منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى أصناف وقواعد وأصول التربية (https://www.profvb.com/vb/f232.html)
-   -   عَزِيمة لا يتطرق إليها وَهَنُ أو ضَعْفُ (https://www.profvb.com/vb/t79578.html)

اسلامي نور حياتي 2011-09-16 22:12

عَزِيمة لا يتطرق إليها وَهَنُ أو ضَعْفُ
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم : "فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكّلين" سورة آل عمران آية رقم 159
وفي الحديث: عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ الْجَبَلَ فَيَجِيءَ بِحُزْمَةٍ مِنْ حَطَبٍ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا ، فَيَسْتَغْنِيَ بِهَا ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ ، أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ
ويقول الشاعر المتنبي:
إذا غامرتَ في شرف مروم *فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير* كطعم الموت في أمر عظيم
وإذا كانت النفوسُ كبارا *تعبتْ في مرادها الأجسام
ليس التعلل بالآمال من أربي* ولا القناعة بالإقلال من شيمي
ولا أظن بنات الدّهر تتركُني* حتى تسدّ عليها طرْقها هِمَمي

ومن علو همة السلف معاناتهم الجوع والمرض والشدائد والمخاطرة بالنفس في طلب العلم.
قص الإمام أبو حاتم رحمه الله تعالى شيئاً مما لقيه في أثناء رحلته في طلب العلم فقال رحمه الله: "لما خرجنا من المدينة من عند داود الجعفري صرنا إلى الجار، وركبنا البحر، وكنا ثلاثة أنفس: أبو زهير المروروذي شيخ، وآخر نيسابوري، فركبنا البحر، وكانت الريح في وجوهنا، فبقينا في البحر ثلاثة أشهر، وضاقت صدورنا، وفني ما كان معنا من الزاد، وبقيت بقية، فخرجنا إلى البر، فجعلنا نمشي أياماً على البر حتى فني ما كان معنا من الزاد والماء، فمشينا يوماً وليلة لم يأكل أحد منا شيئاً، ولا شربنا، واليوم الثاني كذلك، واليوم الثالث كذلك، كل يوم نمشي إلى الليل، فإذا جاء المساء صلينا وألقينا بأنفسنا حيث كنا، وقد ضعفت أبداننا من الجوع والعطش والعياء، فلما أصبحنا اليوم الثالث جعلنا نمشي على قدر طاقتنا، فسقط الشيخ مغشياً عليه، فجئنا نحركه وهو لا يعقل، فتركناه ومشينا أنا وصاحبي النيسابوري قدر فرسخ أو فرسخين فضعفت وسقطت مغشياً علي، ومضى صاحبي وتركني، فلم يزل يمشي حتى أبصر من بعيد قوماً قد قربوا سفينتهم من البر، ونزلوا على بئر موسى عليه السلام، فلما عاينهم، لوح بثوبه إليهم، فجاءوه ومعهم الماء في إداوة، فسقوه وأخذوا بيده، فقال لهم: رفيقين لي قد ألقيا بنفسيهما مغشياً عليهما، فما شعرت إلا برجل يصب الماء على وجهي، ففتحت عيني فقلت: اسقني. فصب من الماء في ركوة أو مشربة شيئاً يسيراً. وأخذ بيدي، فقلت: ورائي شيخ ملقى. قال: قد ذهب إلى ذاك جماعة، فأخذ بيدي وأنا أمشي أجر رجلي ويسقيني شيئاً بعد شيء".
وكان من عادة العرب أن الإنسان عندما يكون في حالة عطش شديد، أو كان في مجاعة ومكث مدة كبيرة جداً حتى كاد يموت من العطش أنهم يأتون بالماء ويضيفون إليه التبن، حتى لا يتمكن من شرب الماء بشكل متواصل؛ لأنه يحتاج إلى إزالة التبن من الماء أثناء شربه، وهذا الأمر كان يفعل منذ القدم.
يقول: "فأخذ بيدي وأنا أمشي أجر رجلي، ويسقيني شيئاً بعد شيء، حتى إذا بلغت إلى عند سفينتهم، وأتوا برفيقي الثالث الشيخ، وأحسنوا إلينا، فبقينا أياماً حتى رجعت إلينا أنفسنا، ثم كتبوا لنا كتاباً إلى مدينة يقال لها: (راية) إلى واليهم، وزودونا من الكعك والسويق والماء، فلم نزل نمشي حتى نفد ما كان معنا من الماء والسويق والكعك، فجعلنا نمشي جياعاً عطاشاً على شط البحر، حتى وقعنا على سلحفاة قد رمى به البحر مثل الترس، فعمدنا إلى حجر كبير فضربنا على ظهر السلحفاة فانفلق ظهره، وإذا فيها مثل صفرة البيض، فأخذنا بعض الأصداف الملقاة على شط البحر فجعلنا نغترف من ذلك الأصفر فنتحساه حتى سكن عنا الجوع والعطش".
"ثم مررنا وتحملنا حتى دخلنا مدينة الراية، وأوصلنا الكتاب إلى عاملهم، فأنزلنا في داره وأحسن إلينا، وكان يقدم إلينا كل يوم القرع، وكان يتكلم الفارسية، فكان كل يوم يقول للخادم: هات لهم اليقطين المبارك -أي: كان عنده شيء من البخل، فما كان يعطيهم إلا اليقطين الذي هو القرع-، قال: فقدم إلينا ذلك اليقطين مع الخبز أياماً، فقال واحد منا بالفارسية: ألا تدعو باللحم المشئوم؟! فسمع صاحب الدار، فسأله فقال: أنا أحسن الفارسية؛ فإن جدتي كانت هروية. فأتانا بعد ذلك باللحم، ثم خرجنا من هناك وزودنا إلى أن بلغنا مصر، وكل هذه الرحلة كانت في سبيل طلب العلم".
ومما سبق نستفيد ما يلي:
· لا تحزن على مفقود ولا تفرح بموجود.
· كن سليم العقيدة، صحيح العبادة محافظا على وقتك.
· كن منظما في شؤونك عالما بأهل زمانك.
· فاز باللذات كل مغامر، متى امتلك النية الطيبة والسعي الحثيث والتوكل الصادق.
· لن تموت الأسد في الغابات جوعا، وإن أكلت لحم الضأن الكلاب.
· أصحاب النفس الطويل، والصبر الجميل، طريقهم ليس بالسهل اليسير.
· الخطوات مكتوبة، والأنفاس محسوبة، والأسباب مطلوبة، والعزيمة موهوبة.
· لم يمت أحد جوعا، ولم يمت أحد عطشا، إنما مات الكثير خوفا وهلعا.

كتبت تلك الكلمات، وخططت تلك السطور، لك أنت دون غيرك لأني أتوسم فيك نفسا أبيَّة، وهمَّة عليَّة، أحببتك من أجلها، فحبل الحب بيننا موصول، وبركات الدعاء بظهر الغيب لا تزول، فكن دائم التذكار غير ملول.
من مواقف عديدة ألمح فتح ربي، وقرب مجدي، وثمرة كدّي، لكن الغريب أني ألمحك بجواري، فهلَّا مددت يدك، وأمسكت قلمك وراسلتني، ببوح خاطرك، وتنهُّدات مشاعرك، فالمسلم أخو المسلم لا يسلمه و لا يخذله.
لا تقلق عليَّ فأنا بخير حال، ما دام معي
رب قادر – قلب ذاكر – لسان شاكر – بدن صابر- زوجة صالحة –أنفاس متوقِّدة – همة عالية – عزيمة قوية.
سلام جميل حتى ألقاك
لا تكنْ بخيلا وردّ ردَّا لائقا بِهمَّتك.

مما راق لي

خالد السوسي 2011-09-24 00:09

رد: عَزِيمة لا يتطرق إليها وَهَنُ أو ضَعْفُ
 



أين نحن من تلك العزائم الفولاذية والهمم العالية !؟؟


جزاكم الله خيرا أختي الفاضلة وبارك الرحمن فيكم وأحسن إليكم ووفق للخيرات اقوالكم وأعمالكم



فطيمة الزهرة 2011-09-24 13:23

رد: عَزِيمة لا يتطرق إليها وَهَنُ أو ضَعْفُ
 
جُزيت الجنّة ونعيمها أختي على قيّم ما نثرت بيننا
بارك الله فيك

ياقوتة 2011-09-24 18:28

رد: عَزِيمة لا يتطرق إليها وَهَنُ أو ضَعْفُ
 
و مما راقني ايضا غاليتي

سلمتِ على الاختيار المميز

خالص محبتي


الساعة الآن 15:52

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd