بســـــــم اللـــــه الرحمـــــن الرحيـــــــم
السلام عليكم ورحمة الله
تحية تربوية خالصة إلى رجال التعليم ونساءه، وتلامذته الكرام،
لعلتي أثرت انتباهكم جميعا بهذا العنوان، وربما انتظر البعض أنني سأتحدث لغة أكاديمية موثقة ومبنية على مصادر ومراجع لغوية، أو أنني سألجأ إلى مقارنات ومفاضلات ....لهذا أقر بأنني سأتحدث لغة الواقع انطلاقا من واقع التجربة الميدانية التي راكتمها لسنوات عدة مرت. من هنا سأستشكل المسألة اللغوية بما يلي( ما حقيقة الدرس اللغوي في تعليمنا؟؟؟)).
يتضح منذ البداية أن الإشكال اللغوي في مؤسستنا التعليمية قائم وقوي بشكل لا يمكن التغاضي عنه، بحيث أصبحت اللغة العربية في مطب خطير اليوم، خاصة وأن الإصلاحات البيداغوجية المتتالية في بلادنا أثرت بشكل أو بآخر على جمالية اللغة ورونقها ومدى ارتباطها بالوجدان المغربي والعقل المغربي، وهذا يعني أن الإصلاحات برمتها غلبت الجانب الديداكتيكي والبيداغوجي المحض على الجانب الجوهري للغة، أي أصبح الدرس اللغوي عبارة عن أهداف وكفايات... دون مراعاة حيوية اللغة العربية وأنها وعاء حضاري يعبر عن مجتمع وحضارة، بل إنها وعاء سلوكي من خلاله يتواصل الناس من خلاله، وبها يمكن أن نصل إلى ما نريد في حالة تعبيرنا بوضوح وبينة، ولعلنا في أقسامنا بختلف الأسلاك نلاحظ أن المتعلمين لا يستطيعون التواصل لغويا سواء فيما بينهم أو بينهم وبين معلميهم ومدرسيهم، فنجد اللغة الطاغية هي تلك اللغة العاقة للغة الضاد، نجد خليطا من اللهجة واللغة. ويزداد الإشكال قوة عندما ننتقل إلى التعبير اللغوي أو الإنتاج المقالي، فهنا تستفحل الأمور، فلا نجد لغة سليمة ولا تعبيرا واسلوبا عربيا، بقدرما نجد كلاما مركبا تركيبا لا يحترم أسس التعبير اللغوي العربي، فتصوروا معي ، تلميذا في الباكالوريا أو ما فوق يكتب إنشاء بلا فاصلة ولا نقطة، مما يتطلب من القارئ أو المصحح أن تكون له رئة ((هشام الكروج)) حتى يطالع المقال، ما الذي حدث؟؟ المشكل برمته ناتج عن تعليمنا لأبناءنا داخل المدارس للغة، فنحن نركز على آلية اللغة أي ضبط القاعدة وحفظها عن ظهر قلب، لكن استعمالها والتواصل بها فهذا غائب عن درسنا المدرسي، بهذا الشكل أصبح مدرسوا اللغة العربية اليوم يشتكون مما كا يشتكي منه مدرسوا أساتذة اللغات الأجنية من قصور قدرات المتعلمين في التعبير باللغة العربية، وربما لو استمر الحال على ما هو عليه فيمكننا أن نصل إلى لغة عربية جديدة هي لغة ((sms)) أو لغة (( الشات)) حيث لا حرف ولا لغة.
نحن اليوم ندق ناقوس الخطر غيرة على لغة البيان والقرآن، لغة الأدب والشعر والفنون الجميلة، لغة الحرف العربي الأصيل التي بات الخطر يهددها ويقض مضجعها، وربما سنبكي يوما كما بكى الشاعر العربي ((حافظ ابراهيم )) حال اللغة العربية، فماذا نحن فاعلون لإعادة اللغة العربية إلى أقسامنا ونحببها لتلامذتنا علنا نفوز جميعا؟؟؟؟.

بسم الله الرحمن الرحيم
أشكركم على هذه اللفتة الطيبة، وكما تفضلتم فالأستاذ جزء من المشكلة وليس كل المشكلة ، لأنه هو الآخر ثمرة تكوين وتعليم لا لغة عربية فصيحة فيه، وإنما تواصل مرقع,لهذا العناية باللغة ينبغي أن تنطلق من مراحل نعومة الطفل بوضع خطط تعليمية وتربوية تساعد وتشوق التلميذ إلى اللغة لا أن تنفره منها.
عموما جزاكم الله خيرا.