمسار وتحولات المنظومة التعليمية في سياق المخطط الاستعجالي (2009 ـ 2012)، والذي تعد السنة الجارية نواة تفعيله..
على أن ما أثارني في نص الحوار ما يلي:
1 / انتفاء الاستمرارية: ذلك أن اللافت في قطاع أساسي كالتربية والتعليم هو غياب الحديث عن الاستمرارية.. ذلك أن تقلد منصب الوزارة، معناه البحث عن منهج جديد وتصور أيضا..وبالتالي، فإن ما جاء به ـ مثلا ـ وزير سابق، لا يؤخذ بعين الاعتبار، ولو كان إيجابيا.. من هنا تتراكم الإصلاحات بعيدا عن تفعيلها وفق المطلوب.
2 / انعدام التقييم: إن طرح تصور من قبيل مخطط استعجالي، يقتضي تقييما لمنجز سابق، بهدف الوقوف على الثغرات التي صعب إيجاد حلول لها، والتي اقتضت بدائل من قبيل مخطط استعجالي، وحتى لا يتم السقوط في ذات المثبطات..
3 / محدودية الرؤية: إن أي تصور أو مخطط يرمي إلى إصلاح المنظومة، ينظر إليه في سياق محدود وضيق، وكأن قطاع التربية والتعليم لا علاقة له بالثقافة ولا صلة تربطه بالإعلام.. فإذا كان قطاع التعليم يدعو إلى الحرص على مكون اللغة العربية كجزء من هوية مغربية، فإن ما يتلقى إعلاميا (مسلسلات دارجة، مجلات وإذاعات)، يناقض واقع الحرص على المكون..
4 / مخطط بلا مقررات ولا مناهج: إن أي مستجد سواء أكان مخططا أو غيره يستدعي ما يواكبه.. وتتمثل المواكبة في طرح بدائل على مستوى المقررات تساير التصور الجديد باعتباره كذلك.. وإلى اليوم، مر على العمل بالمقرارت غير الموحدة أزيد من ثلاث سنوات، دون أن يتم تجديدها، إذا ما نظر إلى التحولات التي يعرفها العصر علميا ومعلوماتيا..
5 / مسألة تدبير الزمن: يقتضي تدبير الزمن الحرص مبدئيا على محاربة الكم من منطلق كونه يعكس صورة هدر بدون تحصيل فاعل ومنتج. فإلى اليوم يتفرد المغرب عربيا ـ وربما عالميا ـ في ما يتعلق بحصص التدريس.. ذلك أن العملية التعليمية تنطلق بداية الأسبوع (الاثنين) وتنتهي بنهاية الأسبوع (مساء يوم السبت).. بمعنى أن الأستاذ وعلى التلميذ السواء، يتمتعان بعطلة يوم واحد هو الأحد.. واللافت أن مساء يوم السبت يعرف في أغلب مؤسسات التربوية، مظاهر عنف تستدعي في الغالب حضور الشرطة، بحكم أن الغرباء عن المؤسسة يعملون على اقتحامها في حالات تخدير قوية. هذا، والمؤسسة بأسوارها، فكيف إذا هدمت كما (يتوهم) السيد الوزير؟
6 / محاربة الفساد الإداري: إن ما ينبغي أن يشتغل عليه المخطط الاستعجالي ليس حرمان الأساتذة من عطلهم أو تقليص العطل، بل العمل على تنقية المؤسسات من الفساد الذي تعرفه، متمثلا في الممارسات التي يقدم عليها المديرون، باعتبارهم رؤساء مؤسسات، وتتجلى في ابتزاز المواطنين عند بداية كل موسم دراسي جديد.. إلى العمل على التصرف وبشكل لاعقلاني في مالية جمعية الآباء وأولياء التلاميذ، كما الجمعية الرياضية وفي شبه اتفاق مع رؤساء مثل هذه الجمعيات..
7 / ضرورة محاربة ظاهرة الاستعطافات: إذا كان سن 15 عاما يمثل حدا للتمدرس، فإن بعض التلاميذ أضحوا «يربعون» داخل القسم الواحد، كمثال: السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي.. حيث يلجأ هؤلاء إلى تدبيج استعطافات لا ينبغي أن تشفع لهم بالعودة إلى الصف الدراسي، مادامت النتائج المتحصلة لا تبين عن تقدم ملموس.. وهو ما يوجب فصلهم أو تحويلهم إلى مؤسسات التكوين المهني..
هذه جملة العناصر التي عنت لي في سياق قراءة حوار السيد وزير التربية الوطنية والتعليم العالي، علما بأن مشروعه تم فرضه فرضا ودون

المساء
العدد 961 الجمعه 23 اكتوبر 2009