ما بالي أجد نفسي بهذا الوهن أولست كنت عودتها على الشدة...وهجرت عادات النساء من افراط في الضعف والدلال ...
فما بالها تخونني اليوم وتضعف وما بالي أحس كأني أعود لتلك الأزمنة التي طويتها عمدا بالنسيان وأحكمت عليها الإغلاق ....
مابالك عدت بي إلى كل تفاصيل هواك وكأني لم أبرحه يوما ...وكأني كنت أداريه فقط لكي لا يهالني واقعه....لقد عدتُ لكل عاداتي التي ظننتني قاطعتها ...فها أنا ذي أدمنت الكتابة لطيوفك ...إن أغمضت عيني حلمت بك ...وإن فتحتها ...أمَّلتها بطلتك...تسحبني بلطف من واقعي لعوالمك الواهمة...وأستنجد بالنسمات...والليل والنجوم والمطر والغيوم وأختلق لنفسي أعذارها لتستظل بك ....
أتدري منذ متى...عاهدت نفسي أن لا تراني باكية...ووفيت لها بوعدي ...فما بالي اليوم أخلفه وأبلل وسادتي كأيام طفولتي الحالمة بك ....وإن بيني وبين تلك العهود سنينا وسنينا ...فقل لي بالله عليك في أي ركن من كياني كنت مستترا هكذا حتى فاجئتني اليوم بما أجده فيّ منك ...
كل الناس تقول أن البعد يقتل كل شيء وأن الزمن يمحو كل ذكرى فما بالك غالبتهما فغَلبت ...كم أكره نفسي حين أحسها منك ولك ...وكم أحس بالغدر حين أدرك أن مجرى دمي يعرفك ...وكم يعتريني من الغضب حين أحس أن قلبي يدق لك ...وأن عيني تبحث عنك في وجوه الناس علها تلمحك ....فقل لي بالله عليك ألا يكفيك أني غادرت دنياك هروبا من يوم أصادف فيه خيالك ...وسكنت في غربتي كي لا يغدر بي الحنين فأرجع لدرب يحمل خطواتك ...قطعت كل علاقاتي بكل من كان يعرفك أو يعرفنا معا حتى لا أسمع عنك حديثا ولوصدفة ....ألا يكفيك أني اخترت بعدك أن أسكن مدينة بعيدة عن كل الشواطئ...حتى أهرب من ذاكرتي ولا تراك في هدوءه وثوراته ...حتى لا تذكرني زرقته بعينيك ....ألا يكفيك أني تنازلت عن كل أحلامي وهواياتي وأشيائي لأطفئ جمرة الحنين لك ....فلماذا أعلنت علي حربا جديدة....ولمَ استيقظت من سباتك داخلي ...أكان يكفي أن أقرأ سطرا واحدا ...لتعيدني لمأساة ظننت أنني دفنتها منذ سنين .....
أضحك من حالي بهستيريا شديدة حين أحسب كل هذه السنين التي مرت وأنا أوهم نفسي أنني كنت أقوى منك ونسيت كل شيء....لأدرك أن حبي المجنون للكتابة...لم يكن إلا لتخليدك في عقلي وذاكرتي ...وتحايلا على النسيان ليكتبك في كل حرف ويقول لك أنك لا يمكن أن تنسى للحظة....

أسعدني جدا مرورك وكلماتك الصادقة
غاية ما أرجوه أن يجد من يقرأ كلماتي بعض ما يلامسه
متمنياتي بالسعادة لقلبك النقي
ابا العز
مساء البوح يبلغك ألف تحية وسلام
كل ودي وأخوتي

هو الواقع كلما حاولنا نسيان ذكرياتنا الا وعادت من جديد تراودنا لتعيدنا اما للحظات جميلة او لحظات كئيبة رتيبة
جميل ماخطت اناملك يا همس الروح
كل مودتي وأخوتي