جيل بريس في حوار شامل ومستفيض مع الأستاذ "محمد جاي منصوري"
نائب وزارة التربية الوطنية على إقليم تاونات
حول جديد الدخول المدرسي 2011 ـ 2012 وقضايا تربوية أخرى.
يسعد جريدة جيل بريس الإلكترونية أن تدشن موسمها الصحافي الجديد باستضافة الأستاذ محمد جاي منصوري نائب وزارة التربية الوطنية على إقليم تاونات.
بداية نحيط عنايتكم أننا من المتتبعين والمعنيين بالشأن التعليمي بالإقليم، وأننا نحمل لكم أسئلة تخصنا وأسئلة كلفنا بعض الفاعلين بإيصالها لكم، كما نشكركم جزيل الشكر على فتحكم لأبواب مكاتبكم في وجه العموم وإتاحتكم لنا لهذه الفرصة الطيبة للتواصل وطرح أسئلتنا العديدة والتي هي في الواقع أسئلة الكثير من الفاعلين والمهتمين والممارسين بالقطاع.
"مارست التدريس والتأطير التربوي بالثانوي ما بين سنتي 1985و 2004 ثم منسقا جهويا تخصصيا بأكاديمية الحسيمة، إلى أن عينت نائبا للوزارة بنيابة إقليم تاونات سنة 2006 وهو المنصب الذي لا أزال أشغله إلى الآن..."

جيل بريس: في إطار تعريفها ببعض الشخصيات الفاعلة التي تشتغل في الظل، وتصنع الحدث يوميا من دون تسليط كشافات ضوء ولا تغطية صحافية مدفوعة. يسعد جريدة جيل بريس أن تسألكم سؤالها المعتاد على كل ضيوفها المقبلين. من هو الأستاذ محمد جاي منصوري؟
الأستاذ محمد جاي منصوري:

باقتضاب شديد، محمد جاي منصوري من مواليد قبيلة الجاية إقليم تاونات، تابع دراسته الإبتدائية هناك قبل أن ينتقل إلى مدينة فاس حيث تابع دراسته الإعدادية والتأهيلية بثانوية ابن باجة إلى أن حصل على شهادة البكالوريا شعبة العلوم التجريبية سنة 1981، ثم انتقل بعدها إلى المدرسة العليا للأساتذة بنسودة – فاس فتخرج منها أستاذا للتعليم الثانوي تخصص علوم فيزيائية سنة 1985، بعد ذلك شغل مهمة التدريس بالعرائش ما بين سنتي 1985و1992 قبل أن يلتحق بمركز تكوين المفتشين ، ويمارس مهمة التأطير التربوي بالثانوي بين سنتي 1994و 2004 ثم منسقا جهويا تخصصيا بأكاديمية الحسيمة إلى أن عين نائبا للوزارة بنيابة إقليم تاونات سنة 2006 وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى الآن.
"نعم لقد عرف مقر النيابة الإقليمية توسعة مهمة وذات جودة وأعتقد أن ذلك كان ضروريا لتصحيح الوضعية الغير مقبولة التي كان يشتغل فيها نصف الموظفين بالملحقة المبنية بالمفكك."
جيل بريس:عرف مبنى نيابتكم إصلاحات كبرى وتوسعة تغري بالزيارة، لكن ألا تعتقدون أن بعض مؤسسات الإقليم لازالت تحتاج هي الأخرى لالتفاتة من هذا القبيل من أجل تجويد أمثل وأحكم لفضاءات ويوميات الحياة المدرسة؟
الأستاذ محمد جاي منصوري:
بالفعل عرف مقر النيابة الإقليمية توسعة مهمة وذات جودة، أعتقد أن ذلك كان ضروريا لتصحيح الوضعية الغير مقبولة التي كان يشتغل فيها نصف الموظفين بالملحقة المبنية بالمفكك، وهذا يندرج في إطار العناية التي توليها الوزارة للموارد البشرية لتأهيلها وتحسين ظروف عملها من خلال أجرأة مشاريع البرنامج الاستعجالي ذات الصلة . وبنفس التوجه يتم العناية بفضاءات المؤسسات التعليمية وتكفي الإشارة أنه خلال السنتين الأخيرتين تم تأهيل ما يفوق 560 حجرة الخاصة بجيل مدرسة النجاح، بالإضافة إلى 278 حجرة أخرى مع ما يتطلبه ذلك من تجديد التجهيز والتزويد بالمعدات الديداكتيكية.
"أعتقد أن ما عرفته بنية الاستقبال من تطور وما شهدته مؤسسات الإقليم من تأهيل وتوسيع خلال الثلاث سنوات الأخيرة من عمر البرنامج الاستعجالي لم يسبق له نظير..."
جيل بريس: جيد وماذا عن مشاريع تأهيل المؤسسات التعليمية ككل وإعادة تعزيز بنيات الاستقبال ؟
الأستاذ محمد جاي منصوري:
أعتقد أن ما عرفته بنية الاستقبال من تطور وما شهدته مؤسسات الإقليم من تأهيل وتوسيع خلال الثلاث سنوات الأخيرة من عمر البرنامج الاستعجالي لم يسبق له نظير، وتكفي الإشارة أنه على مستوى التعليم الابتدائي: انتقل عدد المؤسسات من 172 إلى 178، ناهيك عن الشروع في بناء مدرستين جماعيتين بكل من أولاد داوود وجماعة الودكة والاستعداد للشروع قريبا في بناء مدارس جماعاتية أخرى بكل من جماعة الزريزر والولجة وبني ونجل وتمزكانة ...مع الانطلاق الفعلي في بناء 34 سكن لرجال التعليم في إطار الجمعية المغربية لدعم التمدرس، بالإضافة إلى ما سبقت الإشارة إليه من تأهيل وبناء للحجرات ، وعلى مستوى الإعدادي انتقل عدد الإعداديات من 37 إلى 40 مشغلة بالإضافة إلى ست 6 إعداديات سترى النور في الموسم الدراسي المقبل بكل من بلدية تاونات وبوشابل وتمزكانة والكيسان وبوعادل مع توسع ست6 إعداديات بكل من كلاز واسلاس و بوهودة وتافرانت والمكانسة والقدس بقرية بامحمد، أما على مستوى التعليم التأهيلي فقد تميز الدخول المدرسي الحالي بالشروع في استغلال ثانويتي العهد الجديد بكلاز والإمام الغزالي بتافرانت بالإضافة إلى أربع 4 ثانويات أخرى سترى النور في الموسم المقبل ويتعلق الأمر بكل من بلدية تاونات وبوهودة ومولاي بوشتى والمكانسة .

جيل بريس: وماذا عن وضعية الداخليات بمؤسسات الإقليم؟
الأستاذ محمد جاي منصوري:
لقد تميز الموسم الدراسي الحالي بفتح ثلاث 3 داخليات جديدة بكل من القرية وعين مديونة وكلاز بطاقة استيعابية تقدر ب 120 سرير لكل منها مع تأهيل أربع 4 داخليات بكل من ثانويات الوحدة والشطيبي وعين عائشة والمسيرة بتيسة ...
"لقد تم تمكين أطر الإدارة التربوية من تكوينات مهمة في مجال التدبير وكيفية العمل بالمشروع فضلا عن تزويدها بمستلزمات العمل من حواسيب محمولة وربطها بشبكة الأنترنيت وهواتف نقالة وثابتة وآلات الاستنساخ والأدوات المكتبية ومدها بالأطر الداعمة وتعميم تعيين المديرين المساعدين وتخصيص فضاء استقبال خاص بالنيابة لفائدتهم، كما تم تزويد جميع مؤسسات الابتدائي بحقائب متعددة الوسائط..."
جيل بريس: في هذا الصدد يتزامن الدخول المدرسي لهذا الموسم مع تنزيل مشاريع المخطط الاستعجالي وتفعيل مجالاته في سنته الثالثة والأخيرة ، ما هي أهم الإنجازات والمتغيرات الملموسة في نظركم؟ وألا ترون أن المدرسة المغربية ستظل في حاجة ماسة لمشاريع ومخططات استعجالية دائمة وتعبئة مستمرة؟
الأستاذ محمد جاي منصوري:
إن المتتبع لمشاريع الإصلاح في ظل تنفيذ تدابير البرنامج الاستعجالي سيلاحظ أن هناك تطورات مهمة مست المنظومة التربوية في جميع المجالات، ليس على المستوى الإقليمي فحسب بل على امتداد التراب الوطني، ويصعب تعدادها نظرا لخصوصية هذا الحوار، وإذا كان ضروريا لتقديم بعض الأمثلة ، فعلى مستوى تأهيل المؤسسات وتوسيع بنية الاستقبال أو تحسين مؤشرات التمدرس ، يكفي الرجوع إلى ما سبق ذكره ، على مستوى الارتقاء بالإدارة التربوية فقد تم تمكين أطر الإدارة التربوية من تكوينات مهمة في مجال التدبير وكيفية العمل بالمشروع كآلية للتدبير التشاركي والارتقاء بوضعية المؤسسات ، فضلا عن تزويدها بمستلزمات العمل من حواسيب محمولة وربطها بشبكة الأنترنيت وهواتف نقالة وثابتة وآلات الاستنساخ والأدوات المكتبية مع الشروع في تفعيل مضامين الاتفاق المشترك بين الوزارة والإدارة التربوية خاصة ما يرتبط بالأطر الداعمة وتعميم تعيين المديرين المساعدين وتخصيص فضاء خاص بالنيابة لفائدة المديرين، وأيضا تم تزويد جميع مؤسسات الابتدائي بحقائب متعددة الوسائط في إطار تعميم الاستفادة من التقنيات الحديثة للإعلام والاتصال وإدماج الموارد الرقمية في التدريس، مع تعميم القاعات المتعددة الوسائط بسلكي التعليم الثانوي وتمكين الأطر العاملة من تكوينات في مجال المعلوميات وبيداغوجية الإدماج لتفعيل مقاربة التدريس بالكفايات ، وذلك في إطار أجرأة مشاريع البرنامج الاستعجالي ذات الصلة بتأهيل الموارد البشرية. وفي نفس الإطار تم بناء مركز للتكوين المستمر بجودة عالية وتجهيزه بأحدث التجهيزات المعتمدة في التكوين. كما تم منذ السنة الماضية العمل بمشروع تأمين الزمن المدرسي وزمن التعلم وتم إرساؤه بنسبة تفوق 62% في المرحلة الأولى وينتظر تعميمه خلال هذا الموسم وكان من نتائجه الحد من ظاهرة الغياب غير المبرر وتعويض الحصص الدراسية الضائعة بحيث أن نسبة النجاح ارتفعت بجميع الأسلاك وخاصة بالبكالوريا التي تزايدت ب 8 نقط مقارنة مع الموسم الفارط ، كما تم دعم خدمات التأطير التربوي من خلال تفعيل دور الأستاذ المرشد إذ تم تكليف السنة الماضية 87 أستاذا مرشدا...
"يجدر القول أن البرنامج الاستعجالي ساهم إلى حد بعيد في إرساء معالم مدرسة النجاح وبالتالي في وضع المدرسة المغربية على السكة الصحيحة، وسيكون من الأجدر ما بعد المخطط الاستعجالي الحديث عن مخطط يتبنى نفس الفلسفة، ونفس وتيرة الاشتغال، لكن بمنظور تعاقدي بين جميع مستويات تدبير المنظومة باعتماد المقاربة المبنية على النتائج وعلى أساس المسؤولية والمساءلة."
أما فيما يتعلق بالشطر الثاني من السؤال ، فيمكن القول أن البرنامج الاستعجالي كان هدفه إعطاء نفس جديد للاصلاح وخاصة ما كان مسطرا في الميثاق الوطني للتربية والتكوين مع خلق دينامية جديدة داخل المنظومة التربوية من خلال تعزيز الحكامة وتطويرأ نماط التدبير ، مما ساهم إلى حد بعيد في إرساء معالم مدرسة النجاح وبالتالي وضع المدرسة المغربية على السكة الصحيحة ، وسيكون من الأجدر ما بعد المخطط الاستعجالي الحديث عن مخطط يتبنى نفس الفلسفة ونفس وتيرة الاشتغال لكن بمنظور تعاقدي بين جميع مستويات تدبير المنظومة باعتماد المقاربة المبنية على النتائج وعلى أساس المسؤولية والمساءلة ، وهذا يتطلب بالفعل الإيمان بالقدرات التي يزخر بها القطاع وتعبئة جميع الأطراف للانخراط الإيجابي في هذا الورش الكبير الذي يتميز بحركية مستمرة وتطورا مضطردا مما يجعله في حاجة دائمة لا أقول إلى إصلاح بل إلى مواكبة لمسايرة العصر .
"إن برامج الدعم الاجتماعي بشتى أشكالها تهدف من بين ما تهدف إليه إلى ترسيخ ثقافة التضامن وهذه قيمة إنسانية متأصلة في مجتمعنا، وهي غير مرتبطة بعمر هذا البرنامج أو ذاك.. أما ظاهرة الهدر المدرسي فهي ليست مرتبطة فقط بالدعم الاجتماعي بل هناك عوامل أخرى يجب الاهتمام بها من قبيل الدعم التربوي والدعم النفسي ومحاربة كل أشكال التعثر الدراسي..."
جيل بريس: لكن ألا تعتقدون أن برامج الدعم المدرسي الرامية إلى تعميم التمدرس ومحاربة ظاهرة الهدر المدرسي من قبيل برنامج مليون محفظة وبرنامج "تيسير للتحويلا ت المالية المشروطة" وتوفير النقل المدرسي سينعكس توقفهما مع انتهاء ربيع المخطط الاستعجالي سلبا على مؤشرات استمرار التمدرس وسير المنظومة التربوية ككل؟
الأستاذ محمد جاي منصوري:
إن برامج الدعم الاجتماعي بشتى أشكالها تهدف إلى ترسيخ ثقافة التضامن وهذه قيمة إنسانية متأصلة في مجتمعنا وغير مرتبطة بعمر هذا البرنامج أو ذاك ، وبالتالي فمن المأمول أن تتعزز بمبادرات محلية من خلال انخراط شركاء المدرسة في هذا الشأن وخاصة الجماعات المحلية وجمعيات المجتمع المدني. أما ظاهرة الهدر المدرسي فهي ليست مرتبطة فقط بالدعم الاجتماعي بل هناك عوامل أخرى يجب الاهتمام بها من قبيل الدعم التربوي والدعم النفسي ومحاربة كل أشكال التعثر الدراسي ومن هنا تأتي أهمية خلايا اليقظة التي تم إرساؤها بالمؤسسات وكذلك أهمية التتبع الفردي للتلميذ والتقويم التشخيصي الذي تقوم به المؤسسات عند بداية كل موسم دراسي من خلال تمرير الروائز ، وهذه العملية بدأت تتمأسس سنة بعد أخرى وهي من حسنات البرنامج الاستعجالي الذي وضع المتعلم في قلب الاهتمام .
"يتميز إقليم تاونات بعدم استقرار الأطر التعليمية وكذا هيأة الإدارة التربوية فهو إقليم عبور ، الشيء الذي يخلق متاعب إضافية عند كل دخول مدرسي... والوزارة هذه السنة مكنت الإقليم من 220 أستاذ جديد الأمر الذي سجعل وضعية الموارد البشرية هذه السنة مطمئنة .."
جيل بريس: وكيف هي ،السيد النائب، الوضعية الراهنة للموارد البشرية بمختلف الأسلاك، وهل من مقاربة ميدانية وقانونية لمشروع تأمين الزمن المدرسي وزمن التعلم؟
الأستاذ محمد جاي منصوري:
كما هو معروف لدى المتتبعين للشأن التربوي ، يتميز إقليم تاونات بعدم استقرار الأطر التعليمية وكذا هيأة الإدارة التربوية فهو إقليم عبور ، الشيء الذي يخلق متاعب إضافية عند كل دخول مدرسي ، لكن الوزارة مشكورة تعمل كل سنة على تمكين النيابة من الأطر اللازمة لسد الخصاص الذي تتركه الحركة الوطنية ، وفي هذا الإطار تم تعيين 100 أستاذ بالإبتدائي و75 بالإعدادي و44 بالتأهيلي الشيء الذي جعل وضعية الموارد البشرية مطمئنة ، باقي الحالات نتغلب عليها عن طريق عمليات تدبيرية . أما عن تأمين الزمن المدرسي الذي سبقت الإشارة إليه فهناك مقاربة متكاملة اعتمدتها الوزارة تم الشروع في إرسائها منذ الموسم الدراسي الماضي، تعتمد أربع مداخل أساسية : مدخل الشفافية من خلال نشر لوائح العاملين بالسبورة مع الوضعيات التي يوجدون عليها ،المعالجة االبيداغوجية المتمثلة في تعويض الحصص الضائعة، ثم المعالجة الإدارية المرتبطة بتطبيق المساطر المعمول بها بالإضافة إلى المسك المعلومياتي باعتماد البرنام المعد لهذه الغاية .
جيل بريس: مجالات أخرى ننتظر منكم السيد النائب نظرة موجزة عن نسب تحققها وحجم الاستفادة منها بالإقليم، وما هيأته نيابتكم بخصوصها خلال هذا الموسم المدرسي الحالي، الإطعام المدرسي، النقل المدرسي، توحيد الزي المدرسي، الداخليات و المدارس الجماعاتية؟
الأستاذ محمد جاي منصوري:
هذه المجالات التي أشرتم إليها تصنف ضمن عمليات الدعم الاجتماعي ، فبالنسبة للإطعام المدرسي فقد تطور عدد المستفيدين خلال الثلاث سنوات الأخيرة من :38870 سنة 2009 إلى 51736 بزيادة 12866وهو ما يمثل نسبة %11 سنويا ، في نفس الآن ارتفع عدد أيام الإطعام من 110 إلى 140 مع الزيادة في قيمة المنحة . في التعليم الإعدادي ارتفع عدد المستفيدين من منحة كاملة من 1636 إلى 1846منهم 931 من الإناث وعدد المستفيدين من وجبة غذاء ارتفع من 2767 إلى 3287 عدد الإناث منهم 1742، بالنسبة للتعليم التأهيلي تطور عدد المستفيدين من منحة كاملة من 3380 إى 3579 الإناث منهم 1452، مع الإشارة أن قيمة المنحة ارتفعت من 7 دراهم إى 14 درهم في اليوم ، أما بالنسبة لدور الطالب التي بلغ عددها بالإقليم 40 المشغل منها 23 فقد ارتفع عدد المستفيدين من منح كاملة من 1445 إلى 2100 منهم 1803 من الإناث .
جيل بريس: وماذا عن الزي والنقل المدرسي ؟
الأستاذ محمد جاي منصوري:
فيما يخص الزي المدرسي الموحد فقد بلغ عدد المستفيدين منه 31770 بالإضافة إلى المبادرات المحلية. أما النقل المدرسي فقد عرف تطورا ملحوظا إذ انتقل عدد الحافلات من 4 سنة 2006 إلى 41 سنة 2011، إلا أن تشغيله بالكامل كانت تعترضه معيقات تدبيرية مرتبطة أساسا بتأهيل السائقين على مستوى الجماعات ، ويرجع الفضل في ذلك إلى تدخل الشركاء وخاصة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبرنامج التنمية المندمجة .
أما بالنسبة للمدارس الجماعاتية ، فقد سبقت الإشارة إليها وهو مشروع قيد الإنجاز وسيرى النور في غضون الموسم الدراسي المقبل ، مما سيساعد على تقديم أجوبة عن الإشكالات المرتبطة بالفرعيات المدرسية خاصة ما يتعلق بالأقسام المشتركة وباحترام الزمن المدرسي .
جيل بريس: وإلى أي حد أسهمت هذه المجهودات في تعميم التمدرس بالجهة ؟
الأستاذ محمد جاي منصوري:
من خلال الأرقام التي سبق التطرق إليها يتضح جليا أن أعداد التلاميذ في تطور مستمر إذ انتقل من 90379 سنة 2009 إلى 97000 منهم 45880 من الإناث بنسبة 48% سنة 2011 بالابتدائي، وبلغت نسبة تمدرس الفئة العمرية 6 – 11 سنة 95% . وعلى مستوى الإعدادي انتقل عدد التلاميذ من 21180 سنة 2009 إلى 25260 الإناث منهم 9318 . مع ارتفاع في مؤشر الاحتفاظ بالتلاميذ وتدني نسبة عدم الالتحاق ما بين الأسلاك التعليمية . إن هذه المجهودات التي تبذل في ظل تفعيل مقتضيات البرنامج الاستعجالي كان لها الوقع الجيد على تحسين مؤشرات التمدرس على جميع المستويات .
"أعتقد أن مدرسة النجاح هي نظرة متطورة للمدرسة المغربية المأمولة ، وهو ما يعمل الجميع كل من موقعه على إرساء دعائمه.. أما القول بتدني قيمتي العمل والإخلاص فهذا غير صحيح بتاتا وفيه نوع من المزايدة والتبخيس للمجهودات التي يقوم بها رجال التربية والتكوين من مختلف مواقعهم، ولولا انخراطهم وإيمانهم بقضيتهم لما أمكن لهذه النتائج الإيجابية أن تتحقق.. "
جيل بريس: لا جدال السيد النائب أن إنجاح الدخول المدرسي ومشاريع المخطط الاستعجالي وأي دخول ومشروع آخرين يقتضي الانخراط والتعبئة التامين والعناية الكاملة والحقيقية بجيل مدرسة النجاح وحتى بجيل مدرسة الفشل، هل تلمسون السيد النائب هذا الانخراط اللا مشروط، أم أن قيمتي العمل والإخلاص في طريقهما نحو الانقراض؟

الأستاذ محمد جاي منصوري:
أعتقد أن مدرسة النجاح هي نظرة متطورة للمدرسة المغربية المأمولة ، وهو ما يعمل الجميع كل من موقعه على إرساء دعائمها من خلال تمكين المتعلمين من شروط أفضل للتمدرس مع ما يعنيه ذلك من تجديد الأساليب والطرق والمنهجيات وتطوير الكفايات المهنية للمدرسين والارتقاء بالفضاءات وتجهيزها بالمعدات الديداكتيكية اللازمة ، وذلك بغية توفير سبل النجاح للجميع . وجيل مدرسة النجاح هو ذلك الجيل الذي ولج المدرسة في ظل هذه الرؤية التي تزامنت مع انطلاق البرنامج الاستعجالي . صحيح أن بلوغ هذه المقاصد رهين بترسيخ جو الثقة وبتعبئة الجميع وبالانخراط الإيجابي لكل الفاعلين المباشرين والشركاء، وأن ما قد يلاحظ من قصور في هذا الجانب هو مرتبط في اعتقادي بالتواصل حول المدرسة ، وهذا الأمر ما زال في حاجة إلى المزيد من الاهتمام . أما القول بتدني قيمتي العمل والإخلاص فهذا غير صحيح وفيه نوع من التبخيس للمجهودات التي يقوم بها رجال التربية والتكوين في مختلف مواقعهم ، ولولا انخراطهم وإيمانهم بقضيتهم لما كانت هذه النتائج الإيجابية أن تتحقق ولما بلغنا هذه المؤشرات .
"البرنامج الاستعجالي لم يأت فقط بإصلاحات ذات بعد مادي ، بل جاء أيضا بثقافة تدبيرية حديثة قوامها التواصل الفعال والعمل وفق منهجية المشروع والتدبير التشاركي المتمحور حول النتائج مع ما يتطلبه ذلك من تحديد للمسؤوليات والعمل بثقافة التقويم والمساءلة.. وعموما ما تم القيام به لحد الآن في ظل المشاريع الإصلاحية يبعث على الاطمئنان"
جيل بريس: جيد، كن بالمقابل لا يزال الإقليم يعيش على إيقاع اختلالات وإشكالات عديدة ، ما هي أبرز العراقيل التي تعترض سيرورة التنزيل الميداني لمشاريع المخطط الاستعجالي؟
الأستاذ محمد جاي منصوري:
كما سبق أن أشرت ، أن البرنامج الاستعجالي جاء ليس فقط بإصلاحات ذات بعد مادي ، بل جاء أيضا بثقافة تدبيرية حديثة قوامها التواصل الفعال والعمل وفق منهجية المشروع والتدبير التشاركي المتمحور حول النتائج مع ما يتطلبه ذلك من تحديد للمسؤوليات والعمل بثقافة التقويم والمساءلة ، كل هذا يتطلب تملكا واستدخالا لهذه المفاهيم من طرف الفاعلين وخاصة من هم في مواقع تدبيرية وأعني بذلك أطر الإدارة التربوية أساسا ، وهذه كفايات جديدة تستوجب معالجة خاصة للقدرات المتملكة لكي تتبلور ميدانيا، و أمورا تتطلب وقتا واستعدادا وهو ما يحول أحيانا دون بلوغ النتائج المرجوة في الزمن المحدد ويعطي الانطباع ببطء تنزيل المشاريع الإصلاحية . لكن ما تم القيام به لحد الآن يبعث على الاطمئنان.
"إشكالية الخصاص والاكتظاظ هي في الواقع إشكالية ظاهرية مرتبطة بتدبير الموارد البشرية المتوفرة من جهة، وبظروف مرتبطة بتشتت الساكنة ووجود وحدات مدرسية استنفذت الغاية من وجودها ويبدو أن المدارس الجماعاتية ستقدم الحل النهائي والاستراتيجي الأمثل."
جيل بريس: إشكاليات الخصاص والاكتظاظ والأقسام المشتركة وهدر الزمن المدرسي، كيف السبيل إذن إلى ضمان تقديم واستثمار منتوج مدرسي عادل ومتكافئ للرأسمال البشري عبر بوابة المدرسة المغربية؟
الأستاذ محمد جاي منصوري:
إن إشكالية الخصاص التي أشرتم إليها ، هي في الواقع إشكالية ظاهرية مرتبطة بتدبير الموارد البشرية المتوفرة في ارتباط بالفرقاء في هذا المجال ، إذ أن معدل التلاميذ بالقسم لا يتعدى 26 تلميذا ، الشيء الذي يجعل من الاكتظاظ و الخصاص واقعا مرتبطا بتدبير الفضاءات والموارد بنظرة شمولية في بعدها الإقليمي والجهوي ، أما الأقسام المشتركة فتمليها ظروف مرتبطة بتشتت الساكنة ووجود وحدات مدرسية استنفذت الغاية منها ، لكن هذا الأمر يتم معالجته بشكل استراتيجي من خلال تعميم تجربة المدارس الجماعاتية ، وعلى مستوى الإقليم فقد تم حصر القسم المشترك في مستويين ، 9 أقسام فقط من أصل 3522 بأكثر من ذلك .
وفيما يتعلق بالشطر الثاني من سؤالكم فالمدرسة هي الفضاء الذي تنمحي فيه الفوارق الاجتماعية ويوفر تكافؤ الفرص للجميع وهى مشتل للتنمية البشرية ، والمراهنة عليها في هذا الباب أمر طبيعي .
جيل بريس : وهل يمكن جعل دعامات الإصلاح ومشاريعه واقعا إجرائيا ذا أثر وتأثير وجدوى على نساء ورجال التعليم في ظل الممناعة الملموسة لكثير من المستجدات ؟
الأستاذ محمد جاي منصوري:
القول بوجود ممانعة أمر مبالغ فيه ، فرجال ونساء التعليم منخرطون بنسب مختلفة حسب خصوصية الوسط إلا أن الأمر ما يزال يحتاج إلى المزيد من التأطير والتواصل لشرح أبعاد ومقاصد بعض المستجدات خاصة ما يتعلق منها بالتتبع الفردي للتلميذ وتقويم المستلزمات وتأمين الزمن المدرسي ، أما مشاريع الإصلاح فقد أصبحت واقعا ملموسا وذا أثر مباشر على رجال التعليم ، وتكفي الإشارة إلى التكوينات التي استفاد منها نساء ورجال الإدارة والتعليم وانعكاسات مضامين الحوار المشترك على وضعيتهم المهنية والمادية خاصة ما يتعلق منها بالترقية وتغيير الإطار،وهذا ورش مفتوح للنقاش على الدوام...
"التباين الجغرافي والتاريخي والثقافي داخل إقليم تاونات لا يعيق تنفيذ برامج الإصلاح التي تأخذ في الحسبان خصوصية كل منطقة، بما يضمن تكافؤ الفرص وتمكين كل أبناء الإقليم من الاستفادة من الخدمات التربوية على قدم المساواة "
جيل بريس: الواقع التعليمي بمنطقة الريف واقع ملتبس ومتباين من جهة إلى أخرى ومن منطقة لأخرى،هل تستحضرون السيد النائب وأنتم تنزلون برامجكم الإصلاحية وتتفقدون فرعيات الإقليم وداخلياته النائية هول الفوارق القائمة وإشكالية لا تكافؤ الحظوظ؟
الأستاذ محمد جاي منصوري:
التباين الجغرافي والتاريخي والثقافي هو موجود داخل الإقليم الواحد ، لكن هذا لا يعيق تنفيذ برامج الإصلاح التي تأخذ في الحسبان كل هذه المعطيات ، بما يضمن تكافؤ الفرص بين الجميع ، وبالتالي تمكين كل أبناء المنطقة من الاستفادة من الخدمات التربوية على قدم المساواة وحسب خصوصية كل جماعة أو دائرة .
" لقد أصبح للقواعد الأساسية تأثيرها وأهميتها بنفس القدر الذي تحضى به الإدارات المركزية، مع ما يقتضيه ذلك من تأطير وتواصل..."
جيل بريس: " من يعمل في الميدان يكتشف أن الإدارات المركزية تدور حول نفسها، وتفتعل أنشطة لا تأثير لها في المؤسسات التي تشكل القاعدة الأساسية" تصريح للوزير السابق عبد الله ساعف ، كيف السبيل إلى ضمان التأثير والنجاعة والفاعلية لمشاريع الإصلاح إذن؟
الأستاذ محمد جاي منصوري:
في ظل البرنامج الاستعجالي تغيرت الأمور وأصبح التخطيط تصاعديا ينطلق من المؤسسة التعليمية مرورا بالنيابة والأكاديمية ثم الوزارة ومن هنا أصبحت للقواعد الأساسية التي ذكرتها أهميتها ، وإذا لوحظ تردد ما هنا أوهناك فمرده إلى التجاوب المفروض بين مكونات المنظومة أو إلى ضعف في التأطير والتواصل.
جيل بريس: يعيش الإقليم على إيقاع حركات نضالية مستمرة، ما وجهة نظركم في مطالبة شغيلة إقليم تاونات بتغيير رمز منطقة العمل؟
الأستاذ محمد جاي منصوري:
الأمر ليس بالحدة التي ذكرتها ، إنما من حين لآخر تكون هناك مطالب وليست دائما مرتبطة بقطاع التعليم من بينها ما ورد في سؤالكم ، فهذا الموضوع أعتقد أنه حسم فيه من طرف الجهات المعنية ويأخذ الآن طريقه إلى التنفيذ .
"أعتقد أن المدرسة المغربية لم يسبق لها أن حظيت على المستوى الرسمي بالدعم التي تحظى به الآن، ومكانتها صارت تتعزز تدريجيا."
جيل بريس: يؤمن الجميع أن النهوض بالمدرسة المغربية رهان تعوزه تعبئة وطنية و التفاف شعبي ورسمي، وأن المدرسة يلزمها أن تصير شأنا عاما، السيد النائب هل لفريق عملكم تصور ورهانات وشراكات في هذا الصدد؟
الأستاذ محمد جاي منصوري:
أعتقد أن المدرسة المغربية لم يسبق لها أن حظيت على المستوى الرسمي بالدعم التي تحظى به الآن ، على مستوى باقي المتدخلين والشركاء هناك تطور وتزايد في الانخراط خاصة من طرف الجماعات المحلية ، فعلى المستوى الإقليمي تم إبرام العديد من الشراكات تتعلق بتأهيل المؤسسات والربط بشبكتي الماء والكهرباء ، إنما هذا المطمح يحتاج إلى تحيين النصوص القانونية لكي يتمكن هؤلاء الشركاء من برمجة اعتمادات مكملة لبرامج الإصلاح ، والكل يجتهد في هذا الباب حتى تتعزز مكانة المدرسة لدى الجميع .
"يتبين أن المذكرة 122 لم يتم استيعاب ما تنطوي عليه بالشكل الجيد من طرف الجميع، وشبكة التقويم جاءت لإضفاء شفافية أكثر على عملية التقويم."
جيل بريس: وكيف تنظرون إلى المعارضة الشديدة التي أبداها ولا زال يبديها رجال ونساء التعليم إزاء المذكرة رقم 122 ،وشبكة التقويم، وكل مستجد يخلخل الراهن؟
الأستاذ محمد جاي منصوري:
يتبين أن المذكرة 122 لم يتم استيعاب ما تنطوي عليه بالشكل الجيد من طرف الجميع ، فهي في العمق تهدف إلى تكييف التوقيت حسب تدرج زمن التعلم واستعدادات المتعلمين ، إذ أثبتت بعض الدراسات العلمية أن الطفل في سن معين لا يستطيع أن يركز باهتمام طيلة الفترة المسترسلة المعمول بها حاليا في بعض المناطق ، وهذا الجانب كان لابد من الاهتمام به ، إلا أن خصوصيات بعض المؤسسات تحول دون تحقيق هذا الهدف ، لكن في المؤسسات التي تتوفر على الشروط الضرورية ، فمن غير المفهوم إبداء تحفظ حول تطبيق المذكرة السالفة الذكر. أما بالنسبة لشبكة التقويم فهي جاءت لإضفاء شفافية أكثر على عملية التقويم وقيدت سلطة التقويم باعتماد مؤشرات مضبوطة متوافق حولها ، في نفس الآن تهدف إلى تشجيع التميز في صفوف العاملين.
جيل بريس: كم يتحمل التعليم الخاص بالجهة من حجم نسب الفئة الممدرسة؟ وهل واقعه وعروضه تتناسب والطموحات المأمولة في نهوضه هو الآخر بنظامنا التعليمي؟
الأستاذ محمد جاي منصوري:
مساهمة القطاع الخاص على المستوى الجهوي عموما وعلى المستوى الإقليمي خاصة ما تزال دون الطموحات ، بسبب ضعف المستثمرين في هذا المجال ، لكن في السنوات الأخيرة بدأ نوع من الإقبال بالرغم من وجود إكراهات موضوعية تتمثل في قلة العقار المخصص لهذا الغرض ، وهذا الموضوع يحتاج إلى تواصل أكثر بهدف جلب الاستثمارات مع ما يتطلبه ذلك من تبسيط للمساطر المعمول بها.
جيل بريس: نشكركم السيد النائب على رحابة صدركم وجميل تجاوبكم وتواضعكم الكريم في الرد على أسئلتنا الكثيرة ونترك لكم كلمة الختام.
الأستاذ محمد جاي منصوري:
بدوري أتوجه لكم بالشكر والتقدير، على ما تبذلونه من جهد وتضحيات لتنوير الرأي العام التعليمي ، ومن خلال منبركم أتوجه بتحية تقدير وإجلال إلى رجال التربية والتكوين الذين يسترخصون وقتهم وجهدهم في سبيل رسالتهم النبيلة . متمنياتي للجميع بالتوفيق والسداد لنكون جميعا في مستوى تطلعات ناشئتنا.
حاوره: نورالدين شكردة