الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2011-10-01, 19:28 رقم المشاركة : 1
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

a3 فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في الطائفة النصيرية "العلوية"



فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في الطائفة النصيرية "العلوية"
(الفتاوى الكبرى 4 / 181-183):


(( سئل رحمه الله تعالى ما تقول السادة العلماء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين وأعانهم على إظهار الحق المبين وإخماد شعب المبطلين في " النصيرية " القائلين: باستحلال الخمرِ, وتناسخ الأرواح, وقِدَم العالم, وإنكار البعث والنُّشور, والجنَّة والنَّار في غير الحياة الدُّنيا, وبأنَّ " الصلوات الخمس " عبارة عن خمسة أسماء, وهي : علي وحسن وحسين ومحسن وفاطمة .

فَذِكرُ هذه الأسماء الخمسة على رأيهم يُجزئهم عن الغُسلَ منَ الجَنابة, والوضوء, وبقية شروط الصلوات الخمسة وواجباتها . وبأن " الصيام " عندهم عبارة عن اسم ثلاثين رجلا واسم ثلاثين امرأة يَعُدُّونَهُم في كتبِهم, ويضيق هذا الموضع عن إبرازهم ; وبأن إلههم الذي خلق السموات والأرض هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهو عندهم الإله في السماء والإمام في الأرض فكانت الحكمة في ظهور اللاهوت بهذا الناسوت على رأيهم أن يؤنس خلقه وعبيده ; ليعلمهم كيف يعرفونه ويعبدونه .

وبأن النصيري عندهم لا يصير نصيرياً مؤمناً يُجالسونه ويشربون معه الخمر, ويطلعونه على أسرارهم, ويزوجونه من نسائهم حتى يخاطبه معلمه .
وحقيقة الخطاب عندهم أن يُحَلِّفُوه على كتمانِ دينه, ومعرفة مشايخه, وأكابر أهل مذهبه ; وعلى ألا ينصح مسلماً ولا غيره, إلاَّ مَن كان مِن أهل دينه, وعلى أن يعرف ربه, وإمامه, بظهوره في أنواره وأدواره, فيَعرِفُ انتقال الإسم والمعنى في كل حين وزمان .
فالإسم عندهم في أولِ النَّاسِ آدم, والمعنى هو شيث, والإسم يعقوب’ والمعنى هو يوسف . ويستدلون على هذه الصورة كما يزعمون بما في القرآن العظيم حكاية عن يعقوب ويوسف - عليهما الصلاة والسلام - فيقولون :
أما يعقوب فإنه كان الإسم فما قدر أن يتعدى منزلته فقال : { سوف أستغفر لكم ربي } وأما يوسف فكان المعنى المطلوب فقال : { لا تثريب عليكم اليوم } فلم يعلق الأمر بغيره ; لأنه علم أنّه الإله المتصرف, ويجعلون موسى هو الإسم ويوشع, هو المعنى ويقولون :
يوشع ردت له الشمس لما أمرها فأطاعت أمره .

وهل تُرَدُّ الشمسُ إلاَّ لربها, ويجعلون سليمان هو الإسم, وآصف هو المعنى, القادر المقتدر .
ويقولون : سليمان عجز عن إحضار عرش بلقيس, وقدر عليه آصف, لأنَّ سليمان كان الصورة, وآصف كان المعنى القادر المقتدر وقد قال قائلهم :

هابيل شيث يوسف يوشع آصف شمعون الصفا حيدر

ويَعُدُونَ الأنبياءَ والمرسلينَ واحداً واحداً على هذا النَّمَط إلى زمنِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون : محمد هو الإسم, وعلي هو المعنى, ويُوصِلونَ العدد على هذا الترتيب في كل زمان إلى وقتنا هذا .
فمن حقيقة الخطاب في الدِّين عندهم أنَّ علياً هو الرَّب, وأنَّ محمداً هو الحجاب, وأنَّ سلمان هو البابُ, وأنشد بعضُ أكابر رؤسائهم وفضلائهم لنفسه في شهور سنة سبعمائة فقال :

أشهد أن لا إله إلا ***** حيدرة الأنزع البطـــين
ولا حجاب عليه إلا ***** محمد الصادق الأمين
ولا طريق إليـــــــــــــه إلا ***** سلمان ذو القوة المتين

ويقولون إنَّ ذلك على هذا الترتيب لم يزل ولا يزال, وكذلك الخمسة الأيتام والإثنى عشر نقيباً, وأسماؤهم مشهورة عندهم, ومعلومةُ مِن كتبهم الخبيثة, وأنَّهم لا يزالون يَظهرون مع الرب والحجاب والباب في كل كور ودور, أبدا سرمداً, على الدوام والإستمرار, ويقولون :
إنَّ إبليسَ الأبالسة هو عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ويليه في رتبة الإبليسية أبو بكر -رضي الله عنه- ثم عثمان -رضي الله عنهم أجمعين, وشرَّفَهم, وأعلى رتبهم عن أقوال الملحدين وانتحال أنواع الضالين والمفسدين - فلا يزالون موجودين في كل وقت دائما حسبما ذكر من الترتيب.

ولمذاهبهم الفاسدة شُعَبٌ وتفاصيل تَرجِع إلى هذه الأصول المذكورة . وهذه الطائفة الملعونة استولت على جانب كبير من بلاد الشام, وهم معروفون مشهورون متظاهرون بهذا المذهب, وقد حقق أحوالهم كل مَن خالطهم وعرفهم مِن عقلاء المسلمين وعلمائهم, ومن عامة النَّاسِ أيضاً في هذا الزَّمان ; لأن أحوالهم كانت مستورة عن أكثرِ النَّاسِ وقتَ استيلاء الإفرنج المخذولين على البلادِ الساحليَّة ; فلمَّا جاءت أيام الإسلام انكشف حالهم وظهر ضلالهم . والإبتلاء بهم كثيرٌ جداً .

فهل يجوز لمسلمٍ أن يُزوجَهُم أو يتزوج َمنهم ؟
وهل يَحلُّ أكلَ ذبائِحهم والحالةُ هذه أم لا ؟
وما حكم الجُبن المعمول من إنفحة ذبيحتهم ؟
وما حكم أوانيهم وملابسهم ؟
وهل يجوز دفنهم بين المسلمين أم لا ؟
وهل يجوز استخدامهم في ثغورِ المسلمينَ وتسليمها إليهم ؟
أم يَجِبُ على ولي الأمر قطعهم واستخدام غيرهم من رجالِ المسلمينَ الكفاة, وهل يأثم إذا أخر طردهم ؟ أم يجوزُ له التَّمَهُلَ مع أنَّ في عزمه ذلك ؟
وإذا استخدمهم وأقطعهم, أو لم يقطعهم, هل يجوزُ له صرفَ أموالِ بيت المال عليهم, وإذا صرفها وتأخر لبعضهم بقية مِن معلومه المسمى ; فأخره وليُ الأمرِ عنه وصرفه على غيره من المسلمين أو المستحقين, أو أرصده لذلك هل يجوز له فعل هذه الصور ؟ أم يجب عليه ؟

وهل دماء النصيرية المذكورين مباحة وأموالهم حلال أم لا ؟
وإذا جاهدهم وليُ الأمرِ -أيده الله تعالى- بإخماد باطلهم وقطعهم من حصون المسلمين, وحذَّرَ أهل الإسلام مِن مناكحتهم وأكل ذبائحهم وألزمهم بالصَّومِ والصَّلاةِ ومنعهم من إظهار دينهم البِاطِلِ وهم الذين يلونِه مِن الكُفَّارِ :
هل ذلك أفضل وأكثرُ أجراً مِن التَّصَدِي والتَّرَصُدِ لقِتَالِ التَّتَارِ في بِلادهم وهدم بلاد سيس وديار الإفرنج على أهلها ؟

أم هذا أفضلُ مِن كونه يُجاهدُ الُّنصيريَّة المذكورين مرابطاً ؟
ويكون أجر مَن رابط في الثُغورِ على ساحل البَحر خَشية قصدِ الفرنج أكبر أم هذا أكبر أجراً ؟
وهل يجب على مَن عرف المذكورين ومذاهبهم أن يُشهِرَ أمرهم ويساعد على إبطالِ باطلهم وإظهار الإسلام بينهم فلعل الله تعالى أن يهدي بعضهم إلى الإسلام وأن يجعل من ذريتهم وأولادهم مسلمين بعد خروجهم من ذلك الكفر العظيم أم يجوز التغافل عنهم والإهمال ؟
وما قدر المجتهد على ذلك والمجاهد فيه والمرابط له والملازم عليه ؟

ولتبسطوا القول في ذلك مثابين مأجورين إن شاء الله تعالى إنه على كل شيء قدير ; وحسبنا الله ونعم الوكيل.


فأجاب شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد ابن تيمية :

الحمد لله رب العالمين .
هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى ; بل وأكفر من كثير من المشركين وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكُفَّارِ المُحاربين مثل كفار التَّتَارِ والفرنج وغيرهم .

فإنَّ هؤلاء يتظاهرونَ عندَ جُهالِ المسلمينَ بالتَّشَيُعِ وموالاة أهل البيت, وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله, ولا بكتابه, ولا بأمر ولا نهي, ولا ثواب ولا عقاب, ولا جنة ولا نار, ولا بأحدٍ مِنَ المرسلين قبل محمد صلى الله عليه وسلم, ولا بملةٍ مِنَ المللِ السالفةِ, بل يأخذون كلام الله ورسوله المعروف عند علماء المسلمين يتأولونه على أمور يفترونها ; يَدَّعُونَ أنَّها علمُ الباطنِ ; مِن جِنسِ ما ذكره السائل ومن غير هذا الجنس .

فإنه ليس لهم حدٌ محدودٌ فيما يَدَّعونَه من الإلحادِ في أسماءِ الله تعالى وآياته, وتحريفِ كلامِ الله تعالى ورسوله عن مواضعه ; إذ مقصودهم إنكارُ الإيمان وشرائع الإسلام بكل طريق, مع التظاهرِ بأنَّ لهذه الأمور حقائق يعرفونَها مِن جِنسِ ما ذكَرَ السَائِل ومِن جِنسِ قولِهم : إنَّ " الصلوات الخمس " معرفةُ أسرارِهِم و " الصيام المفروض " كتمان أسرارهم " وحج البيت العتيق " زيارة شيوخهم, وأنَّ ( يدا أبي لهب هما: أبو بكر وعمر) وأنَّ ( النَّبَأ العظيم والإمام المبين هو علي بن أبي طالب) ; ولهم في معاداةِ الإسلامِ وأهله وقائع مشهورة وكتب مصنفة, فإذا كانت لهم مكنةً سفكوا دماء المسلمين .

كما قتلوا مرة الحجاج وألقوهم في بئر زمزم وأخذوا مرةً الحجرَ الأسودَ وبقي عندهم مدةً وقتلوا مِن علماء المسلمين ومشايخهم ما لا يحصي عدده إلاَّ الله تعالى, وصَنَّفوا كُتباً كثيرةً مما ذكره السائل وغيره, وصنف علماء المسلمين كتباً في كشفِ أسرارهم وهتكِ أستارهم ; وبينوا فيها ما هم عليه مِن الكفرِ والزَّندقةِ والإلحادِ الذي هم به أكفرُ مِنَ اليهودِ والنَّصارى, ومِن براهِمَةِ الهندِ الذينَ يعبُدونَ الأصنام .
وما ذكره السائل في وصفهم قليلٌ من الكثيرِ الذي يعرفه العلماءُ في وصفهم . ومن المعلوم عندنا أنَّ السواحل الشِّاميَة إنَّما استولى عليها الَّنصَارى مِن جهتهم, وهم دائماً مع كلِ عدوٍ للمسلمين ; فهم مع الَّنصارى على المسلمين . ومن أعظم المصائب عندهم فتح المسلمين للسواحل وانقهار الَّنصارى ; بل ومن أعظم المصائب عندهم انتِصارُ المسلمين على التَّتَار.

ومِن أعظم أعيادهم: إذا استولى - والعياذ بالله تعالى - النَّصَارى على ثغورِ المسلمينَ فإنَّ ثغور المسلمين ما زالت بأيدي المسلمين حتى جزيرة قبرص يَسَّرَ الله فتحها عن قريب, وفتحها المسلمون في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فتحها معاوية بن أبي سفيان إلى أثناء المائة الرابعة .

فهؤلاء المُحادُون لله ورسوله كثروا حينئذ بالسواحلِ وغيرها فاستولى النَّصَارى على السَّاحلِ ; ثُمَّ بسببهم استولوا على القُدس الشَّريف وغيره ; فإنَّ أحوالهم كانت مِن أعظم الأسباب في ذلك ; ثُمَّ لمَّا أقام الله ملوكَ المسلمين المجاهدين في سبيل الله تعالى " كنور الدين الشهيد وصلاح الدين " وأتباعهما, وفتحوا السَّواحل مِن الَّنَصارى وممن كان بها منهم وفتحوا أيضاً أرض مصر ; فإنَهم كانوا مستولين عليها نحو مائتي سنة, واتفقوا هم والنصارى فجاهدهم المسلمون حتى فتحوا البلاد ومن ذلك التاريخ انتشرت دعوة الإسلام بالديار المصرية والشامية.

ثم إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم ; فإن منجم هولاكو الذي كان وزيرهم وهو " النَّصير الطوسي " كان وزيراً لهم بالألموت, وهو الذي أمر بقتل الخليفة وبولاية هؤلاء . ولهم " ألقاب " معروفة عند المسلمين تارة يسمون " الملاحدة " وتارة يسمون " القرامطة " وتارة يسمون " الباطنية " وتارة يسمون " الإسماعيلية " و تارة يسمون " النصيرية " وتارة يسمون " الخرمية " وتارة يسمون " المحمرة " وهذه الأسماء منها ما يعمهم, ومنها ما يخص بعض أصنافهم, كما أنَّ الإسلام والإيمان يعم المسلمين ولبعضهم اسم يخصه : إما لنسب وإما لمذهب وإما لبلد وإما لغير ذلك .

وشرح مقاصِدِهم يطولُ, وهم كما قال العلماء فيهم : ظاهر مذهبهم الرَّفض وباطنُه الكُفر المَحض . وحقيقةُ أمرهم أنَّهم لا يؤمنون بنبيٍ مِنَ الأنبياء والمرسلينَ ; لا بنوح ولا إبراهيم ولا موسى ولا عيسى ولا محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين, ولا بشيءٍ مِن كُتبِ اللَّهِ المُنزّلة ; لا التوراة, ولا الإنجيل, ولا القرآن . ولا يُقرُّونَ بأنَّ للعالَمِ خالقاً خلقه ; ولا بأنَّ له ديناً أمر به, ولا أنَّ له داراً يَجزِي النَّاسَ فيها على أعمالِهم غيرَ هذه الدار .
وهم تارةً يَبنُونَ قولهم على مذاهب الفلاسفة الطبيعيين أو الإلهيين, وتارةً يَبنُونَه على قولِ المَجوس الذين يعبدون النور, ويضمون إلى ذلك الرَّفض .
ويحتجونَ لذلك مِن كلام النبوات : إمَّا بقولٍ مكذوبٍ ينقلونه, كما ينقلونَ عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { أول ما خلق الله العقل } والحديث موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث ; ولفظه:
{ إنَّ اللَّه لمَّا خلقَ العقل فقال له : أقبِل فأقبَل .
فقال له : أدبِر فأدبَر }
فيحرفون لفظه فيقولون: { أول ما خلق الله العقل } ليوافقوا قول المتفلسِفَة أتباع أرسطو; في أنَّ أولَ الصَّادرات عن واجب الوجود هو العقل . وإمَّا بلفظٍ ثابتٍ عن النَّبيِ صلى الله عليه وسلم, فيحرفونه عن مواضعه كما يصنع أصحاب " رسائل إخوان الصفا " ونحوهم فإنَّهُم مِن أئمتِهم .

وقد دخل كثير من باطلهم على كثير من المسلمين وراج عليهم حتى صار ذلك في كتب طوائف من المنتسبين إلى العلم والدين ; وإن كانوا لا يوافقونهم على أصل كفرهم ; فإن هؤلاء لهم في إظهار دعوتهم الملعونة التي يسمونها " الدعوة الهادية " درجات متعددة ويسمون النهاية " البلاغ الأكبر والناموس الأعظم " ومضمون البلاغ الأكبر جحد الخالق تعالى ; والاستهزاء به, وبمن يُقرُّ بِه, حتى قد يكتب أحدهم اسم الله في أسفل رجله, وفيه أيضاً جحد شرائعه ودينه, وما جاء به الأنبياء, ودعوى أنَّهم كانوا مِن جنسهم طالبين للرئاسة, فمنهم من أحسن في طلبها, ومنهم من أساء في طلبها, حتى قُتِلَ, ويجعلونَ محمداً وموسى من القسم الأول, ويجعلون المسيح من القسم الثاني .
وفيه من الاستهزاء بالصَّلاة, والزَّكاة, والصَّوم, والحجِّ, ومن تحليل نكاح ذوات المحارم, وسائر الفواحش : ما يطول وصفه . ولهم إشارات ومخاطبات يعرف بها بعضهم بعضاً . وهم إذا كانوا في بلاد المسلمين التي يكثر فيها أهل الإيمان فقد يَخفَونَ على مَن لا يعرفهم, وأما إذا كثروا فإنه يعرفهم عامة الناس فضلا عن خاصتهم .
وقد اتفق علماء المسلمين على أن هؤلاء لا تجوز مناكحتهم ; ولا يجوز أن ينكح الرجل مولاته منهم ولا يتزوج منهم امرأة ولا تباح ذبائحهم .

وأما " الجبن المعمول بإنفحتهم " ففيه قولان مشهوران للعلماء: كسائر إنفحة الميتة, وكإنفحة ذبيحة المجوس ; وذبيحة الفرنج الذين يقال عنهم إنهم لا يذكون الذبائح .

فمذهب أبي حنيفة وأحمد في إحدى الروايتين أنَّه يَحِلُ هذا الجبن ; لأن إنفحة الميتة طاهرة على هذا القول ; لأن الإنفحة لا تموت بموت البهيمة, وملاقاة الوعاء النجس في الباطن لا ينجس .
ومذهب مالك والشافعي وأحمد في الرواية الأخرى أن هذا الجبن نجس لأنَّ الإنفحة عند هؤلاء نجسة ; لأن لبن الميتة وإنفحتها عندهم نجس . ومن لا تؤكل ذبيحته فذبيحته كالميتة.

وكل من أصحاب القولين يحتج بآثار ينقلها عن الصحابة فأصحاب القول الأول نقلوا أنهم أكلوا جبن المجوس .
وأصحاب القول الثاني نقلوا أنهم أكلوا ما كانوا يظنون أنه من جبن النَّصَارى . فهذه مسألة اجتهاد ; للمقلد أن يقلد مَن يفتي بأحد القولين .
وأمَّا " أوانيهم وملابسهم " فكأواني المجوس وملابس المجوس على ما عرف من مذاهب الأئمة .
والصحيح في ذلك أن أوانيهم لا تستعمل إلا بعد غسلها ; فإن ذبائحهم ميتة, فلا بد أن يُصيبَ أوانيهم المستعملة ما يطبخونه من ذبائحهم فتنجس, بذلك فأمَّا الآنية التي لا يغلب على الظَّن وصول النَّجاسة إليها فتستعمل من غير غسل, كآنية اللبن التي لا يضعون فيها طبيخهم أو يغسلونها قبل وضع اللبن فيها, وقد توضأ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- من جرة نصرانيَّة . فما شك في نجاسته لم يحكم بنجاسته بالشك .
ولا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين, ولا يصلى على من مات منهم ; فإنَّ الله سبحانه وتعالى نهى نبيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة على المنافقين : كعبد الله ابن أُبي ونحوه ; وكانوا يتظاهرون بالصَّلاة والزَّكاة والصِّيام والجهاد مع المسلمين ; ولا يظهرون مقالة تخالف دين الإسلام ; لكن يسرون ذلك فقال الله : { ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنَّهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون } فكيف بهؤلاء الذين هم مع الزَّندقة والنِّفاق يظهرون الكفر والإلحاد .

وأما استخدام مثل هؤلاء في ثغور المسلمين أو حصونهم أو جندهم فإنه من الكبائر ,وهو بمنزلة من يستخدم الذئاب لرعي الغنم ; فإنَّهم من أغشِّ النَّاس للمسلمين ولولاة أمورهم, وهم أحرصُ الناَّسِ على فساد المملكة والدولة, وهم شر من المخامر الذي يكون في العسكر ; فإن المخامر قد يكون له غرض : إمَّا مع أمير العسكر وإمَّا مع العدو .

وهؤلاء مع الملة ونبيها ودينها وملوكها ; وعلمائها وعامتها وخاصتها وهم أحرص الناس على تسليم الحصون إلى عدو المسلمين وعلى إفساد الجند على ولي الأمر وإخراجهم عن طاعته .
والواجب على ولاة الأمور قطعهم من دواوين المقاتلة فلا يتركون في ثغر ولا في غير ثغر ; فإن ضررهم في الثغر أشد وأن يستخدم بدلهم من يحتاج إلى استخدامه من الرجال المأمونين على دين الإسلام وعلى النصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ; بل إذا كان ولي الأمر لا يستخدم من يغشه وإن كان مسلما فكيف بمن يغش المسلمين كلهم ولا يجوز له تأخير هذا الواجب مع القدرة عليه بل أي وقت قدر على الاستبدال بهم وجب عليه ذلك .
وأما إذا استخدموا وعملوا العمل المشروط عليهم فلهم إما المسمى وإما أجرة المثل لأنهم عوقدوا على ذلك .

فإن كان العقد صحيحا وجب المسمى, وإن كان فاسداً وجبت أجرة المثل وإن لم يكن استخدامهم من جنس الإجارة اللازمة فهي من جنس الجعالة الجائزة ; لكن هؤلاء لا يجوز استخدامهم فالعقد عقد فاسد فلا يستحقون إلا قيمة عملهم . فإن لم يكونوا عملوا عملاً له قيمة فلا شيء لهم ; لكن دماؤهم وأموالهم مباحة.
وإذا أظهروا التَّوبة ففي قبولها منهم نزاع بين العلماء ; فمن قبل توبتهم إذا التزموا شريعة الإسلام أقر أموالهم عليهم .

ومن لم يقبلها لم تنقل إلى ورثتهم من جنسهم ; فإن مالهم يكون فيئاً لبيت المال ; لكن هؤلاء إذا أخذوا فإنهم يُظهرون التوبة ; لأن أصل مذهبهم التَّقيَّةَ وكتمان أمرهم, وفيهم من يُعرف, وفيهم من قد لا يعرف .
فالطريق في ذلك أن يحتاط في أمرهم, فلا يتركون مجتمعين ولا يمكنون من حمل السلاح, ولا أن يكونوا من المقاتلة ويلزمون شرائع الإسلام : من الصلوات الخمس وقراءة القرآن .
ويترك بينهم من يعلمهم دين الإسلام ويحال بينهم وبين معلمهم .

فإن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- وسائر الصحابة لمَّا ظهروا على أهل الرِّدَّة وجاءوا إليه قال لهم الصديق : اختاروا إما الحرب المجلية وإما السِّلم المُخزِيَة . قالوا : يا خليفة رسول الله هذه الحرب المجلية قد عرفناها فما السَّلم المُخزيَة ؟
قال : تدون قتلانا ولا ندي قتلاكم, وتشهدون أن قتلانا في الجَنَّة وقتلاكم في النَّار, ونَقسِم ما أصبنا من أموالكم, وتردون ما أصبتم من أموالنا, وتنزع منكم الحلقة والسلاح وتمنعون من ركوب الخيل, وتتركون تتبعون أذناب الإبل حتى يرى الله خليفة رسوله والمؤمنين أمراً بعد ردتكم .

فوافقه الصحابة في ذلك ; إلاَّ في تضمين قتلى المسلمين فإنَّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال له :
هؤلاء قتلوا في سبيل الله فأجورهم على الله . يعني هم شهداء فلا ديَّة لهم, فاتفقوا على قول عمر في ذلك .

وهذا الذي اتفق الصحابة عليه هو مذهب أئمة العلماء, والذي تنازعوا فيه تنازع فيه العلماء. فمذهب أكثرهم أنَّ مَن قتله المرتدون المجتمعون المُحاربون لا يضمن ; كما اتفقوا عليه آخراً, وهو مذهب أبي حنيفة وأحمد في إحدى الروايتين .
ومذهب الشافعي وأحمد في الرواية الأخرى هو القول الأول . فهذا الذي فعله الصحابة بأولئك المرتدين بعد عودهم إلى الإسلام يفعل بمن أظهر الإسلام والتُهمة ظاهرة فيه فيمنع أن يكون من أهل الخيل والسِّلاح والدِّرع التي تلبسها المقاتلة, ولا يترك في الجند من يكون يهودياً ولا نصرانياً.

ويلزمون شرائع الإسلام حتى يظهر ما يفعلونه من خيرٍ أو شرٍ, ومن كان من أئمة ضلالهم وأظهر التَّوبة أخرج عنهم وسير إلى بلاد المسلمين التي ليس لهم فيها ظهور .
فإمَّا أن يهديه الله تعالى وإما أن يموت على نفاقه من غير مضرة للمسلمين .

ولا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات, وهو أفضل من جهاد من لا يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب ; فإن جهاد هؤلاء من جنس جهاد المرتدين والصديق وسائر الصحابة بدءوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكُفَّار مِن أهل الكتاب ; فإن جهاد هؤلاء حفظٌ لما فتح من بلاد المسلمين وأن يدخل فيه من أراد الخروج عنه .

وجهاد من لم يقاتلنا من المشركين وأهل الكتاب من زيادة إظهار الدين .
وحفظ رأس المال مقدم على الربح . وأيضا فضرر هؤلاء على المسلمين أعظم من ضرر أولئك ; بل ضرر هؤلاء من جنس ضرر من يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب, وضررهم في الدين على كثير من الناس أشد من ضرر المحاربين من المشركين وأهل الكتاب.

ويجب على كل مسلم أن يقوم في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب, فلا يحل لأحدٍ أن يكتُمَ ما يعرفه من أخبارهم ; بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم, ولا يحل لأحدٍ أن يعاونهم على بقائهم في الجند والمستخدمين ولا يحل لأحدٍ السُّكوتَ عن القيام عليهم بما أمر الله به ورسوله .
ولا يحل لأحد أن ينهى عن القيام بما أمر الله به ورسوله ; فإنَّ هذا مِن أعظم أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله تعالى ; وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم } وهؤلاء لا يخرجون عن الكفار والمنافقين .

والمعاون على كف شرهم وهدايتهم بحسب الإمكان له مِن الأجر والثواب ما لا يعلمه إلا الله تعالى ; فإنَّ المقصودَ بالقصد الأولِ هو هدايتهم ; كما قال الله تعالى { كنتم خير أمة أخرجت للناس } قال أبو هريرة: كنتم خير الناس للناس, تأتون بهم في القيود والسلاسل حتى تدخلوهم الإسلام .

فالمقصود بالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : هداية العباد لمصالح المعاش والمعاد بحسب الإمكان, فمن هداه الله سعد في الدنيا والآخرة, ومَن لم يهتد كفَّ اللَّهُ ضرره عن غيره.
ومعلوم أنَّ الجهادَ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أفضل الأعمال, كما قال صلى الله عليه وسلم { رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله تعالى } وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إن في الجنة لمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض أعدها الله عز وجل للمجاهدين في سبيله } وقال صلى الله عليه وسلم { رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه } ومَن مات مرابطاً, مات مجاهداً, وجرى عليه عمله, وأُجرِيَ عليه رزقه من الجَنَّة وأمِنَ الفتنة .

والجهادُ أفضل مِن الحَجِّ والعُمرة كما قال تعالى : { أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين } { الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون } { يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم } { خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم } .

والحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين )

(منقول)






: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=443728
التوقيع

إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
"العلوية" , الإسلام , النصيرية , الطائفة , تيمية , فتوى

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 10:51 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd