تاهت في عتمة البشر.....أسرعت في مشيتها تارة..ثم تباطأت أخر...وكانت كلمات فاطمة صرخات تدوي داخل رأسها....عمرمتزوج...متزوج...متزوج....متزوووووووووو ووووووووووووووووييييييججججججج... وقفت..أقفلت أذنيها لحظة..علها لا تسمع تلك الجملة مرة أخرى...علها لا تسمع شيئا بعد اليوم...
لم يسؤها ان تعرف بأمر زواجه من فاطمة...بل ساءها استغرابه من سؤالها!!!!!!!!!!!
نعم إن لي زوجة...ألم تعرفي قبل الآن؟!!!!!اعتقدتك تعلمين!!!!!!!كيف لها أن تعرف؟كيف لها أن تفهم أنه متزوج؟؟؟؟؟كل الرجال يضعون محابس من فضة!!بعض الرجال لا يتزوجون في سن مبكرة!!!بل إن منهم من لا يتزوج أصلا!!!!!!!
زاد حنقها وهي تتذكر كلماته التافهة عن الحب...وعن الزواج المدبر...ما ذنبها ان تزوج مكرها؟ما ذنبها إن كانت زوجته لا تهتم به؟كل ذنبها انها احبت...بل عشقت..بل ماتت واستماتت لحبه...لعن الله الحب..!!لعن الله قلبا شقيا أحب من لا يستحق فأشقاني..!!
...قاطعت رنة هاتفها حبل العتاب واللوم...تبينت بين الدموع رقمه،تأملته برهة قبل أن تقطع الخط مكسرة هاتفها على قارعة الطريق...كيف يجرؤ على الاتصال مجددا.؟؟؟؟؟يذبحني ثم يتصل؟؟ماذا يريد بعد مني؟؟لقد مت يا عزيزي!!!مت لحظة قتلت في برعم محبة صادقة...!!!!!!!!
حملت بطاقتها الهاتفية...تأملت أشلاء النقال المسكين...إنه يشبهها..فلقد تحطمت ..تناثرت ...في صمت..زادت حرقتها التي انسابت دموعا على الخدين....لم تأبه لنظرات بعض المارة المتسائلين..جفت دموع عينيها لكن دموع القلب منهمرة...وصلت أخيرا إلى محل إقامتها...بعت فيها سكون المكان وعدم تواجد رفيقتها بالمنزل بعضا من السكينة...ارتمت على فراشها..لتبدأ في البكاء مجددا...
بدا لها أن دهرا من الزمن قد فات...حملت نفسها نحو الحمام مكرهة..حاولت أن تلملم بعض الشتات...تأملت وجهها مليا،لكنها لم تتعرف على هذه الفتاة..عينان منتفختان..أنف محمر ومحتقن...
بدت كمن تعرض لحادث!!!!!
سمعت صوت جرس الباب فأسرعت نحو علبة مساحيق التجميل علها تجد فيها ما يخفي حرقتها...سمعت صوتا ينادي..تركت علبتها..إنها فاطمة..لا داعي إذا للمساحيق...ففاطمة تعلم جيدا انها صارت ميتة حية.

رائعة جدا شكرا لك

[quote=ابوحمزة;423376]رائعة جدا شكرا لك[/quote
شكرا لك مرورك شرف لي

شكرا لك أستاذتي نجمة نعيمة على ادراج هده القصة البسيطة في المضمون والعميقة في المعنى ...شكرا مع مودتي وتقديري ..