لماذا غُيبت جامعاتنا ؟ د. اسكندر لوقــا
 

<TABLE id=printer><TBODY><TR><TD class=formstylea style="PADDING-RIGHT: 20px; PADDING-LEFT: 20px" vAlign=top colSpan=2></TD></TR><TR><TD class=formstylea style="PADDING-RIGHT: 20px; PADDING-LEFT: 20px" vAlign=top colSpan=2></TD></TR><TR><TD class=formstylea style="PADDING-RIGHT: 20px; PADDING-LEFT: 20px" vAlign=top colSpan=2>في نبأ يخص العالم كما يخصنا نحن العرب خصوصا من حيث المبدأ ، نقرأ منذ أيام قليلة أن ثمة تقييما أجراه تسعة ألاف أكاديمي حول الجامعات المعترف بها دوليا ، تبين من خلاله أن الجامعات الأمريكية والبريطانية هي الأفضل بين الجامعات المعترف بها دوليا ، في حين غُيبت أسماء الجامعات العربية تماما كأنها حبرعلى ورق أو كأنها خارج العصر الراهن تماما .
المهم في هذا التقييم ، فضلا عن غياب أسماء الجامعات العربية ، هو غياب الموضوعيّة في أداء هذه العملية ، وذلك بسبب تغييب الأكاديميين العرب أنفسهم وبالتالي عدم إشراكهم في عملية التقييم حتى لا تأخذ منحى آخر غير مرغوب فيه ، وإن كنا نعتقد لاعتبارنا ، في نظر الغرب ، أمريكيين وبريطانيين وغيرهم ، أمة لم نبلغ بعد سن الرشد لتأخذ حقها من الاعتبار.
وفي سياق التقييم ، لوحظ أن ثمة جامعة أمريكية احتلت المرتبة الأولى ، بين جامعات العالم ، وهي جامعة " هارفارد " ، فيما احتلت المرتبة الثانية جامعة كامبريدج البريطانية . ولم يبخل آلاف الأكاديميين ، لكرم أخلاقهم ، عن الاعتراف بأن ثمة عددا محدودا من الجامعات الآسيوية جديرة بنيل شرف الاعتراف بها فجاء ذكر جامعة طوكيو وجامعة هونغ كونغ لا غير لنيل هذا الشرف .
ولا ندري إن كانت الجامعات العربية العريقة في كل من سورية ولبنان ومصر والعراق والأردن وبقية البلدان العربية قد أخضعت لشروط التصنيف الذي اعتمد لنيل هذا الشرف أم لا ، بيد أن الملاحظ أنها لم تعامل بموضوعية وبمنأى عن نوايا الإساءة إلى سمعة التعليم في الوطن العربي عموما . لقد استند التصنيف، على سبيل المثال، لنوعية التدريس والبحوث والقدرة على اجتذاب كوادر من الخارج، سواء من مستوى الأستاذ أو الموظف أو الطالب. ولا نعتقد أن تصنيفا من هذا النوع لا يستحق الاهتمام حقا، ولكن عندما يقوم مثل هذا التقييم على مستوى بلدان العالم كافة ، فإنه يخرج عن طوق المنطق والعدالة ، لأن ثمة جامعات في الوطن العربي ، لا يمكن لأي أكاديمي يحترم تاريخه العلمي ، أن يتجاوز حضورها في حقل التعليم الجامعي وما بعد الجامعي ، وبالتالي أن يصدر حكمه عليها قبل التعرف على أوضاعها عن كثب لا من خلال معلومات تروج لها أحيانا الدوائر المغرضة للطعن بمستوى التعليم الجامعي في البلدان العربية .
في دمشق كما في بيروت كما في القاهرة وبغداد والخرطوم وبقية المدن العربية العريقة جامعات أثبت خريجوها أنهم حملة رسائل إنسانيّة مضيئة في مجالات مختلفة ، ثقافية وعلمية وفنية ، ومن هنا يتساءل أحدنا ترى لماذا غُيبت أسماء الجامعات العربية المعترف بها دوليا ؟
إن تقييما كهذا ، بيّن أن " لائحة أفضل 200 جامعة في العالم " خلت من أي جامعات عربية ، لا يخلو من سوء النيّة ، بل إنه يتعمدها عن سابق تصور وتصميم .
ومن هنا ، يرى أحدنا أن ثمة واجبا بات ملقى على عاتق المعنيين العرب بشؤون التعليم الجامعي كي يبادروا إلى إعلان أسماء الجامعات العربية المعترف بها دوليا ، وذلك تقويما للنتائج التي توصل إليها هؤلاء الأكاديميون الذين قد يكونوا مضللين بشكل أو بآخر حتى لا تتعدى نظراتهم حدود بلدين أو أكثر بقليل كأنها البلدان الوحيدة التي يمتلك أبناؤها مشعل الحضارة في تاريخ البشرية ، منذ تاريخ تأسيسها حتى اليوم . فهل نعمل ؟

الأحد 18-10-2009
المصدر:شام برس

</TD></TR><TR><TD class=formstylea style="PADDING-RIGHT: 20px; PADDING-LEFT: 20px" vAlign=top colSpan=2></TD></TR><TR><TD class=formstylea style="PADDING-RIGHT: 20px; PADDING-LEFT: 20px" vAlign=top colSpan=2></TD></TR><TR><TD class=formstylea style="PADDING-RIGHT: 20px; PADDING-LEFT: 20px" vAlign=top colSpan=2></TD></TR><TR><TD class=formstylea style="PADDING-RIGHT: 20px; PADDING-LEFT: 20px" vAlign=top colSpan=2></TD></TR></TBODY></TABLE>