منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   المنتدى الإسلامي (https://www.profvb.com/vb/f25.html)
-   -   لذة المعصية!! (https://www.profvb.com/vb/t79376.html)

ياقوتة 2011-09-13 22:21

لذة المعصية!!
 


لذة المعصية!!



تأملت في كيفية وقوع العبد في المعصية، فوجدت أن هناك أسباب تسبقها، وقوة تجذب إليها، وعاقبة تأصل معاني الإذلال في نفس مقترفها!!

فركزت فكري في أعماق تلك القوى الخفية الواقفة وراء ذلك الوهم المسمى بالـ (اللذة الكامنة في طيات المعصية) والتي تخور أمام سلطانها قوى الكثير من العباد، فيقعون في اقترافها دون مبالاة بالعواقب (ولو لفترة زمنية محدودة!!) فوجدت من الأسرار عجباً!!

وجدت أن هناك مراحل ثلاث، يمر بها العبد العاصي، وهي :

http://ahyaarab.net/images/176.gif

المرحلة الأولى :

http://ahyaarab.net/images/176.gif

تتمثل في أنسجة خفية، لا يمكن للشيطان بدونها السيطرة على قلب ومشاعر العبد والوصول به إلى تلك الحالة من ذروة السكرة بلذة المعصية، وإسقاطه تحت تأثيرها، في حالة استسلام أشبه ما تكون بحالة السُكر الذهني!!

http://ahyaarab.net/images/176.gif


المرحلة الثانية :

http://ahyaarab.net/images/176.gif

تتمثل في ذلك الحادي الذي يتعمد أن يكون يرفع صوته فوق كل الأصوات التي تجول في نفس العبد؛ كما يسهل عليه قيادته منفرداً حيث شاء، ليصل به إلى عالم من الأوهام، يمنحه فيه الطاقة الذهنية والنفسية على أمل بلوغ قمة عالية من اللذة(الوهمية) حتى يتأكد من ولوجه الفعلي في مستنقع المعصية!!

http://ahyaarab.net/images/176.gif

المرحلة الثالثة :
http://ahyaarab.net/images/176.gif

وهي المرحلة التي تعقب اقتراف المعصية، حيث يعمد فيه الشيطان لإحداث فجوة عميقة في قلب العبد؛ من خلال قوة سحب طاردة لكل أسباب التوازن والسيطرة على المشاعر والتفاعلات، بل حتى الاستذكار أو الاسترجاع؛ بقصد إحداث شرخ واضح، وخلل كبير في توازن النفس، وإشعارها بهوة سقوط كبيرة؛ للسيطرة عليها بمشاعر الإذلال بسبب الوقوع في ذلك الخسران!!

http://ahyaarab.net/images/176.gif

ولمزيد من الإيضاح، فإن المرحلة الأولى تتمثل في استرسال الذهن، وتسليم زمامه كاملاً للشيطان على حين غفلة من العبد، فيسرح به يمنة ويسرى حيثما شاء!! ثم تزداد قوة ذلك الاسترسال تأثيراً على نفس العبد، كلما أطلق لها العنان في الاستقواء بالمزيد من مثيرات نوازغ الشر في نفسه البشرية؛ كإطلاق النظر أو السمع أو كثرة المخالطة، مما يهيئ لها فرز المزيد من تلك الأنسجة الخفية، التي تقيده بسياج من التخدير والسرحان في أجواء المعصية دونما شعور، كيما تحدث لديه التهيئة الحافزة لكي يخطو أولى خطواته نحو المعصية وهو لا يدري!!

http://ahyaarab.net/images/176.gif

أما ذلك الحادي المتمثل في المرحلة الثانية، فهو ذاك الذي يشغل مساحة التفكير كاملة، بحيث لا يعطي الفرصة لسماع غيره من الأصوات، التي قد توقظ في قلب العبد حقائق الإيمان؛ فتصرفه عن الوقوع في تلك المعصية، إذ يعمد لملئ الدنيا بضجيج لذة هذه المعصية، حتى لا يكاد يرى العبد على مساحة آفاق فكره وسمعه وبصره غير ما يأمل من لذتها؛ فيقع فيها؛ محققاً للشيطان مأربه!!

http://ahyaarab.net/images/176.gif


فإذا حدث ذلك انقشعت عن النفس جميع ما نُسج حولها من شباك الخداع!! وما عاشت فيه من الأوهام!! واستيقظت على تلك الحقيقة المفجعة لملامستها قاع المستنقع!! فيضرب الشيطان طبول النصر فوق أطلال ساحة ذلك الصراع الذي انتهت فيه الجولة بهزيمتها؛ كنوع من تأصيل ذلها بالمعصية، وتأكيداً على خسارتها لتلك الجولة!!

http://ahyaarab.net/images/176.gif

لذا فقد قال قائل السلف الصالح :
(ألا رب شهوة ساعة أورثت ذلاً طويلاً!!)

وقال آخر :
رأيت الذنوب تميت القلوب . . . وقد يورث الذل إدمانها إن لذة المعصية لا تعدو كونها وهمٌ نسج الشيطان حوله هالةً من الأوهام، فتلاشيا معاً بمجرد اقتراف العبد لها، ليذيقاه تجرع الآلام!! فلا وهم سعادتها له بقي، ولا السلامة له من شرها دامت!!

http://ahyaarab.net/images/176.gif


ففكر ثم فكر ألف ألف مرة قبل ولوج مستنقعها، وإذا أردت في أن تصيب شيطانك في مقتل، وتلحق به خسارة فادحة، تجعله يتردد ألف مرة على إثرها؛ كلما هم بإيقاعك في المعصية، فاعمد إلى القيام بطاعة تتلمس حلاوتها تقرباً إلى الله؛ كلما دعتك نفسك لاقتراف المعصية أملاً في لذتها!!

http://ahyaarab.net/images/176.gif


فإنك بذلك سوف تجعل شيطانك يخشى من مجرد الوسوسة مكرراً بتلك المعصية؛ خوفاً من أن تقلبها عليه طاعة!! فتكون المثوبة هي البديل للإثم، والتلذذ بحلاوة الإيمان بديلاً عن لذة تلك المعصية!!

http://ahyaarab.net/images/176.gif


منقول


خالد السوسي 2011-09-13 22:29

رد: لذة المعصية!!
 




بالفعل إن للذنب والمعصية لذة عابرة للحظات قصيرة جدا سرعان ما تنقلب الى حسرات وآلام وندم والعاقل من فكر في العواقب قبل الوقوع في المعصية

ومن درر ابن القيم النفيسة لمواجهة طوفان المعاصي والذنوب :



1 علم العبد بقبح المعصية ورذالتها و دناءتها وأن الله حرمها ونهى عنها صيانة وحماية للعبد عن الرذائل كما يحمى الوالد الشفيق ولده عن ما يضره ..

2 الحياء من الله ... فإن العبد متى علم بنظر الله إليه ومقامه عليه وأنه بمرأى من الله و مسمع كان حييا يستحي أن يتعرض لمساخط ربه .. والحياء أن تنفتح فى قلبك عين ترى بها أنك قائم بين يدى الله ...

3 مراعاة نعم الله عليك وإحسانه إليك :
فإذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم..
من أنعم الله عليه بنعمة فلم يشكرها عذبه الله بذات النعمة ..


4 الخوف من الله و خشية عقابه .

5 حب الله .. فإن المحب لمن يحب مطيع ...
.. إنما تصدر المعصية من ضعف المحبة

6 شرف النفس وزكاؤها وفضلها وحميتها.. فكل هذا يجعلها تترفع عن المعاصي ..


7 قوة العلم بسوء عاقبة المعصية وقبح أثرها والضرر الناشئ منها من سواد الوجه وظلمة القلب وضيقه وغمه .. فإن الذنوب تميت القلوب ..

8 قصر الأمل ويعلم الإنسان أنه لن يعمر في الدنيا ويعلم أنه كالضيف فيها وسينتقل منها بسرعة فلا داعي أن يثقل حمله من الذنوب فهي تضره ولا تنفعه .

9 مجانبة الفضول في مطعمه ومشربه وملبسه فإن قوة الداعي إلى المعاصي إنما تنشأ من هذه المفاضلات ؛ ومن أعظم الأشياء ضررا على العبد .. بطالته وفراغه ... فإن النفس لا تقعد فارغة.. إن لم يشغلها بما ينفعها شغلته بما يضره ..

10 والسبب الأخير هو السبب الجامع لهذه الأسباب كلها .. وهو ثبات شجرة الإيمان فى القلب ..
فصبر العبد عن المعاصي إنما هو بحسب قوة إيمانه فكلما كان إيمانه أقوى كان صبره أقوى .. وإذا ضعف الإيمان ضعف الصبر

من كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين




جزاكم الله خيرا أختي الفاضلة ياقوتة على مساهمتكم القيمة والمفيدة وبارك الله فيكم وأحسن إليكم



بلابل السلام 2011-09-13 22:37

رد: لذة المعصية!!
 
أكرمك الله أختي ياقوتة

ياقوتة 2011-09-13 22:43

رد: لذة المعصية!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد السوسي (المشاركة 434181)



بالفعل إن للذنب والمعصية لذة عابرة للحظات قصيرة جدا سرعان ما تنقلب الى حسرات وآلام وندم والعاقل من فكر في العواقب قبل الوقوع في المعصية

ومن درر ابن القيم النفيسة لمواجهة طوفان المعاصي والذنوب :



1 علم العبد بقبح المعصية ورذالتها و دناءتها وأن الله حرمها ونهى عنها صيانة وحماية للعبد عن الرذائل كما يحمى الوالد الشفيق ولده عن ما يضره ..

2 الحياء من الله ... فإن العبد متى علم بنظر الله إليه ومقامه عليه وأنه بمرأى من الله و مسمع كان حييا يستحي أن يتعرض لمساخط ربه .. والحياء أن تنفتح فى قلبك عين ترى بها أنك قائم بين يدى الله ...

3 مراعاة نعم الله عليك وإحسانه إليك :
فإذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم..
من أنعم الله عليه بنعمة فلم يشكرها عذبه الله بذات النعمة ..


4 الخوف من الله و خشية عقابه .

5 حب الله .. فإن المحب لمن يحب مطيع ...
.. إنما تصدر المعصية من ضعف المحبة

6 شرف النفس وزكاؤها وفضلها وحميتها.. فكل هذا يجعلها تترفع عن المعاصي ..


7 قوة العلم بسوء عاقبة المعصية وقبح أثرها والضرر الناشئ منها من سواد الوجه وظلمة القلب وضيقه وغمه .. فإن الذنوب تميت القلوب ..

8 قصر الأمل ويعلم الإنسان أنه لن يعمر في الدنيا ويعلم أنه كالضيف فيها وسينتقل منها بسرعة فلا داعي أن يثقل حمله من الذنوب فهي تضره ولا تنفعه .

9 مجانبة الفضول في مطعمه ومشربه وملبسه فإن قوة الداعي إلى المعاصي إنما تنشأ من هذه المفاضلات ؛ ومن أعظم الأشياء ضررا على العبد .. بطالته وفراغه ... فإن النفس لا تقعد فارغة.. إن لم يشغلها بما ينفعها شغلته بما يضره ..

10 والسبب الأخير هو السبب الجامع لهذه الأسباب كلها .. وهو ثبات شجرة الإيمان فى القلب ..
فصبر العبد عن المعاصي إنما هو بحسب قوة إيمانه فكلما كان إيمانه أقوى كان صبره أقوى .. وإذا ضعف الإيمان ضعف الصبر

من كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين




جزاكم الله خيرا أختي الفاضلة فطيمة الزهراء على مساهمتكم القيمة والمفيدة وبارك الله فيكم وأحسن إليكم



بارك الله فيك اخي الكريم خالد السوسي على الاضافة القيمة جدا

التي اثرت الموضوع كثيراااااااااااااا

جعلها الله في ميزان حسناتك و اثابك الجنة

تقديري الكبير

ياقوتة 2011-09-13 22:46

رد: لذة المعصية!!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلابل السلام (المشاركة 434184)
أكرمك الله أختي ياقوتة

و اكرمك و اعزك الله اختي الحبيبة بلابل

لمرورك اثر كبير في نفسي

لك خالص محبتي و تقديري


الساعة الآن 09:30

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd