منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   المنتدى الإسلامي (https://www.profvb.com/vb/f25.html)
-   -   انتبهوا لأمر مهم (https://www.profvb.com/vb/t80835.html)

aboukhaoula 2011-10-05 15:26

انتبهوا لأمر مهم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله الأمين عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد فكثيرا ما نهمل مسألة الايثار بالقرب فَيُؤْثِرْ الواحد منا أخاه بالطاعات والقربات لله عز وجل وهذا يأتي إما حرصا منه على الخير أو نرى أن عملنا هذا ما هو الا معروف نصنعه لغيرنا.

أولا نعرف معنى الإيثار:
الإيثار هو أن يقدم الإنسان حاجة غيره من الناس على حاجته، برغم احتياجه لما يبذله، فقد يجوع ليشبع غيره، ويعطش ليروي سواه. قال الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) [متفق عليه].

والإيثار كما ذكر الشيخ صالح ال الشيخ في شرحه لهذا الحديث وهو الحديث الثالث عشر من الاربعين النووية ينقسم إلى قسمين وهما:( وسأحاول التركيز على القسم الأول أكثر)

إيثار بالقرب ، وإيثار بأمور الدنيا .
أما الإيثار بالقرب فإنه مكروه لأنه يخالف ما أمرنا به من المسابقة في الخيرات والمسارعة في أبواب الطاعات قال تعالى**سابقوا إلى مغفرة من ربكم ** وقال ايضا ** و سارعوا إلى ** فالمسارعة والمسابقة تقتضي أن كل باب من أبواب الخير يسارع إليه المسلم ويسبق أخاه إليه ** وفي ذلك فليتنافس المتنافسون** 

فالمسألة إذا كانت قربة إلى الله -جل وعلا- فإن الإيثار -إيثار أخيك- بها مكروه ؛ لأن هذا ينافي المسابقة التي ذكرنا لكم أدلتها والمسارعة في الخيرات والمنافسة .
فمثلا: أن يكون هناك فرجة في الصف الأول ، أو مكان متقدم خلف الإمام فتقف أنت وأخوك المسلم فتقول له: تقدم ، تفضل ، فيقول لك: لا ، تقدم فتقول: تقدم ، فمثل هذا لا ينبغي ؛ لأنه مكروه بل ينبغي المسارعة في تحصيل هذه القربة ، وهي فضيلة الصف الأول .
مثلا: أتى رجل محتاج إلى مبلغ من المال يسد عوزه ، خمسين ، مائة ريال ، أكثر ، فأنت مقتدر وأخوك أيضا المسلم مقتدر فتقول له: ساعده أنا معطيك الفرصة ، تفضل ساعده ، وهذا يقول: لا أنت تفضل من باب المحبة ، يعني: أن كل واحد يقدم أخاه ، فمثل هذا -أيضا- مكروه لا ينبغي ؛ لأن في هذا الباب المسارعة والمسابقة في الخيرات .
كذلك من جهة القراءة ، قراءة العلم على الأشياخ ، وأخذ الفرص لنيل الطاعات ، والجهاد وأشباه هذا ، فمثل هذه المسائل تسمى قُرَبا يعني طاعات ، فالإيثار في الطاعات يعني: بالقرب لا ينبغي ، مكروه ؛ لأنه كما ذكرنا ينافي الأمر بالمسارعة والمسابقة ، والتنافس في الخير . اهــ

وأحب هنا أن أضيف كلام للشيخ العثيمين رحمه الله وذكر أقسام للايثار وهي:

وما دمنا في الإيثار فإنه ينبغي أن نتكلم عليه فنقول: الإيثار أقسام هي:

1 ـ الإيثار بالواجب: حرام.

مثال : رجل عنده ماء لا يكفي إلا لوضوء رجل واحد، وهو يحتاج

إلى وضوء، وصاحبه يحتاج إلى وضوء، فهنا لا يجوز أن يؤثره بالماء ويتيمم هو؛ لأن

استعمال الماء واجب عليه وهو قادر، ولا يمكن أن يسقط عن نفسه الواجب من

أجل أن يؤثر غيره به.

2 ـ الإيثار بالمستحب: مكروه.

مثال : الإيثار بالمكان الفاضل كما لو آثر غيره بالصف الأول

فهذا غايته أن نقول: إنه مكروه، أو خلاف الأولى.

3 ـ الإيثار بالمباح: مطلوب.

مثال : أن يؤثر شخصاً بطعام يشتهيه وليس مضطراً إليه، وهذا

محمود؛ لأن الله مدح الأنصار رضي الله عنهم بقوله: {{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ

كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}}.

الشرح الممتع على زاد المستقنع

2 / 332 ، 333


نعود للقسم الثاني من كلام الشيخ ال الشيخ:

والقسم الثاني الإيثار في أمور الدنيا يعني: في الطعام في الملبس في المركب في التصدر في مجلس أو ما أشبه ذلك فهذا مستحب أن يؤثر أخاه في أمور الدنيا كما قال -جل وعلا- في وصف خاصة المؤمنين{{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}}.: فدلت الآية على أن الإيثار بأمور الدنيا من صفات المؤمنين وهذا يدل على استحبابه ،
صلة هذا بالحديث ، قال:  لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه  يحب للأخ ما يحب للنفس ، قد يقتضي هذا أن يقدمه ، فهل إذا كان في أمور الدنيا يقدمه على ما ذكرنا ؟
إن الإيثار بالقرب مكروه ، الإيثار في أمور الدنيا مستحب فحبه لأخيه ما يحب لنفسه من أمور الدنيا مستحب هنا أيضا ، يستحب أن يقدم أخاه على نفسه في أمور الدنيا . اهــ
قال الشيخ الألباني رحمه الله في هذه المسألة:

مسألة الإيثار بالمستحبات ؟ لا ، الإيثار بالمستحبات مكروه ، وهذا خطأ يقع فيه الناس ، مثلا يكون الشيخ في الصف الثاني وتلميذه سابقه فهو في الصف الأول ، بيتأخر يقول له اتفضل ، والشيخ بيقبلها بكل امتنان ، خطأ ، الشيخ والفريخ سواء ، ليه ؟ لأن الوقوف في الصف الأول تعرفوا أنتم أنه أفضل من الصف الثاني ، فالإيثار في المستحبات في الشرعيات في العبادات مكروه ، لأنه يدل على أن هذا المؤثِر غيره على نفسه ما عنده اهتمام بالطاعة والعبادة ، أما الإيثار الذي مُدح أو من مُدح في قوله تعالى { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } في الطعام والشراب والدنيا كلها ، هذا هو الإيثار الذي يُمدح عليه الإنسان ، أما في العبادات والطاعات فلا يجوز، ينبغي أن تُلاحظ هذه القضية ولا يتطوع الإنسان بالتنازل عن عبادة لغيره ، أما إذا أمكنه الجمع فذلك خير ، يعني يوسّع له في الصف فهذا أحسن ، ( السائل : لما أركب باص يقوم أحدهم ويقول تفضل اجلس مكاني ، هل في هذا شئ علي ّ ؟ ) الشيخ : فيه شئ ، ( لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ، ولكن تفسحوا وتوسعوا ) ،
( السائل : هل هذه راحلة أو مجلس ؟ )
الشيخ : لا ، مجلس ، وأنا ما ذكرت الراحلة ، مجلس في الباص ، في الباص وهو جالس في مجلسه ، فهو مجلس ، أنا ما أتكلم عن الباص كراحلة مثلا ، أتكلم عن المجلس ، كما أنه أنا ما أتكلم عن الدار وقد تكون واسعة ، وإنما أتكلم عن المجلس الذي سكن فيه الضيف فيأتي آخر فيقوم له من مجلسه ،
السائل : على كل حال هل هذا الكلام على إطلاقه حتى لو كان هناك رجل كبير في السن أو ؟ )
الشيخ : أي نعم ، على إطلاقه ، ولا فرق في ذلك كما تسمع ، ( السائل : ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه )
الشيخ : بما ليس فيه مخالفة بارك الله فيك ، بما ليس فيه مخالفة للنص ، يعني مثلا هلا أنت إذا وجدت ظلا مثلا فأنزلته فيه ، ألست قد وقرته ؟ بلى ، لكن أنت جالس في هذا المكان فقمت له وأقعدته في مجلسك ، هذه صورة تخالف الحديث صراحة ، فإذن نحن نوقر الكبير ونعرف لعالمنا حقه بدون مخالفة لنص شرعي ، ولهذا جاء في الحديث السابق في صحيح البخاري أن ابن عمر كان إذا دخل مجلسا فقام له رجل ، لا يجلس فيه ، ويقول قال عليه الصلاة والسلام : ( لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ، ولكن تفسحوا وتوسعوا ) ، وهو بلا شك ابن عمر أولا صحابي وعالم جليل فما كان يرضى أن يجلس في المكان الذي أخليَ له ، فإذن أنا قدمت إليك صورتين : إحداهما فيها تطبيق للحديث الذي ذكرته وهو توقير العالم ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه ) ، والصورة الأخرى فيها مخالفة للحديث فلا يوقر العالم بالمخالفة ، ولذلك لم يرض بمثل هذا التوقير راوي الحديث وهو عبد الله بن عمر فكان لا يجلس ،
( السائل : ليس في المجلس متسع وفسحة لهذا الشيخ الكبير في السن أو المريض ، فأنا أقوم له من مجلسي في الباص ، لأنني أقوى على الوقوف بخلاف هذا الشيخ فهو يتأذى بذلك ؟ )
الشيخ : صورة أخرى مبينة ، مبين المكتوب من عنوانه ، فهذا يجوز ، وليس له علاقة بما نحن فيه . ( السائل : امرأة في الباص ما فسحوا لها هل يقومون لها ؟ ) الشيخ : إذا كان لزم من عدم إجلاسها في مكان أحد الجالسين من الرجال مفسدة شرعية مثلا أن يأخذها الباص تارة يمنى وتارة يسرى وقد يلقي بها في حضن أحد الجالسين هذا واضح أنه لا ينبغي إلا إجلاسها ، لكن المشكلة أن المرأة بدها تجلس في مكان الرجل حيث يكون بجانبها رجل ، كيف المشكلة تنحل حينئذ ؟ يعني أريد بهذا التساؤل هو أن نتذكر أنه ما نكون في مشكلة ونصير في مشكلة ثانية ، يعني بنحل مشكلة ونقع في مشكلة أخرى ، فيجب أن نأخذ حذرنا من الوقوع فيها .
من سلسلة الهدي والنور
شريط رقم12/1
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد .

فطيمة الزهرة 2011-10-05 15:42

رد: انتبهوا لأمر مهم
 
بارك الله فيك أخي وجزاك كلّ خير

فارس الليالي 2011-10-05 15:45

رد: انتبهوا لأمر مهم
 
جزاك الله خير الجزاء على المجهود المميز

فاطمة الزهراء 2011-10-09 17:27

رد: انتبهوا لأمر مهم
 
بارك الله فيكم أخي الفاضل أبا خولة على الموضوع القيم

aboukhaoula 2011-10-09 18:03

رد: انتبهوا لأمر مهم
 
جزاكم الله خيرا على ردودكم الطيبة


الساعة الآن 10:18

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd